Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

الغدة الدرقية..مايسترو لأوركسترا الصحة

يعاني أكثر من 300 مليون شخص في العالم بصورة ما من اضطرابات الغدة الدرقية، وعلى الرغم من شيوعها فإن %50 من المرضى يجهلون إصابتهم بها.

وتقوم الغدة الدرقية بدور المايسترو الذي يقود الاوركسترا حيث تقوم بتنظيم عملية الأيض في خلايا الجسم، اي تنظم السرعة التي تعمل بها خلايا الجسم. ومن الممكن ان تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على وظائف الجسم ككل بدءا من القلب والرئتين وصولا الى الحالة العاطفية.

ويصيب اختلال وظائف الغدة الدرقية السيدات بمعدل يزيد عشر مرات عن معدل إصابة الرجال.

المزيد من التفاصيل عن قصور الغدة الدرقية والأسباب والأعراض في السطور التالية:

 

شخصيات شهيرة أصيبت بالغدة الدرقية

من المشاهير الذين كانوا مصابين بجحوظ العين، أم كلثوم بسبب اضطراب إفرازات الغدة الدرقية، ولذلك كانت ترتدي النظارة وتمنع اي أحد يصور حفلاتها من قريب،

والرئيس الأميركي جورج بوش الأب الذي أصيب بزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية وتم علاجه باليود المشع والمدهش أن زوجته «باربارا» أصيبت بنفس المرض بعده بسنتين.

 

د.نادية العلي:

الغدة تصيب السيدات بمعدل يزيد عشر مرات

عن الرجال

 

في البداية أكدت د.نادية العلي استشاري امراض باطنية والغدد الصماء ورئيسة قسم الغدد الصماء في المستشفى الاميري أن نسبة الاصابة بالغدد الدرقية تعد عالية وتصل الى 12٪ وتزيد النسبة مع تقدم العمر، وتتوقف على وفرة أو قلة اليود بالمنطقة السكانية.

وأضافت ان امراض الغدة الدرقية تعد من أمراض المناعة الذاتية، بمعنى ان الجسم يكوّن اجساما مضادة للغدة تهاجمها مسببة تليف الغدة وتنشيطها أو خمولها.

وتابعت العلي عن اسباب الاصابة قائلة: تكثر أمراض الغدة على مستوى العالم في المناطق التي يقل فيها فيتامين «د» وتعد الكويت احدى هذه المناطق، كما ان الاستعداد الوراثي احد اسباب الإصابة علاوة على الضغوط النفسية التي تثير امراض نقص المناعة ومنها أمراض الغدة الدرقية.

أما عن اعراض الاصابة فتختلف بحسب خمول أو نشاط الغدة ففي حالة خمول الغدة تظهر علامات جفاف البشرة والجلد، خشونة الشعر وتساقطه، انتفاخ الوجه، بطء الادراك والاستيعاب، الخمول العام، تضخم حجم اللسان، تضخم الوجه أيضا، الشخير، زيادة الوزن، الامساك، عدم انتظام ضربات القلب، كثافة وزيادة الدورة الشهرية للمرأة، آلام المفاصل والعضلات.

أما في حالة نشاط الغدة فعلاماته تساقط الشعر وضعف الأظافر، جحوظ العينين وانتفاخ حول العينين، ازدياد القلق والعصبية، قلة التركيز، سرعة ضربات القلب، فقدان الوزن بالرغم من كثرة الأكل نتيجة ارتفاع معدل الحرق داخل الجسم.

وتحدثت العلي ايضا عن مضاعفات نشاط الغدة، ومنها ارتفاع حرارة الجسم، تدهور الوعي، سرعة ضربات القلب، وخلل في وظائف الكلى والكبد، وقد يدخل المريض ايضا في غيبوبة ومضاعفات شديدة.

العلاج في حالة خمول الغدة بتعويض الهرمون، أما في حالة النشاط فهناك 3 اساليب مختلفة للعلاج باختلاف السبب، فيمكن بالعقاقير لفترة معينة ولكن غالبا تنتكس الحالة بعد توقف العلاج، وهناك علاج باليود المشع، أو التدخل الجراحي، كما يختلف العلاج ايضا بحسب حالة المريض فكبار السن يفضل علاجهم باليود، بينما لا يمكن معالجة الحوامل باليود المشع، وتجرى الجراحة في حالة ضغط الغدة على القصبة الهوائية.

وعن اهمية الكشف المبكر، قالت «اعتمد حاليا مسح الاطفال حيث يولد طفل واحد بين 4000 طفل مصاب بنقص الغدة الدرقية نتيجة عدم اكتمال نمو الغدة أو نقص في هرمونات الغدة، وعواقبها وخيمة اذا تأخر العلاج. ولها تأثير سلبي على النمو الجسدي والعقلي.

وتزيد احتمالات الإصابة عند سن الـ 35 وخاصة بين النساء ولذلك ننصح بإجراء فحوصات عند هذه السن حتى في حال عدم وجود أعراض.

وعزت ارتفاع النسبة بين النساء الى ان أمراض نقص المناعة الذاتية وأمراض الغدة عامة تزيد عادة اثناء الحمل الذي يصاحبه اضطرابات في الهرمونات.

وفي معظم الحالات لا تحتاج علاج لأنها تتحسن تلقائيا، بعد الولادة، وإذا اكتشف اصابة الأم في بداية الحمل بخمول في الغدة الدراقية فيجب علاجها لأن نقص الهرمون اثناء الحمل يؤثر على معدل ذكاء المولود، وإذا كانت الغدة نشيطة فقد تسبب ارتفاع ضغط دم الحامل، وتسمم الحمل، أو الإجهاض.

وتابعت العلي: «ارتبطت امراض الغدة الدرقية بنقص المناعة الذاتية، نقص فيتامين «د»، التدخين، الضغوط النفسية، والتي يمكن تقليلها بممارسة رياضات معينة كاليوجا، كثرة تناول اليود كالطحالب البحرية لزيادة عملية الحرق لإنزال الوزن مما قد يسبب اضطرابات الهرمونات، وبالتالي تؤثر على الغدة الدرقية، الفحص المبكر خاصة اذا كان المريض لديه استعداد للإصابة وعلاج نقص ڤيتامين «د».

 

هناك علاقة بين ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة معدل الإصابة بالغدة.. والسبب مجهول

 

د.ثامر العيسى:

أغلب أمراض الغدة الدرقية تصنف ضمن الأمراض المزمنة التي تستدعي العلاج الدائم مدى الحياة

 

من ناحيته، تحدث د.ثامر محمد العيسى اختصاصي امراض الغدة الدرقية والغدد الصماء والسكر في مستشفى مبارك الكبير عن خمول الغدة الدرقية، مؤكدا ان اغلب امراض الغدة الدرقية تصنف ضمن الامراض المزمنة التي تستدعي العلاج الدائم مدى الحياة، وأن التدخل الجراحي يكون لعدة اسباب، منها وجود تضخم كبير بالغدة الدرقية فتأخذ حيزا كبيرا من منطقة الرقبة، خاصة مجرى التنفس والقصبة الهوائية، والمريء والمناطق المحيطة بها، كحل أخير لحالات نشاط الغدة الدرقية الذي يصعب علاجها بالأدوية أو اليود المشع، وأيضا في حالة الاشتباه بوجود خلايا سرطانية.

وعن العلاقة بين أمراض الغدة والأمراض السرطانية، قال: «الغدة الدرقية عضو كسائر أعضاء الجسم بل هي من أقل أعضاء الجسم نسبة في الاصابة بالأمراض السرطانية، كما انه في حالة الاصابة، لا قدر الله، فهي من اسهل اجزء الجسم علاجا بالإزالة، ونسبة الشفاء تتجاوز

الـ 90%».

وأضاف العيسى عن بعض الامراض والادوية التي قد ترفع احتمالية الاصابة بأمراض الغدد الدرقية قائلا: «الذي  يعاني من السكر النوع الأول أوالروماتيزم أو إم إس، احتمالية إصابته بمشاكل الغدد الصماء عالية، وهناك ادوية ايضا قد تؤثر بشكل مباشر على الغدة الدرقية منها أدوية تنظيم دقات القلب.

وعن مضاعفات خمول الغدة قال: «قد يسبب خمول الغدة ارتفاعا في ضغط الدم وزيادة في معدل الكوليسترول».

وتحدث ايضا العيسى عن العلاقة بين ارتفاع مستوى المعيشة وارتفاع معدل الاصابة، موضحا ان الدول المتقدمة تزداد فيها نسبة مجموعة الامراض المناعية، الارتباط موجود بالفعل بحسب الدراسات والإحصائيات ولكن السبب غير معروف حتى الآن.

Exit mobile version