Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

سيدة المسرح الكوميدي انتصـار الشـراح صاحبة «باي باي لندن».. ترحل من لندن!

برحيل الفنانة والكوميديانة انتصار الشراح يُسدل الستار على تاريخ حافل من الكوميديا لسيدة المسرح الكوميدي وملكة البهجة بامتياز، فقد عشقته وأخلصت له على الرغم من نجاحها الكبير في الدراما التلفزيونية وارتفاع أجور ممثلي الدراما مقارنة بالمسرح، فإنها ظلت مخلصة لعشقها الأول المسرح، ومن المفارقات الغريبة أنها ترحل في عاصمة الضباب لندن لتلحق بأيقونة الضحك في الخليج وملك الكوميديا الراحل عبدالحسين عبدالرضا الذي وقفت أمامه للمرة الأولى في مسرحية (باي باي لندن) عام 1981 ليرحلا معاً من نفس العاصمة، وكأن لسان حالهما يقول (باي باي لندن).

البداية
مع نهاية فترة السبعينيات كانت انتصار الشراح تقترب من العشرين من عمرها لتبدأ العمل مع الفرق الغنائية بمساعدة الفنانة الراحلة مريم الغضبان لاحظت الغضبان ميولها الفنية وفي عام 1981 استقدم الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا المخرج التونسي الكبير المنصف السويسي ليتصدى لإخراج مسرحيته الخالدة (باي باي لندن) وكانوا يبحثون عن ابنة لمريم الغضبان في المسرحية فرشحتها الغضبان للسويسي، وعندما رآها المنصف السويسي وجدها تؤدي بتلقائية وعفوية وحضور مسرحي إلى جانب كونها «متينة» مثل الغضبان وستكون مقنعة أكثر في دور ابنتها فوافق على الفور لتكون نقطة البداية والانطلاقة لانتصار الشراح لتقف أمام نجوم كبار مثل عبد الحسين عبد الرضا وغانم الصالح ومريم الغضبان ومحمد جابر وهيفاء عادل، ونجحت الشراح بامتياز ككوميديانة من أول أدوارها خاصة مع أدائها العفوي في تمطيط اللهجة الكويتية ومد الحروف والكلمات واستخدام ذلك أيضا في اللغة الإنجليزية، واعتمادها على الارتجال أحيانا جعل الجمهور يضج بالضحك لتتحقق نجوميتها من أول أدوارها.
المنتجون تهافتوا عليها بعد هذا النجاح فقدمت مسرحية (تسمح تضحك) لتؤكد نجوميتها، فقرر الفنان الراحل منصور المنصور والكاتبة عواطف البدر استثمار هذه النجمة الجديدة في مسرح الطفل من خلال مسرحية (سندريلا) ولم يخب ظنهما في الشراح، فقد نجحت بامتياز في مسرح الطفل كما في مسرح الكبار.

الدراما التلفزيونية
اتجه إليها منتجو الدراما فكان أول ظهور لها في مسلسل (خرج ولم يعد) لتشكل بعدها ثنائيا كوميديا مع الفنان داود حسين الذي كان قد بدأ يشق طريقه أيضا في عالم الكوميديا ليتحول الاثنان إلى أيقونة المسرح الكوميدي والدراما ويقدما معا نخبة من الأعمال الكوميدية مثل (عش الزوجية – وخذ وخل – وكوكتيل – ومع الأنغام – وفضائيات – ويومتيح) حققت جميعها نجاحا كبيرا بسبب الأداء العفوي الشعبي لانتصار والمصحوب باستثمار الدراسة الأكاديمية في المعهد وتوافق ذلك مع أداء الفنان داود حسين وحضوره المسرحي الكبير فأصبحا أشهر ثنائي كوميدي في تاريخ الكويت لتشارك أيضا نجوم جيلها في عشرات المسرحيات مع عبد الرحمن العقل وغانم الصالح وعبد العزيز المسلم منها (الدكتور صنهات) في دور أم صنهات – الكرة مدورة، وقدمت خلالها عدة شخصيات تنقلت بينها في سلاسة ويسر وأقنعت المشاهدين لقدرتها على تقمص كل شخصية وانفصالها عن الأخرى من خلال الملابس وطريقة الأداء والتلوين الصوتي لتتوالى مسرحياتها: لولاكي – نصب واحتيال – سمردحة – انتخبوا أم علي، وهي أيضا من الأعمال التي تركت بصمة كبيرة في تاريخها الفني، وبشت المدير وصباح الخير يا كويت ونبيك تفوز – زوج سعادة الوزيرة – سكة سفر – المزواجي- كذلك تجربتها مع الفنان عبد العزيز المسلم تشكل خطا آخر من الكوميديا الذي يعتمد على الإثارة والرعب، حيث قدمت معه مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية تصب في قالب كوميديا الرعب مثل: البيت المسكون بأجزائها، وصرخة الرعب وينانوة الفريج، وأشباح أم علي ومصاص الدماء والانس والجن وبيت المرحوم ومثلث برمودا ورعب في فيلكا وزومبي وصرخة الأشباح وينانوة الجليعة وغيرها من الأعمال، واستثمر الفنان الكوميدى الكبير سمير غانم نجوميتها الخليجية فشاركته بطولة مسرحيته سمير وعيلته الكتير.

كما قدمت انتصار مجموعة متميزة من الأعمال المسرحية في مجال مسرح الطفل، في مجال الدراما فبلغ رصيدها نحو 81 عملا تلفزيونيا بعد “خرج ولم يعد”، إذ قدمت “الأسوار، وعائلة فوق تنور ساخن، وإلى من يهمه الأمر، وقاصد خير، وعيال قرية، وصاده ما صاده، ولن أمشي طريق الأمس، والرقص فوق الجمر، ووين ما أطقها عوية، وعتيج الصوف، وابن النجار والعقيد شمة، ومسك وعنبر، وخادمة القوم” وكان آخرها مطر صيف إلى جانب السهرات التلفزيونية، وفي مجال التقديم والبرامج الكوميدية قدمت أوبريت بعد العسل وفوازير حكايات المشاهير وسينمائيات وفوازير داود في هوليود ومذكرات أي واحد، وجدر وملاس، ومع داود وانتصار، وبلاني زماني، وبلوك غشمرة، وفي مجال السينما لم تقدم انتصار سوى تجربة وحيدة في فيلم (يا بعده).

Exit mobile version