Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

رغم فقدانها البصر.. تجاوزت العقبات ونجحت بعزيمتها الإعلامية فاطمة السلمان: الإذاعة رغبتي لكن الفرصة لم تأتِ بعد

اكتشفت قدرتي على العطاء في الصحافة فتغير مساري

في تحد بارز لكل ظروفها، استطاعت الزميلة الإعلامية الكفيفة فاطمة السلمان أن تتجاوز حواجز إعاقتها البصرية التي رافقتها طوال حياتها، استطاعت بإرادتها القوية وعزيمتها أن تسقط جميع العقبات التي تواجهها، تستمد الزميلة الصحافية فاطمة الشجاعة والإصرار، وتمشي قدما نحو الأمام في طريق تحقيق ما تصبو إليه.
آمنت بقدراتها الإنسانية وهي فاقدة البصر، فأحبت الإعلام، ودخلت عالما معرفيا جديدا، تفرغ عبره حروفها، باحثة عن مكامن القوة بداخلها وتلك المهارات التي تتقنها.
«أسرتي» التقت الزميلة الصحافية فاطمة السلمان لتتحدث عن سبب اختيارها لتخصص الإعلام وأسرار قهرها لإعاقتها، كما لفتت إلى تجربتها الإعلامية التي خطتها في العمل الصحافي.

قلت إن (الصحافة هي التي اختارتني ولم أخترها) فكيف ذلك؟ وما سبب اختيارك لتخصص الإعلام؟
– منذ صغري، وجدت لدي موهبة التقديم، وعندما كنت طالبة في المدرسة، شاركت بعدة برامج إذاعية، ومن خلال مشاركتي بعدة دورات في التقديم الإذاعي، أصبح لدي رغبة جامحة في الإكمال بالمسيرة الإعلامية.
وقلت بالفعل إن (الصحافة هي التي اختارتني ولم أخترها)، لأن تخصصي الأساسي هو الإذاعة والتلفزيون، كنت أرغب بالعمل في مجال التقديم وكانت لي تجربة سابقة، لكن بمرور الوقت وخلال الدراسة الجامعية اكتشفت قدرتي على العطاء في مجال الصحافة فتغير مسار العمل بعد التخرج من الإذاعة والتلفزيون إلى الصحافة.

ماذا عن تجربتك في تلفزيون الكويت؟
– كانت تجربة جيدة قمت بها خلال فترة دراستي في الجامعة ساعدتني على اكتساب خبرة ميدانية لكن ظروف الدراسة أدت إلى توقفي عن التقديم، وأطمح لخوض التجربة من جديد في حال وجدت الفرصة المناسبة.

الصعوبة الوحيدة التي تواجهني هي عدم توافر الجهاز الخاص بالمكفوفين الذي يعمل بطريقة برايل

ما الصعوبات والتحديات التي واجهتك على صعيد العمل؟
– الزملاء والمسؤولون متعاونون، لكن الصعوبة الوحيدة التي تواجهني هي عدم توافر الجهاز الخاص بالمكفوفين الذي يعمل بطريقة برايل، والذي يساعد بشكل أساسي على أداء العمل، لذلك أضطر لتوفيره من نفقتي الخاصة، مع العلم بأن تكلفة الجهاز وصيانته مرتفعة، كونه يباع لدى شركة خارج الكويت.

القضايا الاجتماعية مجال واسع يمكن للصحافي أن يبدع فيه

ما نوعية القضايا التي تشغلك وتهتمين بمناقشتها؟
– طبيعة عملي كمحررة ديسك تجعلني أتعامل مع مختلف القضايا الإخبارية بحيادية وموضوعية، لكنني أرى أن القضايا الاجتماعية مجال واسع يمكن للصحافي أن يبدع فيه لأنه يلامس جميع فئات المجتمع وليس شريحة معينة.

من الشخصيات المؤثرة في حياتك؟
– أي شخصية نجحت في تحقيق أهدافها وتركت بصمة وأثرا ولم توقفها إحباطات الحياة، فهي تؤثر في حياتي وتجعلني أكثر إصرارا على بذل المزيد من الجهد ووضع المزيد من الأهداف وتحقيقها.

هل صادفت توقعاتك عن مهنة الصحافة أرض الواقع؟
– في الحقيقة لم أكن أحمل توقعات بعينها، لأن هذه المهنة متغيرة متجددة دائما، وتشجع على الإبداع وتوسيع الآفاق، وهذا ما جذبني لها وجعلني أرغب بالاستمرار وتقديم المزيد.

ما الحلم الذي لطالما حلمت به وهل أوشكت على تحقيقه؟
– هي رغبة أكثر من كونها حلما، أرغب بأن تكون لي تجربة في التقديم الإذاعي، وهي رغبة كانت موجودة قبل دخولي الجامعة لكن الفرصة لم تأتِ بعد.

قوة التوكل على الله هي محركي الرئيسي

ما القوة التي تعد هي المحرك الرئيسي لك؟
– التوكل على الله ثم الثقة بالنفس والإيمان بقدراتها ومعرفة مواطن إبداعها وقوتها ثم تشجيع المحيطين، وأود أن أقول إن فاقدي البصر قادرون على التميز والنجاح إذا أتيحت لهم الفرص وتم تذليل العقبات أمامهم، فقط ما يحتاجون إليه هو أخذ حقهم بعيدا عن الشفقة والمنة.

ما أسرار نجاحك؟
– نجاحي أولاً بفضل رب العالمين وتوفيقه لي، ثم يرجع الفضل إلى دعاء الوالدين الذي كان حليفي طوال مسيرتي التعليمية، كما أن الإصرار والاجتهاد والدراسة لها دور كبير في نجاح الفرد ووصوله إلى غايته.

وما قواعد النجاح من وجهة نظرك؟
أرى أن من أهم قواعد النجاح، هي التجربة لأنها تقودنا إلى النجاح، فالتجربة تجعلنا نكتشف المزيد عن شخصيتنا ومهاراتنا، والتجربة تمنحنا أفكارا جديدة، وسواء نجحنا في هذه التجربة أم لا، فهي تضاف إلى رصيد خبراتنا في الحياة، أما القاعدة الثانية فهي اننا لا نضع حديث الناس هدفا لحياتنا سواء كان بالسلب أو بالإيجاب، لأنه من المهم هو ايمان الشخص بنفسه وبقدراته، فهذا هو المحفز الأساسي وهو الذي يمنحه العزيمة والارادة، ولذلك لا بد أن يكون تأثير الشخص على نفسه أكبر من تأثير الآخرين عليه.

Exit mobile version