Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

محامٍ وقضية.. ورُفعت الجلسة

تدخلاتهم تجاوزت الخطوط الحُمر
المحامية مريم البحر:
انتهكوا خصوصية وحياة أهلهم والسبب ..المصلحة!

المحاماة ملاذ ومروءة وفن قبل أن تكون مهنة.. وليس المحامون كلهم محامين بالضرورة.. ليس عمل المحامي فقط معرفة القانون، فالكثير يعرف النصوص حتى من غير المحامين، لكن حقيقة المحامي تكمن في دراسة الوقائع دراسة قانونية والنظر إلى ما يمثل هذه الوقائع في نصوص القانون.. المحاماة فن الحجة والجدل والبرهان والإقناع.. وليس من عمل المحامين قلب الثوابت أو تضليل الحقائق؛ لأن المحامي قبل ذلك كله إنســان لا يكسب دعوى ويخسر نفسه.
معكم القانونية المحامية مريم فيصل البحر، يُقال إن النوايا الحسنة مهمة لكنها وحدها لا تكفي! نعم هذا صحيح لأن النوايا الحسنة يجب أن تصاحبها أعمال حسنة فلا تبرر عملك السيئ بنيتك الحسنة، حيث نواجه في المجتمع الكثير من القصص والقضايا المتعلقة بتدخل أهل الزوج أو تدخل أهل الزوجة بحياة أبنائهم إلى درجة تصل حتى انتهاك الخصوصية.

دمرت حياة شقيقها لعدم رضاها
عن عروسته

فهل يعقل أنّ تأتي لي شابة عروسة في مقتبل عمرها، وهي تبكي ومنهارة، لأنها تعرضت للتنمر والإهانة والسب والقذف وتشوية سمعتها هي وأمها وجدتها، لمجرد أنها قبلت الزواج بشاب تقدم لها، فكان ما حدث أن شابا درس خارج البلاد وحصل على شهادات عليا، وتقلد منصبا مرموقا وتعرف على فتاة زميلة له في عمله، تبادلا الأحاديث ووجد أن أفكارها تناسبه، وتحدث مع أهله ليتقدم لخطبتها، وبالفعل وافق الرجال في عائلته على هذا النسب، ولكن كانت المفاجأة أن والدته وشقيقاته لا يرغبن له في إتمام هذا الزواج، ورفضنها.

بدأت المشكلة تحدث عندما قامت شقيقة هذا الشاب بالتنمر على العروس على مواقع التواصل الاجتماعي، وبل قامت بالاتصال هاتفيا وسب وقذف العروس ووالدتها وجدتها، وإرسال رسائل واتساب تسيء إليهن، وعندما تدخل رجال العائلة وتساءلوا عن سبب هذا العداء!، ادعت شقيقة المعرس زوراً أن العروس سيئة السمعة، مبررة ذلك بأنها وجدت حسابا ينشر للعروس صورا غير لائقة، ولكن اتضح بعد ذلك أن شقيقة المعرس استولت على هاتف شقيقها وأخذت ما عليه من معلومات وصور للعروس، واصطنعت حسابا مزيفا تنشر فيه صورا للعروس بطريقة غير لائقة بعد أن أجرت تغييرات وتعديلات على الصور الأصلية.

التقيت هذا الشاب الراقي في تفكيره، وقال لي عبارة لا أنساها «إذا ما يريدون سلامي خلهم يبعدون شرهم عني»، هو لا يرغب في أي مشاكل، على الرغم من أن التدخل في حياة هذا الشاب من قِبل أسرته لم يكن وليد اتخاذه قرار الزواج، ما ظهر بعد ذلك أنه لا يتمتع بأي خصوصية في حياته، رغم حساسية عمله، ولذلك فضّل أن يسكن بمفرده في شقة بعيدا عن منزل أسرته من قبل الزواج.
وتساءل أليس من حقه أن يتزوج من يريدها؟، هل لا بد أن يكون عبدا لأهواء أشخاص ينتهكون حياته بهذه الطريقة؟، ماذا استفادت الشقيقة بعد أن خسرت شقيقها؟، بل تم تسجيل قضية جنائية عليها وعلى من شاركها، وتواجه عقوبات كبيرة بسنوات سجن.

العروس طلقت في يوم عقد قرانها

ونأتي لقضية أخرى ضحيتها عروس شابة، ليس لها ذنب سوى أنها اختارت الزواج بشاب تقدم لخطبتها، ووافقت عليه، ولكنها طلقت منه يوم عقد قرانها، صدمة كبيرة عاشتها تلك الفتاة، ربما يتخيل البعض أن والد الفتاة رفض هذا الشاب او شيئا من ذلك القبيل، أبدا والد الفتاة وافق على الشاب، وأبلغ العائلة بذلك، وهنا ارتفع صوت زوج ابنته الكبرى شقيقة العروس، رافضا هذا الزواج وادعاء أن هذا الشاب لا يمكن أن يناسب عائلتهم، ولكن الجميع حاولوا إقناعه بأنه شاب مناسب للفتاة وفي النهاية والدها وافق على الزواج بالفعل.

يوم عقد القران حضر الجميع وتمت مراسم عقد القران واجراءات الزواج بموافقة وحضور الأب، وهنا حضر زوج البنت الكبرى غاضباً ومهدداً اذا لم تطلق الفتاة من هذا الشاب فسوف يطلق هو زوجته «شقيقتها» وسوف يأخذ أطفالها ويرحل، وهنا بات الأب بين أمرين أحلاهما مر، وماذا أقسى من ذلك؟ ، إما أن تطلق البنت الكبرى ويهدم بيتها وتخسر زوجها وأطفالها أو تطلق العروس الشابة البنت الصغرى وتكسر فرحتها، وخوفا على زواج الابنة الكبرى تم طلاق الابنة الصغرى في نفس يوم عقد قرانها.

صدمة العروس في زفافها على ابن خالتها

أما قضيتنا الثالثة فهي تحقق حكمة «إذا أردت الاحتفاظ بعلاقة أقاربك لا تناسبهم»، فهاتان الشقيقتان اتفقا على أن تزوج الأولى ابنها لابنة الثانية، والعروس وافقت على ابن خالتها بناءً على رغبت والدتها، وما ان انتهت مراسم الزفاف والاستقبالات وذهب الجميع وبقيت العروس مع زوجها، حتى فوجئت العروس ليلة عرسها، بأن العريس يصرحها بأنه عاجز جنسيًا، وأنه تعمّد إخفاء الأمر عنه حتى تتم الزيجة، ليُثبت أمام الناس أنه رجلٌ فحل مكتمل الذكورة، هكذا واجهت العروس الشابة التي لم تتجاوز العشرين من عمرها، العقد النفسية لرجل عاجز جنسيًا، فاقد مروءة الرجال.
وبعد صدمتها، صارحت خالتها التي طالبتها بعدم فضح ابن خالتها والتكتم على الأمر، ووعدتها بأنه سوف يذهب للطبيب للعلاج وكل طلباتها مجابة من مال وهدايا.
لم تحتمل الفتاة هذا الوضع وتعرضت لانهيار عصبي وحالة نفسية،
فلجأت إلى أهلها، الذين قرروا حل المسألة بشكل ودي بعيدًا عن الفضائح لأنهم أهل، فعقدوا جلسات عرفية، لم يعترف فيها الزوج ولا أمه بحق العروس في مؤخر او نفقة، ولم يتنازلا عن شيء، فاضطرت الفتاة والأهل إلى اللجوء إلى المحكمة.

 

Exit mobile version