Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

تنتصر‭ ‬للنساء‭ ‬لأنهن‭ ‬يحملن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعباء نور‭ ‬عبدالمجيد‭: ‬ في‭ ‬كتاباتي‭ ‬أنا‭ ‬مهمومة‭ ‬بالمرأة‭ ‬كي‭ ‬تنال‭ ‬التقدير‭ ‬والاهتمام

تبحر‭ ‬الكاتبة‭ ‬نور‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬بقرائها‭ ‬داخل‭ ‬حكاياتها‭ ‬وشخوص‭ ‬رواياتها‭ ‬لتضعهم‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الأحداث‭ ‬وينفعلوا‭ ‬مع‭ ‬أطرافها،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تحظى‭ ‬بقطاع‭ ‬عريض‭ ‬من‭ ‬القراء‭. ‬ودخلت‭ ‬نور‭ ‬عالم‭ ‬الكتابة‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬الصحافة،‭ ‬لكنها‭ ‬أدركت‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬أن‭ ‬مكانها‭ ‬الأنسب‭ ‬مع‭ ‬الأدب‭ ‬والحكي‭ ‬اللذين‭ ‬تألقت‭ ‬فيهما‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭. ‬يشغل‭ ‬الكاتبة‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العلاقات‭ ‬العاطفية‭ ‬والحب‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬ولديها‭ ‬في‭ ‬رصيدها‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬اثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬رواية‭ ‬وديوان‭ ‬شعر،‭ ‬وأحدث‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬كان‮»‬‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭. ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭ ‬تتحدث‭ ‬نور‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أسرتي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬حياتها،‭ ‬وكيف‭ ‬تشغلها‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬والأمومة‭ ‬والعلاقة‭ ‬السليمة‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬العربي‭:‬

متى‭ ‬قررت‭ ‬التفرغ‭ ‬للكتابة‭ ‬الأدبية؟
‏‭- ‬ضاحكة‭ ‬تقول‭: ‬قررت‭ ‬التفرغ‭ ‬للكتابة‭ ‬الأدبية‭ ‬والروائية‭ ‬حين‭ ‬أعلنت‭ ‬فشلي‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬الصحافية‭ ‬حين‭ ‬وصلت‭ ‬لنقطة‭ ‬اكتشفت‭ ‬فيها‭ ‬أنني‭ ‬لن‭ ‬أستطيع‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الصحافي‭ ‬وبلاط‭ ‬صاحبة‭ ‬الجلالة‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬مكاني‭ ‬مع‭ ‬الكتابة‭ ‬الأدبية‭.‬

ومَن‭ ‬الكتاب‭ ‬الذين‭ ‬أثروا‭ ‬فيكِ‭ ‬بكتابتهم‭ ‬أو‭ ‬أسلوبهم؟
‏‭- ‬أي‭ ‬كاتب‭ ‬يكتب‭ ‬كلمة‭ ‬حلوة،‭ ‬وتجذبني‭ ‬له‭ ‬وتجعلني‭ ‬أمسك‭ ‬كتابه‭ ‬أعتبره‭ ‬علمني‭ ‬وأثراني‭ ‬وأثرى‭ ‬فكري،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬الذين‭ ‬حققوا‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬يحضرني‭ ‬أحب‭ ‬الأسماء‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تربينا‭ ‬عليها‭ ‬مثل‭ ‬إحسان‭ ‬عبدالقدوس‭ ‬ونجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬ومحمد‭ ‬عبدالحليم‭ ‬وباولو‭ ‬كويلو‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬ودانيل‭ ‬ستيل،‭ ‬وفي‭ ‬الشعر‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬وصلاح‭ ‬جاهين،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المجمل‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يكتب‭ ‬كلمة‭ ‬تنير‭ ‬القلب‭ ‬أحبها‭ ‬وأتعلم‭ ‬منها‭ ‬وأمتنّ‭ ‬لها‭.‬

دائمًا‭ ‬ما‭ ‬تؤكدين‭ ‬على‭ ‬صدقك‭ ‬فيما‭ ‬تقدمين‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬روائية،‭ ‬فما‭ ‬أهمية‭ ‬الصدق‭ ‬للكاتب؟
‏‭- ‬من‭ ‬دون‭ ‬الصدق‭ ‬سيفقد‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬معناه‭ ‬وأهميته‭ ‬وقدرته‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬لأحد‭ ‬وبهاءه،‭ ‬وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬والتحيات‭ ‬البسيطة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تبادلها‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.. ‬ودائمًا‭ ‬ما‭ ‬أذكر‭ ‬عبارة‭ ‬لكامل‭ ‬الشناوي،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬الذين‭ ‬تركوا‭ ‬تأثيرهم‭ ‬في‭ ‬بشدة،‭ ‬قرأتها‭ ‬مسبقًا‭ ‬فيقول‭ “‬عندما‭ ‬جئت‭ ‬أكتب‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬شعرت‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أرقص‭ ‬وأغني‭ ‬ومن‭ ‬الجائز‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬رقصي‭ ‬وغنائي،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أعلمه‭ ‬جيدًا‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬صادقًا‭”. ‬ولذا‭ ‬دائمًا‭ ‬أؤكد‭ ‬أنني‭ ‬أعمل‭ ‬على‭ ‬توصيل‭ ‬رسالة،‭ ‬قد‭ ‬تفشل‭ ‬محاولتي‭ ‬فيها‭ ‬أو‭ ‬تنجح‭! ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أعلمه‭ ‬جيدًا‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬أنني‭ ‬صادقة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحاولة‭ ‬دون‭ ‬ادعاء‭ ‬أو‭ ‬زيف‭ ‬أو‭ ‬ومحاولة‭ ‬إظهار‭ ‬شيء‭ ‬أنا‭ ‬لست‭ ‬صادقة‭ ‬فيه‭.‬

أكتب‭ ‬ما‭ ‬تمتلئ‭ ‬به‭ ‬نفسي‭ ‬ويفيض‭ ‬بقلبي‭ ‬دون‭ ‬تفكير‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬العمل‭ ‬الكتابي‭ ‬إلى‭ ‬فني

هل‭ ‬تكتبين‭ ‬أعمالكِ‭ ‬الأدبية‭ ‬وعيناكِ‭ ‬نصب‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬فنية؟
‏‭- ‬لا‭ ‬قطعًا‭ ‬ونهائيًا،‭ ‬فأنا‭ ‬أكتب‭ ‬ما‭ ‬تمتلئ‭ ‬به‭ ‬نفسي‭ ‬ويفيض‭ ‬بالقلب‭ ‬والروح‭ ‬ويسيطر‭ ‬عليّ،‭ ‬فأخرجه‭ ‬على‭ ‬الأوراق‭ ‬ليتحول‭ ‬إلى‭ ‬سطور‭ ‬وحروف،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬العمل‭ ‬الكتابي‭ ‬إلى‭ ‬درامي‭ ‬أو‭ ‬فني‭ ‬وغيره‭.. ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬تفكيري‭ ‬وقتها‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬كلماتي‭ ‬وعملي‭ ‬كما‭ ‬أشعر‭ ‬بها‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تصل‭.‬
فيما‭ ‬بعد‭ ‬حين‭ ‬تصبح‭ ‬رواية‭ ‬وتنال‭ ‬إعجاب‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬فني،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬ذلك‭. ‬ولكن‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬أضع‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬تحويل‭ ‬الرواية‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬فكان‭ ‬الأفضل‭ ‬لي‭ ‬كتابة‭ ‬سيناريو‭ ‬من‭ ‬البداية‭.‬

المرأة‭ ‬تعرضت‭ ‬للإهمال‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬خلال‭ ‬العصور‭ ‬الماضية‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الظلم

ولكن‭ ‬ألا‭ ‬يشبه‭ ‬أسلوبك‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬طريقة‭ ‬السيناريو‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير؟
‏‭- ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬يقرؤه‭ ‬القارئ‭ ‬ويشعر‭ ‬بأنه‭ ‬يشاهد‭ ‬بعينيه‭ ‬مشاهد‭ ‬وشخوصا‭ ‬تتحرك‭ ‬ويمكنه‭ ‬لمسهم،‭ ‬يعد‭ ‬نجاحًا‭ ‬من‭ ‬الكاتب‭.. ‬وذلك‭ ‬الكاتب‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬جعل‭ ‬القارئ‭ ‬مشاهدًا‭ ‬لكتابه‭ ‬وشخصياته،‭ ‬مثل‭ ‬روايات‭ ‬باولو‭ ‬كويلو‭ ‬وإحسان‭ ‬عبدالقدوس‭. ‬وهذه‭ ‬قدرة‭ ‬تكون‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬العمل‭ ‬الأدبي‭ ‬أمام‭ ‬عيني‭ ‬القارئ‭ ‬إلى‭ ‬مشاهد‭ ‬متحركة‭.. ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬ذلك‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭ ‬البتّة،‭ ‬وفي‭ ‬رأيي‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يثري‭ ‬العمل‭ ‬الروائي‭ ‬ولا‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬قيمته‭.‬
وبالنسبة‭ ‬لي‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬في‭ ‬رواياتي،‭ ‬لأنني‭ ‬حين‭ ‬أقرأ‭ ‬رواية‭ ‬وأشعر‭ ‬بقدرتي‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬البطل‭ ‬والإحساس‭ ‬به‭ ‬والانفعال‭ ‬معه‭ ‬أعجب‭ ‬بهذا‭ ‬العمل،‭ ‬لذا‭ ‬أرجو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أسلوبي‭ ‬الكتابي‭ ‬يوصل‭ ‬القارئ‭ ‬لهذه‭ ‬الحالة‭.‬

تهتمين‭ ‬في‭ ‬أعمالكِ‭ ‬الروائية‭ ‬بطرح‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬فهل‭ ‬تهدفين‭ ‬لتوصيل‭ ‬رسالة‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام؟
‏‭- ‬أنا‭ ‬مهمومة‭ ‬بالمرأة‭ ‬للغاية؛‭ ‬لأن‭ ‬لدي‭ ‬إيمانا‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬الأم‭ ‬والأخت‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬قائدة‭ ‬وعاملة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬وتحمل‭ ‬أعباء‭ ‬كثيرة‭ ‬ومكبلة‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬أكتافها،‭ ‬وتستحق‭ ‬أن‭ ‬نهتم‭ ‬بها‭ ‬ونحاول‭ ‬مساعدتها‭ ‬كي‭ ‬تأخذ‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬التقدير،‭ ‬فنعم‭ ‬أنا‭ ‬مهتمة‭ ‬بقضايا‭ ‬المرأة‭.. ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬اهتمامي‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬الإنسان،‭ ‬فلو‭ ‬صلح‭ ‬كيان‭ ‬المرأة‭ ‬وروحها‭ ‬وشعرت‭ ‬ببعض‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬والتقدير‭ ‬التي‭ ‬تستحق،‭ ‬فبهذا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقطع‭ ‬شوطًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬من‭ ‬الإحباطات‭ ‬والمشاكل‭ ‬وغيرها،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬نعاني‭ ‬منه‭.‬
والاهتمام‭ ‬بقضايا‭ ‬المرأة‭ ‬ليس‭ ‬سبة،‭ ‬ولكنه‭ ‬شرف‭ ‬أتمنى‭ ‬لو‭ ‬أحظى‭ ‬به‭ ‬واستحقه،‭ ‬فأنا‭ ‬مهمومة‭ ‬بالمرأة‭ ‬ككائن‭ ‬يحمل‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬بداخله،‭ ‬ويؤدي‭ ‬أفضل‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬كائن‭ ‬آخر؛‭ ‬لأنها‭ ‬تأخذ‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد،‭ ‬وتعمل‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬إثبات‭ ‬وجودها‭ ‬وقدرتها‭.. ‬
وأرى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬اصطفاها‭ ‬الله‭ -‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭- ‬بجعلها‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬مولد‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬مهمومًا‭ ‬بها‭ ‬وبأمرها،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬إهمال‭ ‬روح‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬خلال‭ ‬العصور‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬عدة‭. ‬ففي‭ ‬الأدب‭ ‬وخلال‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬نطلق‭ ‬عليها‭ ‬صفة‭ ‬التقدم‭ ‬حاليًا‭ ‬كانت‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تكتب‭ ‬باسمها،‭ ‬بل‭ ‬تستعير‭ ‬اسم‭ ‬رجل،‭ ‬فأي‭ ‬عدل‭ ‬في‭ ‬هذا؟‭! ‬وبالتالي‭ ‬كيف‭ ‬يمكنني‭ ‬تجاهل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المظالم‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها،‭ ‬وأقول‭ ‬إن‭ ‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬جيد‭ ‬وتتساوى‭ ‬مع‭ ‬الرجل؟‭!‬ت
والمرأة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تتعرض‭ ‬لظلم‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬وتقدمه‭. ‬فالنساء‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬عدة‭ ‬يتقاضين‭ ‬أجورًا‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة،‭ ‬وهذا‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تُظلم،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬تُحمّل‭ ‬بأعباء‭ ‬أكثر‭.. ‬ويشرفني‭ ‬محاولة‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬دواخل‭ ‬المرأة‭ ‬لعلنا‭ ‬نستطيع‭ ‬تحقيق،‭ ‬ولو‭ ‬جزءا‭ ‬بسيطا‭ ‬مما‭ ‬تستحقه‭ ‬من‭ ‬تقدير‭ ‬واهتمام‭.‬

موروثات‭ ‬المجتمع‭ ‬وعاداته‭ ‬الخاطئة‭ ‬تحوّل‭ ‬المرأة‭ ‬العظيمة‭ ‬إلى‭ ‬النقيض

ألا‭ ‬تقدمين‭ ‬بعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬في‭ ‬ألا‭ ‬تقدمين‭ ‬بعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬في‭ ‬رواياتك‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬عدوًا‭ ‬للمرأة‭ ‬أو‭ ‬لديها‭ ‬جوانب‭ ‬ذكورية‭ ‬نوعًا‭ ‬ما؟
‏‭- ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬أنني‭ ‬أقدم‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الشخصيات،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬الأم‭ (‬يامنة‭) ‬في‭ ‬رواية‭ “‬أريد‭ ‬رجلًا‭” ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬فهي‭ ‬امرأة‭ ‬عظيمة‭ ‬وتمتاز‭ ‬بالقوة‭ ‬بين‭ ‬أخواتها‭ ‬وتتخذ‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬القرارات،‭ ‬بل‭ ‬وتقود‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬بقلب‭ ‬الصعيد،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ربت‭ ‬ابنها‭ ‬وحدها‭ ‬وضحت‭ ‬بعمرها‭ ‬من‭ ‬أجله‭.. ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬العظيمة‭ ‬ولدت‭ ‬ومُزِجت‭ ‬بعادات‭ ‬وموروثات‭ ‬خاطئة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬التي‭ ‬تحض‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إنجاب‭ ‬ابن‭ ‬ذكر،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يصنعه‭ ‬المجتمع‭ ‬بعظمة‭ ‬المرأة‭ ‬أو‭ ‬الرجل،‭ ‬فالموروثات‭ ‬البالية‭ ‬والتخاريف‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬تحوّل‭ ‬عظمة‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬النقيض‭.. ‬ويامنة‭ ‬ومن‭ ‬مثلها‭ ‬ليست‭ ‬عدوًا‭ ‬للمرأة،‭ ‬ولكنها‭ ‬ضحية‭ ‬المجتمع‭.‬

الزواج‭ ‬والعلاقات‭ ‬العاطفية‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تُطرح‭ ‬باستمرار‭ ‬داخل‭ ‬رواياتكِ،‭ ‬فكيف‭ ‬ترين‭ ‬دور‭ ‬الأدب‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬مشكلات‭ ‬الزواج‭ ‬والعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة؟
‏‭- ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬وحتى‭ ‬قيام‭ ‬الساعة‭ ‬من‭ ‬علاقة‭ ‬الرجل‭ ‬بالمرأة‭ ‬أو‭ ‬الزوج‭ ‬بالزوجة،‭ ‬وهذه‭ ‬العلاقة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تثمر‭ ‬مولد‭ ‬أطفال‭ ‬ممن‭ ‬يصبحون‭ ‬قادة‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬ومن‭ ‬البداية‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬العلاقة‭ ‬سوية‭ ‬وسليمة‭ ‬صحيحة‭ ‬ومبصرة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬ويُراعى‭ ‬فيها‭ ‬الحق‭ ‬والواجب‭ ‬سيكون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬سليم‭ ‬وصحيح‭ ‬ونوصل‭ ‬لقادة‭ ‬متميزين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وأبناء‭ ‬أسوياء،‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬الأخطاء‭ ‬والخيانات‭ ‬والمشاكل‭ ‬وعدم‭ ‬الوعي‭ ‬الصحيح‭ ‬بداخل‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬سيكون‭ ‬سيئًا،‭ ‬ويخلق‭ ‬بالتالي‭ ‬أبناء‭ ‬غير‭ ‬أسوياء‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬أفرادا‭ ‬مهزوزين‭ ‬وينتج‭ ‬عنه‭ ‬معاناة‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل‭.‬

ناديت‭ ‬في‭ ‬‮«‬أنين‭ ‬الدمى‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬يخضع‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬لاختبار‭ ‬عقلي‭ ‬ونفسي‭ ‬قبل‭ ‬الإنجاب
وفي‭ ‬رواية‭ “‬أنين‭ ‬الدمى‭” ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬معنى‭ ‬الإنجابتيجب‭ ‬عليه‭ ‬ألا‭ ‬ينجب،‭ ‬وضرورة‭ ‬ألا‭ ‬يترك‭ ‬الإنجاب‭ ‬عشوائيًا‭ ‬ويخضع‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬لاختبار‭ ‬عقلي‭ ‬ونفسي‭ ‬قبل‭ ‬الإنجاب،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يلتحق‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬غير‭ ‬المؤهلين‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬التدريب‭ ‬لكي‭ ‬يعرفوا‭ ‬كيف‭ ‬يمكنهم‭ ‬تربية‭ ‬أبنائهم،‭ ‬وذلك‭ ‬لصالحهم‭ ‬ولصالح‭ ‬الأبناء‭ ‬والمجتمع‭. ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬مثالي،‭ ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬أيضا‭ ‬ألا‭ ‬نكون‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬التشتت‭ ‬الذي‭ ‬نشهده‭ ‬حاليًا‭.‬

تطرقتِ‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬نساء‭ ‬ولكن‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬زواج‭ ‬المصلحة‭ ‬فكيف‭ ‬ترين‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الزواج؟
‏‭- ‬الزواج‭ ‬كعلاقة‭ ‬يكون‭ ‬رمزًا‭ ‬لغيره‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وأي‭ ‬علاقة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬نظر‭.. ‬وكانت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬بطلة‭ ‬الرواية‭ ‬وزوجها‭ ‬ليست‭ ‬مصلحة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬عملية‭ ‬انتهازية‭ ‬بحتة‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬الغش‭ ‬والكذب،‭ ‬واختلت‭ ‬موازين‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬وأهم‭ ‬ركن‭ ‬بها‭ ‬وهو‭ ‬الصدق،‭ ‬وكان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تدمر‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭.. ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الصدق‭ ‬عماد‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬فإنها‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬لن‭ ‬تفشل‭ ‬وإن‭ ‬فشلت‭ ‬لن‭ ‬تترك‭ ‬تشوهات‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬العلاقة‭.‬

الإهداء‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬نساء‭ ‬ولكن‮»‬‭ ‬كان‭ ‬لأختيّ‭ ‬فمنهما‭ ‬استوحيت‭ ‬أحداث‭ ‬الرواية

في‭ ‬مقدمة‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬نساء‭ ‬ولكن‮»‬‭ ‬إشارة‭ ‬لاستقاء‭ ‬أحداث‭ ‬الرواية‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬واقعية،‭ ‬كيف‭ ‬تطوعين‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬أعمالكِ‭ ‬الروائية؟
‏‭- ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬كاتب‭ ‬يكتب‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تشبع‭ ‬بخبرات‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قصص‭ ‬وانفعل‭ ‬معها‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬حدثت‭ ‬له‭ ‬شخصيًا،‭ ‬ثم‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬نسج‭ ‬حكاياته‭.. ‬في‭ ‬رواية‭ ‬نساء‭ ‬ولكن،‭ ‬كنت‭ ‬متأثرة‭ ‬للغاية‭ ‬بحياة‭ ‬أسرة‭ ‬لديها‭ ‬حالة‭ ‬خاصة،‭ ‬فأنا‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬أختاي‭ ‬يعانيان‭ ‬من‭ ‬إعاقة‭ ‬معينة،‭ ‬وكان‭ ‬الإهداء‭ ‬لهما‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الرواية‭. ‬لهذا‭ ‬شهدت‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تعامل‭ ‬المجتمع‭ ‬بموروثاته‭ ‬الخاطئة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬العطية‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬الله‭ ‬لأسرتنا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنني‭ ‬لمست‭ ‬شعور‭ ‬أمي‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬كثيرًا‭. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الروايات‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬جزء‭ ‬حقيقي،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬شخصيًا‭.. ‬وفي‭ ‬رأيي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬قصة‭ ‬كُتِبت،‭ ‬ويمكنها‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬للقلب‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬الناس‭ ‬إلا‭ ‬وبها‭ ‬مسحة‭ ‬من‭ ‬الواقع‭.‬

الأمومة‭ ‬جعلتني‭ ‬أكثر‭ ‬رفقًا‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حيّ‭ ‬وأدين‭ ‬لأبنائي‭ ‬بهذا‭ ‬التحوّل

كيف‭ ‬أثرت‭ ‬الأمومة‭ ‬على‭ ‬نور‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬وكتاباتها؟
‏‭- ‬كتبت‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ “‬نساء‭ ‬ولكن‭” ‬أن‭ ‬الله‭ ‬خلق‭ ‬ذكرا‭ ‬وأنثى‭ ‬وجنسا‭ ‬ثالثا‭ ‬هو‭ ‬الأم،‭ ‬فالأمومة‭ ‬تحول‭ ‬الإنسان‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة،‭ ‬إذ‭ ‬ترين‭ ‬شخصًا‭ ‬يولد‭ ‬منكِ‭ ‬أمامكِ،‭ ‬أو‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭.. ‬الأم‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تحيا‭ ‬الأمومة‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬في‭ ‬خلايا‭ ‬دمها‭ ‬تتحول‭.. ‬جعلتني‭ ‬الأمومة‭ ‬أكثر‭ ‬رفقًا‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حيّ‭ ‬وأكثر‭ ‬انفعالًا‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬ولدرجة‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أتوقع‭ ‬أو‭ ‬أتخيل‭ ‬أن‭ ‬أصير‭ ‬عليها‭. ‬والأمومة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تصبحي‭ ‬أما‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الكون،‭ ‬وترى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬يستحق‭ ‬الرحمة‭ ‬والاحتواء‭ ‬والتفكير‭ ‬فيه،‭ ‬وتجعلكِ‭ ‬تفهمين‭ ‬أشياء‭ ‬جديدة‭ ‬وترين‭ ‬بمنظور‭ ‬مختلف‭. ‬وأدين‭ ‬بهذا‭ ‬التحوّل‭ ‬لأبنائي‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬دفعته‭ ‬من‭ ‬ثمن‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬دموع‭ ‬وأعصاب‭ ‬وتوتر‭.‬

وصلت‭ ‬بكلماتي‭ ‬إلى‭ ‬شريحة‭ ‬لا‭ ‬تحب‭ ‬القراءة‭ ‬ووصلت‭ ‬لهم‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬أرغب‭ ‬فيها

هل‭ ‬أضاف‭ ‬لكِ‭ ‬تحويل‭ ‬أعمالكِ‭ ‬الأدبية‭ ‬إلى‭ ‬التلفزيون‭ ‬وتجسيدها‭ ‬على‭ ‬الشاشة؟
‏‭- ‬نعم‭ ‬أضاف‭ ‬لي‭ ‬وأسعدني‭ ‬للغاية،‭ ‬لأنني‭ ‬كسبت‭ ‬شريحة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬المشاهدين‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬قارئين،‭ ‬وعندما‭ ‬يشاهدون‭ ‬العمل‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬قراءته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬لي‭ ‬سعادة‭ ‬غامرة‭ ‬كوني‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬دخولهم‭ ‬لعالم‭ ‬القراءة‭. ‬كذلك‭ ‬وصلت‭ ‬بكلماتي‭ ‬إلى‭ ‬شريحة‭ ‬لا‭ ‬تحب‭ ‬القراءة‭ ‬ووصلت‭ ‬لهم‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬أرغب‭ ‬فيها‭.‬

ما‭ ‬أقرب‭ ‬أعمالكِ‭ ‬الأدبية‭ ‬لكِ؟
‏‭- ‬كل‭ ‬رواية‭ ‬بها‭ ‬قطعة‭ ‬مني،‭ ‬ولكن‭ ‬أكثر‭ ‬رواية‭ ‬أرهقتني‭ ‬هي‭ “‬صولو‭” ‬في‭ ‬كتابتها،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬رغم‭ ‬صدورها‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬تطاردني‭ ‬شخصية‭ “‬ملك‭ ‬مندور‭” ‬البطلة‭ ‬وما‭ ‬شعرت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تناقضات‭.. ‬وأيضا‭ ‬رواية‭ “‬كان‭” ‬وقصة‭ ‬الفتاة‭ ‬بداخلها‭ ‬التي‭ ‬تحارب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعرف‭ ‬أنه‭ ‬موجود‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭. ‬وفي‭ ‬المجمل‭ ‬تعبت‭ ‬بجميع‭ ‬الأعمال‭ ‬وبذلت‭ ‬بها‭ ‬مجهودا‭ ‬وإحساسا‭ ‬وانفعالا‭ ‬وحبا‭ ‬وصدقا‭.‬

رسالة‭ ‬جعلتني‭ ‬أضع‭ ‬نصب‭ ‬عيني‭ ‬باستمرار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أمهات‭ ‬يأتمن‭ ‬قلمي‭ ‬على‭ ‬أولادهن

هل‭ ‬تتذكرين‭ ‬كلمة‭ ‬قيلت‭ ‬لكِ‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تؤثر‭ ‬بكِ‭ ‬حتى‭ ‬الآن؟
‏‭- ‬بالطبع،‭ ‬بعد‭ ‬رواية‭ “‬رغم‭ ‬الفراق‭” ‬وصلتني‭ ‬رسالة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬من‭ ‬سيدة‭ ‬أخبرتني‭ ‬أنها‭ ‬أعطت‭ ‬روايتي‭ ‬إلى‭ ‬ابنتها‭ ‬ذات‭ ‬الثمانية‭ ‬عشر‭ ‬عامًا،‭ ‬وكونها‭ ‬سعيدة‭ ‬وفخورة‭ ‬بأنها‭ ‬ستقرأ‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭.. ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬هذه‭ ‬الجملة‭ ‬أمام‭ ‬عينيّ‭ ‬باستمرار‭ ‬وأنا‭ ‬أكتب،‭ ‬فهناك‭ ‬أمهات‭ ‬يأتمن‭ ‬قلمي‭ ‬على‭ ‬أولادهن‭ ‬لقراءة‭ ‬رواياتي‭.‬

المشروع‭ ‬الكتابي‭ ‬القادم‭ ‬لنور‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬هل‭ ‬يظهر‭ ‬قريبًا؟
‏‭- ‬سيكون‭ ‬رواية‭ ‬وبدأت‭ ‬فيها‭ ‬وأعمل‭ ‬عليها،‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬بالتحديد‭ ‬موعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬صدورها،‭ ‬وأرجو‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬القريب‭.‬

‮«‬أسرتي‮»‬‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان
داليا‭ ‬شافعي

Exit mobile version