تحقيقات

أول رئيسة دولة في آسيا

نحيلة الجسم… صاحبة ابتسامة دافئة.. ترتدي الملابس الصفراء

«جان دارك» العصر الحديث من ربة بيت تهتم بأولادها وزوجها وضيوفه إلى قيادة الدولة

«جان دارك» الأولى بطلة فرنسية.. لعبت دورا مهما في استقلال وطنها عن الاستعمار الانجليزي، ولدت عام 1412 وتوفيت عام 1431 أي ان عمرها لم يتجاوز التاسعة عشرة عاما.

و«جان دارك» الثانية، أو «جان دارك العصر الحديث»، كما يصفها المؤرخون والمراقبون السياسيون، آسيوية، وتحديدا من الفلبين، ولدت عام 1933، وتوفيت عام 2009 أي أن عمرها 76 عاما.

كلنا أو معظمنا على الأقل يعرف حكاية «جان دارك الفرنسية»، لكن ماذا عن «جان دارك» العصر الحديث؟

«جان دارك« العصر الحديث أول امرأة آسيوية تتولى رئاسة دولة في آسيا.

جان دارك الآسيوية تعرف بصفتين:

  • الصفة الأولى: صاحبة «الابتسامة الدافئة» لكنها قوية اسمة وحازمة.
  • الصفة الثانية: انها ذات «الرداء الأصفر»، فملابسها دائماً صفراء اللون.

دخلت «جان دارك» الفلبينية الآسيوية ميدان العمل السياسي بالمصادفة، وتحولت ربة البيت التي كانت تعد القهوة وتقدم الحلوى وأطباق الطعام لأولادها الخمسة وزوجها وأصدقائه الى «سيدة» سياسية مهمومة بالعمل السياسي، وذلك بعد أن تم اغتيال زوجها.

ولذلك قصة.

كانت «جان دارك» الفلبين أو «جان دارك» العصر الحديث متدينة، دخلت مدرسة دينية، كانت هوايتها العناية بالبساتين وأبنائها الخمسة، اسمها الحقيقي «كوا خوانجو»، تنتمي الى عائلة صينية الجذور وهي عائلة كبيرة، لذلك اختارها زوجها ابن العائلة الكبيرة أيضا زوجة له.

وأصبح اسمها بعد أن تزوجت الرجل الذي اختارته واختارها «كورازون أكينو»، كان زوجها معارضا كبيرا لحكم الديكتاتور «فرديناند ماركوس».

كان لدى زوجها طموح سياسي كبير، كان يعمل صحافيا، كتب مقالات نارية ضد ماركوس، انحاز للفلاحين والفقراء رغم امتلاك عائلته كثيرا من الأراضي الزراعية، ونظرا لشدة مقاومته ومعارضته السياسية وبسبب مقالاته النارية قضى في السجن والنفي الى الولايات المتحدة ثماني سنوات.

أفرج عن زوجها.. وعاد الى الفلبين، وعندما وصل الى مطار مانيلا تم اغتياله، كان ذلك تحديدا عام 1983.

سنوات السجن التي قضاها الزوج «بينينو أكينو» قبل اغتياله، غيرت من طبيعته، وأثرت الى جانب اغتياله في زوجته وفي طبيعتها الهادئة وخاصة بعد أن أعلن الديكتاتور ماركوس الأحكام العرفية وفرض القيود والإجراءات التي ادت الى اعتقال «بينينو أكينو» لمنعه من الترشح للرئاسة.

سنوات السجن والنفي وعملية الاغتيال جعلت «جان دارك» العصر الحديث صاحبة الابتسامة الدافئة والحاسمة وذات الرداء الأصفر الى سيدة مهمومة بالعمل السياسي، ونجحت بمساندة من الشعب والجيش في الوصول الى قمة السلطة.

هزمت عدو زوجها فهرب مع زوجته الجميلة!

وعندما تولت «كورازون أكينو»  الحكم أصبحت أيضا أول امرأة تتولى قيادة دولة في آسيا!

أصبحت «كورازون أكينو» مهتمة بالعمل السياسي، وضعت في مقدمة أهدافها:

  • التمسك بالشرعية، والالتزام بأحكام القانون.
  • استعادة المؤسسات الديموقراطية لعافيتها.

وكان أكبر هَمّ يقابلها كرئيسة للدولة انتشار الاغتيالات السياسية في أنحاء الفلبين.

وفي 25 فبراير 1986 حدثت «انتفاضة شعبية»، استمرت الانتفاضة أياماً، انضم الى الشعب في انتفاضته جزء من الجيش، لكن الديكتاتور ماركوس فاز في انتخابات مزورة، وأمام تزايد الثورة الشعبية، اضطر ماركوس الى الهرب ومعه زوجته الجميلة إميلدا،

وهي المرأة التي هزمها جمالها في مواجهة المرأة «النحيلة الجسم.. ذات الابتسامة الدافئة..  والرداء الأصفر»، حظيت المرأة النحيلة الجسم ذات الابتسامة الدافئة والرداء الأصفر بشعبية كبيرة بين الجماهير ليس في بلادها فقط،

وإنما امتدت هذه الشعبية إلى أنحاء كبيرة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، وهذا ما دفع المراقبين والمؤرخين الى منحها لقب «جان دارك» العصر الحديث.

صمدت في مواجهة الأحداث السياسية وهزمها السرطان

رغم الشعبية ومساندة الجماهير لـ  «كورازون أكينو» إلا أن فترة رئاستها شهدت اضطرابات سياسية ومحاولات انقلابية، لكن الذي هزمها «السرطان» لكنها ظلت صامدة ومتمسكة بحضور قداس نهاية الأسبوع الى أن تمكن منها مرض السرطان، حيث نقلت الى المستشفى وتوفيت في السبت الأول من أغسطس عام 2009.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق