مأكولات السعادة.. وأطعمة تحقق الراحة اختصاصية التغذية مريم التركي: معدتنا سرّ سعادتنا
المعدة أصل الداء، والمعدة أيضاً منبع السعادة أو التعاسة، بمعنى أن هناك أطعمة تحسن مزاجنا وتخرجنا من حالات الاكتئاب التي تداهمنا بين الفينة والأخرى ولأسباب مختلفة، أو العكس تماما.
الشعور بالسعادة هو ما نحتاج إليه دائماً، ولذلك أصبحنا نفتش عن هذا الشعور في غذائنا.. هل يا ترى صحيح أن غذاءنا يؤثر على صحتنا النفسية؟
«أسرتي» التقت اختصاصية التغذية العلاجية «مريم التركي» في الحديث عن الشعور بالسعادة ومدى ارتباط سعادتنا بنوعية طعامنا وكيفية إعداد وجباتنا، وإليكم التفاصيل:
رغبتنا في الأكل
تبدأ من الدماغ وتنتهي في المعدة
من الذي يتحكم في إحساسنا برغبتنا في الأكل؟
- رغبتنا في الأكل تبدأ من الدماغ وتنتهي في المعدة، والدماغ هو المسيطر الأكبر على انفعالاتنا ورغباتنا، وكل ما على المعدة فعله أن تعطي الإشارة بأنها فارغة ليلتقطها الدماغ ويبدأ عمله.
وهناك معلومات عالية السرعة تنتقل من الأمعاء إلى المخ، ويفسر الدماغ إشارات الأمعاء كعواطف، فأحياناً نشعر بالجوع والمعدة ممتلئة، وكثيراً ما يحدث هذا مع من يعانون مما نسميه الجوع العاطفي، وأحياناً مع من يعانون من خلل هرموني أو اضطراب عصبي.
ماذا عن هرمونات السعادة في أجسامنا؟
- ناقلات عصبية مسؤولة عن تحفيز الشعور بالسعادة داخل دماغ الإنسان وهي المعروفة اختصارا بـ (DOSE) وهي دوبامين، السيروتونين، الاوكسيتوسن، الاندورفين.
يطلق على الأمعاء اسم “الدماغ الثاني”، معظم السيروتونين الناقل العصبي المسؤول عن السعادة تتأثر بكثير مما يحصل داخل الجهاز الهضمي.
البكتيريا التي تسكن جهازنا الهضمي مسؤولة عن سعادتنا
ما الأطباق التي تمنحنا السعادة إذا تناولناها؟
- أطباق السعادة هي كل ما يحتوي على المادة السحرية المعروفة بالفلافانويدات، وكذلك المعلومة السرية التي لا يعرفها كثير من الأشخاص ولا ينتبه لها بعض العاملين في المجال الصحي أن الكائنات الحية الدقيقة أو البكتيريا التي تسكن جهازنا الهضمي مسؤولة بشكل كبير عن سعادة الإنسان ومزاجه، فإذا أردت أن أتحدث عن أطعمة السعادة، فهي لا شك كالتالي:
المكسرات بأنواعها:
حيث تساعد العديد من أنواع المكسرات كاللوز والجوز والصنوبر على زيادة مستوى السيروتونين في الجسم، لاحتوائها على كمية كبيرة من أحماض أوميغا 3 الدهنية.
الموز:
يساعد الموز في تحسين الحالة المزاجية بفضل احتوائه على الحمض الأميني تربتوفان Tryptophan، والذي يعمل على تكوين السيروتونين Serotonin المعروف باسم هرمون السعادة وهو مصطلح دارج بالعامية، وأيضا يحتوي الموز على الماغنيسيوم المسؤول عن تحسين المزاج ونظام النوم.
الفراولة:
تناول الفراولة يعزز إنتاج السيروتونين والدوبامين في الجسم، وينصح بتناول شرائح منها يومياً دون إضافة سكر أو عصرها.
البيض:
يحتوي البيض على الحمض الأميني التربتوفان، وهو مصدر بروتيني كامل؛ لأنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية المناسبة للجسم.
سمك السلمون:
من المعروف أن سمك السلمون هو من أغنى مصادر البروتين، حيث يوفر القدرة على التحمل، كما يحتوي على كميات جيدة من أحماض أوميغا 3 الدهنية، ما يساعد على إنتاج السيروتونين في مجرى الدم، الأمر الذي يحسن من المزاج.
يساعد السبانخ على إنتاج السيروتونين في الجسم
الخضراوات الورقية:
تساعد الخضراوات الورقية كالسبانخ والخس على إنتاج السيروتونين في الجسم وهي قليلة السعرات الحرارية لا تسبب السمنة، وهي غنية بالألياف والمعادن والأحماض الأساسية الكثير من الخضار والفاكهة والأطعمة التي تحتوي على بكتيريا نافعة مثل الكيفير وشاي الكامبوتشا.
الكاكاو الداكن بدون حليب أو سكر:
حيث تحفز الشوكولاتة خلايا الدماغ على إطلاق الدوبامين، وذلك لاحتوائه على كميات صغيرة من مركب الفينيل إيثيل أمين، ما يعطي شعوراً بالسعادة.
لماذا نشعر أحياناً بأننا نشعر بالسعادة عند تناول الحلويات؟
- ارتفاع معدل السكر في الدم المفاجئ الذي يحصل بعد تناول السكر يعطي هذه الطفرة بالشعور بالسعادة مؤقتا (إذا صح التعبير)، لكن إذا هبط معدل السكر لمستوياته الطبيعة، يبدأ الشخص بالشعور بحالة أسوأ من الحالة التي كان عليها قبل تناول الحلويات أو السكاكر.
كما أن للموضوع بعض البرمجات الدماغية والذاكرة العاطفية التي لها علاقة بالطفولة أو ببعض الأوقات السعيدة التي تتواجد فيها السكريات والحلويات.
هل تقليل الكربوهيدرات والسكريات واللحوم المصنعة والمشروبات الغازية يساعد على تقليل الاكتئاب؟
- الكربوهيدرات يوجد منها الطيب والحميد مثل منتجات الحبوب الكاملة والمستنبتة بالأخص، ويوجد منها الشرير الذي يفضل أن نتجنبه، وهو الأبيض المكرر الذي يحتوي على السكر، أما المشروبات الغازية والأطعمة المصنعة، فيجب أن تحذف قدر المستطاع من غذائنا اليومي، وعدم الاعتماد عليها بشكل أساسي في حياتنا.
الميل أكثر للمأكولات البحرية هو سرّ السعادة لمعدتنا
ماذا عن الدهون واللحوم التي يخاف منها البعض؟
- الدهون مفيدة ومهمة لصحتنا وسعادتنا، سواء كانت دهونا حيوانية مثل دهون الحيوانات أو الزبدة الطازجة، ويمكن أن تكون دهونا نباتية على أن تكون طبيعية مثل زيت الزيتون والأفوكادو، ولأننا نتحدث عن الدهون فلا بد أن نتحدث عن الدهون الضارة والمتحولة والتي يجب الابتعاد عنها، أما بالنسبة للحوم فهي مصدر سعادة لأجسامنا، لأن اللحوم تحتوي على مصادر غنية بالبروتين والتيروزين، ما يؤدي لزيادة الدوبامين في الدماغ بشكل كبير، والشعور بالشبع والرضا والسعادة، ولا بد من انتقاء الطازج منها قليل الدهون والميل أكثر للمأكولات البحرية هو سر السعادة لمعدتنا.
«النودلز» طعام يساهم في حزن معدتنا وأمعائنا
هل صحيح أن الـ «نودلز» طعام لا يساهم في سعادة معدتنا؟
- النودلز طعام يساهم في حزن معدتنا وأمعائنا ومستعمرات البكتيريا النافعة التي تسكن فيها، إذن فلا شك أن هذا الطعام لا يساهم في سعادتنا.
ما الروابط التي يهمنا أن نعرفها بين كل من النوم والمعدة والراحة؟
- مفاتيح السعادة كثيرة، أهمها الحفاظ على الصحّة الجسدية والنفسية، وخاصّة فيما يتعلّق بنمط حياتك اليومية ومنها ساعات النوم، والنوم أساس ساعة الجسم البيولوجية السليمة، وقلة النوم – وإن كان الغذاء صحيا – تؤدي إلى اضطراب في الهضم وكذلك في المزاج، النوم ضروري بالنسبة إلى عملية التجدّد النفسي للإنسان، ومن المعروف أنّ الإنسان ايقضي نحو ثلث حياته نوماًب، ولكن هذا الثلث ضروري لبقائه على قيد الحياة، فالنوم ضروري وجوهري بالنسبة لعملية التجدّد النفسي للإنسان؛ إذ يمكن أن يتعرّض الإنسان لأضرار صحّية جسيمة إذا لم تحدث هذه العملية.
أهم مفاتيح السعادة أن يُقدم الشخص لنفسه وصحته وجسده وأفكاره كل مفيد
هل هناك أمور أخرى بعيداً عن الطعام تمنحنا السعادة؟
- إذا كان مفهوم السعادة لدينا يأتي من الداخل، أي أن يعلم الشخص أن سعادته هي صنع يديه، لن يقدمها له أحد، سيعرف أن أحد أهم مفاتيح السعادة أن يُقدم لنفسه وصحته وجسده وأفكاره كل مفيد، ويبتعد عن كل مُضر، وقتها سيجد أن كل شيء حوله سيسعى ليسعده كما يسعى هو لإسعاد النفس والجسد.