Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

داعية السلام في مواجهة داعية الإرهاب

داعية السلام في مواجهة داعية الإرهاب
داعية السلام في مواجهة داعية الإرهاب
داعية السلام في مواجهة داعية الإرهاب

امرأتان صنعتا حضارة.. وصناعة الحضارة أو كتابتها لها وجهان، الوجه الأول إيجابي.. براق..

والوجه الثاني سلبي.. مظلم.

المرأة الأولى مناضلة من أجل السلام، والمرأة الثانية تقود العمل ضد السلام.

المرأة الأولى تناضل ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل.. أو الأسلحة النووية، والمرأة الثانية إرهابية.

 

داعية السلام تسعى إلى نزع الأسلحة النووية

وداعية الإرهاب تسعى إلى الإرهاب والعنف

 

تعالوا -أعزائي القراء- نتعرف عليهما، ولنبدأ بالمرأة المناضلة من أجل السلام..

المرأة اسمها: «بترا كيلي»  ألمانية ولدت عام 1947.. ناشطة سياسية..

يصفها المؤرخون والمراقبون بأنها شاركت بقوة في تأسيس «حزب الخضر» الألماني عام 1980.. قادت العمل على تجسيد مبادئ الحزب، عبرت عن أفكاره، وقفت الى جوار «داي جرونين» مؤسس حزب الخضر، والذي مثل الحزب في البرلمان الأوروبي، وكما هو معروف أن «حزب الخضر» تحالف مع العديد من القوى السياسية التي تسعى الى حماية البيئة.

«كيلي» كانت هي الأكثر حظاً في تزعم تحالف حزب الخضر مع القوى السياسية التي تعمل من أجل حماية البيئة.

 

داعية السلام أصبحت عضواً في السوق الأوروبية المشتركة

وداعية الإرهاب أسست جماعة بادر – ماينهوف الإرهابية

 

«كيلي» درست في جامعات أميركا، وعقب عودتها عملت موظفة في حكومة ألمانيا، الى جانب عملها في السوق الأوروبية المشتركة، احتضنها رئيس السوق الأوروبية خلال عامي 1972 و1973، ساعدها في تهيئة الأرضية التي تمارس عليها نشاطها السياسي. استطاعت «كيلي» أن تمنع ما يعرف بـ«اليسار الرجعي» عن حزب الخضر. نجحت «كيلي» في الوصول الى عضوية البرلمان الألماني مرتين، الأولى كانت في عام 1983 والثانية في عام 1987، وأصبحت عضوا فاعلا ومؤثرا في «لجنة العلاقات الخارجية» في البرلمان.

وبقيت «كيلي» فاعلة ومؤثرة في الدعوة الى منع استخدام الأسلحة النووية وصولاً الى تحقيق السلام.. رغم أن حزب الخضر كان قد أصيب بالضعف السياسي!

 

لكن ماذا عن المرأة الثانية التي تقف على الناحية الأخرى؟ ماذا عن المرأة التي تقود العمل ضد السلام.. أو المرأة الإرهابية؟!

المرأة الإرهابية هي «أولريك ماينهوف» أيضا ألمانية.. ولدت عام 1934 أي انها أكبر من داعية نزع الأسلحة النووية بـ 13 سنة.

«أولريك» بدأت حياتها وهي يتيمة، احتضنتها أستاذة تنتمي الى فكر ماركس وتؤمن بمبادئه! اتجهت «أولريك» الى العمل السياسي.. شاركت في أعمال العنف التي كان يقوم بها الطلاب، الذين مارسوا العنف احتجاجاً على اغتيال «رودي دوتشك».

 

يصف المراقبون السياسيون «رودي دوتشك» بأنه «يساري» ألماني ولد عام 1940 في برلين، رفض الانضمام الى الجيش، وقاد دعوة زملائه الى التمرد ضد السلطة، هرب الى القسم الغربي من مدينة برلين، قبل أن تتوحد  المدينة ويتوحد شطرا ألمانيا، تعرض «رودي دوتشك» لعملية اغتيال، أصيب في رأسه مما جعله يعاني من الصرع! سافر الى الدنمارك، وهناك مات غرقاً عندما فاجأته نوبة الصرع وهو  في حوض الاستحمام! ويقول المراقبون السياسيون أيضاً إن كثيراً من الشباب الألماني آمن بأفكار «رودي دوتشك» اليسارية التي كانت ضد الغرب الأميركي والشرق الشيوعي!

 

داعية السلام تميزت واكتسبت التقدير والاحترام

وداعية الإرهاب انتحرت في زنزانتها بالسجن

 

نعود الى الإرهابية «أولريك» لنجدها قد تعاونت مع عشيقها «أندرياس بادر» في تأسيس جماعة تحت اسم «جماعة بادر – ماينهوف». من أشهر الأعمال الإرهابية التي قامت بها «أولريك» الغارة الإرهابية  لتحرير عشيقها  الذي كان يعمل في مكتبة السجن! المراقبون السياسيون يؤكدون أن «أولريك» وعشيقها أندرياس بادر أرهبا الألمان أنفسهم بعملياتهما الإرهابية.. ويؤكد المراقبون أن «أولريك» و«بادر» عاشا فترة في لبنان والأردن، حيث تدربا مع أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين! وفي عام 1972 تم اعتقال «أولريك» وبعد أربعة أعوام من اعتقالها انتحرت داخل الزنزانة.. وشيعت جنازتها.. حيث شارك أكثر من 4000 في وداعها.

ويختم المراقبون: «أولريك ماينهوف» كانت امرأة إرهابية ومؤثرة في السياسة الألمانية.

 

كتبت: نادية عبدالرحمن

Exit mobile version