Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

جائزة كتارا تفوز بها البحـرينية منيـرة سـوار

منيـرة سـوار

منيرة سوار كاتبة بحرينية من مواليد عام 1975 تعمل إخصائية إعلام أولى بإدارة العلاقات العامة والإعلام في وزارة التربية والتعليم البحرينية صدر لها كتاب مترجم عام 2006 بعنوان «المربية المثالية» عن دار العلم للملايين وقد نجح نجاحاً لافتاً وطبع منه أكثر من 4 طبعات متتالية وروايتها الأولى بعنوان «نساء المتعة» الصادرة عن الدار العربية للعلوم عام 2008 وقد حققت هي الأخرى نجاحاً لافتاً إذ طبع منها ثلاث طبعات متتالية، كما صدر لها عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر رواية بعنوان «حسين المسنجر» وذلك في عام 2012 لتحصد روايتها «جارية» جائزة «كتارا» للرواية العربية المنشورة والتي تنافست معها أكثر من 500 رواية عربية.

التقينا مع «منيرة سوار» خلال زيارتها للكويت فكان هذا اللقاء حول تجربتها الروائية وعوالمها الخاصة في الكتابة:

 

حققت فوزا مستحقا بعد فوز روايتك «جارية» بجائزة كتارا لعام 2015.. فماذا يعني لك هذا؟

– الفوز بجائزة بحجم جائزة كتارا للرواية العربية يعني لي الكثير فهي بالنسبة لي أول اعتراف رسمي من متخصصين في نقد السرديات بموهبتي في الكتابة وهذا انجاز كبير بالنسبة لي

 

هل أنت راضية عن نفسك الآن؟

– بالعكس أنا غير راضية عن نفسي لكن سعيدة وفخورة لأني أعرف أخطائي وأتجاوزها ولذلك متحمسة لمشروع الورش لأتعلم تقنيات جديدة فأنا مؤمنة بموهبتي وأسعى لتقديم شيء في المستقبل وهذا ما يدفعني للاستمرار.

 

دور النشر

كيف تنظرين إلى دور النشر والتعامل معها بعد الجائزة خاصة أنك تتعاملين مع دور نشر عربية وليست محلية؟

– بعض دور النشر تبدأ مشوارها بشكل جيد لكن مع الوقت واستمرار الخسائر في الوقت الذي تحقق فيه دور نشر أخرى مكاسب مادية يجرفها التيار وتتخلى عن المبادئ التي حرصت عليها في البداية وإقبال الناس على الركيك يساعد في نشر هذه النوعية من الأعمال لأن دار النشر تريد الربح المادي وأتعامل مع دور نشر عربية دون المحلية بسبب ضعف التوزيع فالكاتب في النهاية يريد أن يصل إلى القارئ وحقيقة تجاربنا ككتاب شباب سيئة مع دور النشر لاختلاف الهدف فالكاتب لديه رسالة والناشر يبحث عن العائد المادي حتى لو كان ما ينشره ركيكا متجاهلين بذلك دورهم التنويري فهم يبيعون كتبا فيها فكر وتؤثر على الأجيال المختلفة كما أنهم يطلبون من الكاتب دفع مبالغ لكي ينشروا له علاوة على كمية الأخطاء المطبعية والنحوية لأنهم لا يستعينون بمتخصصين وليس لديهم في الغالب مستشارون لبيان قوة النص من ضعفه قبل النشر وأطالب بوجود قوانين تنظم العلاقة بين الناشر والكاتب بشكل عادل ويسمح لكل بتأدية رسالته.

 

نعود للبدايات.. هل كنت متوترة وقلقة وأنت تكتبين روايتك الأولى «نساء للمتعة»خاصة أنك تخوضين في عالم شائك؟

– في البداية رسمت الخطوط العريضة في مخيلتي ثم خلقت الشخصيات من العدم بحسب مفهومي للرواية وظللت اكتب وأنا فعلا أحمل روح الخوف والقلق فقد كانت تجربة مليئة بكم من المشاعر المتناقضة وبكثير من القلق والتوتر وظللت هكذا ولم أشعر بالسعادة الحقيقية إلا بعد أن سطرت السطر الأخير من الرواية وأحسست بقيمة ما أنجزته.

 

ألا ترين أن عنوان روايتك «نساء للمتعة» صادم للبعض ويوحي ببيع النساء لأجسادهن؟

– من يقرأ الرواية فسيصل إلى الطرح الذي أريده لأن الرواية تطرح جميع أنواع الزواج سواء الزواج الدائم أو العرفي والمسيار والزواج بنية الطلاق وزواج الصديقة وغير ذلك فهى تطرح العلاقة بوجه عام بين الرجل والمرأة.

 

الثقافة الذكورية

وكيف ترين هذه العلاقة كروائية تعيش في مجتمع ذكوري هل تنتصرين للمرأة أم للرجل؟

– العلاقة بين الرجل والمرأة أصابتها الإخفاقات بسبب عمق جذور الثقافة الذكورية في نفوسنا وتغلغلها في أعماقنا هذا التغلغل في العمق ليس مقتصراً على الذكر بل حتى الأنثى التي تنظر إلى هذه الثقافة الذكورية التي تميز بين الرجل والمرأة وتعطي الرجل الحق كل الحق أن يقول ما يشاء ويعمل ما يشاء وتضع المحرمات على المرأة وتمنعها من القول أو الفعل حتى لو كان ذلك مشروعاً وبريئاً دليل ذلك وقوف العديد من النساء أثناء الانتخابات ضد أنفسهن ومناصرة الرجل وتقويته عليهن وهن يعتقدن أن ما يفعلنه هو الصحيح.. إنها ثقافة ذكورية متراكمة عبر العهود والدهور والأزمان وروايتي لا تطرح الحلول لتصحيح هذه العلاقة وإنما تعرض نماذج من هذه العلاقة الخاطئة القائمة بين الرجل والمرأة كنتيجة طبيعية للثقافة الذكورية المتحكمة والسائدة بينهما فأستعرض نماذج من علاقات زوجية لزوجات لهن أزواج لهم ثقافتهم وتفكيرهم وتنشئتهم وتعليمهم ومستواهم الاجتماعي والاقتصادي المتباين وكل نموذج من هذه الزيجات يختلف عن الآخر في سلوكه الإنساني كنتيجة لمحصلته الثقافية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية وموروثاته الشعبية إلا أن هؤلاء الأزواج يتفوقون على التمييز بينهم وبين المرأة واضطهادها.

 

جائزة كتارا

روايتك «جارية» التي فازت بجائزة «كتارا» للرواية العربية.. كيف تقدمينها لنا؟ وما ظروف كتابتها؟

– أنجزت هذه الرواية ضمن ورشة المحترف لنجوى بركات والتي استضافتها وزارة الثقافة البحرينية في دورتها الثانية وكانت في المجمل تجربة جيدة استفدت خلالها من الملاحظات القيمة التي وجهت لي لكن الصعوبة أو لنقل التحدي الأكبر الذي واجهته خلال كتابة هذه الرواية هو ضرورة الالتزام بتسليم العمل جاهزا للطباعة خلال فترة زمنية محددة استغرقت كتابة الرواية نحو ثمانية أشهر لكن خوض التجربة ككل كان يستلزم هذه الشروط وأنا سعيدة بها وأقدم في روايتي «جارية» أشخاصاً كل واحد منهم منهمك في رسم مصيره بالصورة التي يتمناها أو بالتعويض عما ينقصه وأرصد كيفية تعامل هؤلاء الأشخاص مع الحياة بحلوها ومرها ومع كل ما يتمنونه أو يخشونه ويسعون إلى الهرب منه ويتشكل في نهاية الأمر نوعان: الأول يتمثل في المصائر التي نستطيع التأثير فيها إيجاباً أو سلباً والثاني في الأقدار الثابتة التي لا تغيرها جهودنا ورغباتنا وصلواتنا وتنجح شخصيات النوع الأول في «جارية» في تحسين أوضاعها المالية والاجتماعية وتحقيق تقدم ملموس في مجالات العمل وأنماط الحياة المختلفة والانتقال من مستوى اجتماعي معين إلى مستوى أعلى منه وعلى الرغم من نجاح شخصيات النوع الأول إلا أن هناك شخصيات في الرواية مثل «سعاد» ترفض الانتقال إلى وضع أفضل إذا لم ينسجم مع معتقداتها ونظرتها إلى نفسها لكنها في النهاية تقبل نفسها كما هي دون أي عقد ظاهرة ويصارع الإنسان في النوع الثاني ما يبدو له قدراً أكبر منه لا يمكن تغييره ولم يكن له يد في صنعه وهذا الشعور شقاء وعجز وشكوى مما تسميه هذه الشخصيات ظلماً وأخيرا فإن بعض هذه الشخصيات مثل بطلة القصة «جوري» أو جارية كما هو اسمها أصلا قد ينتهي إلى مهادنة الحياة وقبول الذات والسعي إلى السعادة وقد تنجح في ذلك فرواية «جارية» تناقش موضوعاً إنسانيا غاية في الأهمية والحساسية المتعلقة ببحث الإنسان عن ذاته المفقودة في هذه الحياة وعن هويته المسلوبة في أعماق نفسه المحطمة.

 

الرواية عالم غني

لماذا اتجهت إلى كتابة الرواية؟ وما الذي يدفعك للكتابة: هل الترف أم الوجع والهم؟

– الرواية عالم غني فضفاض يتسع لكل شيء يتسع للحياة بكل ما فيها دوناً عن كل ألوان الكتابة وحدها الرواية أتاحت لي سرد تفاصيل الأيام الطويلة والتقاط حبيبات أفراحها وأوجاعها الدقيقة من هنا وهناك وتجميعها لخلق حياة كاملة، الرواية والحياة وجهان متقابلان لعملة واحدة وتلعب دورا أساسيا وحيويا في مد جسور التواصل بين الشعوب، بل إنها تعد أرقى الوسائل لنقل وتبادل الثقافات الإنسانية لإثراء الرصيد المعرفي والإنساني بلا تزييف وبلا تجميل لتعرف الإنسان -أي إنسان- على ذلك الذي يعيش على الضفة الأخرى وبالطبع لا يدفعني إلى الكتابة إلا وجع ولا أمسك بقلمي لنزف حبره على الورق إلا بدافع الألم والحزن الذي تزرعه بداخلي قضية ما أو حالة إنسانية خاصة.

 

الكتابة عند البعض روتين يومي.. فما رأيك؟

– نعم، يعتبر كثيرون الكتابة تمريناً يومياً لا بد أن يتمرن عليه الكاتب ولكني أختلف مع هذا التوجه لأنني أجدني عاجزة عن خط سطر واحد تحت بند الضرورة والواجب لطالما هربت من عالم الصحافة رغم ارتباط كثير من كتاب القصة والرواية بهذا العالم فقط لأني لم أستسغ فكرة الالتزام بالكتابة كواجب أو كروتين يومي.

 

هل استكنت في عالم الرواية الآن بعد مرور هذه الأعوام على بداياتك؟

– لا أعلم ربما كنت من النوع الذي لا يستكين في مجال ما.. مازلت أحلم ومازلت أتطلع لتجارب جديدة ومشارب مغايرة.

يغريني أن أرتدي كل يوم ثوباً جديدا وإن كنت في شك من ملائمة لقياسي بدلا من الحفاظ على رونق ثوب واحد لا يُبلى، قد أكون في المرحلة القادمة بصدد كتابة رواية جديدة أو دراما تلفزيونية أو ربما قصة أو مجلة أطفال أو مشروع الكتروني ينبثق من الشبكة العنكبوتية، كل ما أعرفه انني في كل الأحوال وفي أي ترحال جديد لن أحمل معي سوى شيئين: « فكرة وقلم».

 

هل أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على المبدعين خاصة الشباب؟

– تستطيع أن تقول ان وسائل التواصل الاجتماعي غيرت المعايير فأصبح هناك تواصل مباشر بين الكاتب والقراء والكثيرون يكتبون بصرف النظر عن قيمة ما يكتبون وحصل تداخل لأن العمل الأدبي الجيد لا تميزه عن الركيك بل من الممكن أن يحقق هذا الأخير شهرة رغم أنه لا يحمل قيمة أدبية أو فنية.

 

Exit mobile version