تحقيقات

أخطاء الآباء.. تقلل من علامات وشخصيات الأبناء

استعداداً للامتحانات

أخطاء الآباء.. تقلل من علامات وشخصيات الأبناء

 

يقع كثير من الآباء في أخطاء فادحة أثناء معاونة الأبناء للاستعداد للامتحانات سواء كانت النهائية أو نصف النهائية دون أن يدركوا أنهم بحسن نيتهم يغتالون شخصيات فلذات أكبادهم ويحولونهم الى مسخ وسيدفوعون هم ثمنه غاليا مع الأيام، فالامتحانات تنتهي لا محالة ولكن تبقى الآثار غائرة في نفوسهم مدى الحياة حيث تفقدهم الثقة في النفس والقدرة على اتخاذ القرار وتحولهم الى كائنات تابعة بحسب وصف استشاري أسري وتربوي وصحة نفسية ماستر هاجر مرعي، حيث حددت في مقابلة مع مجلة «أسرتي» أبرز تلك الأخطاء وكيفية تجاوزها.

 

تقول ماستر هاجر:

إن الآباء عادة ما يركزون مع الأبناء على جانب واحد في حياتهم، وهو التحصيل الدراسي وضرورة التفوق والحصول على أعلى العلامات لدخول أفضل الجامعات دون مراعاة الجوانب الأهم للوصول لنفس النتيجة التي يتمنونها ولكن بمعطيات أكثر مرونة، فالنجاج لا يعتمد على الدراسة فقط إنما يرتبط ارتباطا وثيقا بعدة عناصر أخرى أهمها علاقة الأبويين بعضهما ببعض كونهما مصدر الامان الاساسي للطالب وعلاقة الطالب بأسرته وأصدقائه وتغذيته، وأيضا بالألوان من حوله، مشيرة الى أنها منظومة متكاملة اذا توفرت كان النجاح حليفا مؤكدا.

 

من 6 إلى 11 سنة

الضغط يولِّد الخوف

حذرت ماستر مرعي من استخدام أسلوب الضغط النفسي على الطالب أثناء العام الدراسي بوجه عام وعند الامتحانات بوجه خاص، وقالت إن تركيز الاطفال من عمر الـ 6 الى 11 سنة يعتمد على الاستمتاع والترفيه، وهو ما يتطلب وسائل محببة أثناء الدراسة تتناسب مع متطلبات فئته العمرية، أما اعتماد بعض الأسر على أسلوب الضغط النفسي فسيولد لديه الشعور بالخوف، وهو ما سيحوله مع الوقت الى شخصية مذبذبة لا تستطيع اتخاذ أي قرار أو أن تتحمل مسؤولية، بل سيكون الإحساس بالفشل هو رفيقه الدائم.

 

من 11 إلى 18 سنة

الضغط إرباك للقدرات العقلية

اذا كان الضغط يولد الخوف والفزع في نفوس المراهقين تحت سن الـ 11 سنة فإنه يغتال شخصية من هم فوق هذا السن حتى الـ 18 عاما، ذلك انهم في تلك المرحلة ينضجون ويكتمل نموهم الجسدي والنفسي فيما عدا مركز اتخاذ القرار أو ما يعرف علميا بالناصية، وهي مرتبطة حسب كلام مرعي بالعاطفة، مشيرة  الى أنها غير مرتبطة بحال من الأحوال بالذكاء.

وقالت:

المراهقين في هذا العمر من الجنسين يتعرضون لحالة كبيرة من الارتباك الفكري اذا ما تعرضوا للضغط النفسي، خصوصا أثناء فترات الامتحانات، فالضغوط تضعهم تحت مطرقة اتخاذ القرار الذي لا يستطيعون إدراكه، وهو ما يفقدهم الثقة بأنفسهم وبقدراتهم، بل ان بعض الطلبة يتعرضون لمشاكل صحية ونفسية منها الإغماء دون سبب أو انعدام التركيز قبل الامتحانات والسبب انهم يشعرون بأنهم في لحظة تحديد مصير، فإما أن يكون، أو لا يكون وبحكم تكوينه غير المكتمل يفقد قدرته على التصرف، وهو ما يتحول الى عارض مرضي سواء كاننفسي أو جسديا.

 

المقارنة مع الآخرين اغتيال كامل للشخصية!

«انظر الى أخيك وعلاماته».. «لماذا لا تتفوقين كصديقتك؟» وقائمة طويلة من المقارنات التي يعقدها الآباء يوميا أو بشكل شبه يومي بين أبنائهم ومن حولهم

من أقرباء أو أصدقاء بنية التحفيز على التطور، ولكن في واقع الحال إنها مقارنات تؤدي الى اغتيال شخصية المراهق على المديين المتوسط والطويل،

حيث يضعون عليه ضغوط تأكل من ثقته بنفسه وتشعره دائما بضآلة الذات والإحساس بالنقص تجاه كل من حوله ليتحول مع الوقت الى كتلة من الغيرة والحقد على كل من حوله،

وفي النهاية يصل به هذا الأسلوب المدمر إلى مزيد من الفشل والإحباط حسب كلام مرعي.

 

أبناؤك ليسوا أدوات لتحقيق طموحاتك

 

بنية سليمة يقع الكثير من الآباء في خطأ فادح لا يدركون خطورته إلا بعد فوات الأوان، حيث يضعون آمالا كبيرة على أبنائهم لتحقيق أحلامهم الضائعة دون النظر –

حسب ما قالته استشاري الأسرة – إلى الفروقات الفردية بين كلا من صاحب الحلم وبين ابنه أو ابنته والحال ذاته مع الأم..

فالقدرات ليست بالضرورة واحدة أو حتى متشابهة ومن ثم يضعون ضغوطا نفسية غير طبيعة على الأبناء تكون نتيجته الفشل والإحباط والإحساس بتأنيب الذات لعدم تحقيق طموحات الاب أو الأم،

والأسوأ من ذلك كله هو التحول إلى شخصية تابعة في مدرسته ثم عمله وكل مناحي الحياة.

 

معتقلات الدراسة = تعاسة وكآبة وفشل

من الأخطاء الشائعة التي يقترفها الآباء قبيل الامتحانات نصف النهائية وتزداد وطأته مع الامتحانات النهائية،

حيث يتحول المنزل إلى معتقل مصغر وثكنة للدراسة لا يسمح للطالب فيها إلا بالأكل والنوم، فهو مطالب طوال الوقت أن يكون الاول على كل من حوله،

والحقيقة هي استحالة أن يتحول الجميع الى أوائل، وهنا تنبه مرعي الى أن العقل البشري أيا كانت قدراته لا يمكن أن يستوعب معلومات لمدة تزيد عن الساعتين،

ومن ثم فالحصيلة النهائية للدراسة اليومية لن تتعدى الـ 12% من الـ 24 ساعة دراسة،

وهنا تحذر الاستشارية التربوية من العواقب النفسية التي يتعرض لها الطلبة بسبب هذا النظام العقابي الصارم للدراسة والذي يولد الشعور بالغضب والحزن والاحباط، بل النوم المستمر هروبا من الواقع المرير.

 

الشعور بالذنب بداية لشخصية تابعة انقيادية

بعض الآباء يحاولون تحفيز أطفالهم للتفوق الدراسي بتذكيرهم المستمر للعبء المالي والمعنوي الذي يقع على عاتق المعيل وهو جريمة حقيقة يقع ضحيتها الآباء والأبناء معا،

حيث تحذر مرعي من هذا الأسلوب الذي يضع الطالب تحت وطأة الشعور المستمر بالذنب وجلد الذات كونه شخص يثقل بوجوده ومتطلباته البسيطة على من حوله، ولا سيما والديه وهما الأقرب له.

وأشارت إلى أن هذا الشعور سيتحول مع الوقت الى شخصية تابعة بلا قرار لا تسعى إلا لإرضاء كل من حولها لاعتقادهم الدائم أن كل ما يقدم لهم هو أمر مرهق لكل من حولهم.

 

ماذا نفعل؟

تشدد دكتورة مرعي على ضرورة خلق منظومة متكاملة من العلاقات التي توفر جو هادئ مريح يستطيع أن يحتوي الطالب ويحفزه على الدراسة والتحصيل بكل أريحية وهدوء له ولكل باقي أفراد الأسرة.

 

علاقة الأبوين بداية المشوار

لا يمكن أن نتوقع تحصيل دراسي جيد أو تفوق دراسي في جو عائلي مشحون بالخلافات والمطاحنات بين الأبوين، فالخلافات تزيد من توتر الطالب وتفقده الشهور بالأمان وبالتالي بالتركيز سواء في الدراسة أو الامتحان، ومن ثم تشدد د.هاجر على ضرورة حل الخلافات بهدوء أو إرجائها لما بعد الامتحانات حتى يتوافر جو من الهدوء والراحة النفسية للطالب يساعده على التركيز وتثبيت المعلومات.

 

علاقة الأبناء بالأصدقاء والأقارب

الدراسة لا تعني التوقف عن الحياة، بل على العكس قد يكون التواصل معهم في فترة الدراسة والامتحانات حافزا أكبر للنجاح وتفريغ الطاقة، لذا اتركي لابنك أو ابنتك الوقت للتواصل مع الأصدقاء وتوقفوا عن زرع الحقد والحسد، بل القهر في نفوسهم بعقد مقارنات ظالمة مع نظرائهم، فالكل منهم قدرات متفاوتة.

 

وجبات السعادة:

المكسرات والبقدونس والبنجر والموز

 

علاقتة بالتغذية السليمة

من أهم عناصر النجاح والتفوق اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على الفيتامينات والمعادن اللازمة لتحسين الذاكرة والتركيز بحيث لا تقل عن 3000 سعر حراري

لتعويض ما يفقده أثناء الدراسة والتركيز، وهنا تنصح ماستر مرعي بمد الطالب بالسوائل بشكل مستمر لتنشيط خلايا المخ وتوصيل الاوكسجين إليها،

ونصحت بإعداد وجبات غنية بالاوميجا 3و6 لكونهما محفزان للقدرات العقلية كالتركيز والذاكرة.

كما نوهت الدكتورة هاجر الى زيادة وجبات السعادة وهي كل ما يحفز على إنتاج هرمون السعادة، منها المكسرات والبقدونس والبنجر والموز.

 

الأصفر أثناء الدراسة يحفّز الجانب الأيسر من المخ (الذاكرة والأسماء والأرقام).. والأزرق يحفز الذاكرتين البعيدة والقريبة

 

علاقة الطالب بالألوان

نعم هناك علاقة وطيدة بين مخ الطالب وطريقة عمله وبين تحسين أداءه الدراسي، هذا ما أكدته الاستشارية الأسرية هاجر التي نوهت إلى أن العديد من الأبحاث العلمية

أكدت على أهمية استخدام اللون الأصفر أو تواجده أثناء الدراسة لقدرته على تحفيز قدرات الجانب الايسر من المخ والمعني بالذاكرة والأسماء والأرقام.

أما اللون الأزرق، فهو محفز للذاكرتينالبعيدة والقريبة، ومن ثم تثبيت وحفظ المعلومات التي يتم استدعاؤها عن اللزوم أو الامتحانات..

فيما يعد اللون الرصاصي من الألوان غير المحببة لارتباطه بالحالة المزاجية السيئة، ومن ثم النسيان.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق