Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

المدربة العالمية جايانتي: استخدموا قوة الصمت حتى تصلوا لما تريدون

المدربة العالمية جايانتي: استخدموا قوة الصمت حتى تصلوا لما تريدون

«قوة الصمت، تعزز الطاقة الإيجابية وتخلصنا من الطاقة السلبية وتمكننا من التغيير نحو الأفضل»،

هو ملخص المحاضرة التي نظمها مركز هارموني هاوس استضاف خلالها المديرة الأوروبية لمنظمة براهما كوماريس العالمية جايانتي كيربالاني التي تدير أكثر من 150 فرعًا تابعا للمنظمة على مستوى العالم، كما تمثل الأمم المتحدة في شؤون السلام، وتشارك متحدثا رئيسيا في مختلف المؤتمرات العالمية الخاصة بالسلام والبيئة.

 

وتناولت جايانتي في محاضرتها معنى قوة الصمت، معقبة على كل المشاكل التي بات العالم يعاني منها بدءًا من التلوث البيئي وصولا إلى الضغوط الاقتصادية، فالاجتماعية إلى مشاكل الطلاق،

لافتة إلى انه حتى في الهند حيث لم نكن نسمع عن مشاكل وحالات طلاق منذ 15 سنة مضت باتت حاليا تحصل وبكثرة في العائلات.

وقالت إن هذه المشاكل يمكن أن تجد حلولها في إيجاد عالم هادئ يمكن للجميع المشاركة في صنعه للحصول على حياة صحية ومريحة بإيجاد نوع من الثبات عبر وضع خطة قابلة للتغيير مع المتغيرات حولنا،

إذ إن الثابت اليوم في عالمنا الحالي هو «عدم الثبات»، وبالتالي علينا البحث في دواخلنا عن الثبات النفسي والعقلي الذي لا يتم الا عبر التأمل.

ولفتت إلى أن جميع الأطباء اليوم ينصحون بلحظات التأمل التي تساعد كثيرا في ثبات العقل،

هذا الجزء المهم جدا في جسم الإنسان، ومن هنا تأتي قوة الصمت، مشيرة الى أنه مع قليل من التدريب الذاتي عبر التأمل يمكن التحول نحو الطاقة الإيجابية التي تؤدي بالنهاية إلى مرحلة متقدمة من الثبات العقلي.

 

الصمت والتأمل  يعطيان القدرة للعقل على أن يكون هادئًا

 

وبينت كيفية إزالة الضغوط عن عقولنا وهي بإزالة الأثقال عنها عبر جلسات التأمل التي تسمح لكل إنسان بالدخول إلى عقله والبحث عن مصادر القوة فيه،

مشبهة عقل الإنسان ببطارية الموبايل التي تحتاج إلى إعادة الشحن لكي تعمل، وإعادة شحن العقل يتم عبر التأمل والتواصل مع الخالق دون قيود، مما يؤدي إلى تخزين الطاقة في العقل والنفس معا.

وقالت إن جلسات اليوغا والتأمل تسمح بالدخول إلى الأعماق والاتصال بالأعلى والقدرة على مواجهة الخارج والتعامل معه بعقلانية وهدوء،

لافتة إلى أن العقل الإيجابي يعني ان هذا العقل يتصل بقيم إيجابية تساهم في تحسين الحالة الصحية للإنسان.

وشبهت المشاعر السلبية بالمطرقة التي تضرب بنا وتبقى آثار ضرباتها لوقت طويل، أما الطاقة الإيجابية فإنها تأتي بسرعة وتذهب بسرعة، ومن الصعب رؤيتها والاحتفاظ بها،

وبالتالي يجب التوجه نحو التأمل للمحافظة على الإحساس الإيجابي الداخلي لوقت طويل وذلك وفق توصية وتأكيدات عدد كبير من متخصصي العلوم الطبية.

وأضافت أن لكل إنسان قدرة على التحمل، ورحلة الصمت إلى دواخلنا تساعدنا في زيادة هذه القدرة، وفي التخلي عن الصفات السلبية واتباع الفضائل والصفات الحسنة التي تخلق معنا فنحسن جودة علاقاتنا مع الآخرين وتقوي قدرتنا على العطاء دون الحاجة إلى الأخذ بالمقابل.

وعن حسنات التأمل في مجال العمل، قالت إن العقل أحيانا لا يقدر وبفعل الضغوط على اتخاذ القرارات الصحيحة في مجال عمله،

إلا أنه واذا حافظ على سمو عقله عبر التأمل يجد نفسه ينظر الى الأمور من عل وبالتالي يستطيع أخذ القرارات الصحيحة ويكون لديه القدرة على ايجاد الحلول وحسن التصرف.

 

العامل المشترك بين جميع العلماء القدامى كان الصمت

 

ولفتت الى أن العامل المشترك بين جميع العلماء القدامى كان الصمت، فالصمت والتأمل يعطيان القدرة للعقل على أن يكون هادئا،

ما يساعد المرء على أن يكون منتجا وقادرا على إدارة الأمور وأخذ القرارات في جميع مجالات الحياة، لذلك يجب علينا جميعا أن نعيد شحن طاقاتنا من الطاقة التي يمنحها الله لنرى الأمور بشكل أفضل.

وأضافت جايانتي: لاحظت خلال السنوات العشر الماضية تغييرا كبيرا من حيث توجه أعداد كبيرة نحو هذا العلاج الداخلي والاهتمام بوجود القيم، وهذا ما يمكن أن يوحد العالم،

فنحن من رسمنا هذه الحدود بين الدول فهي لم تكن موجودة وفي الصور الفضائية لا نرى حدودا، فالعالم عائلة واحدة وهذه القيم التي يجب أن تسود نحو عالم أفضل.

 

العقل لن يتوقف عن التفكير، فلا أحد يمكنه ذلك حتى في ساعات النوم

 

وأكدت أن العقل لن يتوقف عن التفكير، فلا أحد يمكنه ذلك فحتى في ساعات النوم يتحرك العقل وما الأحلام إلا دليل على ذلك، وجودة التفكير تكمن في التأمل، فعندما أنقطع عن العالم الخارجي،

يبقى التحكم في العالم الداخلي الخاص بي ملكا لي وحدي، وبالتالي أستطيع التحكم فيه وفي علاقتي الإيجابية مع نفسي، فأحصل على القوة والسيطرة للتأثير على العالم الخارجي.

وأكدت أنه لا يمكن لشيئين خطأين أن يؤديا الى شيء صحيح، فتغيير السيئ لا يتم بالغضب وإنما بالإيمان بالخير والقدرة على التغيير، والنظر للآخرين بنظرة إيجابية ما يؤدي إلى رؤية أفكارهم الإيجابية،

والاهتمام بالأمور المفيدة والتعلم من الأمور غير المفيدة.

وختمت «استخدموا قوة الصمت حتى تصلوا لما تريدون»، مؤكدة أنه إذا استخدمنا جميعا قوة طاقاتنا في المكان الصحيح فإننا سنتمكن من إيجاد عالم جديد.

 

 

Exit mobile version