Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

«بوكيمـون جو» لعبة مجانية.. تتلاعب بأسـرارك!

على الرغم من انها من التطبيقات الحديثة الا ان عدد مستخدميها يفوق عدد مستخدمي تويتر، وان الساعات التي يستغرقها مستخدموها يفوق مستخدمي الفيس بوك كما اكدت التقارير الصادرة في هذا الشأن، وهو ما جعل لعبة «البوكيمون جو» الاشهر حول العالم حتى قبل اطلاقها رسميا.

 

 

تعالت نبرات التحذير من الخبراء والمتخصصين بعد انتشار اللعبة مؤكدين انه تطبيق يؤهل حامله للعمل كجاسوس بالمجان ودون وعي،  بعد ان تسببت اللعبة في هوس اللاعبين ودفعتهم لاقتحام اماكن مهمة وحيوية وسياحية واماكن محظورة بحثا عن البوكيمون، فاستخدام الكاميرا اثناء اللعب والاتصال بالانترنت يتيح تصوير منزل المستخدم والشوارع وكافة المؤسسات المهمة والحيوية على مدار الساعة ومن السهل نقل تلك المعلومات لاجهزة امنية دون علم المستخدم ليصبح اللاعب وكأنه جاسوس دون علمه.

وفي محاولة لرصد مخاطرها والرد على الشائعات والاقاويل التي انتشرت بسرعة البرق كان لـ «أسرتي» التحقيق التالي:

 

المزج بين الواقع والعالم الافتراضي

في البداية اكد القاضي الدكتور محمد الألفي رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لمكافحة جرائم الإنترنت والجمعية العربية للتحكيم الالكتروني ان البوكيمون هي لعبة تمزج بين الواقع والعالم الافتراضي من خلال اصطياد شخصية البوكيمون الافتراضية والتي تظهر على الخريطة عادة في اماكن سياحية او مناطق شهيرة وعلى مستخدم التطبيق التوجه لهذه الاماكن لاصطياده، وتقوم الفكرة الرئيسية للعبة على حث اللاعب على التجول والمشي في العالم الحقيقي من حوله للبحث عن البوكيمون، وتعتمد اللعبة على نظام تحديد المواقع بجهاز المحمول وعمل الكاميرا مع اتصال جيد بالانترنت ومعالج الرسومات لاتاحة مشاهدة الشخصية الكارتونية الافتراضية «البوكيمون» في الاماكن المحيطة.

اما سبب انتشارها بهذا المعدل المخيف فأوضح انه يرجع لعدة اسباب، منها التطور المثير في مجال التكنولوجيا والالعاب الالكترونية، فبعد ان كانت سببا في رفع معدل الخمول والكسل والتأثير بالسلب على الصحة البدنية جاءت هذه اللعبة لتتيح بل تدفع اللاعب للبحث والاستكشاف والحركة، والتواصل مع الاخرين، علاوة على دمج العالم الافتراضي بالواقع.

المستشار محمد الألفي: المخاطر ليست وليدة اليوم ولا تقتصر على هذا التطبيق

 

وحول مدى خطورتها على مستخدميها وما يحمله الهاتف من بيانات ومعلومات قال الالفي: انه لتحميل اللعبة على الهاتف تطلب الشركة المنتجة الحصول على كافة بيانات اللاعب على الجهاز ما يعد تعدياً صارخاً على الخصوصية واختراقا لكافة البيانات والمعلومات الموجودة على الهاتف، وقد يقع مستخدمها فريسة سهلة لعمليات النصب بعد استدراجه لمنطقة نائية، هذا علاوة على خطورة اخرى وهي حوادث الطرق والاصطدام بسبب تركيز اللاعب على جهاز المحمول وعدم الانتباه للطريق.

اما عن المخاطر الامنية من انتشارها بهذا الشكل المخيف، فقد أكد ان المخاطر ليست وليدة اليوم ولم تقتصر على هذا التطبيق فقد ظهر بالفعل منذ سنوات تطبيقات عدة مثل الفيبر والواتس اب وغيرهما من برامج الاتصال التي قد تشكل نفس الخطورة الامنية والتي تنتهك خصوصية مستخدمها بشكل واضح وبعلمه بعد ان يوافق المستخدم على كافة شروط تحميل التطبيق. وقد يكون هناك من يستغل تلك المعلومات.

 

«جو» نجحت فيما فشل فيه «جوجل إيرث» بدفع مستخدميها لدخول مناطق محظورة وتصويرها

 

واشار الى ان هناك بالفعل تخوفا من ان تكون اللعبة تعتمد على اختراق الاجهزة الالكترونية حيث انها تعتمد على تحديد الموقع بدقة بالغة وزرع الشخصيات الافتراضية في منشآت مهمة وحساسة لتصويرها، وبهذا تتفوق اللعبة في القدرة على تحديد الموقع وتصويره بكل دقة بمساعدة الـ (GPS) متفوقة على برنامج «جوجل ايرث» الذي يستطيع فقط تحديد الصور من الفضاء دون القدرة على التجول على سطح الارض.

 

اللواء فؤاد علام: الأقمار الصناعية منذ 40 عاماً تقوم بتصوير العالم مرة كل 16 دقيقة

 

من ناحيته ، اكد اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق ان الاقمار الصناعية منذ اكثر من اربعين عاما مضت تقوم بتصوير العالم مرة كل 16 دقيقة، للحصول على معلومات عسكرية، اقتصادية واجتماعية، لافتا الى ان الاقمار الصناعية تمكنت من اختراق ما تحت الارض وتصوير الاعماق واختراق السياجات الامنية في كثير من الدول، لافتا الى ان هناك حربا باستخدام التكنولوجيا الحديثة لتدمير شعوب بالكامل، واضاف: ان الجديد في الموضوع انها اصبحت وسيلة في يد الاطفال يمكن لاجهزة المخابرات في اي دولة معادية استخدامها كوسيلة للحصول على المعلومات التي لم يتح لها الحصول عليها بالاقمار الصناعية. وان الاطفال قد لا تقدر حجم المخاطر وقيمة ما يقدمونه من معلومات من خلال هذا التطبيق.

واكد ان الجهات الامنية كفيلة باتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من خطورة هذه الالعاب وتدفق المعلومات من خلالها. وملاحقة مثل تلك التطبيقات وايجاد وسيلة للحد من مخاطرها.

 

نواب برلمان ألمانيا يسألون

عن «بوكيمون جو»

وحول دور الاعلام في الحد من من خطورتها وانتشارها قال نائب رئيس تحرير وكالة انباء الشرق الاوسط علي حسن: لا بد من تثقيف الشباب والاطفال ومخاطبة عقولهم بشكل جيد وتوعيتهم بمخاطر تحميل اي تطبيق والموافقة على شروط الشركة المنتجة الا بعد قراءتها جيدا واستيعابها، كما لابد من اطلاق حملات توعية للشباب والاطفال بمخاطر هذه النوعية من الالعاب، وحرص الجهات المعنية على دراسة تأثير ومخاطر هذه التطبيقات على الفرد والمجتمع.

وفي هذا الاطار، اشار الى ان هناك نواب برلمان في المانيا تقدموا باستجواب للحكومة بشأن الخطوات التي اتخذتها لمواجهة الاخطار المحتملة من تلك الالعاب نتيجة لانتهاك خصوصيات الافراد.

وفي اميركا خاطب اعضاء البرلمان الشركة المنتجة وطالبوا الحكومة الاميركية بمراقبة ومتابعة ذلك، وكذلك الامر في دول الخليج حيث تتم اعادة النظر في الاجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من انتهاك خصوصية مستخدمي هذه النوعية من التطبيقات.

حمّى البوكيمون تجتاح العالم

تزايدت الحوادث حول العالم نتيجة هوس الشباب بهذه اللعبة، ففي الولايات المتحدة الاميركية طالبت السلطات اللاعبين بعدم الدخول الى مناطق محظور التواجد فيها او الى الملكيات الخاصة.

وفي مصر اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة حول هذه اللعبة.

اما في أستراليا فقد وصل الأمر باللاعبين إلى المطالبة بدخول مركز للشرطة للبحث عن البوكيمون، الأمر الذي دفع الشرطة إلى إصدار بيان تؤكد فيه أنه لا يوجد لديها بوكيمون.

بينما اصدرت شرطة بنسلفانيا بيانا تحذيريا من اللعبة معتبرة أنها تسببت بإصابة ووقوع مستخدميها، وفقدان التركيز أثناء القيادة.

وقالت الشرطة في ولاية ميزوري الأميركية: إن 4 مراهقين استخدموا اللعبة كوسيلة لسرقة لاعبين بعد اجتذابهم الي مواقع نائية وسرقتهم، وطالبت الشرطة اللاعبين بتوخي الحذر أثناء ممارسة اللعبة.

وحذرت الصين رسميا من استخدام اللعبة، والتي تعد أكبر سوق للألعاب عبر الإنترنت في العالم، وتخشى الصين من استخدام لعبة بوكيمون جو في تحديد المواقع العسكرية.

اما في كندا فتم توقيف وزير بعد ان اهمل عمله وتفرغ للبحث عن بوكيمون.

ولم تسلم دور العبادة ايضا من البحث داخلها عن البوكيمون، ما دعا رجال الدين لإطلاق التحذيرات من استخدام مثل هذه التطبيقات المثيرة للشبهات.

Exit mobile version