لم تكن عروض الأزياء في أسابيع الموضة العالمية لربيع وصيف 2023 كتلك التي تعودنا عليها في المواسم السابقة، حيث عجت الكثير من تلك العروض باللحظات المشوقة والغريبة التي حصدت ملايين المشاهدات خلال دقائق من بثها عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث قدمت بعض دور الأزياء العالمية تصميمات لم تكن لتخطر على بال أحد كما فعلت دار (Coperni) للأزياء التي فاجأت العالم بعروض استثنائية أبدعوا في تقديمها كما فعلت دار غوتشي للأزياء، أما الغريب، فقد كان مع بعض الدور التي تعرضت عارضاتها إلى حوادث متكررة في نفس العرض، كما كان الحال مع دار فالنتينو للأزياء.
بيلا حديد وصدمة الفستان الرش
أذهلت دار (Coperni) للأزياء العالم بعرض الأزياء الذي قدمته في حفل اختتام أسبوع باريس للموضة والذي أقيم في أكتوبر الماضي، وذلك أثناء ظهور عارضة الأزياء الأميركية والفلسطينية الأصل بيلا حديد، وهي مرتدية ملابسها الداخلية فقط وحذاء أبيض قصير الكعب وشعر مرفوع على شكل كعكة ليقوم فنانان برش جسدها ببطء شديد بطبقات من مادة الـ “فابريكان” من بينهما مانيل توريس، مخترع المادة التي تشبه الطلاء الأبيض الذي تحول خلال ثوان إلى فستان شديد الأناقة، وهو ما اعتبره البعض منهم درباً من الخيال.
والمذهل في الأمر هو ثبات العارضة الانفعالي أثناء عملية الرش، حيث تسمرت في الأرض كالتمثال، ووقفت مكتوفة اليدين إلى أن انتهى الرجلان من عملهما، لتقوم بالسير أمام الجمهور وسط تصفيق حاد.
وفقًا لموقع “ديلي نيوز” الأميركي، فإن هذا هو الظهور الأول للقماش البخاخ الذي ابتكره توريس مؤسس شركة “فابريكان” البريطانية، الحاصلة قبل عامين من الآن على براءة الاختراع، حيث استطاع أن يطور مادة تجف فور لمسها أي سطح، واستخدمها لإنشاء طبقة من القماش غير المنسوج ليجلب مفهوما جديدا ومبتكرا للموضة.
وقالت علامة “كوبرني” الفرنسية التي تأسست عام 2013 في بيان لها إن هذه المادة يمكن استخدامها لصنع ملابس مبتكرة يمكن غسلها وإعادة ارتدائها من جديد. وتتكون تلك الخامة من ألياف قصيرة مرتبطة مع بعضها البعض بالبوليمرات والبوليمرات الحيوية ومذيبات تنقل النسيج في شكل سائل، ثم تتبخر عندما يصل الرذاذ إلى سطح جامد.
ويمكن تغيير نسيج القماش وفقًا للألياف الاصطناعية والطبيعية المكونة له، مثل القطن والكتان والبوليستر أو النايلون.
Gucci وعرض التوائم المذهل “Twinsburg”
وإذا كان عرض “كوبرني” مذهلا وساحرا كما وصفته وسائل الإعلام المتخصصة، فإن ما قدمته دار “غوتشي” للأزياء كان بمنزلة المفاجأة الصادمة للجميع، حيث استطاع المدير الإبداعي للدار Alessandro Michele من تجميع 68 عارضة وعارض أزياء مع توائمهم ممن ارتدوا ملابس متطابقة أثناء عرض الدار لتشكيلة ربيع وصيف العام القادم خلال أسبوع ميلانو للأزياء والذي أقيم في سبتمبر الماضي، مما أثار حالة من الذهول لدى الحضور.
توحسب الدار، فقد استلهم المصمم ميشيل الفكرة من والدته وشقيقتها التوأم، حيث تم تقديم العرض على منصتين منفصلتين، بحيث تكون كل منهما انعكاسا للأخرى، وأراد المصمم من ذلك أن يُسلط الضوء على مفهوم الازدواجية والتوأمة في عالم صناعة الأزياء.
فالموضة اليوم هي إعادة تخيّل لما سبق تقديمه من قبل وخلق نسخ جديدة من الملابس الموجودة في الأساس، في كلّ موسم، تتجدّد الصيحات، ولكنّها تبقى مرتبطة بصرعات قديمة قدمتها دور أزياء مخضرمة في هذا المجال بحيث تكون نسخة مختلفة عنها، ولكنها تحمل نفس الروح والصحيات.
وعلى الرغم من غرابة الفكرة وعبقريتها، فإن التصميمات التي عرضت على المنصة لم تختلف كثيراً عن روح الدار، حيث اعتمدت الألوان الصارخة القوية والنقوشات الشبابية الحادة ذات التفاصيل الكثيرة إلى جانب القصات التي عرفت بها الدار وخارجة عن المألوف.
كما تضمن العرض العديد من التصميمات المستوحاة من الحضارات المختلفة، حيث كان الكيمونو الياباني، البرقع الموضوع على الوجه والعائد للحضارة الشرق أوسطية والتصميمات ذات الياقة المرتفعة المستوحاة من الزيّ الصيني.
Loewe وزهرة الأنثوريوم
دائماً ما تفاجئنا دار لويفي للأزياء بالتصميمات الإبداعية الغريبة والمبتكرة التي يطلقها مصمم الدار جوناثن اندرسن من موسم لآخر، وفي هذا الموسم تحديدا تحدى المصمم نفسه، وقدم مجموعة فنية ممزوجة بالموضة وليس العكس، حيث جاءت التصميمات شديدة الابتكار ومستوحاة من زهرة “الأنثوريو” التي استخدم كل تفاصيلها سواء في الأزياء أو الإكسسوارات والأحذية والحقائب، ولم ينس أن تكون العنصر الأساسي في ديكورات منصة العرض.
وقد تضمنت التشكيلة تنانير واسعة تحمل لمسات مستوحاة من نفس الزهرة إلى جانب فساتين قصيرة وضيّقة، ومزيّنة إما بقطع المينا ونقشات الزهور أو بتصميم مضلع غير متناظر.
وتستكمل التشكيلة أناقتها غير الاعتيادية بمجموعة من الأحذية ذات الكعب العالي الرفيع المزيّنة بالإكسسوارات المدبّبة، إلى جانب الأحذية المسطحة، والأحذية البارزة المصنوعة من المطاط، والتصاميم المزيّنة ببالونات غير منفوخة.
Valentino وصراع العارضات مع الأحذية المرتفعة
من أغرب عروض الأزياء وأكثرها سوء حظ هذا العام كانت دار فالنتينو للأزياء، فعلى الرغم من روعة الأزياء وأناقتها، فإن ثمة مشكلة كبيرة عانت منها أغلب عارضات الأزياء اللاتي كن يصارعن المشي على منصة عرض أزياء الدار الذي أقيم ضمن أسبوع باريس للموضة.
فبينما تمايلت عدد من العارضات بشكل غير طبيعي على المنصة وبين الحضور وكأنهن يحاولن تجنب السقوط أرضاً بسبب ارتفاع الكعوب اللاتي ارتدينها أثناء العرض، سقطت بالفعل اثنتان من العارضات أثناء العرض، فيما اضطرت أخريات إلى خلع أحذيتهن أثناء السير، وقد بدت إحداهن غاضبة في نهاية العرض الذي ارتدت فيه فردة حذاء مرتفع بينما وقعت الفردة الأخرى إبان العرض، وهو ما أثار غضبها بشدة في نهايته، حيث سقطت من فوق السلم كما ظهر في كواليس العرض الذي نشر عبر موقع التيك توك وحصد ملايين المشاهدات خلال دقائق من عرضه.
Burberry وفاة الملكة غيرت موعد ومكان العرض
مشكلة أخرى أصابت عرض أزياء دار بربري البريطانية للأزياء، حيث تم إلغاؤه في اللحظات الأخيرة بسبب وفاة ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث وإعلان حالة الحداد الرسمي، والتي تزامنت مع موعد العرض الذي كان مقرراً له يوم السابع عشر من سبتمبر، وأثناء أسبوع لندن للموضة.
وعلى الرغم من تضارب الموعد الجديد مع اليوم الأخير من أسبوع الموضة في ميلانو، حرص عدد كبير من المشاهير على الحضور مثل عارضة الأزياء نعومي كامبل التي اشتركت في العرض، وكذلك بيلا حديد التي شاركت في العرض بارتداء بدلة زرقاء صغيرة.
ورغم تلك المعوقات التي لاحقت العرض، فإنه نجح بشكل كبير في باريس وميلان، حيث قدم مصمم أزياء الدار ريكاردو تيسكي تشكيلة رائعة من التصميمات المستوحاة من شاطئ البحر البريطاني.
Fendi تعيد أشهر عارضات أزياء حقبة التسعينيات ليندا إيفانجليستا للأضواء بعد 15 عاماً من العزلة
بعد أكثر من 15 عاماً من العزلة عن الأضواء والعالم، استطاعت دار فندي للأزياء إعادة أشهر عارضات أزياء حقبة التسعينيات ليندا إيفانجليستا لمنصات عروض الأزياء من جديد، وذلك في عرضها الأخير لأزياء ربيع – صيف 2023 ضمن أسبوع نيويورك للموضة.
وكانت العارضة الجميلة قد أعلنت قبل عام عن أسباب عزلتها، كل تلك الفترة، وعزتها إلى فشل عملية تبريد الدهون CoolSculpting التي أجرتها قبل عدة أعوام بهدف تقليل الدهون في بعض المناطق من وجهها وجسمها، ولكنها باءت بالفشل وإصابتها بالتشوه الشديد بخلاف الآلام المبرحة التي لا تزال تعاني منها.
ورغم ظهور إيفانجليستا في آخر العرض ولمدة دقائق معدودة، إلا أنها كانت أهم ما في الحدث ككل، حيث قوبلت بحفاوة كبيرة أعادتها إلى مكانتها السابقة بلا منازع.
وقد ظهرت العارضة بفستان واسع من اللون الأزرق ومعه حقيبة من اللون الفضي وموديل الـ Baguette الذي احتفلت الدار بيوبيله الفضي بحضور عدد من المشاهير وعارضات الأزياء ممن حملن الحقيبة المستلهمة من خبز الباجيت الفرنسي، ويعود تاريخ تصميمها إلى عام 1997.