Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

في تجربة إنسانية قبل أن تكون فنية إميلي جاثوايت: أنا وعائلتي والكاميرا.. رحلة اكتشاف النفس والحياة

في بداية الإغلاق بسبب الجائحة، غادرت المصورة الصحافية الحائزة جوائز إميلي جاثوايت منزلها في العراق وعادت للعيش مع أسرتها في المملكة المتحدة، كان التكيف صعبًا لكن شيئًا رائعًا حدث في الأشهر التالية. فقد صار الوقت الذي قضته مع أسرتها والحياة البرية المحيطة بها وبعيدًا عن صخب الحياة العملية العادية، إلهامات استوحت منها إبداعها في التصوير، لتصير هي كمصورة أكثر إبداعًا من أي وقت مضى.. وكإنسانة أكثر وعياً بنفسها!

أدركت جاثوايت أنه
عندما يتم تجريد كل شيء من الروتين والعادات اليومية والاعتياد على الأشياء يتعرف الإنسان على نفسه بعمق وجمال وثقة!

كان الأمر صعبًا في
ظل ظروف الجائحة والظروف الأخرى ولكننا توحدنا جميعًا

بداية القصة.. عائلة من 9 أفراد!
تبدأ القصة كما تحكيها جاثوايت نفسها على موقع “ويترانسفير” الذي ينقل عن تغريداتها بتويتر القول:
غادرت أنا وشريكي العراق قبل إغلاق الحكومة، حيث عدنا إلى المملكة المتحدة وانتقلنا للعيش مع عائلتي، مما يعني وجود تسعة منا في المنزل، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر عامين!
ولأن عائلتي كبيرة حقًا، فمن الصعب جمعنا جميعًا في منزل واحد. كل شيء جيد للعودة والبقاء لأسبوع واحد فقط، لكنك تبدأ حقًا في التعرف على بعضكما بعضا بعد فترة. لقد تعلمنا أننا في الواقع مختلفون تمامًا ولدينا تطلعات مختلفة. أتذكر أمي قالت في وقت من الأوقات “من الجيد حقًا أن نرى أننا جميعًا نحب بعضنا بعضا”.
كان الأمر صعبًا في ظل ظروف الجائحة والظروف الأخرى، ولكننا توحدنا جميعًا.. كانت فرصة كبيرة لي لم أكن أملكها منذ سنوات للتفكير فيما كنت أفعله والتأمل في حياتي وفي نفسي أيضا.. كنت أعتز بأن تكون عائلتي قريبة جدًا مني لأنني أعتقد أن الجميع يحتاجون فقط إلى إمساك بعضهم بعضا بإحكام. ومع ذلك، لم يكن لدي أي دليل على أنه سيسبب مثل هذا التحول في داخلي.. لم أكن أعرف أنني بحاجة إلى تلك المساحة الجديدة من التفكير والتوقف لفهم حياتي ونفسي، وأنني كنت أهرب منها لسنوات عديدة.. وكأنني كنت أتنفس وأتحرك وأصور فقط! لقد أدركت جاثوايت أنه عندما يتوقف الإنسان عن نشاطه الروتيني بسبب الظروف الطارئة، فهو يتمتع بفرصة ذهبية للتوقف والتقييم لحياته ونفسه وفهم كل منهما بطريقة أفضل، مما ينعكس فيما بعد على علاقته بالحياة والإبداع في هذه الحياة ولأجل هذه الحياة!
لقد أدركت بعد تجريد كل شيء من شكله المألوف أنها مازالت فنانة ومازلت مبدعة، وانه يمكنها الاعتماد على ذلك.. ولكن فقط بعد تجديد نفسها وأهدافها ونظرتها للحياة!

الانطلاق من جديد
انطلقت جاثوايت من جديد برؤية جديدة لحياتها وفنها مع زميلها وصديقها المصور حيث الحياة البرية.
وتقول في ذلك:
كنت أنا وشريكي نذهب إلى سقيفة في الغابة ونعمل من هناك وننام في خيمة هناك أحيانًا. لقد أعدنا التواصل مع الطبيعة ووجدنا مساحة جميلة مخصصة لنا فقط، والتي كانت صعبة للغاية على الجميع أثناء الإغلاق. لم يكن هناك WiFi ولا حتى إشارة هاتف! لكنها كانت فرصة جديدة للقاء مع الطبيعة البكر بعيدا عن كل مظاهر المدنية وتعقيداتها!

المشي بالكاميرا في رحلة مع النفس!
من ضمن رحلة اكتشافها لذاتها من جديد كانت جاثوايت أيضا تكتشف الطبيعة، فقد كنت تحاول المشي لمدة ساعة أو ساعتين كل يوم. بل في يوم من الأيام مشت 22 كيلومترًا ، فقط تستمع إلى الكتب الصوتية وتلتقط الصور.
وهي تقول في ذلك: في الشهر الأول أو نحو ذلك، كنت أكثر إبداعًا مما كنت عليه في أي وقت مضى. كانت تلك تجربة جميلة لأنني أدركت أنه عندما يتم تجريد كل شيء (من الروتين والعادات اليومية والاعتياد على الأشياء)، فأنا لا أزال فنانة وما زلت مبدعة، ويمكنني الاعتماد على ذلك.

لقد شاهدت الحياة تتكشف وأبقيت الكاميرا على جانبي تمامًا كما فعلت مع عائلتي!

وتكشف عما قدمته لها رحلات المشي يوميا وسط الطبيعة بكاميرتها وهو وضوح الفكر.. وتقول:
لم أفكر أبدًا بشكل أكبر في مسيرتي المهنية، لأنها مرت بوتيرة سريعة. لكنها بفضل هذه النقلة من العراق إلى انجلترا وظروف الجائحة والخروج إلى الطبيعة وعودة التواصل معها ومع نفسها بالتالي- بدأت في كتابة اليوميات كثيرًا وتفكر فيما تريد أن تقوله وما هي القصص المهمة حقًا بالنسبة لها لترويها بالكاميرا.
لذلك تقول:
أردت فجأة أن أتحرك بشكل أبطأ! لقد شاهدت الحياة تتكشف وأبقيت الكاميرا على جانبي، تمامًا كما فعلت مع عائلتي.
كما أدركت أن البيئة المحيطة الجديدة كانت أكثر ملاءمة لي للنمو بشكل إبداعي، وكنت أحاول إعادة إحساس الصفاء بعد الإغلاق.
ومؤخراً وبعد هذه النقلة النوعية في حياتها ونفسيها وفنها، خرجت في مهمة تصوير جديدة، تتابع فيها بكاميرتها عائلة (بختياري) في جنوب غرب إيران أثناء هجرتهم عبر جبال زاغروس!

Exit mobile version