Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

وأخيراً.. الاسم الصحيح الذي حيّر الملايين هو “نايكي” قصة نجاح إمبراطورية Nike.. ذات العلامة “صح”!

وقع اختيار الشريكين على اسم “Nike” وهو إلهة النصر عند الإغريق وصممت لهما الشعار امرأة على شكل علامة “صح”.. وتكلفته لم تتجاوز 35 دولاراً فقط!

 

استمر الجدل لأكثر من 50 عاماً حول النطق الصحيح للعلامة رغم إنهاء الرئيس للشركة فيليب نايت لهذا الجدل العقيم!

 

البريطانيان كيندال بيتر وبين مارتن في 2014 تراهنا ودياً وقررا أن إرسال رسالة إلى “نايت” ليحل لهما أحد أكبر الأسئلة الصعبة: ما النطق الصحيح للعلامة؟

 

المدرب الأميركي بيل بورمان كان مقتنعاً بإمكانية تصنيع أحذية ذات جودة أفضل من الموجودة وبدأ بالفعل في تصنيعها يدويا وتجريبها على تلميذه “نايت” الذي أصبح فيما بعد رئيس “نايكي”

 

“نايت” عمل ليل نهار ليتوصل إلى إجابة عن مشكلة كبيرة له ولمدربه في سؤال: “هل تستطيع الأحذية الرياضة اليابانية أن تنافس نظيرتها الألمانية كما فعلته الكاميرات اليابانية بالكاميرات الألمانية”؟

 

تبدأ رحلة “نايت” الأولى مع الأحذية الرياضية بشحنة مكونة من 12 زوجاً من الأحذية الرياضية اليابانية التي باعها لعدائين زملاء له في سباقات العدو

 

كان مدربه بورمان هو أول من خطر على بال “نايت” ليساعده في تسويق الأحذية الرياضية اليابانية فشاركه بمبلغ 500 دولار

 

زادت المبيعات للشباب لتصل إلى 20 ألف دولار.. فقام الشريكان عام 1965 بتأسيس شركة تحت اسم Blue Ribbon Sports

 

صمم بورمان حذاء باسم “كورتيز” ليكون فأل الخير على الشريكين وبلغت نسبة مبيعاته 300 ألف دولار ليكون الأعلى مبيعاً عالمياً بسبب ارتداء أحد المشاركين له في أولمبياد المكسيك 1968

 

 

تعرضت شحنات من أحذية نايكي قيمتها 90 ألف دولار للغرق عام 1990 بسبب عاصفة ضربت المحيط الهادي.. فوصلت تلك الأحذية إلى شواطئ مختلفة على مدار 10 سنوات في حالة جيدة ولكن المشكلة في إيجاد الزوج المماثل لكل حذاء!

 

 

“نايكي ” أم “نايك” ما النطق الصحيح لاسم تلك العلامة التجارية الرياضية؟ سؤال قد يبدو عادياً أو بسيطاً ولكنه في الواقع حير الملايين من محبي تلك الماركة ولسنوات طويلة استمرت لأكثر من 50 عاما ولا يزال مثار تساؤل البعض إلى الآن رغم إنهاء الرئيس والمؤسس المشارك للشركة فيليب نايت لهذا الجدل العقيم

 

كيف أسدل نايت الستار على سؤال العصر؟

بعد عدة أعوام من الخلاف حول طريقة نطق اسم علامة نايكي التجارية أرسل البريطانيان كيندال بيتر وبين مارتن في 2014، رسالة إلى نايت سألوه فيها أن يحل ما وصفوه بـ “أحد أكبر الأسئلة التي ليس لها حل في العالم”، وطالبوه بأن يضع دائرة على النطق الصحيح للماركة ليتم استخدامه عند الحديث عنها.

وكان رد نايت شافيا ووافيا ومختصرا، حيث وضع دائرة حول كلمة نايكي ليسدل الستار على القضية التي لا تزال محل تساؤل لدى البعض حتى الآن.

وقال البريطانيان لصحيفة “ديلي ميل” إنهما: “تراهنا ودياً لفترة، وقررنا أن نكتب رسالة إلى نايت ليحل لنا أحد أكبر الأسئلة الصعبة في الحياة”، ليقوم الأخير ببساطة بوضع دائرة على الإجابة الصحيحة وإرجاعها إلينا”.

إذن ما تلك الماركة التي حير اسمها العالم كله؟ وكيف بدأت قصة نجاحها منذ ولدت الفكرة وحتى تحولت لأهم وأغلى ماركة أميركية رياضية يزين شعارها قمصان وأحذية أشهر أندية كرة القدم الدولية.

ولد فليب نايت مؤسس علامة نايكي الشهيرة للملابس الرياضية والأحذية وأدوات الرياضة سنة 1938 في مدينة بورتلاند الأميركية، وكان والده يعمل محامياً قبل أن يمتلك صحيفة، فطلب نايت من والده أن يعطيه وظيفة للعمل في قسم الرياضة بالجريدة خلال فترة الصيف كونه من أبرز العدائين بالجامعة التي كان يدرس فيها، إلا أن والده رفض العرض وأصر على أن يبحث بنفسه على عمل في أي جريدة أخرى حتى لو كانت منافسة.

في تلك الأثناء كان نايت يدرس إدارة الأعمال في جامعة “اوريجون” الأميركية ويتدرب في ذات الوقت على رياضة الجري على يد المدرب الأميركي بيل بورمان وكانت الأحذية الرياضية الأميركية آنذاك ليست على المستوى المطلوب ولا تعادل في كفاءتها أحذية الأخوين الألمانيين داسلر “اديداس” و”بوما ” اللذين دخلا السوق الأميركية لاحقا.

كان بورمان مقتنعا بإمكانية تصنيع أحذية ذات جودة أفضل من الموجودة، وبدأ بالفعل في تصنيعها يدويا، وتجريبها على تلميذه نايت واستمر الوضع على ما هو عليه حتى تخرج الأخير في الجامعة وليس لديه أي رؤية مستقبلية واضحة حول ما يريد أن يعمله، فانخرط في العمل في الجيش الأميركي لمدة عام كامل، ثم حصل على ماجستير في إدارة الأعمال، حيث طلب منه أستاذه في ذلك الوقت إعداد خطة لتسويق منتج جديد، وهو ما شكل عبئا صعبا على نايت الذي عمل ليل نهار إلى أن توصل إلى فكرة تقوم على ما سبق وكان مشكلة كبيرة له ولمدربه تلخصت في سؤال مفاده “هل تستطيع الأحذية الرياضة اليابانية أن تنافس نظيرتها الألمانية كما فعلته الكاميرات اليابانية بالكاميرات الألمانية”؟

كان ذلك السؤال وليد الظروف السياسية الصعبة التي عاشها العالم والتي أعقبت الحرب العالمية التي وقعت بين دول المحور (ألمانيا وحلفائها) من ناحية وبين دول الحلفاء (الولايات المتحدة وحلفائها) حيث استبدلت الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي جميع الكاميرات الألمانية التي كانت منتشرة في ربوع أميركا آنذاك بالكاميرات اليابانية، ومن هنا خطف نايت الفكرة وتساءل عن إمكانية استبدال الأحذية الألمانية بالأحذية اليابانية خصوصاً أن الأخوين داسلر (المؤسسيْن لشركتي أديداس وبوما) كانا يدينان بالولاء للنازية وقبض على احدهما بعد اتهامه بتلك الجريمة.

 

12 زوجاً من الأحذية وبداية الإمبراطورية

بدأ نايت العمل على تنفيذ فكرته بعد أن حصل على درجة الماجستير في 1962 حيث سافر إلى اليابان لاستيراد الأحذية اليابانية التي كانت تتمتع بجودة عالية وأسعار في متناول اليد، وكانت البداية من مدينة كوبي، حيث عثر على شركة “Onitsuka Tiger” الذي أصبح لاحقا موزعا حصريا لبضاعتها في الولايات المتحدة الأميركية لتبدأ رحلته الأولى بشحنة مكونة من 12 زوجا من الأحذية الرياضية قام ببيعها على عدد من العدائين الذين كان يعرفهم أثناء مشاركته في سباقات العدو.

 

من اليابان لأميركا وولادة إمبراطورية نايكي

بعد نجاحه في تسويق الشحنة الأولى من الأحذية اليابانية أدرك نايت أنه يحتاج إلى شريك يساعده على تنفيذ وتطوير مشروعه الصغير، فكان مدربه بورمان هو أول من خطر على باله ليساعده على تسويق تلك الأحذية، خصوصا أنه كان متحمسا لتحسين نوعية الأحذية الرياضية كما أسلفنا سابقا، وبالفعل وافق بورمان فوراً على تسويق الأحذية، بل وتحمس كثيرا للمشروع وقرر مشاركته بمبلغ 500 دولار، وهو نفس المبلغ الذي رصده صاحب الفكرة لاستيراد الشحنة الثانية من الأحذية.

بدأ المشروع الصغير باستيراد 300 زوج من الأحذية التي بيعت بالكامل خلال أربعة أشهر من عام 1964 بما يعادل 8000 دولار، حيث كان نايت يحمل الأحذية في سيارته الخاصة ويسوقها من خلال بعض الأماكن القريبة من مسارات العدائين في المدارس الثانوية والجامعات فذاع صيته وزادت المبيعات لتصل إلى 20,000 دولار وهو ما دفع الشريكين في عام 1965 إلى تأسيس شركة تحت اسم “Blue Ribbon Sports”  تولى فيها نايت إدارة الجانب التجاري الخاص بتسويق المبيعات، بينما اهتم بورمان بالجانب الإبداعي للشركة، إذ كان يعمل بشكل مباشر مع الشركة اليابانية، حيث كان مولعا بالابتكار وتصميم الأحذية، وكان يقوم مع وصول كل شحنة جديدة بتفكيك أحد تلك الأحذية ليتعرف على مكوناتها الداخلية ومن ثم يحاول تطويرها باستخدام مواد أخف وزنا بحيث تساعد الرياضيين على أداء مهامهم بأقل عناء ممكن، وكان يرسل ملاحظاته للشركة الأم باليابان حتى أصبح مع الوقت المصمم الفعلي للشركة، وفى عام 1966 كتب بورمان كتابا تحت عنوان “الهرولة” باع منه ما يقارب المليون نسخة.

 

حذاء كورتيز فأل الخير

بعد عامين من إصدار الكتاب صمم بورمان حذاء خفيفاً أطلق عليه اسم “كورتيز” ليكون فأل الخير على الشريكين، خصوصا بعد أن بلغت نسبة مبيعاته ما يقارب الـ 300 ألف دولار ليكون الأعلى مبيعا عالميا بسبب ارتداء أحد المشاركين له في أولمبياد المكسيك 1968.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن حيث واجهت الشركة مشكلة كبيرة بعد عام واحد من قفز نسب أرباحها بشكل كبير، حيث زاد الطلب في أميركا على تلك الأحذية بما يفوق قدرة الشركة اليابانية المصنعة على تلبية احتياجات السوقين الياباني والأميركي في نفس الوقت، فكانت تصدر لهم ما يتبقى من إنتاجها بعد تغطية السوق المحلي الياباني، وهو ما تسبب في نقص كبير في البضائع.

في تلك الأثناء كانت نهاية العقد المبرم بين الشركتين اليابانية والأميركية، وكانت البداية لتأسيس امبراطورية نايكي للأحذية والملابس الرياضية، ولم لا وحذاء “كورتيز”  صانع تلك النجاحات المتتالية يعود إلى مصممه بورمان، لذلك ما إن انتهى العقد وكان ذلك قبل دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ميونيخ في 1972 حتى قرر الشريكان افتتاح خط إنتاج مستقل خاص بهما ليتحولا من مجرد مستوردين إلى منتجين لبضائع أصلية.

بدأ الشريكان فورا بالعمل على تصميم علامتهما التجارية خاصة بهما، ووقع الاختيار على اسم “Nike” وهو إلهة النصر عند الإغريق فيما استعانا بمصممة غرافيك من جامعة بورتلاند لتصميم شعار والتي اتفقت معهما على أن يكون علامة “صح”، والغريب أن تكلفته لم تتجاوز الـ 35 دولاراً فقط، وبذلك استعدا للأولمبياد بعد أن تعاقدا مع مصنعين لهما في اليابان ليبدآ رحلة تحقيق الأرقام القياسية.

في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي أصبحت “نايكي” أكبر شركة ملابس وأحذية رياضية في أميركا، وذلك بفضل حملتها الشهيرة Just Do It

إلى جانب اعتمادها استراتيجيات تسويقية مبتكرة منها الربط بين التصاميم التي يبتدعونها وبين مشاهير الرياضيين ومنهم لبرون جيمس ومايكل جوردان، واستمرت نايكي في النجاح والصعود في عالم الملابس والأحذية الرياضية حتى استحوذت على 62% من سوق الأحذية الرياضية العالمية لتصل أرباحها إلى 27 مليار دولار في 2014.

 

The Waffle Trainer

لم يكن بورمان ليترك شيئا دون أن يستفيد منه في تصميماته، ففي أحد الأيام انتبه المصمم لجهاز تسخين فطائر الوافل ذات المربعات الصغيرة المتراصة أثناء إعداد للفطور فقام باقتباس الفكرة وتطبيقها لعمل النسخة التجريبية لأول حذاء للجري والذي أسماه لاحقا بحذاء الوافل.

 

إعادة تدوير 30 مليون حذاء لبناء ملاعب رياضية

من ضمن فلسفة الشركة المبتكرة بناء مضامير السباق والملاعب الرياضية من خلال إعادة تدوير الأحذية القديمة التابعة لعلامتهم التجارية، وقد بلغ عدد الأحذية التي تم إعادة تدويرها إلى الآن ما يزيد على 30 مليون حذاء والأعداد في تصاعد مستمر.

 

أصعب المحطات في رحلة الشريكين

لم تكن رحلة الشريكين بالسهلة على الإطلاق، حيث تعرضا للكثير من الكبوات منها تأخر أول شحنة أحذية لنايت لمدة 14 شهراً كاملاً مما كبده الكثير من الخسائر المالية والنفسية.

كما أصيب بحادث سيارة خطير أثناء تسويق بضاعته، أما المأساة الحقيقية فكانت عند تلقيهما إِخْطَارًا من الضرائب الأميركية بضرورة دفع 22 مليار دولار، مما دفعهما إلى رفع دعوى قضائية على الحكومة فازا بها بعد 3 سنوات من التداول في القضاء، واكتشفا لاحقا أن منافسيهما من بعض الشركات الأميركية هم من وقفوا وراء تلك القضية.

أما الطامة الكبرى فكانت عندما تعرضت شحنات من أحذيتهم تقدر قيمتها بمبلغ 90 ألف دولار للغرق في 1990 بسبب عاصفة ضربت المحيط الهادي، والغريب في هذا الأمر هو وصول أعداد كبيرة من تلك الأحذية إلى شواطئ مختلفة بالمحيط على مدار السنوات الـ 10 اللاحقة في حالة جيدة وقابلة للاستعمال، ولكن المشكلة الأساسية كانت في إيجاد الزوج المماثل لكل حذاء.

Exit mobile version