Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

حتى نصنع ذاكرة أمة للجيل الجديد.. شهيدات الكويت.. غيّرن الصورة الشائعة عن المرأة الخليجية

بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس 1990، وبعد أحداث كبيرة مرت بها المنطقة والكويت، مازلنا نتذكر شهيدات الكويت، حتى نصنع ذاكرة أمة للجيل الجديد الذي لم يعاصر الأزمة، لكنه قد سمع فقط عنها من هنا أو هناك معلومات متفرقة.. لكن من من المرأة الكويتية أجدر على صنع هذه الذاكرة المجيدة لأمة عانت ويلات الغزو؟!
الجيل الجديد.. لا يعلم الكثير!
في تقريره بعنوان يمكن ترجمته بالآتي: (اختفت حرب الخليج: ثلاثة عقود من يأس الكويت) (واليأس هنا يعود إلى فقدان الأمل في العثور على المفقودين منذ الغزو) يذكر موقع الجزيرة أن (الشباب الكويتيين لا يعلمون عن المئات الذين فُقدوا خلال الغزو العراقي، فهذا ليس جزءا من دروس التاريخ)!
لذلك نحاول أن نتذكر معاً عنصرا من أهم عناصر المقاومة الباسلة للشعب الكويتي وهو نساء الكويت.. كي لا ننسى دورهن العظيم في تلك الملحمة البطولية.

77 امرأة أخرى في قائمة الشهداء توفين نتيجة عدم كفاية الرعاية الصحية

شهيدات الكويت.. قصص التضحية دفاعاً عن الوطن!
كتب Jamal Yali تقريراً بالإنجليزية في وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن شهيدات الكويت بعنوان يمكن ترجمته (شهيدات الكويت قصة التضحية دفاعاً عن الوطن) أن العديد من قصص الشجاعة والتضحية تسلط الضوء على الكفاح من أجل تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم في 2 أغسطس 1990، حيث كان الاستشهاد واجبًا مشتركًا بين الرجال وكذلك نظراؤهم من النساء في حركة المقاومة. ذاكراً أن أسرار القبندي، وفاء العامر، وسعاد حسن، هن عدد قليل من النساء المعروفات بمواقفهن البطولية والفاعلة في تحدٍ للاحتلال العراقي بعد الغزو، فهن اللواتي كرّسن حياتهن لتحرير وطنهن من الظالمين المتوحشين. كما يذكر الأرقام الرسمية التي قدمها مكتب الشهيد تظهر أن 89 امرأة في المجموع ضحوا بحياتهن وسط المحنة الرهيبة التي استمرت ستة أشهر، منهن 67 كويتية، وثماني نساء مقيمات بشكل غير قانوني، واثنتان من البحرين وواحدة من كل من مصر والأردن والهند!

المرأة الكويتية شاركت وقت الغزو في إدارة العديد من المرافق مثل المستشفيات وفي توزيع الطعام والمال للأسر الكويتية المتعثرة

وفي موضع آخر يذكر أن هناك 77 امرأة أخرى في قائمة الشهداء، توفين نتيجة عدم كفاية الرعاية الصحية!
وفي موضع آخر من التقرير يذكر أنه قد شاركت المرأة الكويتية في الغالب في الإدارة المخصصة للعديد من المرافق مثل المستشفيات ومحلات البقالة، في وقت سابق من الأزمة، وبعد ذلك ساعدت في جهود توزيع الطعام والمال للأسر الكويتية المتعثرة.

صرخت سناء الفودري: «الكويت للكويتيين..أميرنا الشيخ جابر الأحمد الصباح» فقتلت وصارت أولى شهيدات الكويت

كما يذكر التقرير أنه قد قُتلت سناء الفودري برصاص جنود عراقيين بعد ستة أيام فقط من شن بغداد هجومًا للاستيلاء على جارتها الصغيرة في الجنوب. وتعتبر الفودري أول امرأة تفقد حياتها في الاحتلال بعد نزولها إلى الشوارع للاحتجاج على حق بلادها في الاستقلال بقيادة أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح. وتقول عنها فاطمة الأمير في التقرير نفسه: كانت الفودري تتحدث باسم جميع الكويتيين بشكل عام والنساء على وجه الخصوص، حيث صرخت «الكويت للكويتيين، أميرنا الشيخ جابر الأحمد الصباح».

سعاد حسن.. من توزيع الطعام على العائلات إلى جثة ملقاة بضاحية كيفان!

ثم توالى سقوط الشهيدات الكويتيات واحدة تلو الأخرى.. ومن بينهن أسرار القبندي ووفاء العامر وسعاد حسن.. وفيما يخص الأخيرة، قالت والدة سعاد حسن إنها اعتقلت مع ابنتها المسلمة المتدينة من قبل جنود عراقيين في يناير 1991. ثم أطلق الجنود العراقيون سراح الأم لكنهم احتجزوا سعاد خلف القضبان في ضوء دورها في توزيع الطعام على العائلات. ثم أمضت سعاد شهرًا في عدة سجون قبل أن يتم العثور عليها ميتة على الأرض في ساحة في ضاحية كيفان بمدينة الكويت بعد تلقيها عقوبة الإعدام!

أسرار القبندي..
ساعدت الناس على الفرار إلى بر الأمان!

تعرضت لأسوأ أساليب التعذيب لمدة 72 يومًا ثم ألقوا بجثتها على باب منزل والدها!

تكتب موسوعة ويكيبيديا عن شهيدة الغزو العراقي للكويت أسرار القبندي أنه خلال فترة الاحتلال، ساعدت أسرار الناس على الفرار إلى بر الأمان، وتهريب الأسلحة والأموال إلى الكويت، وكذلك أقراص ممغنطة بها معلومات مهمة من وزارة المعلومات المدنية إلى بر الأمان، إلى جانب رعاية العديد من جرحى الحرب، بل المساعدة على تدمير أجهزة المراقبة التي تستخدمها القوات العراقية، إلى أن تم القبض عليها، ثم قتلتها القوات العراقية في يناير 1991، وذلك بعد أن تعرضت لأسوأ أساليب التعذيب لمدة 72 يومًا ثم ألقوا بجسدها على باب منزل والدها!

وفاء العامر.. أطلقت حملة لمساعدة الحوامل

انضمت إلى المقاومة الوطنية في 25 فبراير.. وكانت تساعد في توفير منازل لشباب المقاومة وإطلاق حملة لمساعدة الحوامل.. ساعدت في تهريب الأسلحة وفي إنشاء هويات مزورة.. إلى أن اعتقلتها قوات الاحتلال العراقي وأعدمتها شنقاً ودفنت في مقبرة الرقة في 6 فبراير 1991.

الشهيدة الكويتية
تغيّر الصورة الشائعة عن المرأة الكويتية

استطاعت الشهيدة الكويتية من جراء الغزو العراقي أن تغيّر الصورة النمطية أو المعروفة خطأ عن المرأة الكويتية، فقد كان معروفا عنها، أو شائعا عنها أنها تلك المرأة المرفهة المستهلكة نظرا لكونها تعيش في مجتمع الوفرة أو مجتمع الخليج العربي الذي ينعم بالثروة البترولية، كل شهيدات الكويت غيرن الصورة الخاطئة من نساء يعشن الثروة البترولية إلى الثورة الكويتية حتى الدم ضد المحتل العراقي آنذاك.. وهذا ما تدرسه دراسة علمية موثقة بالإنجليزية بعنوان (النوع الاجتماعي في الصراع العراقي – الكويتي: تمثيلات أدبية لقدرة المرأة الكويتية ومقاومتها) صدرت في دورية
‏Journal of Arabic Literature – Vol. 39, No.2 – 2008، حيث تتناول هذه الدراسة الحرب بين العراق والكويت 1990-1991 باعتبارها نزاعًا بين الجنسين، وردود فعل المرأة الكويتية المتنوعة على أحداث الحرب، كما هو موضح في الروايات الأدبية الكويتية، في فئة من روايات الحرب الكويتية – من قبل كل من الكتّاب والمؤلفات – حيث تم إعادة بناء صور النساء وأدوارهن في الصراع وقت الغزو، بالاعتماد على المعلومات والرؤى المستمدة من نصوص أدبية تنتمي.. وبالتالي تصل هذه الدراسة إلى أن المقاومة الكويتية لم يكن يهيمن عليها الذكور فقط، بل كانت المرأة الكويتية أيضًا ناشطة فيها ومقاومة.

Exit mobile version