Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

حملة كويتية في موسوعة «غينيس»

«Shame On You»

عندما تتعرض للايذاء اللفظي أو الجسدي ممن حولك.. عندما تجد المحيطين بك ينظرون لك نظرة تجرح المشاعر لأنك تختلف عنهم في اللون أو الشكل أو الجنسية أو لأنك من ذوي الاحتياجات الخاصة.. عندما يستقوي أشخاص على أحدهم لأنهم «عُصبة».. كل هذا وأكثر هو تنمّر، فما المشاعر التي ستتولد في داخلك عندما تتعرض لمثل هذه الافعال؟! فأحيانا يكون المتنمرون أنفسهم كانوا ضحية التنمر.

التنمر غير مرتبط بالطفل فقط، ولكن هناك العديد من أنواع التنمر التي يتعرض لها الكبار والصغار، ويجب إيجاد حلول مناسبة لها للحدّ منها، ولهذا أقامت الدكتورة إيمان طعمة الشمري أستاذ علوم المعلومات في جامعة الكويت الحملة الكويتية ضدّ التنمّر والتي تؤهل الكويت لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد جمع 10000 صورة لأشخاص يحملون لافتة shame on you وإليكم المزيد من التفاصيل:

الاستقواء مشكلة شائعة وخطيرة في المدارس

من هذا المنطلق قامت د.إيمان طعمة الشمري (أستاذ علوم المعلومات في جامعة الكويت) مؤسس الحملة بشرح فكرتها، حيث قالت إن بدايتها كانت عندما لاحظت رفض ابنها الذهاب الى المدرسة بصورة مفاجئة إضافة الى غيره من الأطفال وعند البحث عن السبب اكتشفت أن مصدر هذا الرفض هو تنمر أحد أقرانه والإشارة اليه بأنه «بدين» الهيئة وكان الحل توجيهه بالرد عليه بعبارة shame on you على الشخص المتنمر.

من هذا الموقف جاءت الفكرة وانتشرت في الجو الأسري مبدئيا ومنها الى تكوين حملة نحو هذه الظاهرة، حيث تعمل على تشجيع الشخص على أن يكون واثقا بنفسه وأن يكون قادرا على الرد على الآخرين بغير عنف بدلاً من أن يكون منزويا ومنعزل عنهم، وأشارت الى ضرورة تعاون جميع فئات المجتمع على التوعية نحو هذه الظاهرة.

وأضافت د.إيمان الشمري:

موضوع التنمر يراه البعض أنه ظاهرة تتعلق بالاطفال فقط، لكنها وللأسف تخص الكبار أيضا، فهناك «التنمر الوظيفي»، حيث يواجه الكثير من الموظفين سوء المعاملة من المدير المباشر أو سوء المعاملة من زملاء العمل، مما يؤثر سلبا على أدائه الوظيفي، خاصة إذا كان مضطرا لتحمل هذه السلوكيات للحفاظ على الوظيفة، لكنه ومع مرور الوقت قد يؤدي ذلك الى تكون سلوكا عدوانيا يؤثر على أفراد الأسرة عند عودته من العمل الذي يواجه فيه هذا السلوك.

وأشارت الى أن هذه الحملة تعمل على إعطاء القوة للضحية للدفاع عن نفسه عندما يكون ضحية لهذه الظاهرة.

وأضافت:

عادة ما يكون التنمر الجسدي بالضرب سواء بالمدرسة بين الزملاء أو حتى في الأسرة بين الزوج والزوجة، أما التنمر العاطفي فقد يتمثل بإهانة مشاعر الشخص سواء كان ذلك بنظرة أو كلمة أو تصرف يعتبره الشخص تصرفا عاديا ويعده الآخرون سلوكا ينتقص من إنسانيتهم ويشعرهم بالضرر.

وأقرب مثال للتنمر هو قول الله تعالى: }يا أَيّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ..{.

أما عن التنمر عالميا، فقد يندرج تحت مصطلح Bullying حيث انبثقت من تحتها حملات كثيرة ونظام مدرسي كامل تجاه هذه الظاهرة لما لها من آثار سلبية جدا «كالانتحار بين الطلبة في أميركا» وبالتحدث عن المجتمع الكويتي، فقد يكون هناك أطفال مبدعون جدا، لكن عند دخولهم المراحل الدراسية يلاحظ على سلوكياتهم تغيير جذري، وذلك لما يواجهونه من تعليقات على الهيئة أو اللون أو العرق أو غيرها مما ينقل الطفل من كونه شخصا مبدعا الى آخر منعزل وتهدم لديه الطاقات الابداعية وذلك بسبب انتشار ثقافة السخرية من الآخر في المجتمع الكويتي والعالمي بشكل كبير، خاصة أنه في الآونة الأخيرة انتشر ما يسمى «التنمر الالكتروني»، حيث يواجه الطفل التعليقات الهدامة والمتنمرة من أشخاص كثر غريبين قد تغير مجرى حياته أكثر من الاشخاص الذين يواجههم في الواقع.

بالاضافة الى «التنمر السياسي» وهو عدم تقبل حزب لحزب آخر، «التنمر الطائفي»، وهذا ما نحن بحاجة الى محاربته لنكون يدًا واحدة وعدم الالتفات لهذا التنمر الطائفي الذي قد يهدد وحدة المجتمع ويعمل على تفريق شمله.

وأبدت د.إيمان الشمري استياءها لأن ثقافة المجتمع قد بدأت بالتقليل من احترام الشخص الآخر تحت مسمى حرية التعبير عن الرأي، لذلك فمن أهداف الحملة خدمة الكويت وتأسيس الأطفال فهم أساس المستقبل، وذلك لأنه عند ترك هذه الظاهرة دون علاج سيكون هذا الطفل إما ضحية لسلوك التنمر وبالتالي ينعزل أو أن هذا الطفل يصبح متنمرا لكثرة وقوع هذا السلوك عليه فيعكسه على الآخرين.

وقد أشارت قائلة إن الحملة تتضمن محورين أساسيين أولهما:

خدمة الكويت، حيث إن حب الكويت لا يختلف عليه اثنان سواء من الكويتيين أو المقيمين والرغبة في جعل الكويت تحطم الرقم القياسي في غينيس وهو 10000 صورة لأشخاص مختلفين يحملون عبارة shame on you وقد أبدى الناس استنكارهم لهذه الكلمة وتساءلوا عن الغرض من اختيارها، وقد كان الهدف هو إعطاء الضحية القوة على الرد والدفاع عن نفسه بغير عنف بقول عبارة تجعل الشخص المتنمر يفكر بعمق قبل النطق بأي كلمة مهينة للآخرين.

وبفضل الله أولا ثم بمشاركة أبناء الكويت والمهتمين بالحملة من خارج الكويت تجاوزنا الرقم المطلوب لنصل الى أكثر من 15٫000 مشاركة، ولكن يتبقى بعض الإجراءات اللازمة للحصول على شهادة موسوعة غينيس.

وتحدثت أيضا عن كلمات أغنية الحملة التي كانت من كلماتها وتوزيع الموسيقار عاصم البني وغناء الطفلة دلال.

والفكرة من هذه الأغنية أن يقول الطفل للشخص المتنمر رسالة بأنه من المخجل قيامك بمثل هذه السلوكيات، لذلك تمت مخاطبة موسوعة غينيس وبعد مكالمات عدة تمت الموافقة عليها وكانت الرغبة في اختيار عبارة خارجة عن المألوف، لذلك تم اختيار shame on you وبالنسبة لمن تساءل عن كونها باللغة الانجليزية، فجار ترجمتها باللغة العربية.

وأكدت د.إيمان الشمري قائلة:

نحن كأكاديميين كويتيين هدفنا هو خدمة الكويت وأن نصنع أجيالا قادمة ونعيش الأخلاقيات بطريقة فنية بسيطة بعيدة عن المناظرات والخطب رغبة في الوصول لأكبر فئة ممكنة، ونذكرها بقيمنا الأخلاقية سواء التنمر أو احترام الآخرين وحب الوالدين وأن القادم أجمل ومستقبل الكويت أفضل بإذن الله، ونشكر كل من ساهموا معنا في هذه الحملة من الفنانين واللاعبين والشخصيات الاجتماعية من الكويت ومن خارجها، كما نقدم الشكر لإدارة مجمع الأفنيوز السيد أسامة المطوع للمساهمة في إنجاح الحملة.

التنمر ربما يتسبب

في الاكتئاب الذي يؤدي للانتحار

أما د.أمثال هادي الحويلة (أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت)، الداعمة للحملة الكويتية ضد التنمر، فقالت:

أن التنمر إساءة أو إيذاء موجه من فرد أو مجموعة الى فرد آخر أو مجموعة أخرى أضعف منها بالقوة البدنية عادة.

ولفتت أيضا الى أن في بعض المصطلحات يُطلق على ظاهرة التنمر «الاستقواء» حيث يستقوي فرد أو مجموعة على مجموعة أخرى ويكون هذا السلوك متكررا بشكل دائم وعادة ما نجده في المراحل التعليمية المختلفة ابتداء من مرحلة رياض الأطفال في السن المبكر امتداد الى المرحلة الثانوية والجامعية بالإضافة الى ظهوره في الأحياء السكنية والنوادي الرياضية وفي أماكن أخرى مختلفة، وقد يتسبب التنمر في دخول الشخص المعتدى عليه في الاكتئاب ثم ربما الانتحار أيضا.

وأوضحت د.أمثال الحويلة ضرورة وأهمية التطوع في التصدي لهذه الظاهرة الموجودة بالمجتمع، حيث أشارت الى أن الابحاث العلمية أثبتت أن التطوع هو سبب من أسباب السعادة للشخص، حيث يضيف إليه جوانب إيجابية للشخصية كالشعور بتقدير الذات وتنمية حب الوطن ومساعدة الآخرين بالاضافة الى تطوير المهارات الاجتماعية في التواصل مع الفئات المختلفة كدار المسنين ودار ذوي الإعاقة والتطوع في الكوارث الطبيعية سواء داخل الكويت أو خارجها.

أما ما يخص دخول الحملة موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فقد قالت أمثال الحويلة إن فكرة هذه الخطوة جاءت من منطق سمو الأمير – حفظه الله – الملقب «بقائد الإنسانية»، حيث إن الكويت قد عرفت بأنها السباقة في عمل الخير وفي ظل الاحداث الراهنة، حيث أصبح العالم الإسلامي بالارهاب جاءت الرغبة ملحة لتغير هذا المفهوم وتبليغ العالم برسالة مفادها أن الكويت دولة إسلامية سباقة لعمل الخير.

إضافة الى ذلك أن جميع دول العالم لديها برامج لمواجهة التنمر، لذلك فقد حان الوقت للكويت أن تكون ضمن هذه الدول، خاصة أن دول الخليج تتسابق لأن تكون من ضمن الاسماء التي تحتويها موسوعة غينيس واننا نرى أن الكويت تستحق ذلك، وان شبابها قادرون على تحطيم الرقم القياسي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

أما عن تجاوب الشارع الكويتي لهذه الحملة، فقد أشارت د.أمثال الحويلة إلى أن هناك تجاوبا كبيرا من الفئات عامة منها الشخصيات الرياضية والفنية والأدبية وشباب الكويت من طلبة وطالبات جامعة الكويت.

وقالت:

في البداية أثارت الحملة تساؤلات عديدة حول مفهوم التنمر؟ لذلك أصبحت لدينا الدافعية للانطلاق بنشر ثقافة التنمر بشكل عام للمجتمع الكويتي وجميع فئاته وتوضيح أن هذا المفهوم يشير الى الاساءة والايذاء سواء النفسي أو الجسدي أو المعنوي الموجه من فرد أو مجموعة الى فرد آخر أضعف منه.

وأعربت أمثال الحويلة عن النظرة المستقبلية للحملة بأنه ومن خلال ملاحظة الاقبال والنجاح الكبير في الايام الاولى، حيث تجاوب المعاقون والاطفال بتأكيدهم لمواجهتهم هذه الظاهرة أصبح الهدف الرئيسي للحملة هو توعية المجتمع بهذه الظاهرة وتوليد القوة للمتضرر منها بأن يكون لديه القدرة للتعبير عن آلامه وبعد الوصول للتغيير في المجتمع الكويتي نريد فعلا استمرار الحملة الى ما لا نهاية، حيث نتمنى من الدولة أن تتبنى مخرجات هذه الحملة في برنامج دائم لمواجهة ظاهرة التنمر بإذن الله.

ووجهت د.أمثال الحويلة نداء لجميع الجهات المختلفة سواء المؤسسات الحكومية أو الخاصة وجميع الأفراد في المجتمع الكويتي وخارجه بأن الحملة بحاجة لهمة الشباب ومساعدتهم، حيث أشارت الى أنه يقع على عاتقنا مسؤولية وطنية مجتمعة، حيث يجب علينا نشر ثقافة نفذ العنف وظاهرة التنمر، بالاضافة الى حثهم على الاستمرار في المشاركة بكسر الرقم القياسي لموسوعة غينيس للأرقام القياسية والتصوير مع عبارة shame on you وإرسالها على الأرقام الخاصة بالحملة والمساهمة بوصول صوت الكويت والكويتيين بأن الكويت بلد سلام وأمان.

 

Exit mobile version