Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

عُرفت بـ«سيدة الأبجديات» التشكيلية العمانية إنعام أحمد.. تُبدع بريشتها «على صهوات المجد»

لها تجربة تشكيلية تمتد إلى أكثر من 26 عاماً، انها الفنانة التشكيلية العمانية إنعام أحمد، عشقت ريشة الرسم منذ طفولتها بدعم من الأهل وتشجيع من المدرسة، وأنهت دراستها الجامعية في الكويت، قدمت 59 عملًا فنيًا في مختلف المدارس الفنية بمعرضها الشخصي (على صهوات المجد)، لتحتفي الفنانة إنعام احمد بالخيل العربية الأصيلة وبالمرأة في ممارسة رياضة الفروسية وغيرها عبر الرسم بالواقعية التعبيرية والتجريدية التعبيرية، بالإضافة إلى فن الكولاج والألوان المائية.

من أين بدأت رحلتك في عالم الفن التشكيلي؟
– بدأت رحلتي الفعلية خلال آخر سنة دراسية في المدرسة وانضمامي للجمعية العُمانية للفنون التشكيلية في عام 1993م، فبعد أن أصبحت عضوة في الجمعية، بدأت بالمشاركات المحلية في المعارض السنوية للفنون التشكيلية، وأثناء دراستي في دولة الكويت توقفت لفترة 4 أعوام ومن ثم بعد التخرج بدأت مُجدداً بالعودة للمشاركات في المعارض سواء المحلية أو الخارجية.

لماذا لم تخوضي في الديكور المسرحي رغم دراستك له؟
– منذ أن كنت صغيرة في سِن التاسعة وأنا أتمنى أن أدرس الفنون وأن أصبح فنانة تشكيلية يوماً ما، وأذكر أنني سألت أبي الغالي الله يطول بعمره هل باستطاعتي بعد الثانوية أن أدرس الفن وأن أصبح فنانة تشكيلية مستقبلاً؟
فقال لي نعم، ولكن ولأن هذا التخصص لم يكن حينها متوافراً في السلطنة ولأنني حصلت على منحة دراسية إلى دولة الكويت الحبيبة في الديكور المسرحي لم أرغب بتضييع الفرصة، لربما تحدث أمور وتتغير أمور، وبالفعل، ففي تخصص الديكور هناك مادة التشكيل والتصميم والمنظور الهندسي، وكلها مواد ضرورية لكل فنان تشكيلي، وبعد التخرج حصلت على وظيفة في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية والفعلية، فبدأت بتطوير نفسي من خلال ورش العمل الفنية في السلطنة أو خارجها، والمشاركة في السيمبوزيومات الدولية، وكل تلك العوامل ساعدتني وساهمت في أن أصبح فنانة تشكيلية.

اتخذت لنفسي مساراً فنياً في تجسيد الأبجديات القديمة في أعمالي

عُرفتِ بـ (سيدة الأبجديات) فلماذا؟
– منذ أن بدأت في المشاركة في المعارض، رغبت في أن يكون لي خط وتجربة أجسدها في الفن التشكيلي، ولأنني أحب الخطوط المسمارية القديمة بدأت أبحث في هذا المجال ومن ثم اتخذت لنفسي مساراً فنياً في تجسيد الأبجديات القديمة في أعمالي، لذا فقد أُطلق علي في الوسط الفني هذا اللقب.
استعنت بصور المصورين للفارسات العمانيات في سباقات العرضة

ما قصة معرض (على صهوات المجد) ومن أين استلهمت فكرته؟
– يعتبر المعرض مبادرة لتخليد ذكرى مولانا السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – الذي منح المرأة العمانية حق المشاركة في سباقات الخيل وفنون العرضة، ايماناً منه – رحمه الله – بضرورة وأهمية مثل هذه الرياضات في غرس وتثبيت العزائم والصمود والوصول وتحقيق الأهداف لدى المرأة العمانية أحد جناحي المجتمع وركنيه في مجالات الحياة بشكلٍ عام، المساهمة بفعالية في رفعة وطننا العزيز الأبي الشامخ.
وإذا سمحتم لي سأذهب بكم للوراء قليلاً إلى نهايات عام 2018م، حيث إن الفكرة بدأت في تلك الفترة، عندما رأيت صور الفارسات العمانيات وهن على صهوات الخيول في إحدى الفعاليات، حينها قررت أن أُجسد دور هؤلاء الفارسات في أعمالي.
والجدير بالذكر أنني قد استعنت بصور المصورين الضوئيين، المصور خليل الزدجالي والمصور أحمد السعيدي اللذين لم يبخلا عليَّ بعدة صور للفارسات العمانيات في سباقات العرضة.
فبدأت بعدها بالرسم والتحضير للمعرض، على أن يُقام في نوفمبر 2020م، تزامناً مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الخمسين واحتفاءً باليوبيل الذهبي لنهضتنا المباركة التي بناها وأسسها مولانا الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه-
ولكن وبعد أن توفاه الله، وعم الحزن والأسى عُمان بفقد هذا القائد العظيم والمصاب الجلل، وانتشار وباء كرونا كوفيد -19 ارتأيت أن أقوم بتأجيل إقامة المعرض. حتى رأى النور مؤخراً في 28 سبتمبر 2021م.

المرأة العمانية تميزت في مجال الفروسية

المرأة العمانية تجمعها بالخيل علاقة قوية والكثير من القواسم المشتركة.. حدثينا عن ملامحها في لوحاتك.
– المرأة العمانية امرأة متميزة في العديد من المجالات الحياتية وبالإضافة إلى هذه المجالات فإنها تميزت في مجال الفروسية، فالعديد من الفارسات العمانيات اللواتي قابلتهن لمست فيهن الشجاعة والقوة والكرم والرُقي والرزانة والشموخ، وهذه صفات تتحلى بها أيضاً الخيول.

مشاركاتها في المعرض والجوائز التي حصلتِ عليها
شاركت الفنانة في عدة معارض محلية ودولية من أهمها: بينالي القاهرة الدولي وبينالي الشارقة الدولي وبينالي إيران للعالم الإسلامي وغيرها.
حصلت إنعام على العديد من المراكز المتقدمة في مختلف المعارض منها جائزة تقديرية بمعرض المرأة والإبداع بمملكة البحرين 2000م، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الخليج الأول 2013م، وجوائز من معارض محلية.

علاقتي بريشتي علاقة حُب وصداقة

ما بين الفنان وريشته علاقة فكيف تصفينها؟
– علاقتي بريشتي علاقة حُب، فأنا عندما أبدأ بالرسم أتعامل مع أدواتي الفنية وفرشي ولوحاتي على أنهم أصدقائي، وحتى انني أتكلم مع اللوحة عندما أرسمها، وذلك بسبب الحميمية التي تنشأ بيننا أثناء الرسم!

للفنان شخصيات ملهمة له فمن هم في حياة الفنانة إنعام أحمد؟
– ما يلهمني في الفن التشكيلي بالإضافة إلى الشخصيات فهناك العديد من العناصر التي تلهمني، كالطبيعة أو الجمال، أو الأماكن التي أكون فيها.
كما أن هناك شخصيات ملهمة وأعمالهم ألهمتني منهم على الصعيد العالمي:
فان جوخ، رامبرانت، بيكاسو، ديلاكروا وآخرون، وعلى الصعيد المحلي، هناك عميد الفن التشكيلي العُماني أستاذ أنور سونيا.

ما اللوحة المقربة لك؟
– جميع لوحاتي مُقربة لدي لأنني عندما أرسمها تنشئ بيني وبينها علاقة حميمية.

ما سمات اللوحات التي تتمنين رسمها؟
– تجربتي التشكيلية تمتد إلى أكثر من 26 عاماً، ولله الحمد والمنة، خلال هذه الفترة تعلمت العديد من التقنيات الفنية وجربت الرسم بالاتجاه الواقعي والتعبيري والتجريدي بالإضافة إلى فن الكولاج والألوان المائية، وعلى الرغم من ذلك، فالعلم كالبحر مهما خضنا فيه فإنه لا ينتهي.

 

Exit mobile version