Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

عبدالله السعيدي روائي كويتي شاب يكتب على السطور وبينها

من الشرق الموحش.. إلى الورد الأسود.. مسيرة أدبية شابة.. لكن عميقة

 

الأديب الشاب الكويتي عبدالله جليعب السعيدي.. واحد من فرسان الكلمة والحكمة الأدبية الشابة بالكويت.. لا يحارب إلا بأسلحة الصدق والتحليل المضني لظواهر حياتنا المرتبكة.. له أسلوبه الخاص في السرد.. بل له رؤيته المتفردة للحياة والحب والحرب..ربما اصدر روايتين فقط حتى الآن من إصدار مكتبة آفاق التي تمد يد العون لجيل كامل من الشباب الروائي.. كما له رواية ثالثة في الطريق.. لكن رواتيه السابقتين تقولان الكثير عن موهبته وتفرده في نظرته الأدبية الواقعية.. بل شديدة الواقعية التي ربما تؤلم أو حتى تجرح القارئ بالحقيقة.. لكنه مُصرّ على الصدق مع نفسه أولا وأخيرا وبالتالي الصدق مع القراء والمجتمع الكويتي والخليجي بل العربي.. وقد كان لنا معه هذا اللقاء:

 

الأديب الشاب

عبد الله السعيدي:

أمتي.. ما كتبت إلا لها وما اخترت موضوعاً

إلا ويحاكي حالها

 

الأديب عبد الله جليعب السعيدي..كيف تقدم نفسك بشكل جديد؟

– روائي يكتب على السطور وبينها.. لمن يعي.. ولا يقدم العمل الأدبي إلا إذا كان متأكداً أنه هادف بالدرجة الأولى ومشوقاً.

 

الأعمال الوردية التي تبعث الطمأنينة المزيفة ليست إلا إبرة تخدير وقلما يجامل

 

وكيف تصف نوع أدبك؟

– أنا أكتب الأدب «الدستوبي»، حيث النظرة السوداوية للعالم الذي نعيش فيه هي الأقرب للواقعية. وأرى أن الأعمال الوردية التي تبعث الطمأنينة المزيفة ليست إلا إبرة تخدير وقلما يجامل.. في الأدب الدستوبي يجد بطل الرواية نفسه في عالم ومحيط فاسد جداً من كل النواحي ويحاول أن ينجو بنفسه وبمن يحب من السواد الذي يسيطر على هذا المحيط.

 

دراستي لتقنيات كتابة الرواية والقصة القصيرة، ساهمت في صعودي عتبة نحو الاحتراف

 

متى تحديداً دخلت عالم الرواية أو قررت دخوله؟ وماذا عن الأسباب؟

– النية كانت منذ الصغر، وبعد دراستي الأدب في الجامعة. تعززت هذه النية بالأدوات. وأما الأسباب التي دفعتني للكتابة فهي كثر وأهمها بعث رسالة للقارئ وتقديم قلم نظيف وجعل الرواية العربية مسلية.

 

لك دراساتك العليا أيضا.. فكيف ساهمت تلك الدراسات الأكاديمية في رؤيتك للحياة والأدب وفي كتاباتك؟

– كما درست الأدب والنقد الأدبي في البكالوريوس، أكملت دراستي في الماجستير في بريطانيا في التخصص نفسه، متخصصاً في الكتابة الإبداعية، ودراستي لتقنيات كتابة الرواية والقصة القصيرة، ساهمت في صعودي عتبة نحو الاحتراف وأبعد من كوني هاويا للكتابة.

 

الأدب الكويتي

في الآونة الأخيرة شهد إقبالاً كبيراً على القراءة والكتابة

 

كيف ترى الأدب الكويتي الآن.. خاصة الأدب الشاب من الجيل الجديد؟

– الأدب الكويتي في الآونة الأخيرة شهد إقبالاً كبيراً على القراءة والكتابة. والفضل يعود إلى بعض الكُتاب الشباب أولاً ثم وجود شخصيات ذات قلب نابض مثل طلال الرميضي الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين، والدكتور ناصر الشمري مدير مكتبة آفاق وغيرهما كثر وهم مستعدون لمد يد المساعدة للكُتاب الشباب.. وبعض الكتب التي تسقط سهواً هنا وهناك من مراهقين الكتابة لا أعتقد أنهم في دائرة الكُتاب أصلاً بل كما نقول سحابة صيف وتمضي.

 

ما حلمك كأديب؟

– الرقي وعلو الشأن لأمتي.. ما كتبت إلا لها وما اخترت موضوعاً إلا ويحاكي حالها.. وهي المستضعفة اليوم والغالبة غداً إن شاء الله.. والأدب تهذيب لكل قارئ، وهذا ما ترنو له رواياتي.

 

روايتك الاولى «الشرق الموحش» كان لها ردود فعل من الجمهور من ناحية وردود فعل من النقاد من ناحية أخرى.. كيف استقبلت تلك الردود؟ وكيف شجعتك على المضي قدما؟

– ردود الأفعال حول الرواية كانت مرضية ولله الحمد، والنقد البناء هو ما أحتاج إليه أنا ككاتب في بداية مشواره الأدبي، وطبعاً النقد يقوي لا يضعف.

 

«الشرق الموحش».. إسقاط على حالنا اليوم.. فتلك القبائل العربية المتناحرة أصبحت دولا عربية متناحرة

 

تستشهد بمقولة لجيفري مقوار في روايتك الأولى «الشرق الموحش» يقول فيها: « هكذا هم كانوا في حالة تناحر لا تنتهي، ومن أجل ماذا؟ من أجل ناقة أو بئر ماء ولقد عرفت أن أكثر من يقتل العرب هم العرب أنفسهم».. لماذا استشهدت بمثل هذا الكلام عن العرب؟ وماذا تريد قوله في هذه الرواية؟

– «جيفري مقوار» من شخصيات رواية الشرق الموحش، وكان له دور فعال في أحداث الرواية رغم عدم ورود اسمه كثيراً إلا في فصل «حفلة شاي سرية».. ويتكلم جيفري عما رأى من العرب وكلامه ينطبق على حالنا الآن نحن كعرب وعلى حالنا سابقاً في بداية القرن العشرين.. والرواية لم تكن إلا إسقاطاً على حالنا اليوم، فتلك القبائل العربية المتناحرة أصبحت دولا عربية متناحرة.

 

في تلك الرواية الأولى تتناول فكرة الكرامة ورد الاعتبار.. لكن يبدو أن ثمن رد الاعتبار أو استرداد الكرامة غال جدا..كيف ترى كرامة الإنسان في عصرنا هذا وفي بلادنا العربية؟

– للأسف، عن أي كرامة نتكلم؟! ونحن نرى حال الدول العربية الشقيقة من سيئ إلى أسوأ.. إذا كان المواطن العربي في بعض الدول العربية يفضل أن يموت غرقاً على أن يعيش في وطنه الذي تدمر بصواريخ الحرب فإننا لسنا نتكلم عن فقدان الكرامة فقط بل حتى فقدان الإنسانية.. نحن في السنوات الماضية لا تراق فيه دماء إلا دماء العرب وبالجملة، رحمهم ورحمنا الله.

 

اخترت اسم روايتي «الورد الأسود» تحديدا لأنني كنت أبحث عن

رمز للحب

 

روايتك الثانية «الورد الأسود» لها اسم جذاب وموحٍ وله دلالة كبيرة. كيف اخترت هذا الاسم؟ وما الأسباب؟

– اخترت هذا الاسم بالذات لأنني كنت أبحث عن رمز للحب، ولكن الحب المشروط الذي يكون دائماً ملوثا.. والحب في الحياة مثله مثل أي مرام يريد الإنسان الوصول إليه والجميع يختار الدرب الأسهل حتى لو كان على حساب أخلاقهم وإنسانيتهم.

 

الرجل إذا عشق تخلى عن أشياء كثيرة..أما المرأة فتستطيع أن تفعل المستحيل

 

كتبت في روايتك الثانية أيضا هذه الجملة: «المشاعر العاطفية تضعف الرجال.. وتقوي النساء»..هل لنا من توضيح؟

– الرجل إن عشق قد يتخلى عن أشياء كثيرة بسبب حبه، أما المرأة فبسبب عاطفتها تستطيع أن تفعل المستحيل في سبيل إنقاذ أطفالها مثلاً.. فمثال الأم القوية في الدفاع عن أطفالها هو أقوى مثال على العواطف عند المرأة التي تقويها. هذه العواطف نفسها تجعل الرجل في محل ارتباك وعدم تركيز فيضعف ويبعد عن عملية الرجل الطبيعي الذي عُرف بها.

 

روايتي الثالثة.. أتكتم عنوانها لحين صدورها

 

بعد أن أصدرت روايتين متميزتين حتى الآن.. ما مشروعك الروائي القادم؟

– بحمد الله انتهيت من روايتي الثالثة، والتي هي أيضاً «دستوبية» خالصة، أحداثها تدور بين الولايات المتحدة الأميركية والكويت.. وبطلة الرواية هي عالمة سعودية تخرجت في المعهد الشهير للتكنولوجيا في ماساتشوستس بأميركا. وتكتشف هذه العالمة طريقة جديدة في توليد الطاقة وتعتبر طريقتها أفضل حل كطاقة بديلة بعد نفاد النفط، ولكن تبدأ الأمور تتعقد في حياتها وحياة زوجها منذ ليلة حفلة تخرجها في المعهد فتمضي الدكتورة فرح في «إلياذتها» الخاصة محاولة لإنقاذ ما تبقى من حياتها.. عنوان الرواية سيكون معاصراً لذا سأتكتم عليه حتى إشعار آخر، وأتمنى أن تنال الرواية إعجاب الجميع إن شاء الله.

Exit mobile version