Site icon مجلة أسرتي – تدخل كل بيت

وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬مساعد‭..‬ د‭.‬زكي‭ ‬السليمي‭..‬‭ ‬فاقد‭ ‬‮«‬البصر‮»‬‭ ‬متوهج‭ ‬‮«‬البصيـرة‮»‬‭ ‬في‭ ‬القيادة

هناك‭ ‬كثيرون‭ ‬حٌرموا‭ ‬نعمة‭ ‬البصر‭ ‬ونور‭ ‬العين،‭ ‬لكنهم‭ ‬لم‭ ‬يُحرموا‭ ‬البصيرة،‭ ‬ونور‭ ‬القلب،‭ ‬وذكاء‭ ‬العقل،‭ ‬ومن‭ ‬هؤلاء‭ ‬د‭.‬زكي‭ ‬صالح‭ ‬السليمي‭ ‬فسمعته‭ ‬تسبق‭ ‬اسمه،‭ ‬بكفاءته‭ ‬وخبراته‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬القانوني،‭ ‬فهو‭ ‬أول‭ ‬قيادي‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ (‬كفيف‭ ‬البصر‭) ‬وهو‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التجاري‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬بريطانية،‭ ‬ودرّس‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الكويت‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ (‬قسم‭ ‬القانون‭ ‬الخاص‭) ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬لجان‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة،‭ ‬ومشاركا‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬قوانين‭ ‬عدة‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬جنيف‭.‬
‮«‬أسرتي‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬الوكيل‭ ‬المساعد‭ ‬للشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬بوزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعمل‭ ‬الكويتية‭ ‬السابق‭ ‬د‭. ‬زكي‭ ‬السليمي‭ ‬لنتعرف‭ ‬على‭ ‬رحلته‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬القانون‭:‬

في‭ ‬البداية‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬دخولك‭ ‬لعالم‭ ‬القانون؟
– ولدت عام ١٩٥٨ في أسرة ذات خلفية فقهية عريقة امتدت لأكثر من قرنين من الزمان، والدي كانت له نظرة، وأراد لي أن أكون امتدادا لنهج الأسلاف في مرحلة لم يكن النظام التعليمي السائد آنذاك يعمل على استكشاف ميول الطلبة وتوجيههم في مرحلة التعليم ما بعد الثانوي، فاختار لي والدي تخصص القانون، وكانت نظرته صائبة، حياتي استمرت شبه طبيعية حتى بدأت أشعر بضعف البصر مما شكل لي عائقا أمام تحصيلي العلمي، كان ذلك في السنة الثالثة من المرحلة الثانوية، وكان والدي ومن ثم والدتي، رغم بساطة تأهيلها التعليمي ملاذي وسندي كلما تعسرت عليّ القراءة.

تجربة‭ ‬الاغتراب‭ ‬للدراسة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬كانت‭ ‬صعبة

لماذا‭ ‬اخترت‭ ‬تخصص‭ ‬القانون‭ ‬ودرسته‭ ‬حتى‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه؟
– لم تكن دراسة القانون في الجامعة والتي امتدت لأربع سنين سهلة، ولكن شائقة لتوافقها مع رغباتي، عينت في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في وظيفة إدارية لا تمت لتخصصي بتاتا، رغم تخرجي في كلية الحقوق والشريعة بتفوق في مقايس تلك الفترة حيث كنت ضمن ثلة الطلبة الذين تشرفوا بمصافحة سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه، لم أقتنع بالوظيفة فاخترت البعثة لاستكمال الدراسات العليا في بريطانيا، وكانت المرة الأولى التي أبتعد عن أهلي وأسافر منفردا.

كيف‭ ‬كانت‭ ‬حياتك‭ ‬في‭ ‬الاغتراب‭ ‬والابتعاث؟
– قساوة الغربة فاقمت من معاناتي إلى جانب إعاقتي البصرية، ولكن بذلت الجهد في سبيل استكمال مهمتي المبتعث لأجلها، واستعنت بمن يتولى القراءة عليّ، وتسجيلات الكاسيت كانت وسيلتي في الدراسة، لم أشعر بالاستقرار النفسي في الغربة إلا بعد الزواج مع بداية دراسة الدكتوراه.

ماذا‭ ‬بعد‭ ‬عودتك‭ ‬لوظيفتك‭ ‬من‭ ‬جديد؟
– حياتي في الوظيفة لم تخل من معاناة التهميش والتجاهل رغم أهليتي، والوضع استمر قرابة ٢٠ عاما، وكانت الإعاقة البصرية أحد أسبابها، ولكن أستطيع أن أقول إن من إنجازاتي رغم الإعاقة، كانت في المساهمة بإنجاز العديد من التشريعات الاجتماعية في فترة أسميتها بالثورة التشريعية على مستوى الوزارة، حيث تم رفع نسبة القضايا لصالح الوزارة إلى ٩٠٪ بعد أن كانت لا تتجاوز ٧٨٪، والمشاركة في لجان مجلس الأمة ومجلس الوزراء بشكل أساسي، وإعداد تقارير حقوق الإنسان لدولة الكويت والمشاركة في تمويلها أمام مجلس حقوق الإنسان ولجانه المتخصصة في جنيف، وهناك إنجازات أخرى لا يسع المجال لذكرها.

ماذا‭ ‬عن‭ ‬قيامك‭ ‬بالتدريس‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الكويت؟
– رغم كل ما حدث معي، لم تخل الحياة من بصيص نور في النفق المظلم ولو خليت لخربت كما يُقال، من هؤلاء د.عثمان عبد الملك الذي كان سببا لانتدابي للتدريس في كلية الحقوق قسم القانون الخاص على مدى ٢٠ عاما وإن كان على سبيل الانتداب.

ذوو‭ ‬الإعاقة‭ ‬ليسوا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعاطف‭ ‬معهم‭ ‬وإنما‭ ‬إلى‭ ‬إيمان‭ ‬بهم

صرحت‭ ‬بأنك‭ ‬لا‭ ‬تحب‭ ‬كلمات‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭.. ‬فلماذا؟
– الثقافة السائدة في المجتمع تنظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة من باب الشفقة والتعاطف، نظرة مبنية على سلبية اجتماعية لذوي الإعاقة، إلى حد أن وصل الأمر لأن يطلب مني أحد الوزراء الجلوس في البيت حيث يرون أننا فئة هامشية، وغير منتجة وعالة ليس لهم سوى الشفقة والعطف، سوداوية هذه النظرة، ولكنها كانت الأصعب والأكثر ألماً في حياتي.

زوجتي‭ ‬لها‭ ‬فضل‭ ‬كبير‭ ‬عليّ

ماذا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬زوجتك‭ ‬في‭ ‬حياتك؟
– زوجتي لها فضل كبير عليّ، وكانت خير معين في الدراسة، ومضحية في سبيل راحتي، حتى نلت شهادة الدكتوراه عام ١٩٩١ لأبدأ مرحلة جديدة من حياتي العملية.

كلمات‭ ‬شكر‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬توجهها؟
– أدين بالشكر على مستوى الوزارة للأستاذ عبدالوهاب الوزان، ود.محمد العفاسي -رحمه الله- وسمو الشيخ صباح الخالد وهند الصبيح، ولا أنسى الأستاذ جمال الدوسري، فمن لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق، هؤلاء كانت لهم أياد بيضاء في مثابرتي واجتهادي وعدم استسلامي إلى سلبية بعض المواقف حتى تقلدت منصب وكيل مساعد.

Exit mobile version