تحقيقات

أطفالٌ كتبوا تاريخ العالم

 

صبيان وبنات اليوم

رجال ونساء المستقبل

 

الفرحة الكبيرة عندما تصبح الزوجة أمًّا، ويصبح الزوج أباً، ويخلفان صبيانًا وبنات.

وهنا تبدأ رسالة الأم والأب وهي رسالة سامية كبيرة وخطيرة، هي تربية الأبناء والعناية بهم، فالتربية والإعداد الجيد للصبيان والبنات هما بناء مستقبل الوطن، فصبيان وبنات اليوم هم رجال ونساء الغد.

 

رسالة «الأم» و«الأب»

ترجع خطورتها أيضا إلى صعوبة التعامل مع الصبيان والبنات، فالتعامل أو التفاهم أو مخاطبة الصبيان والبنات من أصعب مهمات الأم والأب!  وترجع هذه الصعوبة إلى عبقرية الأطفال وكيفية التعرف عليها.

لذلك نقدم عبر السطور التالية صورًا من التعامل مع الأطفال العباقرة الذين أصبحوا علامات بارزة على الفكر الإنساني:

 

  • بدأ العزف في الثالثة من عمره

262 عملا موسيقيا و22 أوبرا و41 سيمفونية

«فولفغانغ أماديوس موزارت» أشهر المبدعين في تاريخ الموسيقى، بلغ عدد الأعمال الموسيقية التي ألفها 626 عملا، على الرغم من قصر عمره، فقد ولد في سالزبورغ بالنمسا عام 1756 وتوفي عام 1791، يعني عاش 35 عاما فقط.

كان ينتمي إلى أسرة نمساوية فقيرة، والده كان موسيقيا من الدرجة الثانية، كان يعلم ابنته شقيقة أماديوس موزارت عندما بلغت سن السابعة العزف، وكان أماديوس في سن الثالثة قد انجذب الى النغمات الموسيقية، وبدأ العزف وهو في هذه السن وهو مستمتع.

في سن الرابعة اكتشف والده حبه للموسيقى، بدأ يعلمه وهو في سن الرابعة.. كان بارعا في العزف وفي ضبط الإيقاع.

بدأ أماديوس موزارت التأليف الموسيقي وهو في سن الخامسة.

يقول المؤرخون والنقاد:

ان «أماديوس موزارت كان صاحب حس مرهف وصاحب قلب رقيق، وكان شغوفا بالمرأة».

ويقولون أيضا:

أحيا أماديوس موزارت حفلا أمام ملكة ايطاليا وقبلها في عنقها، كان يقبل كل امرأة تقابله حتى الخادمة كان يقبلها.

كان أماديوس موزارت يعزف لوالده الذي قام بتسجيل كل مؤلفاته الموسيقية أماديوس وشقيقته التي تكبره بأربع سنوات كانا في نظر الجمهور والنقاد من أبرع الموسيقيين، وكانا يعرفان بالعباقرة الصغار!

في السادسة من عمره قام مع أسرته بجولة في دول أوروبا التقى خلالها بأكبر الموسيقيين في العالم، وفي مقدمتهم يوهان باخ.

قدم أماديوس موزارت 22 عملا في الأوبرا و41 سيمفونية، تميزت أعماله بالمرح والقوة، ويعتبر أماديوس أول مؤلف موسيقي في العالم يضع فهرسا لأعماله.

واضح عزيزي (الزوج) دور الوالد في اكتشاف موهبة ابنه.

 

  • تذوق الغناء والموسيقى وهو ابن الثمانية أشهر

في السابعة من عمره تفوق على أطفال في الخامسة عشرة

هنري واندورث لونغفيلو، شاعر أميركي ولد عام 1807 وتوفي عام 1882 كان يتذوق الغناء والموسيقى في سن الثمانية أشهر، كان وهو طفل تلميذا نابغة، كان يتغلب وهو في السابعة في دروسه وتفكيره على أطفال بلغوا الخامسة عشرة: كان يلتهم الكتب، كان يفضل الكتاب على ممارسة الالعاب الرياضية، أول قصيدة طبعت ونشرت له وهو طفل في الرابعة عشرة من عمره!

 

  • سر بكاء توماس لأمه.. ومن سبب نجاحي

دور الأم والأب في حياة رابع مخترع على مستوى العالم

وهنا نأتي الى التعرف على دور الأم في حياة ابنها، واكتشاف مواهبه والعمل على تنميتها، يشاركها أيضا الأب.

أبلغ الأمثلة على ذلك، عندما جاء الطفل من المدرسة باكيا لأنه كان كثير الأسئلة عن كل ما يراه أو يحيط به: ماذا؟ ولماذا؟ وأين؟ ومتى؟ وكيف؟

عندما سألته أمه عن سر بكائه، قال لها:

المدرسة قالت لي: «أنت غبي لا فائدة منك».

قالت له الأم: «ولا يهمك» راحت تقوم بتعليمه بنفسها، شعر الطفل بتشجيع أمه، وثق في نفسه، شجعت الأم ميل ابنها على القراءة والبحث عن كل شيء، شاركها الأب الاهتمام بالابن، بدأ الأب يحضر الكتب لابنه وهو في سن السابعة، تركزت الكتب التي قدمها الوالد لابنه على الاختراعات وعمل الآلات.

يقول الطفل العبقري بعد صدمته برأي أستاذته فيه:

والدتي سبب نجاحي، كانت واثقة بي، حينها شعرت بأن لحياتي هدفا وشخصا لا يمكنني خذلانه، عمل بائعا للحلوى والصحف والخضار، هذا الطفل العبقري هو المخترع الذي اخترع «الفونوغراف» وغيره من الأجهزة التلغرافية المطورة.

بالتأكيد عرفنا من هو بطل الحكاية (انه توماس إديسون).

انه مخترع ورجل أعمال أميركي اعتمد في عمله على مبدأ الانفتاح الشامل والعمل الجماعي، أول من أسس مختبرا للأبحاث الصناعية، رابع مخترع.. أكثر إنتاجا في العالم عبر التاريخ، يمتلك 243 براءة اختراع تحمل اسمه، ادت مواهبه كمخترع ورجل أعمال الى تأسيس 14 شركة أبرزها شركة «جنرال الكتريك».

من الطريف أنه تزوج من موظفة كانت تعمل في إحدى شركاته وكان عمرها 16 عاما وأنجب منها 3 أبناء وبعد 13 سنة من الزواج ماتت الزوجة لأسباب مجهولة.

وبعد سنين من وفاة الزوجة تزوج من أخرى كان عمره 39 عاما وهي في سن العشرين وأنجبا أيضا 3 أبناء.

 

  • ستيوارت يتفوق في الرابعة عشرة على رجال في الثلاثين

قدرة غريبة على نقد مبادئ علم الجبر

جون ستيوارت ميل 1806 – 1873، الفيلسوف والاقتصادي البريطاني له ثمانية إخوة نشأ بعيدا عن الأطفال، تعلم الإغريقية وهو في الخامسة من عمره، تعرف على أعمال هيرودوت وأفلاطون، تعلم اللاتينية في سن التاسعة، في سن الثانية عشرة درس لأرسطو، وهوبز في الثالثة عشرة، قرأ مبادئ ريكاردو، تأثير والده كان عليه كبيرا، معرفته وهو في سن الرابعة عشرة كانت تفوق معرفة رجل في سن الثلاثين.

المراقبون يقولون:

والده جعل منه كاتبا عقلانيا مزودا بمعارف واسعة، أحب زوجته (تايلر) حبا عنيفا لمدة عشرين عاما قبل أن يتزوجها سنة 1851 اعترف بحبه لها في كتاب له عنوانه «في الحرية» بعد 7 سنوات ماتت الزوجة عام 1858 حزن عليها حزنا شديدا، اعتكف حزنا عليها في منزل صغير.

كتب تاريخ روما وهو في سن 6 سنوات كانت لديه قدرة غريبة على نقد مبادئ علم الجبر.

 

  • فولتير ثاني مفكر بين العظماء بلغت قدرته العقلية 180 درجة

كتب تراجيديا شعرية في الثالثة عشرة من عمره

أنشد فولتير الشعر وهو طفل صغير، حفظ قصيدة طويلة من أعمال روسو وهو في سن الثالثة، كتب تراجيديا شعرية وهو في سن الثالثة عشرة، لكنه أحرقها لأنها لم تعجبه، كان يتفوق على أساتذته في الأدب واللغة، هو ثاني مفكر بين العظماء الذين يتمتعون بعقلية غير عادية، وذلك بعد جون ستيوارت (190 درجة)، حيث بلغت قدرته العقلية (180 درجة).

 

  • سيديز قرأ وكتب في الثانية من عمره..

وأتقن 5 لغات في الثامنة

وليام سيديز، طفل أميركي عجيب قرأ وكتب وهو في الثانية من عمره، وعندما بلغ الثامنة، تكلم باتقان اللغات الفرنسية والروسية والانجليزية والالمانية واللاتينية.

 

دليل الآباء للتعامل مع أطفالهم الموهبين

أعزاءنا أمهات وآباء الغد:

خبراء التربية وخبراء بناء الأسرة المتماسكة وضعوا أمامكم دليلا من ثماني قواعد للتعامل مع الأطفال الموهوبين وتشجيعهم على الإبداع والابتكار.

يقولون لكم موهبة الإبداع والأفكار عند أطفالكم يجب أن تلقى الاهتمام والرعاية منكم.

وذلك باتباع ما يلي:

1 – إظهار اهتمام الوالدين بإبراز مهارات وابتكارات الأطفال.

2 – تقديم الهدايا التي ترتبط بهوايات الأطفال في المناسبات الاجتماعية كالاحتفال بأعياد ميلادهم.

3 – الحرص على تقديم الإجابة عن أسئلة أطفالكم.

4 – احترام وجهات نظر وآراء أطفالكم ومعاملتهم على أساس أن لهم الحق في التعبير عن وجهات نظرهم.

5 – تشجيع غرائز الإبداع من غير ممارسة الضغوط عى ميول أطفالكم.

6 – تشجعيهم على المناقشة وإشعارهم باحترام آرائهم.

7 – عدم السخرية من آرائهم.

8 – كتابة تقارير تفصيلية عن مواهبهم وإعداد ملفات خاصة بهم.

 

نادية رمضان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق