Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

جلال جمعة: بالسلك أُقدم عالماً كاملاً من الخيال

جلال جمعة: بالسلك أُقدم عالماً كاملاً من الخيال
جلال جمعة: بالسلك أُقدم عالماً كاملاً من الخيال
جلال جمعة: بالسلك أُقدم عالماً كاملاً من الخيال

جلال جمعة رائد فن التشكيل بالسلك في العالم العربي نظمت له العديد من المعارض في الكويت والقاهرة والعواصم العربية.. وهو يقدم في معارضه حالات تشخيصية وتكوينات جديدة من الكائنات والبشر والحيوانات والطيور والحشرات باستخدام السلك وبدون لحامات، ومن أعماله الثور الذي يتسم بالقوة والاندفاع، والحصان الذي يقف رافعا ساقيه الأماميتين إلى أعلى وسمكة همنجواي في رواية «العجوز والبحر» والبطة والمعزة والديك وغيرها من الأعمال.

يمتاز أسلوب جمعة بالبساطة في التعبير وأحياناً الاختزال في الشكل بأبسط صوره فجمع بين التجريد والتشخيص مع الاحتفاظ بالتشريح.

التقيناه وولجنا إلى عالمه التشكيلي.. فماذا قال؟

مشروع تخرجك مهندسًا في كلية الفنون التطبيقية دار حول رواية «بداية ونهاية» لنجيب محفوظ وليس السلك.. فلماذا؟

– استهوتني كثيرا رواية «بداية ونهاية» للأديب العالمي نجيب محفوظ فقررت الاستعانة بها في مشروع تخرجي بالكلية، حيث حمل مشروع التخرج عنوان «ديكور حارة فيلم بداية ونهاية» وهو الفيلم المأخوذ عنها، ومن إخراج صلاح أبوسيف، حيث تعمقت في قراءة الرواية حتى أتمكن من العيش في أجوائها والتعرف على شخصياتها وطبيعة المكان والزمان اللذين دارت فيه، لكن فكرة التشكيل بالسلك جاءت في مرحلة تالية، ومن ثم تفرغت لها.

كيف توجهت لاحتراف هذا النوع من الفنون والإبداع فيه؟

– أنا أتعامل مع كل الخامات لأنني مهندس ديكور لكن كنت أعشق الحديد، وبعد ذلك لعبت المصادفة دوراً في عشقي لكل أنواع السلك الذي ألهمني كل هذا الإبداع.

أي أنواع الأسلاك تستخدم؟ ولماذا لا تستخدم اللحام مطلقاً في تثبيت الأسلاك؟

– أنا أستخدم سلك الرباط الخاص بإنشاء المباني، وقد استطعت من خلاله أن أخلق عالماً من الفن والإبداع والخيال، لكن في الأعمال الكبيرة أستخدم تخانات أكبر من 10 مم، وقد صنعت بها ثوراً كبيراً أشاد به النقاد، واقتناه أحد مشاهير المجتمع المصري لإعجابه الشديد به، وأنا لا أستخدم اللحام مطلقاً، وذلك حتى يكون عملي مختلفاً عن الأعمال التي تستخدم بمساعدة اللحام، وهذا يزيد من جمالية العمل ويؤكد براعتي في إنتاج أعمالي الفنية.

 

أنظم ورشًا لتعليم فن التشكيل بالسلك لظهور أجيال جديدة

تقوم بتعليم فن التشكيل بالسلك للآخرين ولاسيما الأطفال.. فإلى أي مدى تجد الأطفال يستوعبون فكرة التشكيل بالسلك؟ وهل هناك سنّ معينة للأطفال كي نبدأ بتعليمهم الفن التشكيلي؟

– لابد أن نكتشف المواهب في هذا اللون الفني ومن لديهم الاستعداد والموهبة في نفس الوقت لكي ندربهم ونطور أدواتهم الفنية حتى إذا رحلنا كانت هناك أجيال جديدة تمارس هذا الفن، بخاصة أنه نادر، ولذلك أعقد الورش الفنية التدريبية باستمرار، وقد استطعت أن أعلّم هذا الفن لطلاب الصم والبكم في جامعة المنيا بصعيد مصر.

الحيوانات والمراكب والأسماك والطيور هي التي تستحوذ على نصيب الأسد من أعمالك الفنية.. فكيف تختار موضوع عملك الفني قبل أن تبدأ فيه؟

– الإلهام هو مصدر أعمالي وكل شيء مثير يجعلني أبحث عن الإبداع من خلاله، كما أن الفنان دائماً يبحث عن الجديد والمدهش طوال الوقت: خيالات على الحائط.. جذع شجرة.. سحابة.. لقطة على شاشة التلفاز.. كل هذه الأشياء يمكن أن تلهمني بفكرة عمل جديد.

هل هناك مدة محدده يستغرقها العمل الفني حتى يخرج إلى النور؟

– ليس هناك وقت محدد لإتمام العمل الفني،

فأنا لا أعاني في التنفيذ، لكن أعاني فقط في البحث عن الفكرة وطريقة تنفيذها، وأيضاً ليس هناك وقت محدد كي أقوم بالعمل بل أعمل طوال الوقت تقريبا.

هل تشكل بالسلك البورتريه للأشخاص بالطريقة نفسها التي كان الرسام العالمي «جورج بهجوري» يرسم بها.. أي «سلك واحد متصل» بدلاً من «خط واحد متصل»؟

– الفنان العالمي «جورج بهجوري» صديقي متأثر بـ «بيكاسو» وفن الخط الواحد، ومهما كانت براعته في الرسم فإن السلك أصعب بمراحل من الرسم بالقلم، والتشابه بيننا يسعدني جداً فهو قامة فنية كبيرة وله تاريخه العظيم.

كيف ترى وتقيّم تجاوب الجمهور مع إبداعاتك خلال معارضك الفنية؟

– الجمهور يمثل الطاقة التي تجعلني استمر، وإعجاب الناس بعملي يجعلني أواصل العمل، ويسعدني أن أجد من يقتني أعمالي أو يشيد بها أو حتى يتابعها.

هل من نصائح يمكن أن تقدمها لمن يريدون أن يدخلوا إلى مجال التشكيل بالسلك؟

– أوصيهم بالثقافة البصرية ومتابعة الجديد في كل مكان، والأساس هو الحب والتفاني في العمل، كما أن الممارسة لوقت طويل يثقل الموهبة، ولابد أن يكون لك هدف تحاول أن تحققه ورسالة تريد أن تنقلها للآخرين، وأدعوهم لعدم الخوف من الفشل.. حاول ألف مرة وسوف تنجح.

يقال إنك تهوى جمع التحف والانتيكات.. فهل ذلك بغرض التجارة والبيع أم هواية للمتعة؟

– أجمع التحف والانتيكات منذ40 سنة،  وهي هواية تصل إلى درجة العشق، وتجعلني في حالة فضول لمعرفة المخترع وسنة الصنع وتطور الآلة، فمثلا من مقتنياتي آلة التلغراف القديمة والمكيال الخشبي الذي كان وسيلة لمعرفة وزن الحبوب، وكذلك مكائن الخياطة القديمة والآلة الكاتبة، وتعدى الأمر إلى الميزان فهناك الميزان التقليدي والميزان السلسلة بالإضافة إلى الأدوات الصغيرة التي كانت تستخدم في المنازل مثل مطحنة البن وبراد الشاي والمكوة الحديد.. وغيرها الكثير.

سؤال أخير: لمن يقرأ جلال جمعة؟

– أشعار كل من بيرم التونسي وأحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين ونبيل خلف.

Exit mobile version