Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

أول كويتية تحكّم نهائي مباراة كرة قدم الصالات

 

فاطمة التتان:

كرَّستُ حياتي لكرة القدم

 

فاطمة التتان اسم لامع في عالم التحكيم الكروي بالكويت، وربما في العالم العربي كله، ابتدأ ولعها بممارسة لعبة كرة القدم منذ كانت فتاة صغيرة وهي تراقب إخوتها من خلف شباك المنزل وهم يلعبون بالساحة، وكذلك من خلال متابعة المباريات التي تعرض على التلفاز في عصرها الذهبي مع العائلة حتى استطاعت تحويل حلمها إلى حقيقة واقعة من خلال إدارتها لمباريات تجري بين دوري الناشئين داخل الصالات وخارجها.

التتان شابة عنيدة ورثت إرادتها القوية على ما يبدو من جذورها التركية، فلم تكسرها إصابة أو تهزمها ظروف، بل استطاعت تحقيق الحلم بممارسة هوايتها خلال جميع مراحلها الدراسية، فكانت من المتفوقات رياضيا سواء في كرة القدم أو الطائرة حتى التحقت بدورات التحكيم المتتابعة فتدرجت في العمل لتصل الى حكم أول يحسب لها ألف حساب في الملعب، ولاتزال الفتاة الشابة تطمح إلى المزيد لتمثيل بلادها في الخارج مُحَكِّمة دولية.

استطاعت كسر حاجز الحكام من مثيلات جنسها في إدارة النهائيات في عام 2013 حيث تفوقت على كل من معها في إدارة المباراة النهائية ضمن دوري الناشئين تحت 17 سنة للصالات المغلقة، وقد كان لنا اللقاء التالي مع الحكم فاطمة التتان:

 

منذ السابعة وأنا أتابع مباريات كرة القدم مع الأسرة

 

متى بدأ شغفك وحبك لكرة القدم؟

– بداية أنا من أسرة تعشق الرياضة مكونة من خمسة أبناء، والدي هو مذيع الأخبار الراحل يوسف التتان وترتيبي بين اخوتي هو الرابع وكما يقولون (دلوعة أبوها).

في السابعة أو الثامنة من العمر كنت أتابع مباريات كرة القدم المنقولة بالتلفاز مع الأسرة، وخصوصا مع أخي الكبير أحمد، حيث كان العصر الذهبي لكرة القدم الكويتية، وإن لم تكن متابعتي بالتفاز فهي تكون من شباك المنزل لأراقب اخواني وباقي الشباب وهم يلعبون الكرة في الشارع.

 

هل حاولت النزول واللعب معهم؟

– تبتسم فاطمة وتقول: لا.. فقد كنت أكتفي بمراقبة طرق لعبهم بالشارع الذي كان المكان الذي يمارس فيه الشباب هذه الرياضة.

 

إذن.. كيف حولت حلمك وهوايتك إلى حقيقة لتكوني بعد سنوات أول كويتية تحكم نهائي مباراة كرة قدم صالات؟

– بشخصيتها الحازمة القوية قالت:

كرّستُ كل حياتي لممارسة الرياضة وخصوصًا كرة القدم، حيث اشتركت في كل الفرق الرياضية المدرسية وكنت متفوقة جدا رياضياً سواء في المرحلة المتوسطة في مدرسة «نسيبة بنت كعب» أو في المرحلة الثانوية «العديلية للبنات»، كانت النشاطات المدرسية قوية وحصلت فيها على تدريبات أهلتني للفترة اللاحقة من حياتي.

 

استهوتني «الشغلة».. فقررت الاستمرار في التحكيم

 

بعد المرحلة الدراسية كيف نميت هوايتك؟

– بعد أن انتهيت من المرحلة الدراسية التحقت بفريق كرة القدم الخاص بأحد المعاهد التابعة لوزارة التربية.

وتضيف: «استهوتني الشغلة» فقررت أن أستمر في هذا العمل، حيث التحقت بدورات حكام تابعة للاتحاد الكويتي لكرة القدم والخاصة بالتدريب على لعب دور الحكم في مباريات كرة القدم،

وحصلت على دبلوم «دورات كرة القدم للبنات» معتمد من الاتحاد الكويتي.

 

هل كنت الفتاة الوحيدة التي تلتحق بتلك الدورات؟

– لم أكن الوحيدة التي شاركت في الدورة، بل كان العدد الإجمالي 15 فتاة دخلن في الدورة أغلبهن من المدرسات، ولكن انتهى الأمر بـ 6 حكمات فقط وأنا واحدة منهن.

ما المواد التي يتم تدريسها داخل تلك الدورات؟

– نحن ندرس كل ما يخص قوانين الفيفا الخاصة بالتحكيم بين الفرق المشاركة في كرة القدم التي تقام داخل الصالات أو على الشواطئ أو في الملاعب، مشيرة الى أن تلك القوانين تتغير سنوياً وهو ما يستلزم المواظبة على الدورات المتلاحقة وهو أمر ليس بالسهل ولكنه ممتع.

 

متى بدأت رحلتك في عالم التحكيم؟

– كانت البداية في عام 2010 حيث بدأت كحكم مبتدئ قمت خلاله بدور الميقاتي.

 

ما سلطة الحكم داخل الصالات؟

– الحكم له السلطة الكاملة لإدارة المباراة وتطبيق قوانين اللعب، وذلك من لحظة دخوله الملعب حتى مغادرته، وهناك أربع درجات للحكام وهم:

 

ما صلاحيات وواجبات الحكم؟

متى بدأت رحلة التحكيم سواء داخل الصالات أو على الشواطئ؟

– تقول التتان: بدأت فعلياً في عام 2010 وحتى 2011 كحكم رابع، ووصلت الى درجة حكم ثالث في 2012، وبعدها بعام ارتقيت لأكون حكما ثانيا، حتى وصلت إلى حكم أول في 2014، وفي جميع المراحل قمت بتحكيم مئات المباريات داخل الصالات أو خارجها لأكون أول فتاة كويتية تحكم نهائي مباراة كرة قدم صالات.

 

ما أصعب المباريات التي تحكمين فيها؟

– المباريات التي تقام داخل الصالات هي الأصعب على الإطلاق بسبب تغيير القوانين الخاصة بها بشكل مستمر وحركة اللاعبين السريعة، وأن مباريات «الثيل» أو الملاعب هي الأسهل.

 

ما أصعب الأوقات التي مرت في حياتك؟ وكيف تغلبت عليها؟

– بعد وفاة والدي توقفت بعض الوقت ولكن بعد فترة التحقت بنادٍ لممارسة السباحة، ولكن تعرضت الى قطع بثلاثة أوتار في القدم اليمنى مما منعني من الحركة لمدة ثلاثة أشهر كنت أجري فيها علاجا طبيعيا.

وأضافت: أصبت بإحباط شديد بسبب زيادة وزني.. وهو ما دفعني للالتحاق بنادٍ رياضي خسرت فيه 10 كيلوات من وزني وذلك في عام 2007.

 

تجربتي مع الرجيم دفعتني لتأسيس نادٍ لتخسيس السيدات

 

وهل أفادتك تلك التجربة؟

– رب ضارة نافعة، فما حدث لي جعلني أتعمق في الرياضة وكل ما يخصها لبناء الجسم الصحي السليم، تعاملت مع أطباء متخصصين تعلمت منهم الكثير وهو ما دفعني الى التفكير في إنشاء معهد رياضي متخصص بالتدريب الفردي المكثف للسيدات، حيث أقوم بتدريب كل سيدة على حدة حسب الاحتياجات التي تتطلبها، ذلك بالإضافة إلى تحديد الجدول الغذائي المناسب لرغبة المتدربة خلال فترة انتسابها بالمعهد سواء لرغبتها في تنزيل أو زيادة الوزن أو بناء العضل.

وقد تم تجهيز المعهد بأفضل الأجهزة التي تساعد على فقدان الوزن وشد الجسم تحت إشراف مباشر مني، حيث تستمر الجلسة الواحدة إلى ما يقارب الساعة.

ولا أنكر الدور الأساسي في ميلاد هذا المعهد الذي يعود فضله لشريكتي والمتولية إدارة المعهد صديقتي «هديل» حيث كانت المشجعة الأولى لفكرة إنشائه من بعد ثقة أهلي بقدراتي التدريبية.. وتم الاتفاق بيننا على تسمية المعهد «U CAN» تأكيدًا لمفهوم أن أي فتاة قادرة على ممارسة الرياضة وتحقيق حلمها مهما كان عمرها أو وزنها.. فبالإصرار والإرادة تُحقق المعجزات.

 

ما الحلم الذي يراودك الآن؟

– أمنيتي حالياً أن يتم ترشيحي لدورات الحكم الدولي من قبل لجنة الحكام في الهيئة العامة للشباب والرياضة التابعة للاتحاد الكويتي لكرة القدم.

Exit mobile version