Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

خلال‭ ‬30‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬زرع‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬شجرة رجل‭ ‬ينشئ‭ ‬أكبر‭ ‬غابة‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العالم

جاداف‭ ‬مولاي‭ ‬باينج‭ ‬Jadav Payeng،‭ ‬ناشط‭ ‬بيئي‭ ‬هندي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الغابات‭ ‬في‭ ‬ماجولي،‭ ‬بولاية‭ ‬آسام‭ – ‬الهند،‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود،‭ ‬كرس‭ ‬نفسه‭ ‬لزراعة‭ ‬الأشجار‭ ‬ورعاية‭ ‬الغابات‭ ‬على‭ ‬شريط‭ ‬رملي‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬ضفاف‭ ‬نهر‭ ‬براهمابوترا‭.‬
استطاع‭ ‬جاداف‭ ‬مولاي‭ ‬أن‭ ‬ينشئ‭ ‬حراجاً‭ ‬ضخماً‭ ‬عبر‭ ‬زراعة‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الأشجار‭ ‬الكثيفة‭ ‬لتتحول‭ ‬لأكبر‭ ‬غابة‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العالم‭..‬

حصل‭ ‬جاداف‭ ‬باينج،‭ ‬Jadav Payeng،‭ ‬المعروف‭ ‬أيضا‭ ‬باسم‭ ‬Molai Payeng،‭ ‬على‭ ‬لقب‭ “‬رجل‭ ‬الغابات‭ ‬في‭ ‬الهند‭” ‬بقضاء‭ ‬30‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬زراعة‭ ‬نحو‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬شجرة‭ ‬مما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬شريط‭ ‬رملي‭ ‬قاحل‭ ‬من‭ ‬براهمابوترا،‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬مساحة‭ ‬550‭ ‬هكتارًا‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ “‬مولاي‭ ‬كاثوني‭”.‬

غابة‭ ‬مولاي‭ ‬كاثوني‭ ‬التي‭ ‬زرعها‭ ‬جاداف‭ ‬موطن‭ ‬للنمور‭ ‬الأفيال‭ ‬والغزلان

غابة‭ ‬مولاي‭ ‬كاثوني‭ ‬التي‭ ‬زرعها‭ ‬جاداف‭ ‬واقعة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬كوكيلاموخ‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جورهات‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬أسام،‭ ‬هي‭ ‬الآن‭ ‬موطن‭ ‬للنمور‭ ‬وقطعان‭ ‬الأفيال‭ ‬والغزلان‭ ‬والأرانب‭ ‬ومجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الأنواع‭ ‬المحلية‭ ‬والمهاجرة‭ ‬وآلاف‭ ‬الأشجار‭.‬
نظرًا‭ ‬لكونه‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬قبيلة‭ ‬هندية‭ ‬عتيقة‭ ‬ذات‭ ‬جذور‭ ‬أصيلة‭ ‬ممتدة‭ ‬تعود‭ ‬لسكان‭ ‬الهند‭ ‬الأصليين،‭ ‬فقد‭ ‬كرّس‭ ‬المعروف‭ ‬بـ‭ “‬رجل‭ ‬الغابات‭ ‬في‭ ‬الهند‭”‬،‭ ‬حياته‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الغابة‭ ‬والموائل‭ ‬الطبيعية‭. ‬على‭ ‬أن‭ ‬استمراره‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬التحريج،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬معروفًا‭ ‬لقسم‭ ‬الغابات‭ ‬بالمدينة‭.‬
العديد‭ ‬من‭ ‬نشطاء‭ ‬البيئة‭ ‬يعرفون‭ ‬Jadav Payeng،‭ ‬فهو‭ “‬رجل‭ ‬الغابات‭ ‬في‭ ‬الهند‭”‬،‭ ‬وهو‭ ‬سمجدد‭ ‬الطبيعة‭” ‬وهو‭ ‬سبطل‭ ‬البيئة‭”‬،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكثيرين‭. ‬فقد‭ ‬زرع‭ ‬غابة‭ ‬كبيرة‭ ‬بمفرده،‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬غالبًا‭ ‬باعتبارها‭ ‬أكبر‭ ‬غابة‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬
ظل‭ ‬جاداف‭ ‬يزرع‭ ‬الأشجار‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الثلاثين‭ ‬عامًا‭ ‬الماضية،‭ ‬فقد‭ ‬كرّس‭ ‬أفضل‭ ‬الأيام‭ ‬للبيئة‭ ‬والاستدامة،‭ ‬مقدماً‭ ‬قصة‭ ‬مدهشة‭ ‬من‭ ‬المثابرة‭ ‬والصبر‭ ‬والشغف‭ ‬والعشق‭ ‬للبيئة‭.‬

بطل‭ ‬إعادة‭ ‬التشجير‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الهند

عندما‭ ‬كان‭ ‬جاداف‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬16‭ ‬عامًا،‭ ‬شهد‭ ‬موت‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الثعابين‭ ‬بسبب‭ ‬الحرارة‭ ‬الزائدة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬محمية‭ ‬Majuli،‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬نهر‭ ‬Brahmaputra‭.‬،‭ ‬حيث‭ ‬اجتاحت‭ ‬الثعابين‭ ‬الميتة‭ ‬المكان‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬جرفها‭ ‬الفيضان‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الشريط‭ ‬الرملي‭. ‬حتى‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬السن‭ ‬المبكرة،‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬شيئًا‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979‭.‬
يُعتبر‭ ‬جاداف،‭ ‬بطل‭ ‬إعادة‭ ‬التشجير‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬فقد‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬غرس‭ ‬الأشجار‭ ‬التي‭ ‬تآكلت‭ ‬فيها‭ ‬التربة،‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بدأ‭ ‬ببذور‭ ‬الخيزران‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى،‭ ‬الآن،‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عامًا،‭ ‬تغطي‭ ‬الغابة‭ ‬1360‭ ‬فدانًا‭ ‬من‭ ‬الأشجار،‭ ‬وقد‭ ‬نمت‭ ‬أشجارها‭ ‬وشجيراتها‭ ‬بطريقة‭ ‬رائعة‭.‬
قام‭ ‬جاداف‭ ‬بزراعة‭ ‬شتلات‭ ‬الأشجار‭ ‬وقام‭ ‬برعايتها‭ ‬حتى‭ ‬نمت‭ ‬أغصانها،‭ ‬لتتحول‭ ‬لأشجار‭ ‬ضخمة‭ ‬وهي‭ ‬اليوم‭ ‬موطن‭ ‬لنمور‭ ‬البنغال‭ ‬وأنواع‭ ‬أخرى‭. ‬من‭ ‬الحيوانات،‭ ‬نظرًا‭ ‬لرعايته‭ ‬الغطاء‭ ‬الأخضر،‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنواع‭ ‬مثل‭ ‬الغزلان‭ ‬والأرانب‭ ‬والطيور‭ ‬وقطيع‭ ‬من‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬فيل،‭ ‬تزور‭ ‬الغابة‭ ‬وتبقى‭ ‬لمدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭.‬

ظهر‭ ‬رجل‭ ‬الغابة‭ ‬الهندي‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الضوء‭ ‬عندما‭ ‬جاءت‭ ‬سلطات‭ ‬إدارة‭ ‬الغابات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬155‭ ‬فيلًا‭ ‬دمروا‭ ‬ممتلكات‭ ‬قرية‭ ‬في‭ ‬أرونا‭ ‬تشابون‭. ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬فقد‭ ‬قام‭ ‬قسم‭ ‬الغابات‭ ‬بالمدينة‭ ‬بمشاهدة‭ ‬غابات‭ ‬مزدهرة‭ ‬وخضرة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬بالمنطقة‭.‬

Exit mobile version