ثقافةمرايا

أمير شعراء الوطن العربي «علاء جانب» لـ «أسرتي»:

دولة الشعر لا أمير لها..  والإمارة لفن العربية الأول وليس للأشخاص

 

هو واحد ممن تألقوا في أكبر مسابقة للشعر، لم يعد انتماؤه مصريا فقط، وإنما هو ابن العرب، وحامل لقب أمير شعراء الوطن العربي، حاز إعجاب ملايين المشاهدين بقصائده الرصينة وأدائه الراقي خلال المسابقة في موسمها الخامس بإمارة «أبو ظبي» بدولة الإمارات، ورغم شدة المنافسة، انتزع بردة الشعر من بين عشرين شاعرا انتهت إليهم التصفيات النهائية ليحمل لقب أمير الشعراء.. إنه الشاعر المصري العربي الشاب الدكتور علاء جانب الذي حل ضيفا على مهرجان ربيع الشعر العربي بمؤسسة البابطين وكان معه هذا الحوار..  وإليكم التفاصيل:

 

في البداية نبارك لك هذا الإنجاز الذي يعدُّ حدثًا مُهمًّا في مسيرتك الشعرية.. ولكن ماذا يعني لك لقب «أمير الشعراء»؟

– أولا أشكر مجلة «أسرتي»، وأشكر اهتمامكم فهي من أولى المجلات العربية التي سارعت لإجراء حوار معي، ولعل هذا الإنجاز مبادرة طيبة ودافع جميل لمصلحة الشعر ومصلحة الشعراء، وأن يصب في نهر الشعر، ويكون رافدا يقدم دماء جديدة وشعراء جيدين.

أما لقب أمير الشعراء فهو يعني لي الفوز في مسابقة، لكني أؤكد وأقول: إن دولة الشعر لا أمير لها، والإمارة الحقيقية للشعر فن العربية الأول وليس للأشخاص.. ومادام الشاعر يقدم نصوصا جيدة فهو شاعر ولا يحتاج إلى ألقاب، فليس هناك ثبات للقب على مختلف المستويات، فدائما الجودة هي المعيار في أن تجعل الشخص في المقدمة.

كيف ترى مسابقة أمير الشعراء كمقياس للمستوى الشعري للمشاركين؟وما قولك في معايير تقييم هذه المسابقة؟

– أنا أرى أنها أعظم حدث يتعلق بالشعر في عصرنا الحديث، لأن هذه الجائزة الكبيرة تستطيع أن تنقذ الشاعر من حالة البؤس والحرمان، وتساعده على الارتقاء بمستواه الاجتماعي، كما أنها تتيح الفرصة للاحتكاك بين شعراء الوطن العربي، فهي سوق شعري ومناخ ثقافي واحتكاك جيد يستفيد منه جميع المشاركين.

كيف ترى المشهد الشعري العربي  بصفة عامة؟

–  المشهد الشعري العربي بخير، والأمة العربية دائما في إنتاج مستمر، ففي كل عام يلتقي عدد كبير من الشعراء الرائعين الذين يكتبون القصيدة العربية على مختلف أعمارهم، وقد سعدنا بشاعر سعودي لا يتجاوز العشرين عاما، وأبهرنا بالنص الذي قدمه، فالمشهد الشعري العربي بخير والأمة العربية بخير.

شعراء الكويت في ذاكرة  الشاعر الدكتور علاء جانب ماذا يمثلون؟ وما مدى ما وصلت إليه القصيدة العربية في كتاباتهم على مختلف مدارسها؟

– الكويت بشكل عام، أقولها صادقا هي المنبع الثقافي الذي تربينا على إصداراته المختلفة التي كانت تصلنا بأسعار في متناول أي شخص أن يشتريها، بداية من مجلة العربي، إلى عالم المعرفة، إلى مجلة عالم الكتب، إلى مجموعة السلاسل الضخمة التي تصلنا. صحيح أن منبتها ثقافيا على أكتاف وعلماء مصريين، ولكن هذا لا يمنع ان دورها مؤثر في الواقع الثقافي العربي، وأن شعراءها مؤثرين ويساهمون بإنتاجهم في تشكيل واقعنا الثقافي بشكل عام.

 

الحياة والمرأة وجهان لعملة واحدة..فالحياة هي المرأة والمرأة هي الحياة

 

الحياة، المرأة، الحرية.. ماذا تعني لك هذه المفردات؟ وهل أخذت حيزا في قصائدك أو تضمنتها أشعارك؟

– الحياة والمرأة وجهان لعملة واحدة، الحياة هي المرأة، والمرأة هي الحياة.. أما طرفي الحياة، فهما المرأة والموت، ومعظم أشعاري في المرأة.

– الحرية هي خيار الفرد دون ضغط أو جبر أو قيود، والحرية عند البعض تعني شيئًا أهم من لقمة العيش.

قصيدة غزة تحت القصف.. ماذا تضيف إلى شعر المقاومة؟ وما مناسبتها  وسبب إعادة نشرها في هذا التوقيت؟

– القصيدة امتداد لشعر المقاومة وهو غرض قديم من أغراض الشعر، وقد كتبت عام 2008 عندما اشتد القصف الإسرائيلي  على الشعب الفلسطيني خاصة في غزة، وأعيد نشرها مجددا عندما تجدد القصف مؤخرا، فهي مناسبة ممتدة مع الأحداث.

أين مكان الشاعر الدكتور علاء جانب من قصيدة النثر؟ وهل ستحل هذه القصيدة ضيفا على ساحة أمير الشعراء؟

– أعتقد لا.. فساحة أمير الشعراء لا تناسبها نصوص النثر، كما أنني بعيد عن هذه النصوص تماما، هي شكل أدبي جميل ولكن قد يرون له عنوانا أو اسما مقترحا لهذا اللون الأدبي الذي يكتبه البعض، وهو ليس شعرا، لأن الشعر عندنا نحن العرب  مضبوط بقواعد أقلها أن يكون هناك إيقاع موسيقي، فأعتقد أنني وقصيدة النثر لن نلتقي.

مهرجان ربيع الشعر العربي الذي تنفرد به دولة الكويت من خلال مؤسسة البابطين.. ماذا يمثل من إضافة للواقع الثقافي العربي  ولدولة الكويت خاصة؟

– في الحقيقة هذا المهرجان الذي تقوم عليه مؤسسة عريقة مثل البابطين، يمثل مناخا ثقافيا جيدا للشعراء والمثقفين، عندما يقوم رجل أعمال بمثل هذا العمل الجاد والرائع، لا نملك إلا أن نرفع له القبعة، فهو شيء نادر في هذا الوجود، فكثير من رجال الأعمال لديهم أموال، ولكن لا يبالون بالحياة الثقافية، فتحية لهذا الرجل  ولمؤسسته التي أثرت في الحياة الثقافية في كل أنحاء العالم ووضعت الكويت في منزلة ثقافية مميزة.

وماذا بعد أمير الشعراء؟

– الجهد والعرق والتعب، والاحتفاظ بالمنزلة التي وصلت إليها، والطموح لأن أخطو خطوة جديدة للأمام.

أخيرا حدثنا عن مسيرتك الشعرية  ومشروعاتك المستقبلية.

– مسيرتي تتلخص في إصدار 4 دواوين شعرية  منها: لاقط التوت، ولد ويكتب بالنجوم، الأخير منها بعنوان متورط  في الياسمين والذي طبع على نفقة المسابقة، ومازال لدي طاقة شعرية ستخرج عبر دواوين جديدة في المستقبل القريب.

مقطع من قصيدة غزة تحت القصف للشاعر علاء جانب

كتْ هندُ حتَّى شفَّ جسمي ضمورُها

عشية قالوا: غزة من يجيرُها

عشيةَ ما الغاراتُ إلا قيامةٌ

وما الطرق والساحات إلا سعيرُها

بلا رحمة يسَّاقط الموت فوقَها

فتلك بيوتُ الناس فيها قبورُها

تطيشُ بها الألباب؛ فالناسُ يستوي

أمام البلايا: شيخُها وصغيرُها

ترى النَّاس-من هولٍ-سكارى وما بهم

من الخمر… إلا الحرب جُنَّتْ شرورُها

وما راعنى فيها سوى وجْهِ طفلةٍ

تحيَّر مَمْشاها وغُمَّ مصيرها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق