Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

روايات‭ ‬الأفغانية‭ ‬الأميركية‭ ‬ نادية‭ ‬الهاشمي‭..‬ كسر‭ ‬العجز‭.. ‬ في‭ ‬نساء‭ ‬يحلمن‭ ‬بالحياة‭ ‬العادية

نادية‭ ‬الهاشمي‭ ‬طبيبة‭ ‬أطفال‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬روائية‭ ‬وصارت‭ ‬رواياتها‭ ‬الأكثر‭ ‬مبيعًا‭: ‬‮«‬اللؤلؤة‭ ‬التي‭ ‬كسرت‭ ‬قوقعتها‮»‬‭ ‬و»المنزل‭ ‬بدون‭ ‬نوافذ‮»‬‭ ‬و»عندما‭ ‬يكون‭ ‬القمر‭ ‬منخفضًا‮»‬‭..‬
تعتمد‭ ‬على‭ ‬ثقافتها‭ ‬الأفغانية‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الكتب‭ ‬الأكثر‭ ‬مبيعًا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬للبالغين‭ ‬وكذلك‭ ‬القراء‭ ‬الصغار‭.. ‬تمتد‭ ‬رواياتها‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال‭ ‬والقارات،‭ ‬وتتناول‭ ‬موضوعات‭ ‬مثل‭ ‬الهجرة‭ ‬القسرية،‭ ‬والصراع،‭ ‬والفقر،‭ ‬وكره‭ ‬النساء،‭ ‬والاستعمار‭. ‬بفضل‭ ‬الترجمات‭ ‬إلى‭ ‬سبع‭ ‬عشرة‭ ‬لغة،‭ ‬أصبحت‭ ‬على‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬القراء‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

شخصيات‭ ‬نابضة‭ ‬بالحياة‭.. ‬تحلم‭ ‬بمجرد‭ ‬الحياة‭ ‬العادية
ولدت‭ ‬نادية‭ ‬وترعرعت‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬ونيوجيرسي‭. ‬وُلد‭ ‬والداها‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬وغادرا‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬السبعينيات،‭ ‬قبل‭ ‬الغزو‭ ‬السوفييتي‭. ‬سافرت‭ ‬والدتها،‭ ‬حفيدة‭ ‬شاعر‭ ‬أفغاني‭ ‬مرموق،‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬المدنية،‭ ‬وجاء‭ ‬والدها‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬بجد‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلمه‭ ‬الأميركي‭ ‬وبناء‭ ‬حياة‭ ‬جديدة‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقا‭ ‬له‭.. ‬كانت‭ ‬نادية‭ ‬محظوظة‭ ‬لأنها‭ ‬محاطة‭ ‬بعائلة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬العمات‭ ‬والأعمام‭ ‬وأبناء‭ ‬العم،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الثقافة‭ ‬الأفغانية‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية‭.‬

تخرجت‭ ‬نادية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬برانديز‭ ‬بشهادات‭ ‬في‭ ‬دراسات‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وعلم‭ ‬الأحياء‭. ‬درست‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬بروكلين،‭ ‬نيويورك،‭ ‬ثم‭ ‬أكملت‭ ‬تدريبها‭ ‬على‭ ‬الإقامة‭ ‬لطب‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬مستشفيات‭ ‬جامعة‭ ‬نيويورك‭ ‬وبلفيو‭ ‬قبل‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬ماريلاند‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭. ‬في‭ ‬أيام‭ ‬العطلة‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬الطوارئ‭ ‬المزدحمة‭ ‬وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬القراءة‭ ‬الشغوفة،‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬قصص‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬تراثها‭ ‬والتجارب‭ ‬المعقدة‭ ‬للأفغان‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬قامت‭ ‬بأول‭ ‬رحلة‭ ‬لها‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬مع‭ ‬والديها‭ ‬اللذين‭ ‬لم‭ ‬يعودا‭ ‬إلى‭ ‬وطنهما‭ ‬منذ‭ ‬مغادرته‭ ‬في‭ ‬السبعينيات‭. ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬إدارة‭ ‬المنظمات‭ ‬الملتزمة‭ ‬بتعليم‭ ‬ورعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفًا‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬وتمكين‭ ‬القيادات‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬الغد‭. ‬
وهي‭ ‬عضوة‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬النسائي‭ ‬الأميركي‭ – ‬الأفغاني‭ ‬ومستشارة‭ ‬لمؤسسة‭ ‬كاليون،‭ ‬وهي‭ ‬منظمة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬القيادة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية‭. ‬محليًا،‭ ‬تعمل‭ ‬مفوضة‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬مونتغومري‭ ‬وعضوا‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬المنظمة‭ ‬لمهرجان‭ ‬Gaithersburg Book Festival‭… ‬تعيش‭ ‬هي‭ ‬وزوجها‭ ‬مع‭ ‬أربعة‭ ‬أطفال‭ ‬لهما‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭.‬

‮«‬اللؤلؤة‭ ‬التي‭ ‬كسرت‭ ‬محارتها‮»‬‭.. ‬قصة‭ ‬حزينة‭ ‬يجد‭ ‬العجز‭ ‬فيها‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬القدر،‭ ‬وتمسك‭ ‬الأعراف‭ ‬فيها‭ ‬برقاب‭ ‬المصائر‭.. ‬وعاطفة‭ ‬رقيقة‭ ‬تكاد‭ ‬تردد‭ ‬الجبال‭ ‬الأفغانية‭ ‬صداها
اللؤلؤة‭ ‬التي‭ ‬كسرت‭ ‬محارتها
كتبت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭: ‬اقصة‭ ‬عائلية‭ ‬لطيفة‭ ‬وجميلة‭.. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬رواية‭ ‬تنقلك‭ ‬بعيدًا‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬جديد‭ ‬غني‭ ‬بالرسم،‭ ‬يقدم‭ ‬هذا‭ ‬الانغماس‭ ‬النادر‭ ‬في‭ ‬توقف‭ ‬مترو‭ ‬الأنفاقب‭.‬ت
تسرد‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬تفاصيل‭ ‬قصة‭ ‬حزينة‭ ‬يجد‭ ‬العجز‭ ‬فيها‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬القدر،‭ ‬وتمسك‭ ‬الأعراف‭ ‬فيها‭ ‬برقاب‭ ‬المصائر،‭ ‬وبين‭ ‬طيّاتها‭ ‬ينبعث‭ ‬عبق‭ ‬ثقافة‭ ‬شعب‭ ‬مزقته‭ ‬الحروب،‭ ‬وعاطفة‭ ‬رقيقة‭ ‬تكاد‭ ‬تردد‭ ‬الجبال‭ ‬الأفغانية‭ ‬صداها‭.‬

حكاية‭ ‬مضيئة‭ ‬لا‭ ‬تُنسى‭ ‬لامرأتين‭ ‬ومصير‭ ‬وهوية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان
في‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭: ‬ارحيمة‭ ‬ليست‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬عائلتها‭ ‬التي‭ ‬تتبنى‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭. ‬قبل‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬أنقذت‭ ‬جدتها‭ ‬الكبرى‭ ‬شيكيبا‭ ‬التي‭ ‬تيتمت‭ ‬بسبب‭ ‬الوباء‭.. ‬أخذها‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬من‭ ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬ريفية‭ ‬إلى‭ ‬رفاهية‭ ‬قصر‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬كابول‭ ‬الصاخبةب‭.‬
وكأن‭ ‬حياتها‭ ‬هي‭ ‬اللؤلؤة‭ ‬التي‭ ‬كسرت‭ ‬صدفتها‭ ‬عبر‭ ‬الزمن،‭ ‬وتنسجم‭ ‬قصص‭ ‬هاتين‭ ‬المرأتين‭ ‬الرائعتين‭ ‬اللتين‭ ‬انفصلتا‭ ‬ولكنهما‭ ‬تشتركان‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الشجاعة‭ ‬والأحلام‭. ‬ماذا‭ ‬سيحدث‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬تبلغ‭ ‬رحيمة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬للزواج؟‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬رحيمة‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الحياة‭ ‬كعروس‭ ‬فكيف‭ ‬ستعيش؟

تدور‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬كابول‭ ‬عام‭ ‬2007‭: ‬طالبان‭ ‬تحكم‭ ‬الشوارع‭. ‬نظرًا‭ ‬لوجود‭ ‬والد‭ ‬مدمن‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬إخوة،‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬تتمكن‭ ‬رحيمة‭ ‬وشقيقاتها‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬المنزل‭ ‬أو‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭. ‬يكمن‭ ‬أملهم‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬تقليد‭ ‬الباشا‭ ‬بوش‭ ‬الأفغاني‭ ‬القديم،‭ ‬والذي‭ ‬يسمح‭ ‬لرحيمة‭ ‬الصغيرة‭ ‬باللباس‭ ‬العادي‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الابن‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬الزواج،‭ ‬كصبي،‭ ‬كانت‭ ‬تتمتع‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تخيلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭… ‬الحرية‭ ‬التي‭ ‬ستغيرها‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.‬

‮«‬حين‭ ‬يقترب‭ ‬القمر‮»‬‭.. ‬قصة‭ ‬يجب‭ ‬قراءتها‭ ‬عن‭ ‬الحدود‭ ‬والحواجز‭ ‬وتصميم‭ ‬أم‭ ‬شجاعة‭ ‬تكافح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العبور
كتبت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬مجلة‭ ‬أوبرا‭ ‬وينفري‭: ‬اقصة‭ ‬يجب‭ ‬قراءتها‭ ‬عن‭ ‬الحدود‭ ‬والحواجز‭ ‬وتصميم‭ ‬أم‭ ‬شجاعة‭ ‬تكافح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العبورب‭. ‬وكتبت‭ ‬عنها‭ ‬مجلة‭ ‬اتورنتو‭ ‬ستارب‭: ‬اقصة‭ ‬صادقة‭ ‬من‭ ‬الشجاعة‭ ‬وسط‭ ‬عالم‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الرحمةب‭.‬
في‭ ‬كابول،‭ ‬نلتقي‭ ‬افريبةب‭ ‬وهي‭ ‬معلمة‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬تركت‭ ‬طفولتها‭ ‬المضطربة‭ ‬وراءها‭ ‬حيث‭ ‬وجدت‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬زواج‭ ‬مرتب‭. ‬لكن‭ ‬حياة‭ ‬فريبة‭ ‬المريحة‭ ‬تنهار‭ ‬عندما‭ ‬تصعد‭ ‬طالبان‭ ‬إلى‭ ‬السلطة،‭ ‬وتصبح‭ ‬عائلتها‭ ‬هدفاً‭ ‬للنظام‭ ‬الأصولي‭ ‬الجديد‭.> ‬أُجبرت‭ ‬فريبة‭ ‬على‭ ‬الفرار‭ ‬مع‭ ‬أطفالها‭ ‬الثلاثة،‭ ‬ولديها‭ ‬أمل‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬البقاء‭: ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬ملاذ‭ ‬مع‭ ‬عائلة‭ ‬أختها‭ ‬في‭ ‬لندن‭. ‬يسافرون‭ ‬بأوراق‭ ‬مزورة‭ ‬ويعتمدون‭ ‬على‭ ‬لطف‭ ‬الغرباء،‭ ‬فريبة‭ ‬والأطفال‭ ‬يقطعون‭ ‬عبورًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬تحت‭ ‬جنح‭ ‬الظلام،‭ ‬بداية‭ ‬رحلة‭ ‬مروعة‭ ‬تحولها‭ ‬من‭ ‬زوجة‭ ‬وأم‭ ‬محترمة‭ ‬إلى‭ ‬لاجئة‭ ‬يائسة‭.‬
تقع‭ ‬فريبة‭ ‬وعائلتها‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬سرية‭ ‬غامضة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المسجلين،‭ ‬والذين‭ ‬يطاردون‭ ‬شوارع‭ ‬مدن‭ ‬أوروبا‭. ‬وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬سوق‭ ‬مزدحمة‭ ‬في‭ ‬أثينا،‭ ‬يأخذ‭ ‬مصيرهم‭ ‬منعطفًا‭ ‬مخيفًا‭ ‬عندما‭ ‬ينفصل‭ ‬ابنها‭ ‬المراهق،‭ ‬سليم،‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭. ‬من‭ ‬دون‭ ‬والدته،‭ ‬أُجبر‭ ‬سليم،‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬وبلا‭ ‬رحمة،‭ ‬على‭ ‬بلوغ‭ ‬سن‭ ‬الرشد‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬ومخيمات‭ ‬اللاجئين‭ ‬القذرة‭.‬
تافريبةب‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬خيار‭ ‬سوى‭ ‬الاستمرار‭ ‬مع‭ ‬ابنتها‭ ‬وطفلها‭ ‬فقط‭. ‬يعبرون‭ ‬الحدود‭ ‬بعد‭ ‬رحلة‭ ‬محفوفة‭ ‬بالمخاطر،‭ ‬ويخاطرون‭ ‬بحياتهم‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعودوا‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬الأسرة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

‮«‬بيت‭ ‬بلا‭ ‬نوافذ‮»‬‭.. ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬رواية‭ ‬أفغانية‭.. ‬رواية‭ ‬مليئة‭ ‬بشخصيات‭ ‬نابضة‭ ‬بالحياة‭ ‬ومعقدة‭ ‬وتقدم‭ ‬نظرة‭ ‬ثاقبة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬أفغانستان
اهي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬رواية‭ ‬أفغانية‭… ‬رواية‭ ‬الهاشمي‭ ‬مليئة‭ ‬بشخصيات‭ ‬نابضة‭ ‬بالحياة‭ ‬ومعقدة‭ ‬وتقدم‭ ‬نظرة‭ ‬ثاقبة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬أفغانستانب‭ ‬هكذا‭ ‬وصفها‭ ‬موقع‭ ‬بوكليست،‭ ‬وتتحدث‭ ‬عنها‭ ‬مجلة‭ ‬كيركس‭: ‬اإنها‭ ‬تكشف‭ ‬ببطء‭ ‬عن‭ ‬الرعب‭ ‬الذي‭ ‬واجهته‭ ‬زيبا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬وفاة‭ ‬رجل‭ ‬في‭ ‬حياتها،‭ ‬فإنها‭ ‬تبني‭ ‬التوتر‭ ‬ببراعة،‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬تعاطفنا‭ ‬معها‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬مؤلمة‭ ‬للقلب‭…‬إنها‭ ‬رواية‭ ‬قويةب‭.‬
هي‭ ‬قصة‭ ‬حياة‭ ‬لا‭ ‬تُنسى‭ ‬عن‭ ‬أخوية‭ ‬غير‭ ‬محتملة‭ – ‬قصة‭ ‬صداقة‭ ‬قوية‭ ‬عاطفياً‭ ‬ومؤلمة‭ ‬تضيء‭ ‬محنة‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬تضطهد‭ ‬النساء‭.‬

لمدة‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬كانتبزيباب‭ ‬زوجة‭ ‬محبة‭ ‬وأما‭ ‬صبورة‭ ‬وقروية‭ ‬مسالمة‭. ‬لكن‭ ‬حياتها‭ ‬الهادئة‭ ‬تحطمت‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬زوجها،‭ ‬كمال،‭ ‬مقتولا‭ ‬بوحشية‭ ‬بفأس‭ ‬في‭ ‬فناء‭ ‬منزلهم‭. ‬شبه‭ ‬جامدة‭ ‬مصحوبة‭ ‬بصدمة،‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬زيبا‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬مكان‭ ‬وجودها‭ ‬وقت‭ ‬وفاته‭. ‬أقسم‭ ‬أطفالها‭ ‬ان‭ ‬والدتهم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ترتكب‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الشنيع‭. ‬أسرة‭ ‬كمال‭ ‬واثقة‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬فعلت‭ ‬ذلك،‭ ‬وتطالب‭ ‬بالعدالة‭. ‬بالكاد‭ ‬تهرب‭ ‬زيبا‭ ‬من‭ ‬حشد‭ ‬انتقامي،‭ ‬لكن‭ ‬يتم‭ ‬اعتقالها‭ ‬وسجنها‭.‬
وفي‭ ‬انتظار‭ ‬المحاكمة،‭ ‬تلتقي‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬اللواتي‭ ‬دفعتهن‭ ‬مصائبهن‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الزنازين‭ ‬الكئيبة‭: ‬نفيسة‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬ثمانية‭ ‬عشر‭ ‬عامًا،‭ ‬مسجونة‭ ‬لحمايتها‭ ‬من‭ ‬اجرائم‭ ‬الشرفب،‭ ‬مزغان‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭ ‬حامل‭ ‬وغير‭ ‬متزوجة،‭ ‬تنتظر‭ ‬أمرًا‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬لإجبار‭ ‬حبيبها‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬
فهل‭ ‬زيبا‭ ‬قاتلة‭ ‬بدم‭ ‬بارد،‭ ‬تتساءل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشابات،‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬سجنت‭ ‬مثلهن‭ ‬لخرقها‭ ‬بعض‭ ‬القواعد‭ ‬الاجتماعية؟‭ ‬السجن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬النساء‭ ‬هو‭ ‬ملاذ‭ ‬وعقاب‭. ‬بعد‭ ‬إبعادهن‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬القاسي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرحم‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬فإن‭ ‬السجن‭ ‬يشكل‭ ‬أخوية‭ ‬حية‭ ‬لا‭ ‬تمحى‭.‬
في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬المنغلق،‭ ‬يأتي‭ ‬يوسف،‭ ‬محامي‭ ‬زيبا‭ ‬الأفغاني‭ ‬المولد،‭ ‬والذي‭ ‬نشأ‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬والذي‭ ‬أعاده‭ ‬التزامه‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬وطنه،‭ ‬مع‭ ‬مصير‭ ‬ربة‭ ‬المنزل‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬عادية‭ ‬بين‭ ‬يديه‭.. ‬يكتشف‭ ‬يوسف‭ ‬أنه،‭ ‬مثل‭ ‬أفغانستان‭ ‬نفسها،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬موكلته‭ ‬أو‭ ‬زيبا‭ ‬كما‭ ‬يتخيلها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.. ‬الرواية‭ ‬تطرح‭ ‬نظرة‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬النساء‭ ‬الأفغانيات‭ ‬المعاصرات‭.‬

Exit mobile version