Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

تقنية مذهلة أثارت حيرة العالم

«الهولوجرام»..

بين العلم والخرافة

 

استخدمت في عمليات النصب والدجل والتلاعب بالمعتقدات الدينية، خاصة في الأوساط العامة ذات القدر الضئيل من العلم، وكان ذلك قبل انتشارها في العالم العربي، واعتبرها البعض سلاحا ذا حدين، حيث لا يمكن أن نغفل الاستخدامات الإيجابية لتقنية «الهولوجرام» تلك التقنية التي كان لاكتشافها واستخداماتها أصداء هائلة في الأوساط العلمية.

المزيد من التفاصيل في لقاء مجلة «أسرتي» مع أستاذ الرسوم الثلاثية بكلية الفنون الجميلة، والمحكم الدولي بمسابقة انتل للعلوم والهندسة الاستاذ الدكتور تهامي محمود:

 

في البداية.. نود أن نتعرف على تقنية «الهولوجرام».

– «الهولوجرام» هو عملية لنقل الخيال إلى واقع، بتكوين صورة ثلاثية الابعاد باستخدام الليزر، ولفظ «هولوجرام» مشتق من كلمتين يونانيتين وهما جرام وتعني رسالة، وهولو بمعنى كلية، أي الرسالة الكلية أو الصورة الكلية للجسم.

وماذا عن مجالات استخدام هذه التقنية؟

– استخدمت في تصوير العديد من أفلام الخيال العلمي، كما أن له كما هائلا من الاستخدامات الأخرى في مجالات عديدة مثل: السينما والدعاية والاعلان والتعليم والطب والسياحة والأمن. حيث دخل الهولوجرام في الحياه اليومية في عدد من التطبيقات التي أظهرت أهمية وفاعلية هذه التقنية في العصر الحديث.وأول هذه التطبيقات كان في مجال الحماية من التزوير، حيث دخل الهولوجرام في عمل المطبوعات ذات القيمة، مثل بطاقات الائتمان وبطاقات تحقيق الشخصية، حيث تتم طباعة هولوجرام صغير خاص لكل بطاقة للتحقق الإلكترونى، وحتى لا يتم تزويرها، حيث انه من الصعوبة البالغة إمكانية تزوير هولوجرام.

وفي مجال الطب والعلوم، حيث يتم عمل هولوجرام للمواد أو الأعضاء المراد فحصها عن طريق التصوير الهولوجرافي والذي يسهل من عملية الفحص والتشخيص وكذلك الدراسة العملية، حيث يوفر الهولوجرام صورة هولوغرافية كاملة، ثلاثية الأبعاد تحوي جميع المعلومات والتفاصيل الخاصة بالعنصر أو المادة المراد دراستها، مما يوفر عنصري الوضوح والدقة في فحص العناصر والمواد.

ويمكن عرض مجموعة من التطبيقات الخاصة بتقنية الهولوجرافي فيما يلي:

– تستخدم منظومة الهولوجرافيا بكثرة في خطوط الإنتاج في الصناعة، حيث يتم فحص المنتج للتأكد من خلوه من العيوب التي لا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة. كذلك لإجراء اختبارات مفصلة عن قطع الغيار للمعدات والأجهزة. ويتم ذلك عن طريق عمل هولوجرام لقطعة الغيار المراد اختبارها، وحينما يركب الهولوجرام على قطعة الغيار الفعلية، تظهر التغيرات  التي تحدث تحت ظروف الحرارة والجهد بأدق تفاصيلها.

– في مجال التصميم الصناعى، وخاصة تصميم السيارات، وذلك من خلال التصميم بالهولوجرام والذي سيمكن من الاستغناء عن الأساليب العادية في تصميم وعمل نماذج لكل سيارة جديدة والذي يستغرق الكثير من الوقت، مما يضع السيارات الجديدة في مرحلة الإنتاج في وقت أسرع. كما يمكن للمعلومات المختزنة في الكمبيوتر أن تستخدم لإعادة الإنتاج.

– تمييز الشخصية، وذلك بالتعرف على بصمات الأصابع والشفرات البريدية.

– تستخدم الهولوجرافيا في مجال الكيمياء، وذلك في تعيين حجم وتوزيع الجسيمات في الغبار والضباب اي تحليل الجسيمات.

– كما يمكن ان يستخدم لتخزين المعلومات بكثافه عالية داخل البلورات.. فتقنيات التخزين الحالية مثل البلو راي (Blu-ray) تصل إلى حد معين محدود حسب سطح وسائط التخزين على عكس التصوير المجسم فانه يستطيع تسجيل البيانات على كامل حجم وسائط التخزين بدلا من سطح وسائط التخزين فقط. والجدير بالذكر ان الهولوجرام لا يمكن نسخه عن طريق آلات التصوير (Photocopier) أو ماسحات الكمبيوتر الضوئية (Scanners) أو حتى تقنيات الطباعة مما يعني أننا أمام تقنية مذهلة قد تساهم في القضاء على حالات التزوير.

ماذا عن استخدامه في مجال السينما والبرامج التلفزيونية؟

– يعتبر الليزر من المجالات  التي أضفت تطورا كبيرا في مجال التصوير الثلاثي الأبعاد ويتم عمل تصميم في الفراغ بالهولوجرام، يعتبر الليزر ذلك الوافد الجديد إلى عالم التحريك وهو من الأدوات المستقبلية لإنجاح العمل الفني، إذ إنه عن طريق الهولوجرام يمكن أن يعطي بأشعته تجسيما واستدارة للمنظر من خلال انعكاسات صورته المسطحة على مرايا فتصل الصورة لعين المشاهد بأبعادها الثلاثة في الفراغ مما يتيح الفرصة لإثراء العمل الدرامى من حيث رؤية العناصر بإمكانية وإيهامات بصرية هائلة في مستوى الصور مما كان له تأثير مباشر وغير مباشر في عملية الإبداع الفني.. واستخدم الهولوجراف في سلسلة أفلام Star Wars 1977 حيث تم استخدام فكرة التصوير المجسم في تصوير إحدى وسائل الاتصالات والتخابر الخاصة بالمستقبل.. وكذلك في فيلم Ocean 12 تم استخدامه في عملية سرقة إحدى التحف الثمينة حيث استخدم التصوير المجسم لإيهام الناظرين بأنها لا تزال في مكانها.

 

وتابع د.تهامي: إن التطور الذي يلحق بالتلفزيون لا يمكن فصله عن السينما فكلاهما وجهان لعملة واحدة فاستخدم الهولوجرام في تكوين عناصر الصورة الخيالية مما ساعد في تجسيم شخصيات وعناصر لاتوجد في الطبيعة ولقد أبهرت قناة الـ CNN الإخبارية العالم ليلة الانتخابات الاميركية باستخدام تلك التقنية للترويج للمرشحين، حيث قامت القناة بإظهار صورة متحركة مجسمة لأشخاص على الاستديو والتحدث معهم. وكانت هذه بداية لمرحلة جديدة في تطوير الاستديو الافتراضي بالبرامج التلفزيونية.

وهل من الممكن أن يساء استخدام تلك التقنية؟

– بالفعل استخدمها البعض للترويج لمعتقدات دينية والتاثير على الافراد، حيث لم يكن العامة على دراية بهذه التقنية كما استخدمها بعض الدجالين والنصابين في عمليات النصب والاحتيال.

كيف يمكن التمييز بين ما هو واقع و عالم افتراضي؟

– لكي لا يتم النصب أو الدجل على بسطاء الناس يجب عرض برامج واحداث بالهولوجرام والتعريف بكيفية صناعة هذه التقنية، كما يجب ان نستخدمها في المجالات المختلفة للاستفادة ايضا من تطور التقنية في حياتنا العلمية.

وماذا عن مستقبل تلك التقنية؟

– في القريب العاجل سنتمكن من الاتصال عبر الهولوجرام بالآخرين كبديل للموبايل وسنتمكن من السفر الى مناطق أخرى في العالم دون الحركة من أماكننا، كما ستتحول السماء الى شاشة سينمائية كبيرة نرى فيها أحداثا ودراما بالهولوجرام وسوف تتداخل هذه التقنية في مختلف جوانب الحياة في القريب

العاجل وستتحول الالعاب الى هولوجرام فكل الواقع الافتراضي يسعى الى ان يخلق بيئة افتراضية للانسان وظهور تلك البيئة الافتراضية في الواقع هي هدفه الأساسي وهذا لن يتحقق الا عن طريق تقنية الهولوجرام.

 

أسرتي في كل مكان

القاهرة – غادة عوني

Exit mobile version