Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

أثرياء لا يمتلكون.. وفقراء يملكون في محنة «كوفيد ـ 19» طائرات للهرب.. وخرفان للدعم!

كشفت الجائحة العالمية النقاب عن أسرار النفس الإنسانية أكثر، فهناك من يمتلك لكنه لا يملك! يمتلك المال ولكنه لا يمتلك “أخلاقيات المحنة” الإنسانية التي تمر بها بلاده، وهناك من لا يملك المال لكنه يمتلك هذه الأخلاقيات أو الحس الإنساني الجميل والتعاطف مع بني جنسه! أثرياء هربوا من أوطانهم في أشد لحظات الحاجة إليهم! وفقراء بقوا وقدموا كل ما يملكون من أجل الآخرين ولو كان بسيطاً!
مؤسسات عالمية تربحت من الأزمة ومؤسسات أخرى قدمت الكثير والجزيل.. وبين هؤلاء وأولئك نكتشف معاً ما حدث في ظل الجائحة العالمية التي تمر بنا:

هناك من يمتلك المال ولكنه لا يمتلك «أخلاقيات المحنة» الإنسانية التي تمر بها بلاده!

رغم أن الهند تضم ثلث أثرياء العالم أو أصحاب المليارات، فإن بعض هؤلاء قرر الفرار بعيدا عن أرضه ووطنه وشعبه بسبب انتشار الجائحة!
كتبت تقريراً عن ذلك صحيفة بيزنس توداي انديا أنه في وسط أزمة COVID-19 المتصاعدة في الهند، يحجز أباطرة الدولة وغيرهم ممن يمكنهم دفع أجور تصل إلى ملايين الروبيات رحلات جوية إلى أوكار آمنة في أوروبا والمحيط الهندي والشرق الأوسط! حيث دفعت الزيادة غير المسبوقة في الإصابات بفيروس كورونا في الهند العائلات الثرية إلى الهروب من البلاد على متن طائرة خاصة.
فبعد أن سجلت الهند 352991 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم الاثنين 26 أبريل، وهي أعلى حصيلة يومية على مستوى العالم منذ بدء جائحة كوفيد -19 العام الماضي، ومع انهيار البنية التحتية الصحية في الهند تحت الضغط المتزايد لحالات الإصابة بالفيروسات ظهرت على السطح ردود أفعال تبدو غريبة، بل مستهجنة، من المشاهير المفترض بهم أن يكونوا في أول الصفوف!
وأضاف التقرير أن جزر المالديف ستمنع الهنود من زيارة جميع الجزر باستثناء البعض.
تصل تكلفة الرحلة التي يدفعها الأثرياء في اتجاه واحد من نيودلهي إلى دبي نحو 15 ألف روبية (20 ألف دولار)، بل إن أصحاب الطائرات الخاصة يتقاضون أيضًا رسومًا على رحلة العودة إذا كانت الطائرة فارغة! بل إن هؤلاء لا يمانع الكثير منهم في عدم العلم إلى أين ينتهي بهم الأمر، مادام سيهرب إلى مكان ما يتمتع برعاية صحية جيدة، وبرنامج تطعيم لائق!
وفي الوقت نفسه، ذكر تقرير في 26 أبريل في صحيفة The Times of India أن نحو ثماني طائرات خاصة، تكلف كل منها نحو 72 ألف روبية (96941 دولارًا)، وصلت من الهند إلى مطار لندن، قبل 24 ساعة من إعلان البلاد حظر السفر على الهند!
ووصل الامر بالسلطات الهندية الى أنها حظرت رحلات الإجلاء الطبي في ضوء القلق من أن الأثرياء قد يزعمون كذباً أنهم بحاجة إلى العلاج للسفر في جميع أنحاء البلاد أثناء الإغلاق بعد أن حظرت الحكومة الخدمات التجارية!

بعض نجوم «بوليوود» فروا هاربين من محنة الجائحة إلى جزر المالديف في المنتجعات الفاخرة!

نجوم بوليوود. يتساقطون في المالديف!
نشر موقع (nzherald) تقريراً مخجلاً عن نجوم بوليوود الذين فروا هاربين من محنة الجائحة إلى جزر المالديف مثلاً.. حيث انتشرت على السوشيال ميديا صور نجوم بوليوود (غير المبالين) بعد أن شاركوا بلا خجل صورًا لملاذات استوائية مثالية بعد الفرار من أزمة فيروس كورونا المتفاقمة في الهند! في الوقت الذي تكافح فيه الهند أعدادًا قياسية من الإصابات اليومية، ونفاد الإمدادات الأساسية من المستشفيات وتراكم الجثث في محارق الجثث، انطلق الكثير من النجوم إلى جزر المالديف.
شارك نجم بوليوود رانبير كابور- الممثل السادس الأعلى أجرا في الصناعة- الصور وهو يغادر الهند التي اجتاحتها الفيروسات مع صديقته علياء بهات في 19 أبريل! بل علّق على صوره بالقول: “جزر المالديف تنادي”!

كما قام الزوجان من بوليوود ديشا باتاني وتايجر شروف أيضًا بالركض إلى جزر المالديف، حيث شاركت باتاني، البالغة من العمر 28 عامًا، صورها على انستغرام وهي تستمتع بأشعة الشمس المالديفية على الشاطئ بل وفي منتجع فاخر!
مما أثار الأحاديث لانتقاد هروب الأزواج المشهورين في توقيت غير مناسب، وحث بعض المشاهير الآخرين على عدم فعل الشيء نفسه، كما نشرت الروائية والمعلقة الهندية شوبها دي على موقع انستغرام “ذروة الابتذال أن تتباهى بتلك الصور السخيفة”.

على الجانب المضيء هناك أثرياء وكيانات كبيرة ساهمت في المحنة..
مثل «أمباني» و«تاتا»

على الجانب الآخر، هناك أثرياء وكيانات اقتصادية كبيرة ساهمت بشكل فاعل وخيّر في الأزمة.. فهناك شركة Reliance التابعة للملياردير (أمباني) التي أصبحت أكبر منتج للأكسجين السائل من الدرجة الطبية الاولى في الهند، وهي توفره مجانًا للعديد من الولايات تضامناً مع الدولة في الأزمة. في نفس اليوم، كما قامت الشركة أيضًا بنقل 24 حاوية ISO يتم استخدامها لنقل الأكسجين من المملكة العربية السعودية وألمانيا وبلجيكا وهولندا وتايلاند، ما أدى إلى توفير سعة نقل إضافية تبلغ 500 طن للهند. وفي وقت سابق، قدمت الشركة أكثر من 15 ألف طن من الأكسجين مجانًا، ما ساعد ما يقرب من 1.5 مليون مريض.

هناك من لا يملك المال لكنه يمتلك الحس الإنساني والتعاطف في المحنة!

أيضا للملياردير أداني دور مهم بينما تكافح الهند لنقل الأكسجين من المصانع إلى المستشفيات، رتبت مجموعة أربعة صهاريج ISO مع 80 طنًا من الأوكسجين السائل من المملكة العربية السعودية في 26 أبريل. كما قال أداني إن شركاته تشتري 5000 أسطوانة أكسجين من الدرجة الطبية من Linde المملكة العربية السعودية، مزود للغازات الصناعية والطبية. قامت Adani Group أيضًا بشراء الأكسجين من تايلاند ودبي.
مجموعة (تاتا) العملاقة ساعدت وتساعد البلاد في صراعها مع نقص الأكسجين. حيث توفر شركة تاتا ستيل التابعة للمجموعة نحو 1000 طن متري من الأكسجين يوميًا إلى ولايات مختلفة.. كذلك هناك بعض مجموعات من رجال الأعمال الأخرى التي تتبرع كثيراً للبلاد في محنتها، ومنها مجموعة صناعات جارسيم التي تتبرع على المستوى المحلي كثيراً كما تبرعت أديتيا بيرلا بـ 30 جهازًا لتركيز الأكسجين لمستشفى في مدينة أوجين.

رؤساء يتبرعون
حسب وكالة الأنباء الفرنسية خصص رئيس غواتيمالا، الكوميدي السابق جيمي موراليس، أكثر من نصف راتبه الشهري لمساعدة الفقراء. وجاءت هذه الخطوة انسجاما مع أحد وعوده خلال حملة الانتخابات الرئاسية.

الرياضيون يتبرعون
كان للرياضيين موقفهم المختلف عن بعض الأثرياء في العالم، ومنهم على سبيل المثال النجم الرياضي الفرنسي كيليان مبابي نجم فريق باريس سان جيرمان الذي تبرع بمبلغ مالي لإحدى المؤسسات الخيرية في البلاد، لمساعدتها على مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد. وحسب موقع خبرني كتبت المؤسسة على حسابها على تويتر: “نشكر الموهبة كيليان مبابي على تبرعه الكريم ومساعدته المحتاجين في مثل هذه الظروف”، بل إن مبابي شجع المتابعين له في كل مكان على السوشيال ميديا على التبرع لهذه المؤسسة بغرض مساعدة الذين خسروا وظائفهم بعد انتشار كورونا.. أيضا تبرع لاعبو نادي تشيلسي الانجليزي بمبالغ كبيرة لصالح المتضررين من الجائحة أو العائلات والأفراد الذين يحتاجون إلى دعم فوري أو طعام في طرود تصل إليهم عبر المؤسسات الخيرية الانجليزية.

«تبرع بخروف»..
شعار المزارعين البسطاء الإنجليز لمن فقدوا وظائفهم!

هكذا تناولت الـ«بي بي سي» تقريرا لها عن مجموعة من البسطاء العاملين في مجال الزراعة بإنجلترا والذين قرروا تقديم ما لديهم من إمكانات ولو بسيطة، مساهمة منهم في دعم المتضررين من الجائحة، وقد وأطلق المزارع إيوان بوغ جونز هذه المبادرة لمساعدة من يعانون من مشكلات صحية ومن يفقدون وظائفهم بسبب الجائحة، وقد استوحى هذه المبادرة من الأعمال الخيرية للاعب كرة القدم البريطاني راشفورد الذي أطلق حملة تبرعات لضمان حصول الأطفال في المملكة المتحدة على وجبات مدرسية مجانية أثناء العطلات، وتقوم المبادرة على أساس أن يبيع المزارعون خروفا أو نعجة ويتبرعون بالأرباح لإحدى الأسر التي تعيش ظروفا قاسية بسبب كوفيد-19 وإجراءات الإغلاق التي تستهدف الحد من انتشاره.

مجهول في ألمانيا يتبرع بمبلغ 100 ألف يورو
من أجل فقراء أفريقيا وسط الجائحة!

حسب وكالة الأنباء الألمانية حدثت قصة تبدو غريبة لكنها واقعة بالفعل، حيث جاءت مكالمة هاتفية من شخص مجهول لفرع منظمة “تير دي زوم” الخيرية في مدينة أوسنابروك الألمانية. لم يُعرّف المتصل عن نفسه، بل طلب من الموظف بالمنظمة النزول لتفقد صندوق البريد. امتثل الموظف للطلب ورافقه زميله خوفاً من أن يكون الأمر دعابة سخيفة أو به خطورة، وكانت المفاجأة للموظفين أنهما وجدا بالفعل ظرفاً به مبلغ 100 ألف يورو في داخل صندوق البريد! وبعد أن تأكد الجميع من أن هذه الأموال حقيقية عمت السعادة المؤسسة كلها بهذا المبلغ الضخم من أجل فقراء أفريقيا!

Exit mobile version