Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

بدأ‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬الروحية‭ ‬ ومحاربة‭ ‬الإلحاد الأدب‭ ‬الأوكراني‭ ‬من‭ (‬سوناتا‭ ‬القمر‭) ‬لبيتهوفن‭ ‬غرباً‭.. ‬إلى‭ ‬عنف‭ ‬الحرب‭ ‬شرقاً‭!‬

الأدب‭ ‬الأوكراني‭ ‬هو‭ ‬الأدب‭ ‬المكتوب‭ ‬باللغة‭ ‬الأوكرانية‭. ‬تعود‭ ‬بدايات‭ ‬الأدب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إلى‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬العاشر‭ ‬الميلادي‭. ‬لكن‭ ‬الأدب‭ ‬المكتوب‭ ‬باللغة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬المعروفة‭ ‬اليوم‭ ‬حديث‭ ‬العهد‭ ‬نسبياً،‭ ‬إذ‭ ‬نشر‭ ‬أول‭ ‬عمل‭ ‬أدبي‭ ‬بهذه‭ ‬اللغة‭ ‬سنة‭ ‬1798‭.‬
تعدّ‭ ‬سنة‭ ‬1798‭ ‬سنة‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الأدب‭ ‬الأوكراني،‭ ‬ففي‭ ‬تلك‭ ‬السنة‭ ‬نشر‭ ‬الشاعر‭ ‬إيفان‭ ‬بيتروفيتش‭ ‬كوتلاريفسكي‭ (‬1838-1769‭) ‬كتابه‭ (‬الإنيادة‭) ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬عمل‭ ‬أدبي‭ ‬مكتوب‭ ‬كله‭ ‬باللغة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬المحلية‭.‬
وفي‭ ‬الرواية‭ ‬غلب‭ ‬الاتجاه‭ ‬التعليمي،‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬العشرينيات‭ ‬والثلاثينيات‭ ‬بهدف‭ ‬ترسيخ‭ ‬القيم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الجديدة‭. ‬وباستقلال‭ ‬أوكرانية‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1991‭ ‬دخل‭ ‬أدبها‭ ‬عصراً‭ ‬جديداً‭.‬

‏‭(‬الكاتدرائية‭) – ‬أوليس‭ ‬هونشار‭ ‬Oles Honchar‭.. ‬
الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬الروحية‭ ‬ورفض‭ ‬الإلحاد
من الروائيين الأوكرانيين البارزين أوليس هونشار الذي تتصف قصصه القصيرة بالشاعرية والدقة في تصوير الحالات النفسية، وقد نالت ثلاثيته (حاملو الراية) التي تتكون من (جبال الألب)، و(الدانوب الأزرق)، و(براغ الذهبية) جائزة ستالين في سنتي1947 و1948. وكوفئ بتعيينه عضواً في مجلس السوفييت الأوكراني ثم رئيساً لاتحاد الكتاب الأوكرانيين، ولكنه نحي عن هذا المنصب بعد الحملة العنيفة التي تعرضت لها روايته (الكاتدرائية) (1968) لتأكيدها القيم الروحية ورفضها للاتجاهات المادية والإلحادية.
في أعقاب سيطرة الإلحاد على روسيا الكبرى، أو الاتحاد السوفييتي سابقا كتب روايته الشهيرة هذه، بعد تغير القيم الروحية بهدف الدفاع عنها، حيث عاش الكاتب بالقرب من منطقة (دنيبروبيتروفسك) وحيث تسكن شوارعها (الكاتدرائية) والتي بنيت في عهد القوزاق، وكانت هذه الكاتدرائية مهمة جدا للسكان المحليين كرمز قوي للقيم الروحية السامية.. لكنها مع الغزو الإلحادي الشيوعي لكل روسيا، تعرضت للمكائد والمحاولات للهدم من الملحدين الجدد المؤمنين بالشيوعية والماركسية الجديدة آنذاك! وهنا تعرضت الرواية للحظر من الترجمة إلى اللغة الروسية، وكذلك أي ذكر لها في الصحافة السوفيتية!

لذلك صارت رواية (الكاتدرائية) ولأول مرة في الأدب المحلي دعوة إلى التطهير الروحي وإدانة النسيان القومي للقيم الروحية! وإدانة الانتهازية الجديدة.. وباختصار هي رواية تؤكد القيم الإنسانية العالمية.. فهي تبحث في القضايا الاجتماعية والوطنية المهمة من حيث الحقائق الإنسانية الخالدة التي يجب أن تسترشد بها الحضارة الإنسانية لتلافي الدمار والفناء.

‏‭(‬الكاتدرائية‭) ‬بنيت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬القوزاق‭ ‬ومهمة‭ ‬جداً‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين‭ ‬كرمز‭ ‬قوي‭ ‬للقيم‭ ‬الروحية‭ ‬السامية

‏‭(‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحب‭ ‬الغريب‭) – ‬أنّا‭ ‬باغريانا‭ ‬Anna Bagriana
تمت كتابة رواية أنا باهريانا (هذا الحب الغريب) على صوت (سوناتا ضوء القمر) المقطوعة الموسيقية الشهيرة لبيتهوفن. وهكذا، فإن كل قسم من النص يتوافق في مزاجه مع كل جزء من الأجزاء الثلاثة للسوناتا. تبدأ أحداث الرواية في ضواحي كييف، حيث ولدت فتاة (ناديجدا) في عائلة معلمة قروية في عيد الميلاد. وأثناء الولادة الصعبة، تصبح الأم صامتة فقد ماتت! الفتاة تنمو وحيدة وغريبة. لهذا، يطلق عليها زملاؤها القرويون اسم (ساحرة)! تكشف فرصة التعارف
لـ (ناديجدا) مع فنان كييف (نيستور) عن موهبتها المذهلة في الرسم أو الفن التشكيلي، فقد استطاعت أن تنقل حلمها في عيد الميلاد إلى لوحة أولى لها لكنها كانت الأكثر روعة!

وعلى الرغم من حظر والديها، فرت ناديجدا إلى كييف لدراسة الرسم ثم التحقت بأكاديمية كراكوف للفنون. ثم أصبحت فنانة أوروبية مشهورة، لكن كل نجاح جديد يبعدها عن نفسها، حيث تفقد الأمل في الاتصال بالوطن الصغير والكبير، حيث أهلها وأسرتها! فتتعرض لأزمة صعبة، مما يؤدي إلى فقدان الموهبة لديها، وكذلك الأحباء ممن كانوا محيطين بها! لكن الموسيقى المألوفة لا تزال تتردد في قلب (ناديجدا).. فهناك أمل مازال حياً داخلها!

‏‭(‬دار‭ ‬الأيتام‭) – ‬سيرهي‭ ‬زادان‭ ‬Serhiy Zhadan‭.. ‬العنف‭.. ‬
الرواية‭ ‬النهائية‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭!‬
هي أحدث روايات الأديب والشاعر الأوكراني الشهير هناك سيرهي زادان (2021). في رواية (دار الأيتام) يبحث الكاتب عن الأضرار البشرية الجانبية التي سببها الصراع في شرق أوكرانيا.
تدور أحداث الرواية من خلال قصة مروعة عن كفاح المدنيين المحاصرين في شرق أوكرانيا. فعندما يغزو جنود معادون مدينة مجاورة، ينطلق (باشا)، وهو مدرس لغة أوكرانية يبلغ من العمر خمسة وثلاثين عامًا، إلى دار الأيتام، حيث يعيش ابن أخيه (ساشا) الموجود الآن في الأراضي المحتلة.
ومن خلال المغامرة في مناطق القتال واجتياز الحدود المتغيرة وإقامة تحالفات مضطربة على طول الطريق، يدرك (باشا) أين تكمن ولاءاته الحقيقية في معركة يائسة بشكل متزايد لإنقاذ (ساشا) وإعادته إلى الوطن.

واستحضارًا للمشهد الوحشي في الرواية الشهيرة (The Road) وقصص أخرى كثيرة في زمن الحرب فإن رواية (دار الأيتام) هي سرد شخصي عميق للعنف الذي سيعتبر الرواية النهائية للحرب في أوكرانيا.

Exit mobile version