Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

أخو الدنيا وأخو الدم

«أخت الدنيا» أو «أخو الدنيا».. جملة سمعتها تتردد كثيرًا في هذه الأيام، ومعنى «أخوالدنيا» المقولة العربية «رُبَّ أخٍ لك لم تلده أمك».جملةٌ جملية في معناها حتى إحساسها.

منهن من حكت لي مواقف «أخت الدنيا» هذه، وكيف أصبحت كذلك.. كانت في البداية صديقة ثم أصبحت صديقة مقربة مخلصة صادقة، لا تجامل عند الخطأ.. هي أول ناقد وناصح، وعند الصواب هي أول مادح ومؤيد.

«أخت الدنيا» و«أخو الدنيا» مع الوقت يحسان بإحساس الصديقة أو الصديق قبل أن يتكلما، ويعطيان صديقهما قبل أن يطلب.

 

حُكِي لي عن صديقات كنَّ كذلك في البداية ثم أصبحن لا يتفرقن.. مرضت واحدة منهن.. ففزعت كل أسرتها معها، ولكن لطول مدة علاجها تفرق كل من حولها لانشغالهم بأمور دنياهم، ولم تبق سوى الصديقة التي أكملت معها مشوار علاجها حتى شفائها.. أصبحت كلٌّ منهما سندًا للأخرى في السراء والضراء.. في الفرح والحزن.. حتى أصبحت العلاقة التي تربط بينهما علاقة أخوة لا علاقة صداقة.

المواقف والحكايات كثيرة، ولا يتسنى لي عرضها في هذا المقال.

 

وبقدر ما أسعدتني هذه الجملة «أخت دنيا» أو «أخو دنيا» بقدر ما حزنت.. فأين ذهبت أخوة الدم؟ الأخ والأخت اللذان خرجا من نفس الرحم وضُما في صدر نفس الأب! لعبا معًا أيام الطفولة وعوقبا معًا أيام الشقاوة.. كتم كلٌّ منهما أسرار الآخر في المراهقة.. فرحا أحدهم للآخر عندما وقع في الحب.. عندما تزوج وأنجب و… و… و…!

أخذت أيام الدنيا كلا منهما بعيدا عن الآخر.. فضعفت أخوة الدم، وطارت أيام الطفولة والمراهقة مع الريح، واستبدل البعض «أخو الدنيا» أو «أخت الدنيا» بـ «أخو الدم» أو «أخت الدم» !

أنا لست ضد «أخو الدنيا» أو «أخت الدنيا»، ولكن ما المانع أن نُبقي على الاثنين.. أخوة الدم وأخوة الدنيا؟!

 

في «كلمة محبة»:

«جميلٌ أن نعيش في مجتمع تسوده القلوب البيضاء».

Exit mobile version