صحة وتغذية
أخر الأخبار

أخصائية التغذية «الغالية القبندي»: سمنة المراهقين.. مخاطر للجسم ومشاكل للنفس

 

استكمالا للقائنا مع أخصائية تغذية الأطفال والمراهقين «الغالية جهاد القبندي» في العدد السابق، نستعرض في هذا العدد معها المعلومات والنصائح التي يجب على الأهل والأبناء اتباعها في أسلوب التغذية السليم، وتجنب المحظورات من الأطعمة التي تؤدي إلى مشكلات صحية ونفسية من الممكن أن يتعرض لها المراهق.

الغالية القبندي

لديها خبرة في العمل مع الأطفال في أماكن مختلفة.
قدمت الرعاية الغذائية للأطفال في المستشفيات والمدارس والنوادي الرياضية.
تقدم استشارات ودروسا في التغذية.
تتعامل مع الأطفال في تحسين الصحة العامة بالإضافة إلى الحالات الطبية.
الانستغرام: vitamingq@

اتباع نظام غذائي مقيد مع القلق بشأن شكل الجسم يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في تناول الطعام

ما العادات الخاطئة في تغذية المراهقين؟ وما المضاعفات الناتجة عن سوء التغذية؟

– الرجيم الذي يتبعه المراهقون لتخفيف الوزن:
قد يمنع تناول كثير من الأطعمة، وهذا قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية، إضافة إلى ذلك، فإن التقيد الشديد بالسعرات الحرارية قد يؤدي إلى فقدان الأنسجة الخالية من الدهون، وهذا يؤثر على النمو الجسدي، كما أن تناول سعرات حرارية أقل بكثير من احتياجات الجسم يؤثر على دهون الجسم للبنات، وهذا يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية.
وفي بعض الأحيان، فإن اتباع نظام غذائي مقيد مع القلق بشأن شكل الجسم يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في تناول الطعام، والاضطراب في تناول الطعام يتضمن اضطرابات معينة، وإذا تم تشخيص اضطراب تناول الطعام عند المراهقين، فيجب على الأهل استشارة متخصصي الرعاية الصحية: طبيب، أخصائي نفسي وأخصائي تغذية.. وتعتمد مضاعفات سوء التغذية على مدة الرجيم، وتقييد السعرات الحرارية وجودة النظام الغذائي.

للسمنة آثار اجتماعية
مثل زيادة خطر التنمر في المدارس وعدم الثقة بالنفس

– تناول الأطعمة والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية:
وهذه الأطعمة فوائدها الغذائية قليلة، وقد تؤدي إلى الزيادة في الوزن والسمنة، وهناك عامل آخر يؤدي إلى السمنة، وهو تناول كمية كبيرة من السعرات الحرارية دون أن يكون هناك حركة كافية لحرق هذه السعرات الحرارية، ونتيجة لذلك.. يتم تخزين الطاقة الزائدة كأنسجة دهنية إضافية، وهذا قد يؤدي إلى السمنة.. ومن بعض المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة: السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وانقطاع النفس النومى، وللسمنة أيضًا آثار اجتماعية مثل زيادة خطر التنمر في المدارس، وعدم الثقة بالنفس، ومن أهم آثار السمنة المخاطر الصحية التي يمكن أن تشكلها على المراهقين لاحقا في الحياة، ويمكن أن يكون لزيادة الوزن خلال فترة المراهقة تأثيرات صحية على المراهق في السنوات القادمة مثل السمنة أو الإصابة بمرض السكر أو الضغط.

– النظام الغذائي الغير مناسب:

النظام الغذائي الذي يشمل تناول كميات كثيرة من الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية، والرجيم (تناول كميات قليلة من الطعام) مرتبطان بنقص في بعض العناصر الغذائية، لأن هذا يعني فقدان مجموعات غذائية معينة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض في بعض العناصر الغذائية، وكما ذكر سابقا فإن فترة المراهقة فترة نمو وتطور، وهذا النمو يحتاج إلى عناصر غذائية، واحتواء النظام الغذائي على هذه العناصر مهم جداً.

النظام الغذائي الصحي يتضمن النشاط البدني

ما الأغذية الأساسية التي يجب أن يتناولها المراهقون (البنات، والأولاد)؟
– لا يوجد هناك أغذية معينة يجب على المراهقين تناولها، لكن يفضل أن يتبعوا نظاما غذائيا صحيا، والنظام الغذائي الصحي يتضمن تناول الأطعمة من المجموعات الغذائية الخمس الرئيسية وهي: الفاكهة والخضراوات والحبوب والبروتين ومنتجات الألبان.. ومن المهم التأكد من تناول منتجات الألبان من أجل بناء العظام، إضافة إلى شرب المراهقين للماء بكثرة، فهم يفضلون العصائر والمشروبات الغازية على الماء.. والماء يلعب دورا كبيرا في توفير الطاقة للجسم، وكمية الماء التي يحتاجها المراهق في اليوم تعتمد على وزنه وطوله وحركته.
أما كمية الطعام التي يجب أن يأكلها المراهق، فتعتمد على الوزن والطول والحركة.. مثلاً: المراهقون الذين يمارسون الرياضة يحتاجون إلى تناول سعرات حرارية أكثر أو عناصر غذائية بكميات أكثر.
ومن المهم تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات؛ فهي مفيدة للجسم لأنها تقلل الجوع بين الوجبات، وتوفر الطاقة، كما تمنع المراهقين من أن يأكلوا أكثر من احتياجهم أثناء الوجبات، وأيضا تضمن حصول المراهق على العناصر الغذائية التي تحتاج إليها أجسامهم.. ومع ذلك، فمن المهم تعليم المراهقين كيفية اختيار وجبات خفيفة مغذية.
والنظام الغذائي الصحي يتضمن الحركة والنشاط البدني، ولا يعني فقط الانضمام إلى نادٍ أو فريق رياضي فقط، فالمشي والجري واللعب مع الأهل والأصدقاء كلها أمثلة للنشاط البدني.. كما أن الحركة تساعد على تحسين اللياقة الجسدية، وبناء عظام وعضلات قوية، والتحكم في الوزن وتحسن الصحة النفسية.

من المهم تناول الوجبات الخفيفة (snacks) بين الوجبات لأنها تقلل الجوع بين الوجبات وتوفر الطاقة

هل تتغير متطلبات المراهق في النظام الغذائي السليم مع قرار الدراسة عن بُعد؟ (حيث يستلزم المكوث في المنزل لمدة ساعات مع قلة في الحركة البدنية).
– يتساءل الكثير من الأهل عمّا إذا كان ينبغي عليهم القلق بشأن صحة المراهقين الآن بعد أن أصبحت الدراسة عن بعد؟ وهل تتغير متطلباتهم الغذائية؟
وأنا أقول لهم: لن تتغير متطلباتهم الغذائية، ولكن تتغير طريقة حصولهم على التغذية.. لقد اعتاد المراهقون على الذهاب إلى المدرسة، واعتادوا على الحركة، والانتقال من فصل إلى آخر أو حصة الرياضة.. ومع الدراسة عن بُعد، من المهم التأكد من أن المراهقين يتحركون، فعلى الأهل تشجيعهم على ممارسة النشاط البدني، مثل اللعب مع إخوانهم أو المشي، أو حتى الطبخ في المطبخ، فهم سيجلسون على كراسي أمام الكمبيوتر لعدة ساعات، وبالتالي ضمان حصول أي نوع من الحركة مهم جداً.. وبالنسبة للعديد من المراهقين، فإن الذهاب إلى المدرسة ينظم عاداتهم الغذائية لذلك، ويمكن أن يؤثر التعليم عن بُعد على ذلك.
والحل هو الاستمرار في تقديم 3 وجبات في اليوم مع وجبات خفيفة (snacks)، بالإضافة إلى ذلك، فإن حصوله على قسط كافٍ من النوم جزء مهم من نمط الحياة الصحي.

يحتاج المراهقين إلى 10-8 ساعات من النوم

وفي الوقت الحاضر الأفلام والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت متاحة بشكل ميسر، والتي تبقي المراهقين مستيقظين طوال الليل من أجل متابعتها، بالإضافة إلى ذلك، يقضي العديد من المراهقين الكثير من وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي طوال الليل مما يضطرهم إلى النوم صباحاً..
ويحتاج المراهقون إلى قسطٍ كافٍ من النوم ليلاً للحصول على الطاقة للمشاركة في أنشطة مختلفة طوال اليوم، فالنوم الجيد يلعب دوراً مهماً في تعزيز مناعة الجسم، والنوم العميق مهم لإفراز هرمون النمو، وإذا كان هذا النوم مضطربًا فقد يؤثر على النمو، ويحتاج المراهقين بين 13 و18 عامًا إلى 8-10 ساعات من النوم كل ليلة.

ما أهم النصائح التي على الأهل مراعاتها في تغذية أبنائهم في مرحلة المراهقة؟
– من النصائح التي تتعلق بالتغذية في مرحلة المراهقة والتي أقدمها للأهل في كيفية التعامل مع المراهق من ناحية التغذية السليمة:

التركيز على الصحة وليس الوزن أو شكل الجسم:
الرقم على الميزان لا يعني شيئا، فالميزان يعرض رقما فقط، وهذا الرقم لا يفرق بين العضلات والعظام والماء والدهون.. والتركيز على الصحة يتضمن فهم المراهقين أن القرارات التي يتخذونها بشأن صحتهم يمكن أن يكون لها عواقب طويلة المدى مثل المشاكل الصحية في منتصف العمر.
على سبيل المثال: قرار “التوقف عن تناول منتجات الألبان” خلال فترة المراهقة قد يؤثر على نمو العظام لاحقًا في الحياة.. فالتركيز على صحتهم يعني التركيز على نمط أكلهم العام ونشاطهم البدني وصحتهم النفسية.

الصحة النفسية تؤثر على تغذية المراهقين واختيارهم للأكل:
وهذا له تأثير مهم على الصحة البدنية بشكل عام.. فمثلاً: إذا كان المراهق يعاني من الاكتئاب، وهذا قد يؤدي إلى زيادة أو نقصان في تناول الطعام لبعض المراهقين عند الشعور بالاكتئاب، فالأكل هو أحد طرق التعبير عن المشاعر، وهناك مراهقون تزداد شهيتهم، وهذا يدفعهم لأكل كميات كبيرة من الطعام، وبعض المراهقين تقل شهيتهم، وهذا يؤدي إلى تناول كميات قليلة من الأكل.

النظام الغذائي العائلي يلعب دورا مهما في توعية المراهق:
ويعتبر من أفضل الطرق للتعامل مع المراهق من ناحية التغذية السليمة، حيث يتأثر المراهقون بالأشياء التي تحدث حولهم، على سبيل المثال: قد يتبعون نظامًا غذائيًا معينًا؛ لأن مشاهير السوشيال ميديا يمدحونه، أو قد يرغب المراهقون في تناول الطعام بطريقة معينة؛ لأن زميلهم فقد الوزن بهذه الطريقة.. لذلك، يمكن أن يكون لطريقة تناول الطعام في المنزل تأثير كبير على عاداتهم الغذائية، وقد يعاني بعض الأهل من أن أبنائهم المراهقين لن يستمعوا إليهم، لذلك فمن المهم أن تطبق عادات الأكل التي يريد الأهل منهم اتباعها دون إجبارهم.. فإذا كنت تريد أن يأكلوا سلطة على الغداء، فقدم السلطة وتناولها بنفسك، ومع مرور الوقت، ستلاحظ أنهم يسألون عنها.. أو إذا كنت تريد منهم أن يكونوا أكثر نشاطًا بدنيًا، فيجب أن تحاول أن تكون نشيطا حتى يتمكنوا من رؤيتك وفهم أهمية الحركة للصحة.. فكن المثل الذي تريد أن يتبعه أولادك المراهقون.

صحة المراهق لا تعتمد فقط على ما يأكله أو يشربه:
الصحة تشمل الجوانب النفسية والجسدية معاً.. وقد يركز بعض الأهل على الجوانب الجسدية لصحة المراهقين وينسون أن الجوانب النفسية مهمة أيضاً؛ فالصحة النفسية جزء مهم من التنمية، ونفسية المراهق عنصر أساسي لصحة جيدة.
وتذكروا أن هدف التغذية ليس مقدار ما يأكله المراهق أو وزنه.. هدف التغذية هو صحة المراهق، مثل تعلم الكتابة أو ركوب الدراجة؛ فالتغذية تعتبر تجربة جديدة خصوصاً في فترة المراهقة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق