تحقيقات

أمهات المشاهيـر الملك الطفل

ملك.. ابن ملك.. وحفيد ملك.

.. إنه «أحمد فؤاد الثاني» ابن فارق الأول حفيد أحمد فؤاد الأول..

.. نودي بالملك أحمد فؤاد الثاني عند مولده.. عندما عزلت ثورة 23 يوليو 1952 والده.. ومغادرته ارض المحروسة على اليخت الملكي المحروسة من ميناء رأس التين بالاسكندرية في 26 يوليو 1952.

.. ولد في 16 يناير 1952 ونودي به ملكاً على مصر في 26 يوليو 1952.. اي كان عمره اقل من سنة وعُزل يوم 18 يونيو 1953 عندما ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في مصر وتولى اللواء محمد نجيب الحكم كأول رئيس للجمهورية.

 

.. لا يمكن الحديث عن أحمد فؤاد الثاني الملك الطفل دون الحديث عن والده فاروق الأول لذلك نعقد هذه المقارنة السريعة:

 

.. الملك فاروق تولى الحكم وهو في سن السادسة عشرة عقب وفاة والده في 28 ابريل 1938.

 

.. بينما تولى الملك الطفل الحكم وهو في سن 6 اشهر تقريبا عقب عزل والده في 26 يوليو 1952.

 

.. استمر حكم فاروق 15 سنة بينما استمر حكم الطفل احمد فؤاد الثاني اثني عشر شهرا و19 يوما.

 

.. الملك فاروق كما تقول المؤرخة الكاتبة الصحافية سهير حلمي:

 

.. عاش حياته يتحرى شوقاً لامرأة تعوضه عن ملاذ الأم وحنينها.. وعن فشل حياته الزوجية مع الملكة فريدة.. وزواجه من ناريمان أم أحمد فؤاد الثاني.

 

.. فإذا كانت حياة فاروق «مليودراما» فإن حياة ابنه الملك الطفل لا تقل دراما عن حياة «والده».

 

.. يولد ثم ينادى به ملكاً.. وبعد شهور يُعزل ويعيش في المنفى!!

 

.. لكن ماذا عن أم الملك احمد فؤاد الثاني آخر ملوك اسرة محمد علي باشا التي حكمت مصر 147 عاماً؟

 

.. انها الملكة ناريمان..

.. قبل ان نخوض في الحديث عن ناريمان التي تزوجها الملك فاروق وأنجب منها (ولي العهد) أحمد فؤاد الثاني .. نرسم خطوطاً عريضة للملكة فريدة التي تزوجها الملك فاروق في يوم 20 يناير 1938.. واسمها الحقيقي «صافيناز».

 

ولدت وعاشت طفولتها في مدينة الاسكندرية.. و تزوجت من فاروق وأحبها الشعب.. واستمر زواجها من فاروق حتى طُلقت في 17 يناير 1948 وأنجبت منه 3 أميرات هن «فريال»، «فوزية» و«فادية» ويصفها مؤرخ سيرتها «فاروق هاشم» بأنها «ملكة من أشهر ملكات العالم في القرن العشرين».

 

.. بعد طلاق الملكة فريدة من فاروق.. بدأ البحث عن زوجة اخرى رغبة منه في ان ينجب منها «وليا للعهد» واخيرا وجدها.

 

.. انها الملكة «ناريمان صادق» التي تعرف بها عن طريق خبير المجوهرات «أحمد نجيب باشا الجواهرجي».

 

.. زواج فاروق من ناريمان التي أنجبت له ولي العهد دارت حوله حكايات وحكايات.

وانتشرت بين جميع طبقات الشعب المصري.. وذلك بعكس زواجه من الملكة المطلقة فريدة.

.. من أشهر هذه الحكايات ان فاروق طلب من صديقه الجواهرجي باشا.. أن يبحث له عن زوجة تصلح لتكون ملكة، وبالفعل اخبره عن «ناريمان» التي كانت مخطوبة لأحد الوزراء «زكي هاشم» و عندما رآها الملك وهو يراقبها من بعيد اثناء تواجدها في محل المجوهرات..

 

أصر فاروق على الزواج منها بعد فسخ خطوبتها من «زكي هاشم» الشاب الذي كان قاضياً بمجلس الدولة.

 

.. ومن الطرائف التي تدور حول رغبة فاروق في الزواج من «ناريمان» ان فاروق اصر على الزواج مدفوعاً بما كان يعانيه من مرض يُعرف بداء «الكليبتومانيا» او داء «السرقة» او مدفوعاً بأنه ملك وهو صاحب السلطة الذي يأمر فيطاع!!

 

.. اختلفت رؤية الكثيرين لزواج فاروق من ناريمان.. كثيرون من اقرباء الملك كانوا يرفضون الزواج بين ناريمان وفاروق.. وكان على رأس الرافضين الأمير محمد علي توفيق ولي العهد والأمير يوسف كمال وحسين باشا سري زوج خالة الملكة فريدة.. وأصدر حكماً قاسياً قائلاً «انها لا تليق بالملك».

 

.. والد ناريمان العروس «حسين فهمي بك صادق» كان يعمل وكيلاً لوزارة المواصلات.. توفي الى رحمة الله قبل زفاف ناريمان الى فاروق في 11 فبراير 1951.. أمر فاروق بأن تشيع جنازة حسين بك فهمي صادق رسمياً.. وأن يشارك فيها جميع رجالات ومسؤولي الدولة..

 

لكن حسين سري باشا رئيس الوزراء.. وهو زوج خالة الملكة فريدة رفض واستقال قبل أن يصدر اللك قراراً بإقالته.. وقال إن ناريمان لا تصلح للملك بينما الملك كان يراها عروساً مناسبة له رغم انها من عامة الشعب!!

 

.. لذلك قرر الملك قبل أن يتزوج أن تسافر ناريمان مع عمها الى ايطاليا لتتعلم البروتوكولات والاتيكيت وتتعلم قواعد التعامل كملكة..

 

.. وبالفعل أتقنت ناريمان اللغة الفرنسية وتمكنت من قواعد الاتيكيت الملوكي..

 

.. ومن الطريف ان الملك اصدر تعليماته لسفير مصر في ايطاليا للتمويه على كل الذين تعاملوا مع ناريمان.. واجهزة الإعلام.. لذلك اتخذت ناريمان اسماً مستعاراً وأعلن السفير انها ابنة شقيقته!!

 

.. وأيضاً ان الملك الطفل أحمد فؤاد الثاني ابن سبعة أشهر كوالده الملك فاروق..

 

.. لكن هناك حقيقة ثابتة وهي فرحة الشعب المصري بزواج فاروق من الملكة فريدة..

 

.. بينما يسجل التاريخ ان الشعب المصري استقبل زواج فاروق بناريمان بالرفض..

 

.. واعتقد ان ناريمان كانت ضحية للظروف السياسية التي كانت سائدة في ذلك الوقت وضحية لما كان يتردد حول فساد الملك..

 

.. ومن الطريف ان شهر العسل للملك فاروق وناريمان امتد الى ثلاثة اشهر.. في مونت كارلو وتكلفت الرحلة ملايين الجنيهات.. ما دفع شيخ الأزهر في ذلك الوقت الشيخ عبدالمجيد سليم الى ان يصرح عقب رفض زيادة ميزانية الأزهر بحجة أن الميزانية لا تسمح!!

«تقتير هنا وإسراف هناك» وقد دفعت هذه التصريحات الى اتخاذ قرار بإقالة شيخ الأزهر..

 

.. ومن الغريب انه بعد ولادة ولي العهد المنتظر سقط النظام الملكي.. وعزل الملك وعزل الطفل أيضاً وتحول النظام من ملكي إلى جمهوري..

 

.. بقي ان نقول: بعد نفي فاروق الاول وسقوط النظام الملكي في مصر.. اصطحب الملك في رحلة النفي ابنه الملك الطفل أحمد فؤاد الثاني وزوجته الملكة ناريمان (أم أحمد).

 

.. حكى مذكراته للصحافي البريطاني «نورمان برايس» وجاء في المذكرات التي سجلها «برايس» كلمات الملك «وانا استعيد حياتي الخاصة للمرة الاولى اكتشفت متعتين لم أشعر بهما من قبل..

.. المتعة الاولى: انه يمكنني البحث عن اي عمل يستهويني ويعود علي وعلى عائلتي بالنفع.

.. والمتعة الثانية: هي انني عرفت الآن متعة البداية من الصفر وهي متعة لم اكتشفها من قبل.

 

وختم الملك فاروق: «ربما أكون قد فقدت عرشي  لكنني حطمت قيودي!!».

 

.. نعود الى الملكة «ناريمان صادق» نجدها قد طلبت الطلاق في 6 اكتوبر 1952 من فاروق وطلقت في فبراير 1954 بعد ان تنازلت عن حضانة الملك الطفل.

.. وعقب الطلاق تزوجت من الدكتور ادهم النقيب وأنجبت منه ولدها أكرم النقيب وطلقت منه.. ثم تزوجت من اللواء طبيب واستاذ التحاليل الطبية د.اسماعيل فهمي وتوفيت ناريمان 2005.

 

نادية عبدالرحمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق