Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

من الطب مروراً بالنحل وصولاً إلى الزراعة د. عيسى العيسى يزرع أول غابة مثمرة في الصحراء

على مساحة 25 ألف متر مربع، يزرع طبيب الأسنان د. عيسى العيسى الأمل في نشر اللون الأخضر على سطح صحراء الكويت، لتحقيق حلمه بزراعة الأشجار، لإنشاء أول غابة مثمرة في صحراء الكويت.
د. العيسى كان له أيضا مشروع إنتاج عسل نحل طبيعي، حيث فاز في منافسات عالمية، وحصل على خمس جوائز عالمية بالعسل الكويتي.
الطبيب الذي لم يعد يعرف فقط بمهنته الرئيسية بل بالطبيب النحال المزارع، روى لـ «أسرتي» التفاصيل التي دفعته للجمع بين أكثر من مهنة، أبعد ما تكون إحداها عن الأخرى.

إصابة أحد أفراد أسرتي بمرض نادر جعلني أدخل مجال العسل

ماذا عن قصة الطبيب – النحال؟ وكيف مزجت بين علاج الأسنان وتربية النحل؟
– السبب في دخولي مجال العسل، يعود إلى إصابة أحد أفراد أسرتي بمرض مناعي نادر، يتمثل في أن الجسم يحارب نفسه بنفسه، ويصعب علاجه، والأمر الأصعب هو زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان بسبب ذلك المرض لتصل إلى 10%.
وأضاف: راجعنا العشرات من الأطباء، وخلال دراستي في جامعة هارفارد اصطحبت الشخص المصاب بالمرض معي، وبعدها بـ 3 أسابيع قال لي بروفيسور إن مرض ماستوسايتوسيس هو مرض مناعي وليس له علاج، ويجب أن يتجنب الشخص لائحة كبيرة من الأطعمة أملا في تخفيف الأعراض.

بعد أن سُدَ الطريق أمامك.. ماذا فعلت؟
– قال لي البروفيسور إنني أنصحك بالأعشاب وعسل بلدك، وهو أمر أثارني واستفزني لأنني سافرت إلى الولايات المتحدة كل هذه المسافة للحصول على الطب الحديث وليس البحث عن علاج من الطب الشعبي.
لكن خلال عودتي إلى الفندق تذكرت قول المولى عز وجل (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) – سورة النحل: 69، وهنا بدأت بالبحث عن طريقة لأحصل على العسل الكويتي الطبيعي، وليس ذلك الذي يباع في الأسواق، وهو ما تم فعلاً، وأنتجت عسلاً طبيعياً تناوله أفراد أسرتي، وكتب الشفاء للشخص المريض من خلال ذلك العسل خلال ٣ أشهر.. فقررت حينها توفير أعلى مستويات العسل الأصلي لكل محتاج للشفاء.

كيف تطور مشروع العسل؟
– بدأ شغفي بالعسل، وفوجئت بأن عسل الكويت، حتى ولو قارنته بكل الدول بما فيها بلاد الشام ومصر والدول الغربية، يتميز بطعمه وكثافته وفوائده، وفي نهاية 2016، قررت أن أخطو أولى خطواتي في مشروع العسل، وأن أنتج عسلاً أصلياً ليكون على موائد الكويتيين.

وضعت اسم الكويت
في المحافل العالمية..
بعسل كويتي مميز

وماذا عن المسابقات والجوائز التي حزت عليها؟
– عرفت طريق المسابقات العالمية، ووضعت اسم الكويت في المحافل العالمية، وأثبتت المسابقات العالمية والدولية أن ذلك العسل أصلي، ثم تطلعت إلى حلم أكبر، خاصة أننا في بلد يعتمد على مصدر واحد للدخل، وهو النفط، وأردت تنويع الدخل من خلال العسل، وهو ليس بمستغرب، حيث إن نيوزيلندا تعتمد في نسبة كبيرة من الدخل على عسل (المانوكا)، وكذلك اليمن وروسيا، وأصبح حلمي التركيز على العسل كي تستفيد الأجيال المقبلة أيضاً وتحقق مصدر دخل للأبناء والأحفاد.
وحصل العسل الخاص بي على خمس جوائز عالمية باسم الكويت في مسابقات عالمية لعسل النحل، من بينها مسابقة في بريطانيا، حيث فاز العسل الكويتي بالمركز الثاني بالمنافسة مع ٢١٠٠ عينة عسل من إنتاج مناحل من 47 دولة حول العالم.
وقعت في غرام الزراعة والأشجار وقررت زراعة أول غابة في الكويت

ماذا عن التحديات التي واجهتك في إنتاج العسل؟
– إن نجاح مشروع العسل الأصلي ليس سهلاً، خصوصا في دولة مثل الكويت المعروفة بمناخها الصحراوي، إلى جانب انطباع المواطن العربي الخاطئ عن العسل، حيث إن أهم خصائص العسل الأصلي تبلوره، أي أن يصبح جامدا، وهي إحدى المشاكل التي تواجهنا مع المستهلك، والذي يؤمن بأن العسل يجب أن يكون سائل.
كذلك تفتقد الكويت الأشجار المطلوبة لإنتاج عسل كويتي بكميات كبيرة، وقررت وقتها البدء بزراعتها، ومن ثم وقعت في غرام الزراعة والأشجار، وقررت زراعة غابة الكويت الأولى.

ما الذي جعل طبيب أسنان يفكر في زراعة غابة مثمرة في الصحراء؟
– لا يخفى على أحد أهمية التشجير والاهتمام بالزراعة في الكويت، ولأنها توازي حاجة الإنسان للاهتمام بالصحة والتعليم، لأن الأشجار تساهم في تعزيز صحة الإنسان أساساً، وتساعد في الحد من الكثير من الأمراض، فضلاً عن تحقيقها الأمن الغذائي، الذي يعتبر عصب الحياة.

أجريت أبحاثا لمدة 6 سنوات!

منذ متي وأنت تعمل من أجل هذه الغابة؟
– أجريت أبحاثا لمدة ست سنوات، فضلاً عن الدراسات التي أجريتها حول الزراعة المستدامة وزراعة الغابات المنتجة للغذاء، وتجارب على 2000 شجرة في الكويت بكل نجاح.

ما الصعوبات التي واجهتك؟
– هناك عدة تحديات تعوق زراعة الغابات في الكويت، منها المناخ الصحراوي القاسي، وطبقة الجتش الصلبة، والتربة الرملية، وندرة الماء، والرعي الجائر، لكن جميع هذه المعوقات يمكن التغلّب عليها.
حيث إنني وجدت التشجيع والدعم من الهيئة العامة لشؤون الزراعة كون هذا المشروع بيئيا حيويا، وآمل أن تستفيد وزارة الأشغال من الماء المعالج في الزراعة المستدامة.

 

Exit mobile version