Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

قصر «عائشة فهمي».. مأساة أصحابه تحولت لقصة أول فيلم عربي

قصر «عائشة فهمي».. مأساة أصحابه تحولت لقصة أول فيلم عربي
قصر «عائشة فهمي».. مأساة أصحابه تحولت لقصة أول فيلم عربي
قصر «عائشة فهمي».. مأساة أصحابه تحولت لقصة أول فيلم عربي

أطلق عليه المؤرخون اسم «القصر الساحر» لأنه شهد قصص زواج وطلاق وقتل، وكأن اللعنة قد أصابت أصحابه، فصاحبه علي بك فهمي أثرى أثرياء عصره تفنن في بناء هذا القصر وتأثيثه، وقضى به أجمل الأوقات مع زوجته الفرنسية التي قتلته بعد شهور من الزواج عندما واجهها بخيانتها له.

وامتدت اللعنة إلى الوريثة عائشة هانم فهمي التي حرمت من الإنجاب من أزواجها الثلاثة، وكان الفنان يوسف وهبي أحدهم، وحول حادث مقتل شقيقها إلى فيلم…المزيد من التفاصيل في السطور التالية:

 

أنفق عليه «علي بك فهمي» أموالاً طائلة ليبدو تحفة معمارية

تبدأ القصة بالشاب المدلل علي بك فهمي الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، حيث أنجبه الأب بعد أربع بنات فأصبح من أثرى الأثرياء بعد أن ورث أموال والده وأصبحت أخباره ملء الصحف والمجلات.

بنى هذا القصر وأنفق عليه أموالا طائلة ليبدو تحفة معمارية، وجلب له أفخر الأثاث من أوروبا، ووقع الشاب الصغير في غرام فتاة فرنسية تكبره بعشرة أعوام، وانتهت القصة سريعا بالزواج، إلا أن الأمور لم تسر على ما يرام، اذ سرعان ما ضاقت الشابة الفرنسية من قيود الزواج ونشبت مشاجرة بين الزوجين وانتهت بإطلاقها النار على زوجها لترديه قتيلا.

 

اشترته عائشة هانم عام 1924 بمبلغ وقدره 72 ألف جنيه

وبعد وفاة الشاب علي فهمي، اشترت عائشة هانم نصيب شقيقاتها في القصر ليكون ملكا لها، بمبلغ وقدره 72 ألف جنيه، في عام 1924، وكانت حينها متزوجة من الفنان يوسف وهبي الذي عاش معها في القصر لسنوات طويلة، واستوحى وهبي قصة فيلمه «ابن ذوات» من حادثة مقتل نسيبه علي فهمي.

أثار الفيلم استياء الأوروبيين في مصر وفي أوروبا، فقد دافع فيه يوسف وهبي عن الشرقيين وأظهر المرأة الأوروبية في صورة أغضبتهم، فهاجمته الصحف الأوروبية وطالبت بمنع عرضه، وكان الفيلم سببًا في طلاق بين يوسف وعائشة.

تزوجت عائشة هانم فهمي ثلاث مرات، ولم تنجب، كان زواجها الأول من الطبيب أحمد سعيد، ثم تزوجت بعده من يوسف بك وهبي، ولم يدم زواجها كثيرا، كما يقول البعض بسبب فيلمه «أولاد الذوات» الذي حقق نجاحا هائلا لدى عرضه نظراً لاهتمام الناس بالقضية، وكانت عائشة هانم قد ساعدته كثيرا في تأسيس شركة رمسيس الخاصة به، وبعده تزوجت من أحمد فتحي عضو مجلس الشعب، وكان لعائشة هانم فهمي نشاط واسع في العمل الاجتماعي،

وكانت عضوا في جمعية الهلال الأحمر، وتربطها صلة قوية بهدى شعراوي.

وبوفاة عائشة هانم فهمي آلت ملكية القصر الى شقيقتيها فاطمة هانم وعزيزة هانم.

 

صمّمه المهندس الإيطالي أنطونيو لاشاك على الطراز الكلاسيكي

أما عن القصر الذي يقع على كورنيش النيل في حي الزمالك فقد بني في عام 1907 وصمّمه المهندس الإيطالى أنطونيو لاشاك على الطراز الكلاسيكي.

ويتكون القصر من طابقين: الطابق الأول به العديد من الغرف تحتوي لوحات فنية تشكيلية مختلفة، أما الطابق الثاني ففيه الغرف الأثرية الطابع، منها الغرفة اليابانية التي أهديت لعائشة فهمي وصممت من أجلها، حيث نقش على حوائط الغرفة بعض الكلمات والصور اليابانية..إضافة لوجود تمثالين ذهبيين، كما توجد بالطابق الثاني غرفة الملابس الخاصة بعائشة فهمي.

وتتميز غرف القصر بتواجد لوحات من الحرائر والكتان التي ليس لها مثيل على الإطلاق، هذا بالإضافة إلى زخارف أوروبية على جوانب الحوائط تعطي شكلا جماليا مميزاً.

تمتد مساحة القصر على مساحة 2700م2 ويحتوي على 30 حجرة وصالتين كبيرتين وقبو مساحته 1000م2 وروف بديع الزخرفة.

كما أن جدران القصر مزينة بفن الفريسكو والحروف اليابانية الذهبية والحرير الأحمر مما جعل منه قصرًا فريدًا بحق.

وفي عام 1958 صدر قرار جمهوري بنزع ملكية القصر وضمه لقصور الرئاسة، ثم تلاه قرار آخر باعتبار القصر منفعة عامة وتخصيصه متحفا لمجوهرات أسرة محمد علي حتى آلت ملكيته لقصور الثقافة.

 

«أسرتي» في كل مكان

مصر – غادة عوني

Exit mobile version