Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

إذا نسيت السكر.. فلن ينساك د. وليد الضاحي: السـكـري مـرض شــرس.. وأحيانـاً مسالم بشـروط

الكويت تحتل المركز الأول عربياً والثالث عالمياً بالإصابة بالسكري، هكذا صرح ضيفنا د. وليد الضاحي استشاري غدد صماء وسكري ورئيس رابطة السكر الكويتية، الحقيقة أن الأرقام مقلقة في ظاهرة يعزوها المختصون إلى أنماط الحياة غير الصحية.
حيث تنتشر ثقافة تناول الحلويات والوجبات السريعة، مقرونة بقلة النشاط البدني، فيما يوصف بأنه نمط حياة يشكل وصفة للمرض المزمن تفشى في الكويت.
كان لـ «أسرتي» هذا اللقاء مع د. وليد الضاحي لنكتشف المزيد عن مرض السكري وتشحم الكبد:

النوع الأول من السكري يصيب الأطفال وينتشر في الكويت بشكل كبير

ما أسباب انتشار النوع الأول من السكري لدى الأطفال في الكويت؟
– مرض السكري من الأمراض الواسعة الانتشار في الكويت، وفي العالم كله، حيث معدلات الإصابة به تصل الى نحو 24%، وهناك ما يقارب 420 ألفاً داخل الكويت يعانون من السكري، والنوع الأول يصيب الأطفال وينتشر في الكويت بشكل كبير، إذ إنها تحتل المركز الأول عربيا والثالث عالميا في معدلات الإصابة به، وهذا النوع يحدث في سن مبكرة وينتج عن عجز البنكرياس عن إفراز الأنسولين بسبب توقفه عن العمل.

أما بالنسبة للأطفال فيتم تسجيل 40 حالة جديدة من النوع الأول للسكري لكل 100 ألف طفل ومعدل 4.6 حالات من النوع الثاني سنويا، كما أن السكري يعد من الأمراض التي يصعب السيطرة عليها، فمعدلات انضباط السكري في العالم لا تتعدى 40 إلى 70%، وهو مرض تتوافر له عدة علاجات، ولكن يبقى أهم علاج لمرض السكري هو انضباط المريض في نمط حياته.

بما أن مرض السكري من النوع الثاني أكثر انتشاراً بـ 24 مرة من النوع الأول فهل السمنة هي السبب الأول؟
– النوع الثاني من السكري له أسباب كثيرة، ومن أهمها التقبل الوراثي ويأتي بعده نمط الحياة المرتبط بالسمنة وقلة الحركة، وللأسف نحن في الكويت نعاني من أكثر نسب السمنة في العالم في الرجال والنساء والأطفال ونسب عالية من قلة الحركة.
السكري مرض مزمن لا بد له من المتابعة على المدى البعيد، والتأقلم معه وفهمه بالقراءة عنه، بالإضافة إلى مقولة أرددها دائما (إذا نسيت السكر فهو لن ينساك)، فإن لم تقس سكرك، فسيأتيك السكر على شكل جلطة في القلب، ضعف في الأعصاب، ضعف في العين، ضعف جنسي، التهاب في الجلد وفشل كلوي، لذلك يجب أن تتذكر أن السكر مرض شرس وعدو داخلي لا بد أن نحتاط له ونكون يقظين وحذرين كل الوقت، واليقظة هنا بقياس السكر، ويكون صديقا مسالما باتباع تعليمات الطبيب وتناول الدواء، وتم اتباع نمط صحي في التغذية.

مريض السكري يمر بمراحل متعددة خلال السنوات منذ التشخيص إلى تطور المرض بشكل كبير

ما السبل العلاجية الجديدة المتوافرة حاليا كأدوية أو مضخات؟
– علاج السكري تطور كثيرا في العشرين سنة الماضية، حيث كان قبل ذلك لدينا عدد قليل من الأدوية وبعض أنواع الأجهزة،
أما الآن فهناك الكثير من الأدوية التي توافرت بعد جهود وأبحاث كثيرة لتكون موجهة للاعتلالات المصاحبة لمرض السكري ومنها إفراز السكر الزائد من الكبد وامتصاص السكر من الكلى الزائد عند مريض السكري تحديدا، وأيضا مقاومة الأنسولين إضافة إلى الخلل في إفراز بعض الهرمونات من الجهاز الهضمي،
ولذلك توجد لدينا الآن أدوية مختلفة الهدف منها علاج الاعتلالات السابقة، ولذلك ننصح الطبيب المعالج بأن يختار الدواء المناسب للمريض، حيث إن مريض السكري يمر بمراحل متعددة خلال السنوات منذ التشخيص إلى تطور المرض بشكل كبير.

أما بالنسبة لتطور الأجهزة فهناك أيضا تطورات كبيرة وتوافرت الأجهزة التي تتصل بالكمبيوتر والتي تفحص بأقل ألم بالنسبة لوخز الأصابع وتوافر تطور كبير في مجسات السكر التي تفحص السكر على مدار اليوم وأثناء النوم لمتابعة المريض وتساعد الطبيب ليعالج بشكل أفضل.

أما بالنسبة للمضخات فتوافرت الآن المضخات الذكية ومضخات تعمل عن طريق تحديد الجرعات بحسب سكر المريض وتوافرت أيضا المضخات اللاصقة التي لا تحتاج إلى وصلات وهذا كله في صالح المرضى.

هناك بوادر جيدة لاستخدام الخلايا الجذعية في العلاج

كون السكري مرضا شرسا على حد قولكم، فهل تفيد الخلايا الجذعية لتكون علاجا نهائيا للسكري؟
– تعد الخلايا الجذعية تطورا كبيرا لعلاج الكثير من الأمراض ومنها مرض السكري، والآن هناك بوادر جيدة لاستخدامها في العلاج، حيث بدأت الدراسات السريرية المحكمة في الولايات المتحدة ونتائجها خلال السنوات الخمس المقبلة ستوضح إمكانية استخدام الخلايا الجذعية في علاج مرض السكري، وخاصة من النوع الأول.
أما استخدام الخلايا الجذعية من بعض الأماكن غير المعترف بها فنحن لا نحبذ ذلك لغياب الأمان وعدم معرفة تأثيرها على المدى البعيد وعدم معرفة مصادرها.

سمعنا في الآونة الأخيرة الكثير عن البنكرياس الصناعي لعلاج مرض السكري، فهل ترشح استخدامه؟
– هناك عدة طرق لعلاج فشل البنكرياس النهائي عن طريق زراعة بنكرياس كامل وتتم مع زراعة الكلى، وهناك برنامج مثبت محكم لزراعة خلايا البنكرياس ويستخدم في كثير من الدول الأوروبية ويحتاج لأن يدخل المريض في نظام زراعة الأعضاء.

أما البنكرياس الصناعي الذي يستخدم مضخات الأنسولين الخاصة التي تحقن أكثر من مادة منها الأنسولين والجلوكاجون، وهو هرمون يعادل الأنسولين ومتوافر منها الآن في الكويت وبدأنا استخدامها مع مرضانا.

هل هناك علاقة بين الكبد الدهني ومرض السكري؟
– معظم مرضى السكري يعانون مما يسمى تشحم الكبد غير الكحولي وهو تراكم الشحوم في الكبد المرتبط بالسمنة والسكري، وهو مرض حميد بشكل عام، وكان على المدى البعيد إذا ترك وزادت السمنة ولم ينضبط السكر من الممكن أن يتحول إلى ما يسمى بتليف الكبد، ولذلك ننصح المرضى بأن ينزلوا من وزنهم ويضبطوا سكرهم بالإضافة إلى استخدام الأشاعات التشخيصية مثل سونار الكبد لمعرفة مدى تطور هذه الشحوم.

(زهِّب الدواء قبل الفلعة)، والدواء المقصود هو ممارسة الرياضة بشكل متصل وليس منفصلا

ذكرت مسبقا ما يسمى بالمرحلة الذهبية لمريض السكري؟
– بالفعل إن مرحلة ما قبل السكر هي مرحلة ذهبية، لأنه يمكننا في تلك المرحلة تجنب حدوثه باتباع أسلوب رياضي وحركي، وتقليل كمية الأكل وبأخذ أدوية السكر، حيث إن المعدل الطبيعي للسكر في جسم الإنسان هو من 5.6 إلى 6.9 مليمتر، أما أكثر من 7 مليمتر فيكون عندها الشخص مصابا بالسكري.
هناك المثل المعروف (زهِّب الدواء قبل الفلعة)، والدواء المقصود هو ممارسة الرياضة بشكل متصل وليس منفصلا، بمعنى أنه يجب على الشخص أن يمارس الرياضة ولو لمدة نصف ساعة يوميا وبشكل منظم، بدلا من عمل رياضة لساعتين بشكل منفصل كل ثلاثة أيام على سبيل المثال.

Exit mobile version