Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

الدكتور عبدالعزيز أبل – في التعليم نريد طفلاً قوياً لا مكسور الشخصية!

الدكتور عبدالعزيز أبل: في التعليم نريد طفلاً قوياً لا مكسور الشخصية!
الدكتور عبدالعزيز أبل: في التعليم نريد طفلاً قوياً لا مكسور الشخصية!
الدكتور عبدالعزيز أبل: في التعليم نريد طفلاً قوياً لا مكسور الشخصية!

هل هناك أساليب عملية للوصول الى مستوى دراسي أفضل لأبنائنا دون المزيد من الضغوط عليهم وعلينا ودون كسر شخصياتهم؟!

وماذا عن دور الأهل في التعامل مع شخصية أطفالهم كي تنمو علميا وتعليميا بالشكل الصحيح؟

ولماذا يجب أن نسمح للطفل بالخطأ – كحق مشروع له – كي يتعلم؟!

وما البديل للعقاب الصارم الذي يترك آثاره السلبية على نفسية الطفل؟

وكيف نكتشف مواهب وقدرات أبنائنا كي يصيروا فيما بعد ناضجين مؤثرين؟

وما مبدأ النقاط الإيجابية بدلاً من العقاب للطفل؟

هذه الأسئلة التي تشغل بال كل بيت في كل موسم دراسي وغيرها  كانت موضوع لقائنا مع الدكتور عبدالعزيز أبل ،الاستشاري التربوي والتعليمي والمحاضر في الجامعة الأمريكية في الكويت.

 

بداية.. ماذا عن الفروق الفردية بين الأطفال في جانب التعليم والاستيعاب والقدرات العقلية؟ وكيف يتفهم الأهل هذه الفروق الفردية؟

– يعلم الأهل أن هناك فروقا فردية بين الأطفال فيما يخص التعلم.. لكن دعنا نتحدث أولا أن هناك اعتقادا بأن الطفل يولد بمهارات معينة ولا يستطيع تجاوزها.. أما الاعتقاد الآخر فهو على العكس تماما،

حيث إن الطفل قابل أن يتطور بمهاراته وقدراته، وهذا ما يؤكده علم النفس الايجابي، ونحن لا نعرف بالتحديد أين يقف أولياء الأمور عند هذا الاعتقاد أو ذاك، الأول الخاص بثبات قدرات الطفل،

أو الثاني الخاص بإمكانية نمو قدرات الطفل، وإذا كانوا يعلمون بأمر الفروق الفردية، إلا أن أفعالهم تثبت عكس ذلك! فنجد مثلا أن ولي أمر طفل يؤمن بالاختلاف، ولكنه عندما يقارن المستوى التعليمي لأبنائه مع الآخرين،

نجده طالبا المستوى التعليمي المرتفع لأبنائه! ولذلك، قد نحطم الطفل إن كنا نجهل تحديدا مواهبه الخاصة وقدراته الشخصية، فولي الأمر هنا قد يؤمن بشيء، لكنه يفعل شيئا آخر!

وبصورة عامة نحتاج نحن أولياء الأمور الى الإرشاد والمعلومات الكافية والقدرة على الدعم للأطفال، لكن للأسف قد ننجب أطفالا دون القدرة على فهمهم، فأن تنجب أطفالا لا يستدعي أن تكون حاصلا على شهادة ما!

أيضا المدرسة لا تدرسنا ولا تعلمنا كيف نتصرف كأولياء أمور عندما ينمو أطفالنا!

 

إذن.. ألا توجد طرق أو منافذ أخرى لتعليم الأهل كيف يتعاملون مع عملية التعلّم لدى أولادهم واكتشاف قدراتهم؟

– بالطبع توجد حاليا مراكز خاصة متخصصة وسمعتها طيبة بما فيها مركزنا المتخصص، كما يجب ألا ننسى أن شبكة الانترنت مليئة بكل المعلومات المطلوبة، ،الكتب أيضا متوافرة بكثرة.

علينا إذن أن نعلِّم الآباء كيف يتعاملون مع أنفسهم أولا، وعندئذ يستطيعون التصرف السليم مع أبنائهم.

 

ولكن على أرض الواقع إذا وُجدت مشكلة عدم قدرة الآباء على التعامل دراسيا وتعليميا مع أبنائهم وعدم اكتشاف القدرات الحقيقية لهم وهم كثيرون.. كيف تساعدهم؟ كيف تقدم لهم وصفة بسيطة عملية لحل هذه المشكلة الشائعة؟

– لابد أن نعطي للطفل المجال والوقت، المجال أو الفرصة هنا تعني السماح للطفل بأن يخطئ ويتعلم من هذا الخطأ، أي منحه الحق في الخطأ كي يتعلم! وذلك بعكس مفاهيمنا التقليدية التي تحذر تماما من الخطأ! وأن الخطأ أمر مرفوض تماما!

لكن الخطأ فرصة للتعلم، فلأولادنا الحق في الخطأ! فمن الخطأ ألا نسمح للطفل بالخطأ!

إذن من خلال هذه البيئة والمرونة مع الطفل يتعلم هذا الطفل ويوسّع من قدراته، تبعا للنظرية العلمية Trail and Error أو التعلم بالخطأ.

 

الطفل الذي يتساءل كثيرا ليس ثرثارا أو قليل الأدب.. بل إنه ذكي!

 

تطبيقاً لفكرة الفروق الفردية.. هناك أطفال بقدرات لغوية، وآخرون بقدرات تخيلية وغيرهم بقدرات مختلفة.. فكيف يتعامل الأهل مع هذا المفهوم؟ وكيف يدفعون بالطفل الى الأمام؟

– جميعنا لدينا تفاوت في نوعية القدرات، وهذه القدرات لديها القابلية أن تصبح أقوى أو أضعف.

والبداية بأنفسنا وأن نغيِّر من أنفسنا، كي نستطيع التعامل مع أولادنا، فالطفل الذي يتساءل كثيرا قد يتعرض للسخرية! أو الحكم بقلة الأدب أو انه ثرثار! مع أنه هو طفل ذكي.. في حالة الحكم عليه بقلة الأدب؛ فنحن أضعفنا قدراته.

وفي حال تقبلنا لتساؤلاته؛ فنجن نشجعه ونقوي ذكاءه وإبداعه.

مثلا الطفل خصب الخيال أو الذي لديه مخيلة، قد يعتقد فيه أنه كذاب ونحاربه! لكننا إذا حاربناه فنحن بذلك ندفعه الى اللجوء الى أناس آخرين أو مصادر أخرى غير مضمونة تخبره بمعلومات خاطئة! بل هي فرصة للتحاور مع هذا الطفل.. وإن كان يتمتع بخيال خصب، فلم لا أعلمه الكتابة الأدبية مثلا، فيستطيع التمييز فيما بعد بين الخيال والواقع.

 

لأولادنا الحق في الخطأ كي يتعلموا منه!

هناك أيضا مشكلة كبيرة في وطننا العربي، وهي أنه إذا أخطأ الشخص يُحارب ويعاقب، ولكنه لن يتعلم شيئا! ولكن يجب أن ننمي فيه قدراته وتحويلها الى أمر إيجابي، فالطفل إذا كان كثير الكلام، فنجدها فرصة كي نتحاور معه ونساعده في أفكاره ونساعده على التمييز في أفكاره بين الحقيقة والخيال، فهناك فرصة ذهبية عند خطأ الطفل، بأن نعلمه الأفضل وننمي قدراته، لا أن نعاقبه بشدة ونغضب عليه بالصوت العالي كما يحدث كثيرا!

المعلم أيضا أو المعلمة ليسا مضطرين الى الصراخ والغضب تجاه التلاميذ وقت الخطأ!

 

بدلا من العقاب الذي يكسر شخصية الطفل.. نظام النقاط أفضل!

 

ولكن هناك فكرة تربوية مهمة وهي «الثواب والعقاب».. فماذا عنها وقت خطأ الطفل؟ وماذا عن ضرورة ذرع الضمير داخل الطفل؟

– بالطبع هي فكرة مهمة، ولكن على ألا تكون سببا في كسر شخصية الطفل، والصحيح هو وضع نظام للمكافآت مقابل السلوك الحسن، وحذف النقاط في حال السلوك غير الحسن أو غير المقبول منه،

فأنا هنا جعلته يفهم مبدأ الثواب والعقاب بشكل إيجابي عملي، إذن مبدأ الثواب والعقاب يُطبق ولكن دون كسر شخصية الطفل، كما يجب ألا نستخدمه لكل شيء؛ فبهذه الطريقة يفقد النظام فعاليته.

 

وماذا عن الطفل الذي يعاني «صعوبات التعلم»؟ وكيف يكتشف الأهل هذه الحالة؟

– عادة لأن الأهل غير متخصصين فهم قد لا يكتشفون الحالة، وبعض أولياء الأمور يلحقون أولادهم بالمراكز المتخصصة في حالة تأخر الكلام عند الطفل،

ولكن عليهم إذا لاحظوا – خاصة الأم لأنها المتواصلة أكثر مع الابن – أن ثمة شيئا غير عادي أو مستوى النطق والاستيعاب أقل من الآخرين، السرعة القصوى في إلحاق الطفل بمركز متخصص للكشف عن أي مشكلة لدى الطفل،

فالكشف المبكر ضروري جدا للعلاج الفعال الذي تزيد من نسبة النجاح كثيرا، ولن يخسر الأهل شيئا إن اطمأنوا على أطفالهم مبكرا في حال أي شيء غير طبيعي مُلاحظ في أبنائهم.

 

3 خطوات عملية للتعامل مع الطفل وصعوبات التعلم

إذا اكتشف الأهل أن هناك بالفعل صعوبات تعلم لدى الطفل.. فكيف يتصرفون؟

1 – تسليم الطفل لمركز متخصص في صعوبات التعلم.

2 – تثقيف الأهل لأنفسهم عن صعوبات التعلم.

3 – ضرورة التأكد إن كان الطفل في المدرسة المناسبة أم لا؟

ونحن في مركزنا هنا نقوم بكل هذه الخطوات العملية بكل تفاصيلها، حيث التعاون التام مع الأهل والمدرسة وغيرهم.

 

لا ينبغي إعطاء الأمر للطفل بالمذاكرة وأنا أجلس أشاهد التلفزيون

وماذا عن التصرف السليم حيث الضغوط وقت الامتحانات.. وما الخطوات السليمة؟!

1 – التركيز يجب أن يكون على البيئة المناسبة للاستذكار وليس على الحصول على الدرجات العالية جدا.

2 – الامتناع عن الأمور غير المهمة كالزيارات العائلية والشوبنج، واستبدال أمور تنفس عن الضغوط بها، مثل التمشية مع الطفل على البحر، والفائدة والراحة لكلا الطرفين.

3 – تجزئة الأمر الكبير الى أمور صغيرة، واستخدام الثقافة المرئية للطفل التي تربط الفهم والعلم معا بأسلوب يناسب هذا الجيل الذي يقبل كثيرا على المرئيات.

كلمة أخيرة.

– سعيد جداً بالتعامل مع مجلة «أسرتي» وقرائها، وقد تشرفت كثيرا.

 

 

Exit mobile version