Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

أمهات المشاهيـر – فهيمة أمٌّ ليست كسائر الأمهات!

تزوجت فهيمة من شيال يعمل عند والدها.. أنجبت فهيمة من الشيال أحد عمالقة القرن العشرين

 

«فهيمة» أم ليست كالأمهات، انجبت للبشرية واحدا من جيل العمالقة في القرن العشرين امثال «الجنرال ديجول» و«العالم الاسطورة اينشتين» والجنرال ايزنهاور.

وكما وصفه «ساز بيرجر» احد اشهر الصحافيين في العالم وقبل ان نكشف عن العملاق الذي وصفه «بيرجر» بين اشهر عمالقة العالم في القرن العشرين، تعالوا نتعرف على الحكاية من البداية:

.. قرية من قرى صعيد مصر.. وتحديدا احدى قرى مركز «الفتح» التابع لمحافظة اسيوط اسمها «بَني مر» «Bani Murr»

.. تقع على بعد 8 كيلومترات من اسيوط عاصمة محافظة اسيوط.. وسميت بهذا الاسم نسبة الى «بني مر» القادمين من الحجاز.

.. في القرية عاش حسين.. الذي انجب عبدالناصر الذي انجب بدوره جمال..

.. في القرية ولد «عبدالناصر حسين» والد جمال عبدالناصر حسين الذي اختاره العالم احد اشهر العمالقة وابرز القادة في القرن العشرين.

.. اذن جذور جمال عبدالناصر ترجع الى قرية «بني مر» على الرغم من انه لم يولد في القرية!

 

عبدالناصر حسين

ولد في بني مر في اسرة متواضعة.. تملك مالاً قليلاً.. لكنها تملك شرفاً عريضاً.. فقد عرفت اسرته قيمة العلم والثقافة.. تعلم عبدالناصر حسين في احدى المدارس بالقرية وحصل على شهادة كانت تعرف بـ«الكفاءة».. مكنته من ان يعمل «بوسطجي» في مكتب البريد التابع لأسيوط.. ثم في الاسكندرية.

وفي مدينة الخطاطبة التابعة لمحافظة البحيرة.. بالقرب من مدينة «كوم حمادة» ارتبط بأكبر عائلاتها «عائلة مبارك بك الجيار».

في مدينة الاسكندرية اراد عبدالناصر حسين ان يحسن وضعه المالي وان يضيف الى راتبه الذي يتقاضاه من مكتب البريد ما يعينه على الحياة.. فاشتغل «شيالًا» يحمل اكياس الفحم عند تاجر فحم مشهور في احد الاحياء الشعبية في الاسكندرية.

استطاع عبدالناصر حسين ان يحوز ثقة تاجر الفحم الذي يعمل عنده واسمه محمد حماد، ما مكنه من ان يطلب يد ابنته.. فوافق التاجر وزوّجه من ابنته «فهيمة» التي انجبت له ابنه البكر جمال وكان ذلك في شهر يناير 1918.

تنقل جمال ووالده عبدالناصر حسين بين الاسكندرية واسيوط.

اقترح شقيق عبدالناصر حسين، خليل حسين ان يقيم جمال معه في القاهرة، وتحديدا في الحي الشعبي الشهير «النحاسين»، وهو حي يقطنه الصناع المهرة وتنتشر فيه الحرف الشعبية الدقيقة، بجوار احياء الصاغة والموسكي والغورية والازهر والحسين.

ومن الحقائق التاريخية الثابتة ان جمال شاهد وهو طفل عند عمه خليل سيارة عسكرية تتبع الاحتلال البريطاني لمصر تدهس طفلة صغيرة.. ولم يكلف السائق البريطاني نفسه الوقوف لمحاولة انقاذ الطفلة.

سمع جمال عمه خليل وهو يقول له: «سنظل نعيش في هذا الذل.. حتى يظهر بيننا رجل يخلصنا من الاحتلال البريطاني».. فكان جمال هو هذا الرجل.

ومن الحقائق التاريخية الثابتة ايضا ان الطفل جمال سأل اباه مرة: يا والدي لماذا نأكل اللحم بينما الفلاح الذي يربي الغنم او الماشية لايأكله!

فأجابه والده: هذه ارادة الله.

.. الجملة التي سمعها من عمه والجملة التي سمعها من والده.. غرست في نفسه (الطفل)  ظاهرتين:

الظاهرة الاولى: كراهيته الشديدة للاحتلال..

والظاهرة الثانية: انحيازه بالكامل للفقراء والمحتاجين.

.. اذن فهيمة محمد حماد بنت تاجر الفحم الذي يعمل عنده عبدالناصر حسين شيالاً لأكياس الفحم هي ام جمال عبدالناصر حسين الذي اصبح احد القادة والزعماء العمالقة في القرن العشرين والذي ينتمي الى اسرة فقيرة لا تملك مالاً لكنها تملك شرفاً عريضاً.

.. وعندما بلغ الطفل جمال عبدالناصر سن الثامنة من عمره اي في عام 1926 ماتت امه فهيمة.. فكيف كان تأثير وفاتها عليه؟

يقول جمال عبدالناصر حسين بعد ان اصبح واحدا من عمالقة القرن العشرين: موت امي قصم ظهري.. تأثير وفاة أمي علي لا يمحوه الزمن..

وكانت فاجعة جمال في وفاة امه عندما سافر في اجازة دراسية صيفية لزيارة امه ووالده في الخطاطبة بمحافظة البحيرة، فاكتشف ان امه غير موجودة وان في البيت سيدة اخرى اسمها عنايات.

سأل عن أمه فأجابوه: امك ماتت ولم نخبرك خوفاً عليك!

واكتشف ان السيدة عنايات هي زوجة ابيه بعد وفاة زوجته فهيمة ام جمال.

.. قال الكاتب الكبير حسنين هيكل: دموع جمال عبدالناصر كانت تملأ عينيه يوم 21 مارس من كل عام، وهو اليوم الذي يصادف عيد الأم.. كان جمال يجلس في ركن بمكتبه وهو يكتب كلمات الحب والعشق لأمه التي عاش معزولاً عنها وافتقدها فجأة.. رغم انها لم تعش طويلاً.

.. ويمكن ان نلخص حكاية جمال وامه في جملة واحدة: طفل حصل على الحنان كله دفعة واحدة.. لكنه افتقد الحنان فجأة ودفعة واحدة.

وقال الكاتب الكبير حسنين هيكل: كانت دموع ناصر تسقط من عينيه وهو رئيس جمهورية عندما يتحدث عنها ويردد « امي العزيزة وحشتيني».

 

نادية عبدالرحمن

Exit mobile version