Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

صاحبة الكتاب الأكثر مبيعاً هبة السواح: مهم جداً أن أصل للأشخاص الذين لا يحبون القراءة

هبة السواح، باحثة وكاتبة ومدربة حياتية وعلاقات أسرية، درست إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بالقاهرة والأكاديمية البحرية، هي شخصية عملية جداً ولديها شعور بالمسؤولية كبير تجاه تقديم النصيحة، سخرت دراساتها والخبرة الطويلة التي اكتسبتها من العمل في مجال التنمية البشرية “اللايف كوتشنج” لسنوات لمساعدة الناس في حل مشكلاتهم.
تعيش هبة السواح في كندا مع زوجها وأبنائها عبد الله (١٦ سنة) وماريا (١٤ سنة).. في يناير 2017، أصدرت كتاب (سندريلا سيكريت)، وهو من الكتب الأكثر مبيعًا وفي يناير 2020، نشرت كتابها الثاني (شهرزاد اون فاير) والذي يتم توزيعه في عدة مكتبات من دول العالم.
«أسرتي» التقت الكاتبة هبة السواح أثناء تواجدها في زيارة للكويت، إليكم تفاصيل الحوار:

لماذا قررتِ عمل career shift من مجال إدارة الأعمال إلى مجال تدريب الحياة؟
– دخولي في مجال العلاقات الأسرية كان سببه أولادي، فلقد تزوجت وعمري ١٩عامًا وأنجبت في العشرين من عمري. ولم أكن أعرف كيفية التعامل معهم، لكنني كنت أعرف جيدًا أنني أرغب بشدة في تربيتهم بطريقة مختلفة عن طريقة تربيتنا. وأردت جدا أن أنجح في تنشئة أشخاص أسوياء قادرين على فهم أنفسهم وفهم الحياة من حولهم. فبدأت أقرأ عن التربية وعن السعادة وعن الإنسان، وبالفعل وجدت نتيجة جيدة مع أولادي وشعرت برغبتي في تعليم غيري ما أتعلمه.
قررت أن أدرس بطريقة علمية، وتدربت مع مؤسسة التربية الإيجابية وبدأت أقدم دورات تدريبية (كورسات) في التربية. وجدت في هذه الدورات أشخاصًا يسألونني عن الزواج فشعرت بأنهم لا يستطيعون التربية بطريقة جيدة بسبب جو المنزل المشحون بالتوتر والقلق، وبسبب سوء العلاقة مع الطرف الآخر. فبدأت أدرس عن الزواج وسافرت إلى أميركا، لكي أدرس مع د. جون جراي، خبير العلاقات الزوجية ومؤلف كتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)، وبدأت من هنا.

لماذا قررت التخصص في مجال العلاقات الأسرية؟ وما الذي جذبك لذلك المجال؟
– عندما بدأت أقدم دورات عن الزواج وجدت أن أغلب الناس لديهم مشكلة في نظرتهم وعلاقتهم بأنفسهم.. فبدأت أدرس علاقة الإنسان بنفسه وكيفية وصوله إلى السعادة وتحقيق ما يريده الله منه في الحياة، ما شجعني على أن أكمل ما بدأته هو النتيجة المذهلة والتغيير الكبير الذي رأيته في الأشخاص الذين تعاملت معهم، وانجذابي للعلاقات الأسرية كان لأن الإنسان يقضي ثلثي عمره تقريبًا في العلاقة مع شريك حياته، فإذا كانت هذه العلاقة تعيسة، فإنها تؤثر على إنتاجيته وصحته وعلى الأطفال الذين يقوم بتربيتهم، وبالتالي يكون التأثير بالسلب علينا جميعا.

هل إقامتك في كندا أثرت على كتابتك إيجابيًا؟
– عندما أقمت في كندا تطوعت 3 سنين في مركز للإغاثة والدعم النفسي، وهذا منحني خبرة كبيرة جدا في مجال عملي لأن كندا بلد متعدد الثقافات والجنسيات والأديان، وعندما كنت أتعامل مع الناس في المركز هذا ما كان يكسبني معلومات أكبر ونظرتي أصبحت أوسع بكثير وهذا عاد بالنفع على كتاباتي وكورساتي.

كيف تبدأ هبة السواح التخطيط لكتابتها؟
– مجال الكوتشينج يتيح لي أن أحتك بالناس احتكاكا مباشرا بمشاكلهم واهتماماتهم واحتياجاتهم عن طريق قصصهم وأسئلتهم، وبالتالي أكون فكرة عن الموضوعات التي ألمس بها احتياجات الناس لزيادة وعيهم بها.
ويكون لدي مجموعة عناوين رئيسية أعمل على الاختيار فيما بينهم بعد بحث رهيب عن الكتب والكورسات والمصادر التي تحدثت عن تلك الأفكار.
بعد جمع كل المعلومات النظرية التي احتاج اليها تبدأ مرحلة التطبيق العملي في ورش العمل والكورسات على ناس حقيقيين وهذه الخطوة تستغرق نحو سنة، هذا بخلاف أنني أقضي فترة طويلة في كتابة الكتاب، وهذا يعطيني فرصة لاختبار إذا كانت المعلومات هذه نظرية بحتة وهل هي قابلة للتطبيق فعلا أم لا، لأن هذه كانت مشكلتي مع كتير من الناس الذين يقومون بتقديم المعلومات في الحقيقة تكون معلومات ممتازة، ولكن ليس لها طريقة عملية في التطبيق.
ثم تأتي مرحلة النتائج التي أطمئن منها على ما سوف أقدمه في الكتاب وكونه فعالا ومفيدا للناس ومناسبا وعمليا ثم أبدأ بعدها في مرحلة كتابة الكتاب.

أردت أن أغيّر فكرة
انتظار الفتاة لفارس حصانه الأبيض

كتابك الأكثر مبيعًا (سندريلا سيكريت) لاقى إقبالا كبيرا من القراء في العالم العربي، حدثينا عن فكرة الكتاب؟
– فكرة الكتاب جاءت من الدورات التي كنت أقدمها منذ ٥ سنوات، ورأيت كيف أن الحياة تختلف كثيرًا عندما يتغير وعيك وعلاقتك بنفسك. أردت أن أغير الأفكار التي تعودنا عليها مثل انتظار الفتاة للفارس الذي يأتيها على الحصان الأبيض وينتشلها من التعاسة. كنت أود أن أوصل للناس جميعا وللبنات خاصةً أن السعادة تبدأ من علاقتها هي بنفسها، من إيمانها بأنها مهمة ولها قيمة ودور في الحياة، وأنها يجب أن تكون هي نفسها وليست مجرد قالب من القوالب التي يفرضها المجتمع عليها. فهي ليست بحاجة أن تنتظر الفارس الأبيض، لأنه مهما كان عظيما فليس دوره أن يجعلكِ تعيشين سعيدة إذا كنت ذاتك تعيسة. لست بحاجة لانتظار المعجزة من الساحرة التي ستغير حالك، لأنك أنت المعجزة من الله وأنت المسؤولة عن حياتك ولديك القدرة على تغييرها.

وما السر وراء نجاحه وتفاعل القارئات معه؟
– سر نجاح الكتاب أنه نجح في توصيل أفكار عميقة ومعقدة جدا بطريقة سلسة وبسيطة وفي صورة قصة كلنا نعرفها. كان من المهم جدا بالنسبة لي أن أصل للأشخاص الذين لا يحبون القراءة أو يستثقلونها، كما أنه كان من المهم جدا أيضا أن يخاطب الكتاب نفسه القراء الفاهمين علم النفس جيدا، أردت أن يكون الكتاب السهل الممتنع. كما وددت من كل من يقرأ الكتاب أن يراني أشبهه… صديقته… أشعر به… أعرف الأسئلة التي تدور في عقله. كما أردت أن أقدم له حلولا عملية تساعده، وليس مجردَ كلام نظري.
وأغلب التعليقات التي وصلتني كانت كالتالي (أنا كنت حاسة وأنا بقرأ إنك واحدة صاحبتي قاعدة معايا وبتجاوبي على الأسئلة اللي بتيجي في بالي).

ماذا عن كتاب شهرزاد اون فاير؟
– يناقش كتاب (شهرزاد اون فاير) رحلتنا في إعادة اكتشاف هدفنا وشغفنا في الحياة وإعادة ترتيب أولوياتنا من خلال قصة ومجموعة أسئلة تكتشف من خلالها نفسك.
بدأت كتابي (بحدوتة) أقول فيها (بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن رحلتنا في الحياة هتاخدنا في كل اتجاه، وهنعدي على مراحل مختلفة في حياتنا وفي شغلنا ودراستنا، وكمان هنعدي بنجاح وفشل وبتشجيع وإحباط وبحب وكره وفرح وغضب وسهولة ومعاناة).
وأضافت:
وللتوضيح أكملت في جزء آخر (قطار حياتنا هيعدى بكل المحطات وهنشوف حوالينا أشكال وألوان من البشر والتغيرات والتجارب، والحاجة الوحيدة اللي هتفضل طول الوقت معانا هي البوصلة اللي جوانا، الجزء اللي عارف كويس إحنا مين وبنحب إيه وبنكره إيه وعايزين نعمل إيه وبنخاف من إيه، الجزء اللي فاهم مشاعرنا وعارف شغفنا ونقاط قوتنا ويقدر يساعدنا نخطط لحياتنا ونختار الناس اللي حوالينا)، لأن هذا هو الجزء الوحيد الذي به إجابة السؤال المتكرر (أنا مين وإيه بصمتي في الدنيا؟) لنجاوب عليها من خلال حكايات ألف ليلة وليلة.

ما الفرق بين كتاب شهرزاد أون فاير وبين سندريلا سيكريت؟
– كتاب شهرزاد أون فاير يعد مستوى أعمق من سندريلا سيكريت، ونصيحتي للجميع أن يقرأوا سندريلا سيكريت الأول قبل كتاب شهرزاد أون فاير، الكتابان تفاعليان، ولكن الفرق بين سندريلا سيكريت وشهرزاد أون فاير أن الأول يتناول أساسيات عامة كأنه (باترون) أساسي للزي لكن شهرزاد أون فاير هو الموديل الخاص والتفصيل والتطريز الذي يناسبك.
مما يميز الكتابين إن كل فصل يبدو في البداية انه منفصل عن الباقي ولكن في نهاية الكتاب يكتشف القارئ أن الوضع أشبه (ببازل) تجمعت قطعه.

فضلت العامية لأنني أريد أن تخرج كل كلمة في الكتاب من قلبي

لما فضلت أن تكتبي بالعامية وليس بالفصحى؟
– كنت أريد أن تخرج كل كلمة يحتويها الكتاب من قلبي، أي كما شعر بها في حياتي الخاصة وحياة الناس الذين تعاملت معهم، ورغم أنني أحب اللغة العربية جدا وأتقنها، ولكني لست ضليعة باللغة العربية الفصحى، لذلك شعُرت بأن الكتابة بالفصحى ستكون كالحاجز أو العائق بيني وبين ما أريد إيصاله للناس.

«كورونا» كيف أثّرت على حياتك كأم وعلى عملك؟
– دائما الإنسان يقاوم أي تغيير، والذي حدث مع كورونا كان تغييرا ضاغطا جدًا ولا يوجد أمان وكل تفكيري كان هل سأستطيع السفر أم لا، وهل سيستمر الوضع هكذا أم لا وإلى متى؟ كما أن فكرة (الحبسة) في البيت مع شخصيتي الحركية في البداية كنت أشعر بأني مخنوقة، ولكن مع الوقت فكرت في أن هذا ليس بالأمر السيئ ولا بد أن استخدم المرونة التي خالقها الله لنا، وأتأقلم مع الوضع الجديد.
كان الروتين الخاص بي، هو أن أنتهي من عملي كله أثناء وجود أولادي في المدرسة، لكن مع كورونا، المدارس والتمارين توقفت مما أثر عليّ كثيرا، وكان علي أن انظم لهم أوقاتهم وأتابع مذاكرتهم، ولذلك روتين حياتي تغير،
بدأ الموضوع يتحول لشكل إيجابي وأصبحنا نجلس ونتكلم ونطبخ ونلعب مع بعضنا أكثر، وزوجي نفس الحال، وشعرت اني أصبحت أماً أفضل، وتعرفت أكثر على أصدقاء أبنائي والأمور التي يحبونها.
أما عملي فهو في الأصل أونلاين، صحيح أنني تأثرت بسبب الحظر وطاقتي قلت، ولكن أحاول أن اجتهد قدر استطاعتي في تقديم كل ما يفيد الناس.

 

Exit mobile version