يعد المتحف الإسلامي بالعاصمة القطرية الدوحة واحداً من أهم المتاحف الإسلامية في العالم، وهو يعتبر تحفة معمارية بتصميمه الفريد ومقتنياته النادرة التي تشمل مخطوطات وخزفيات ومشغولات من المعادن والزجاج والعاج والنسيج والخشب والأحجار الكريمة، وتم جمع هذه القطع الفنية من ثلاث قارات من بينها دول من الشرق الأوسط، وصولاً إلى إسبانيا والصين، وتغطي فترة زمنية تبدأ من القرن السابع الميلادي، وتمتد حتى القرن التاسع عشر الميلادي، حول المتحف وأهميته ومقتنياته نقدم هذا الاستطلاع:
استمر جمع المعروضات البالغ عددها 1100 قطعة فنية 15 عاماً وتوثق لفترة 14 قرناً
جمعت مقتنيات المتحف من أوروبا وآسيا، وتاريخها من القرن السابع الميلادي وصولاً إلى القرن التاسع عشر، وتمثل مجموعة المقتنيات التنوع الموجود في الفن الإسلامي، وتتراوح المعروضات بين الكتب والمخطوطات وقطع السيراميك والمعادن والزجاج والعاج والأنسجة والخشب والأحجار الكريمة والقطع النقدية المصنوعة من الفضة والنحاس والبرونز التي يرجع تاريخ بعضها إلى ما قبل الإسلام، وبالتحديد إلى العهد الساساني، وترجع أحدثها إلى العهد الصفوي، مرورا بالعصرين الأموي والعباسي، كما يضم المتحف مركز أبحاث بالإضافة إلى مكتبة للفن الإسلامي إلى جانب مقتنياته.
استمر جمع المعروضات البالغ عددها أكثر من 1100 قطعة فنية 15 عاما، والتي توثق لفترة 14 قرناً من تاريخ الفن الإسلامي. بلغ حرص السلطات القطرية للحفاظ على القطع الفنية، أنها وضعتها في مستودع مكيف بإحدى الثكنات العسكرية، ريثما يتم الانتهاء من بناء المتحف. بالإضافة إلى الجهد الكبير الذي بُذل في البحث عنها في العديد من المتاحف والمراكز الثقافية حول العالم، خاصة أن بعضها لم يعرض إطلاقا مسبقا، فيما عرض البعض الآخر لفترات محدودة.
تصميم مبنى المتحف
صمم مبنى المتحف المهندس المعماري الأميركي من أصل صيني اي إم بي الذي سبق أن صمم الهرم الزجاجي خارج متحف اللوفر الباريسي، وصمم مبنى بنك شنغهاي الفريد في الصين، فضلا عن قيامه بتصميم متحف ميهو في اليابان. ويتربع المتحف على واجهة كورنيش مدينة الدوحة على جزيرة صناعية، وتبلغ مساحته 45 ألف متر مربع، وهو مبنى مؤلف من خمسة طوابق، استلهم المتحف تصميمه من نافورة الوضوء التي أنشئت خلال القرن الثالث عشر في مسجد أحمد بن طولون في القاهرة الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي.
ويقول المهندس المصمم إنه عندما تلقى دعوة أمير قطر لتصميم المتحف، رفض في البداية باعتباره غير مطلع على الفنون الإسلامية قبل أن يقوم بجولة بين قرطبة والمسجد الأموي بدمشق وعدد من المراكز الثقافية الإسلامية حول العالم، وعندما رأى المهندس الصيني قبة نافورة الوضوء في مسجد أحمد بن طولون بالقاهرة قال حينها إنه وجد روح المتحف التي استوحى منها تصميمه.
أجنحة المتحف وقاعاته
يتكون المتحف من خمسة طوابق، يحتوي القبو على جميع الخدمات الكهربائية والميكانيكية التي تخدم المتحف، فيما يتضمن الطابق الأرضي المدخل الرئيسي الذي فيه العرض المؤقت، والطابقان الثاني والثالث مخصصان للمعارض الدائمة، بينما يتضمن الطابق الرابع قاعات للمحاضرات وقاعات صغيرة للعرض، أما فيما يخص الطابق الخامس فهو مخصص لبعض المكاتب الإدارية لكبار الإداريين، ويضم المتحف أيضا الجناح التعليمي الذي يحتوي على قاعات للمحاضرات ومكتبة مجهزة وغرف للعمليات والمرئيات التي تعزز جوانب التعليم والبحث في مجالات الفن الإسلامي، حيث إن المتحف لن يكون محصورا في عملية العرض والزيارات فقط، وتسعى هيئة متاحف قطر إلى أن تجعل من متحف الفن الإسلامي مركزا للمعلومات والبحث والإبداع ومنارة للحوار والتبادل الثقافي من خلال استقطاب جمهور عالمي.