Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

أمهـات المشـاهيـر «امـرأة فـولاذيـة» تقتحم البيت الأبيض

هل يصبح زوجها الرجل الأول في بيت فخامة الرئيس؟

 

أسرتنا متواضعة.. لم أولد «سيناتور» أو سيدة أولى

 

«المرأة الفولاذية» عاشت ثماني سنوات في البيت الأبيض سيدة أولى في بلادها، تستعد حاليا أن تدخل البيت الأبيض من جديد، ليست كسيدة أولى فقط، وإنما رئيس للرجال والنساء في الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي سيدخل زوجها من جديد الى البيت الأبيض «سيدًا أول» أو زوجاً لفخامة الرئيسة لا رئيسًا!

إنها Hillary Rodahm Clintion هيلاري رُودْ هام كلينتون.. «المرأة الفولاذية» أو بنت Hugh Rodham «هيو رُود هام وزوجة» William Jeffer son المعروف باسم Bill Clinton الرئيس رقم الواحد والأربعين.. والمرشحة بقوة في انتخابات الرئاسة الأميركية الحالية.

فهل يصبح أول رئيس أميركي امرأة وتحتل موقع الرئيس الأميركي رقم 44؟ وهل تبقى في البيت الأبيض ثماني سنوات أخرى؟

ماذا تقول المرأة الفولاذية عن أمها؟

ما صورة أمها؟

ترسم المرأة الفولاذية صورة أمها على النحو التالي:

أمي هي دورثي Dorothy Howell Rodham (دورثي هويل رُودْهام) كانت سيدة بيت (ربة منزل) ركزت اهتماماتها حولي وحول شقيقي الصغيرين وإلى ديو رودهام».. أسرتنا كانت متواضعة لم أولد «سيناتور» أو سيدة أولى.

ولدت أمي في شيكاغو 1919، والدها كان يعمل رجل إطفاء، وكانت أمها ذات أصول فرنسية – كندية – أسكتلندية من سكان أميركا الأصليين.. (الهنود الحمر) لم يكن والد أمي ووالدتها على استعداد «لتكوين أسرة» وبالتالي لم يكونا على استعداد لممارسة الأمومة والأبوة.

تركتني أمي وأنا في الثالثة أو الرابعة من عمري طوال النهار، ولأيام متتالية كانت تترك لي بطاقات لشراء الطعام من مطعم قريب من الشقة التي أعيش فيها، والتي تقع في الطابق الخامس.. وكان والدي يحضر من وقت لآخر ومعه دبة كبيرة هدية لي دون أن يقدم أي نوع من حياة الأسرة المنزلية!

كانت أمي وشقيقتها ايزابيل Isabelle ونحن أطفال تنتقلان بين بيوت الأقرباء!

 

زوجة جدي عذبت أمي وسجنتها في غرفتها لمدة عام

 

والد أمي وزوجته تم بينهما الطلاق عام 1927، كان الطلاق بين الزوجين في هذه الأيام عارا كبيرا، لم يكن الطلاق شائعا، والدي ووالدتها أرسلا أمي وشقيقتها ليعيشا مع جدهما في كاليفورنيا.

عاشت أمي في كاليفورنيا عشر سنوات دون أن ترى والدتها! عاشت أمي وشقيقتها مع جدهما وزوجته القاسية Emma التي كانت ترتدي الفساتين السوداء الفيكتورية الطابع.

زوجة جدي لم تكن تحب أمي، كانت تتجاهلها، كانت تمنعها من حضور الاحتفالات أو ممارسة أي أنشطة مع صديقاتها في المدرسة، حجزتها سنة كاملة في غرفتها، كانت تمنعها من تناول الطعام على المائدة حتى جاءت شقيقة زوجة جدي، فمنعت شقيقتها من معاملة أمي بقسوة.

 

عملت أمي مساعدة لمربية أطفال

 

راتب أمي:

غرفة تسكنها وطعام تتناوله وثلاثة دولارات في الأسبوع

 

تواصل (المرأة الفولاذية) رسم صورة لأمها فتقول:

تركت أمي المنزل لتعمل مساعدة مربية أطفال، وكان المقابل أن تعيش في غرفة وتتناول الطعام ومرتب قدره ثلاثة دولارات في الأسبوع.

لم يكن لديها ما تشتري به ملابس جديدة، كانت تغسل البلوزة التي ترتديها لتلبسها في اليوم التالي (مع تنورة) وحيدة لا تملك غيرها.

لكن كان يعوضها أنها تعيش وسط أسرة الأم والأب فيها يحبان أولادهما ويقدمان إليهما التوجيهات.

أمي قالت لي:

استفدت من الحياة لدى هذه الأسرة.. أسلوب العناية بالأسرة وبأولادها.

المرأة الفولاذية تواصل:

حصلت أمي على الثانوية العامة.. سارعت للالتحاق بالجامعة في كاليفورنيا لكن ديلا Della زوجة أبيها دعتها للعودة الى شيكاغو لتعيش معها بعد أن تزوجت ديلا زوجاً غير أبيها.

وتقول المرأة الفولاذية:

ديلا وعدت أمي بأنها وزوجها سيدفعان نفقات تعلمها في جامعة شيكاغو.. عادت أمي الى شيكاغو لكنها اكتشفت أن زوجة أبيها تريدها مديرة منزل بلا راتب!

غادرت أمي منزل والدها وزوجته لتعيش في شقة صغيرة ووجدت عملاً في مكتب مقابل ثلاثة عشر دولارا في الأسبوع.

سألت المرأة الفولاذية أمها:

لماذا رجعت الى شيكاغو؟

أجابت:

كنت أطمع في محبة أمي.. لكن اكتشفت أنها لم تكن كما توقعت!

المرأة الفولاذية تحدد بدقة إطار صورة أمها:

أمي كانت مديرة منزل كلاسيكية.. امرأة دائبة الحركة.. ترتب الأسِرَّة.. وتجلي الأطباق.. تُعد مائدة العشاء في الساعة السادسة تماماً.. كنت أعود من المدرسة لأتناول الغداء المكون من الطماطم أو شوربة المعكرونة والدجاج.. أو الجبنة المشوية أو زبدة الفول السوداني أو ساندويتش السجق أو النقانق.. وبينما كنت أتناول الطعام كنت أنا وأمي نستمع الى برنامج في الإذاعة أو نستمع الى قصة مفضلة.

تقول المرأة الفولاذية:

كانت أمي تعمل وفقاً لمبدأ «ما لا تتعلمه من أمك تتعلمه من العالم حولك».. هذا المبدأ سمعته يتردد بكثرة من أفراد قبيلة «الماساي»، وهي أكبر قبائل كينيا.

هذا المثل الذي سمعته والذي كانت تعمل به أمي جعلني أستفيد من التحديات التي واجهت أمي وأبي في حياتهما.. دفعني الى أن أقدر فرص حياتي تقديرا كبيرا.

علمتني أمي حب القراءة.. كانت تأخذني في كل أسبوع الى المكتبة.

حصلنا على جهاز تلفزيون لأول مرة وأنا في سن الخامسة.

كانت أمي تمنعنا من مشاهدة التلفزيون لمدة طويلة.. كانت تساعدني على أداء واجباتي المدرسية، كانت تحب أسرتها.. بعد أن كبرنا بدأت أمي دراستها الجامعية.. لكنها لم تتخرج في الجامعة.. كانت أمي تشعر بالمهانة من المعاملة السيئة لأي إنسان، كانت تكره تدني الأخلاق.

التحديات التي واجهت أسرتي أكسبتني القدرة على المواجهة

 

زرعت فينا أنا واخوتي مبدأ «إننا لسنا الأفضل ولسنا الأسوأ»، وكانت ديموقراطية وتكره التمييز العنصري، وكانت كريمة بعكس أبي الذي كان بخيلاً.. كان يعارض أن أشتري أنا وأمي ملابس جديدة! كان يردد دائماً لي ولإخوتي يكفي أنني أطعمكم.. كان غير ديموقراطي.. كان متمسكاً برأيه.

تعلمنا من أمي وأبي كيف نواجه المحن.. علمتني أمي عدم الخوف، كانت تقول لي وأنا طفلة إذا ضربتك صديقتك اضربيها، علمتنا ألا نكون جبناء.

 

السر في مواجهة فضيحة «بيل» و«مونيكا»

 

وفي رأينا أن القيم التي تعلمتها المرأة الفولاذية من أمها ومن المعاناة التي مرت بها شكلت حاجزاً صلباً ضد انهيار أسرتها عندما تعرضت لأزمة زوجها «بيل» مع «مونيكا» داخل البيت الأبيض.

إن هذه القيم والمعاناة أمدتها بطاقة من القدرة على مواجهة الأزمة ومنحتها لقب «المرأة الفولاذية» هيلاري.

 

العدد القادم

أم وليام جيفرسون المشهور بـ «بيل»

 

كتبت: نادية رمضان

Exit mobile version