Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

فاطمة جواد.. قلم وريشة يعانقان الإبداع

فاطمة جواد.. قلم وريشة يعانقان الإبداع
فاطمة جواد.. قلم وريشة يعانقان الإبداع

بدأت فنانة تشكيلية ثم انتقلت الى واحة الأدب لتبدأ مسيرتها الأدبية من خلال إصدارها لرواية «أدمنتك عشقا» والتي ناقشت من خلال قضايا إنسانية واجتماعية ولاقت إعجاب الكثيرين، إنها الفنانة التشكيلية فاطمة جواد التي انعكست ألوان فرشاتها على أدبها القصصي، وتأثرت الأساليب السردية لديها بعالم الفن التشكيلي.

تكتب بكل كيانها وتخط بأناملها مشاعر الناس حولها في رحلة الكتابة الممتدة عبر صفحات رواياتها فتترجم أوجاعهم ألوانا وحروفا، وفيما يلي الحوار معها:

 

«أدمنتك عشقاً».. قصة إنسانية حقيقية كويتية

 

هل روايتك «أدمنتك عشقا» مستوحاة من قصة حقيقة أم هي من الخيال؟

– أحداث الرواية مستوحاة من قصة إنسانية حقيقية كويتية، حدثت بالفعل حيث لعبت المصادفة الكثير معي ومع بطل الرواية فلقائي به كان في المقابر، نعم القصة بدأت عندما التقت بـجراح بطل هذه الرواية وهو يبكي بحرقة بجانب أحد القبور ويردد الأشعار، لم أستطع منع نفسي من الإعجاب بما يقول، فتوجهت إليه ودار بيننا حديث قرر على اثره أن يقص عليّ قصته لأكتبها وأنشرها بين الناس.

 

هل تميلين في كتابتك للخيال أكثر أم للواقعية؟

– كتابة الرواية الواقعية ليس أمراً سهلاً كما يعتقد البعض، وأفضل أن تُنسج خيوط روايتي، من خلال قصة حقيقية واقعية، فلا أميل للراويات الخيالية، ولذلك الكثيرون ممن قرأوا روايتي «أدمنتك عشقا» لاحظوا اهتمامي بالحدث الذي ربما طغى على اهتمامي بالتفاصيل.

 

غلاف الرواية جذب الكثيرين، فما سره؟

– غلاف الرواية إحدى لوحاتي التي قمت برسمها، حيث قمت بعرض العديد من الافكار على مسؤولي النشر في دار ذات السلاسل ولم يحز إعجابهم، فقمت برسم هذه اللوحة واخترت التركيز على المرأة، حيث كان لها دور كبير في حياة بطل الرواية جراح، كما أنني رغم أن بطل روايتي الأولى رجل، فإنني لا أهوى رسم صورة الرجل بريشتي، ولذلك لم أكن أتوقع أن أرسم غلاف روايتي، لأن كل تركيزي كان أن غلاف الرواية يعبر عن بطلها.

 

هل لك أن تأخذينا في جولة بين جنبات روايتك؟

– بطل الرواية جراح تنوعت روايته بين معاناته على يد زوجة الأب، وفقدانه لأمه وحنانها، رغم أنها ماتزال على قيد الحياة، وحبه الذي لم يكتمل، ثم سجنه وغربته عن الوطن، ثم السجن في دولة أخرى فالإدمان وهكذا، أحداث الرواية تدور أمام القارئ كأنها مشاهد سينمائية قصيرة.

اللوحة الفنية والكتابة الأدبية وجهان لعملة واحدة الرواية لوحة ترسمها الكلمات واللوحة رواية يحكيها اللون

لماذا توقفت عن إكمال الرواية وذكرت ذلك فيها؟

– بعد أن كتبت جزءا لابأس به من الاحداث في القصة، شعرت برهبة وثقل مسؤولية الكلمة، التي تخرج من الكاتب لتصل بكل مصداقية للقارئ، لم يكن خوفا ولكن كانت وقفة مع نفسي لأتحقق هل أوصلت رسالة بطل الرواية كما أراد أم لا؟

 

اللوحة الفنية أم الكتابة الأدبية، أيهما أقرب لك؟

– أرى أن اللوحة الفنية والكتابة الأدبية وجهان لعملة واحدة، وهما جزء لا يتجزأ من شخصيتي، والرسم لغة عالمية أتواصل بها مع الآخرين والكلمة لها تلامس مشاعر وأحاسيس القارئ.

فالرواية في نهاية الأمر لوحة تشكيلية ترسمها الكلمات، واللوحة ما هي الا رواية يحكيها اللون على طريقته ليشكل بها عناصرها.

 

يلاحظ الكثيرون أن لوحاتك تدور حول حياة المرأة، فهل هذا صحيح؟

– لاشك أن كل إناء بما فيه ينضح، التركيبة الأنثوية ثرية لأن المرأة هي من كانت بالأمس طفلة، غذتها بعد سنوات مشاعر المراهقة، فغيرت من تكوينها النفسي، ثم أصبحت الشابة الجامعية، ثم الفتاة العاملة، فالزوجة والأم، لكل مرحلة مشاعرها المختلفة، ان أفضل من يعبر بلسان المرأة هي أخرى شعرت بدواخلها، أخص مشاعرها في نواح متعددة.

 

هل يجب أن ترسم المرأة عن المرأة؟

– لا، هذا لا يعني احتكار المرأة للفن التشكيلي عن المرأة، ففي العالمين العربي والغربي من الفنانين من أبدع وبرع في التعبير عن ملامح المرأة ومشاعرها.

 

أين أنت بين كُتّاب الرواية الآن؟

– ما زلت أتحسس الخطى بين العمالقة وإن كنت أتمنى من الله أن أسير على نهجهم فيكون قلمي صادقًا يصل إلى القلب فتنساب الكلمات بسلاسة فتأخذ القارئ في رحلة طالت أم قصرت لينتهي بمائدة أدبية ثرية تضيف إليه فكرا جديدا وساعات من المتعة المتصلة.

 

ما تقييمك لمسيرتك الإبداعية؟

– أدعو الله أن تظل على القدر نفسه من الثبات في مجال الكتابة، والفن التشكيلي، وأعتقد أنني راضية تمام الرضا عن مسيرتي وإنجازاتي حتى الآن.

 

هل تقبلين النقد؟

– النقد الإيجابي يحمل في طياته دروسا للفنان والكاتب، أي انه المقياس الحقيقي لمعرفة مستوى الإبداع في العمل، أما النقد السلبي فلا أخوض فيه.

Exit mobile version