تحقيقات

إشباع الاحتياجات العاطفية للرجل والمرأة.. سعادة مؤكدة

من خلال سيمنار الأول من نوعه في الكويت، وبتنظيم شركة Vigor events، قدم الخبير العالمي وصاحب الكتاب الأشهر في مجال العلاقات «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة» جون جراي محاضرة حول العلاقات بين الرجل والمرأة على أكثر من مستوى، خاصة فيما يخص الاحتياجات المتنوعة المتميزة بين الطرفين أو النوعين من الجنس البشري.. وقد تطرق جون جراي إلى نقاط مهمة وعملية في شأن التعامل الأمثل بين الطرفين بشكل عام أو بين الشريكين الزوجيين بشكل خاص.

وقد طرح في محاضرته أسئلة وإجابات غاية في الأهمية تشكِّل قوام السعادة بين أي شريكين متزوجين.

الاحتياجات العاطفية بين الرجل والمرأة

هناك سؤال لا يُسأل عادة، ويطرحه جون جراي: كيف تختلف الاحتياجات العاطفية بين الرجل والمرأة؟

ويجيب: «في هرم ماسلو» للاحتياجات الإنسانية، هناك فرق واضح ومهم بين الأكل مثلا كاحتياج أساسي وبين الاحتياجات العليا مثل الحب والانتماء وتحقيق الذات.

وقد أجمعت كل النساء اللاتي تحدثن إلى چون جراي على مدار 40 عاما أن سبب نجاح العلاقة مع الرجل هو أن الرجل «يهتم» (Care)، أيضا «التقدير» (Appriciation) لما يفعله حتى وإن كان بسيطاً.

أيضا الحاجة عن التعبير عن الذات أو إلى التعبير بشكل عام هي حاجة قوية لدى النساء.. لذلك، فإن 90  ٪ من الرجال يشتكون من كثرة الأسئلة المُوجهة إليهم من النساء، ويكون الرد المناسب لهذه الشكوى، الرد عليهن يجب أن يكون عدم الرفض للمرأة السائلة، وإن كنت رافضاً لما تقوله!

وفي مجال الأعمال، فإن زيادة الإنتاجية في العمل تأتي من زيادة الإشباع للجانب العاطفي  الإنساني في المكان – خاصة للمرأة.. فنحن – كما يقول جون جراي – جائعون إلى الاحتياجات العاطفية ونسعى إلى إشباعها.

أما فيما يخص الرجل، فاحتياجه – مثلا – الى الراحة والاسترخاء في البيت أمر أساسي واحتياج ضروري جدا، وذلك لضرورة تحقيق التوازن بين ضغوط العمل وبين البيت، حيث لا ضغوط – هكذا المفروض، فالرجل في أشد الاحتياج الى أن يفصل تماما عن أجواء العمل، بينما نجد المرأة تظل تُلح في لفت نظره الى أشياء كثيرة يجب أن يقوم بها في البيت!

وهنا.. لا تُبنى الثقة بينهما، لأن عند الشعور بالتوتر يستمر الضغط Stress، وهو أسوأ الأشياء التي تحدث بين الطرفين.

ذكاء النوع الاجتماعي Gender Intelegant

يتساءل جون جراي: ما ذلك الذكاء في النوع الاجتماعي؟!

ويجيب: يتحقق هذا الذكاء الخاص بالنوع الاجتماعي، أي الفرق بين الجنسين، من خلال القدرة على إشباع احتياجاتنا العاطفية كنوع اجتماعي أو جنسي مختلف عن الجنس الآخر، وذلك يؤدي الى نتائج إيجابية بين الجنسين، بين كل من الرجل والمرأة، وفي أماكن العمل، وهي:

1 – تطوير التواصل.

2 – رفع الأخلاقيات وروح الفريق.

3 – تقليل الصراعات.

4 – زيادة التعاون.

5 – إلهام التحالف.

6 – بناء الثقة.

7 – إيقاظ الإبداع.

8 – دعم الطاقة.

9 – زيادة تقدير الذات.

وبالتالي.. هي دعوة من جون جراي لكل شخص: كن ذكياً كنوع اجتماعي مميز (سواء كنت رجلاً أو امرأة).

هذا الذكاء في النوع الاجتماعي يعني فهم الأخلاقيات والتمايزات بين الجنسين.

ويرى جون جراي أن المرأة لا تستطيع الانفصال عن المشكلات، ويكون الحل معها هو مشاركتها في هذه المشكلات، وبينما الرجال ينفصلون عن المشكلات الصغيرة وينخرطون في الكبيرة، فإن النساء ينفصلن عن المشكلات الكبيرة وينخرطن في الصغيرة، وعندما تصبح المرأة عاطفية، يصير الرجل عقلانياً، ويجب عليه أن يشعر بذلك الانخراط في العاطفة، لكن الرجال يتوترون عندما يجدون المرأة في حالة انفعالية أو عاطفية، فالنساء كالأمواج تأتي وتذهب.

لتقليل حدة الصراع والتوتر عند الجدال بين الطرفين

لكل مشكلة عدة حلول أو خيارات، ولتذهب الى مبدأ فوز/ فوز في النقاش.

1 – لا تقل للطرف الآخر: «نعم.. ولكن»، فأنت بذلك تحطم معنوياته.

2 – «افهم وجهة نظرك».

3 – أعد بكلماتك الخاصة ما فهمته من الطرف الآخر.

4 – قل له: «نعتبر رأيك هذا اختيار رقم 1».

5 – قل: «اختيار رقم 2 هو….».

6 – قل: «دعنا نفكر في اختيار آخر».

فتش عن الهرمونات!

كل شخص لديه قوة ذكورية وقوة أنثوية، ولكن يجب التوازن بينهما، فالرجل – مثلا – لديه هرمونات ذكورية وأخرى أنثوية، والمرأة كذلك، لكن يغلب على كل منهما الهرمون المميِّز للنوع الجنسي لكل منهما.. القوة الذكورية لدى الرجل تأتي من الأفعال والتنفيذ والتأثير.. من قوله: قدمت الكتاب، قدمت الندوة، حققت الهدف… إلخ، أي قوة الفعل.. قوة المرأة في الحب.

التستوستيرون يجعل الرجال فاعلين أسرع، أقوى، يواجهون ويدافعون ويحمون.

ويتساءل جون جراي:

هل نحن بالفعل مختلفون رجالا ونساءً؟!

ويجيب: الاختلاف الفاعل جدا يأتي من الاختلاف بين نوعيتي هرمونات الذكورة والأنوثة: «التستوستيرون» و«الاستروجين»، فالرجال يحتاجون الى هرمون التستوستيرون 30 مرة ضعف النساء، فهو هرمون الذكورة، حيث القوة والفاعلية والقيادة… إلخ.

والنساء يحتجن إلى هرمون «الاستروجين» (وأيضا هرمون البروجيسترون) 10 مرات ضعف الرجل.

ويمكن وضع الفروق بين الجنسين من حيث الاحتياجات العاطفية لكل منهما، على أساس الفروق بين طبيعتي هرمون الذكورة وهرمون الأنوثة، على النحو التالي:

التستوستيرون:

1 – الثقة Trust.

2 – القبول Acceptance.

3 – التقدير Appriciation.

الاستروجين:

1 – الاهتمام، العناية Caring.

2 – الفهم Understanding.

3 – التصرفات Acknowledge.

ومثالاً على احتياج الرجل الى الراحة والاسترخاء في البيت بناء على هرمون الذكورة هو أنه بعد يوم طويل من العمل الشاق وانحسار التستوستيرون في جسمه، يفقد قدرته وطاقته، وهنا يحتاج الى تعويض ما نضب من التستوستيرون داخله من خلال الراحة والاسترخاء، أو قراءة جريدة، أو اللعب مع من حوله من أفراد الأسرة أو الهدوء، مما يشحن جسمه من جديد بطاقة التستوستيرون، فهو هرمون قابل للتجدد بالأشياء أو الأنشطة السابقة، ويعود الى دورته مجدداً.

تخفيض التوتر والغضب من العمل إلى البيت

بالنسبة الى الرجل، عندما يعود متوتراً من العمل، يحتاج إلى أن يتعلم كيف يخفض من توتره وغضبه الناشئ عنه.. والغضب يأتي من إحباط المشاعر، فإن أحبطت مشاعر الشخص تحول الى الغضب، وهو يتراكم في حياتنا اليومية بأحداث متكررة تؤدي الى ذلك التراكم والتوتر.

لذلك، إذا طلبت الزوجة من رجلها خفض صوت التلفزيون بصوت هادئ، لن يشعر بالغضب أو لن يعتبره أمراً مثيراً للغضب، بل رجاءً، فيستجيب.

ويؤكد جون جراي أن الغضب يُستخدم من الرجال للسيطرة والتحكم  بل والإخافة أو التخويف للنساء! لكن النتيجة تكون سلبية، لأن احتياج المرأة دائما الى الحنان والاحتواء والشعور بالمساواة، وهذا هو النجاح في العلاقة.

ومن الوسائل التي يراها جون جراي ناجحة جدا في تخفيف التوتر:

الصلاة، وهي سؤال الله المساعدة، مما يزيد من الهرمونات المميزة لكل من الرجال والنساء، وهو يرى أن الصلاة هي أكثر مضادات الاكتئاب على الكرة الأرضية!

وما يحدث للرجل في مكان العمل، هو أنه يعمل على الكمبيوتر لفترات طويلة، والعمل على الآلات يجعلنا مفتقدين للعاطفة، وعندما أتعامل مع الكمبيوتر أصبح متوترا! وإن جاءتني امرأة في المكتب سوف لا أرحب بها، فتشعر هي أيضا بالتوتر بسببي! لأن المرأة من احتياجاتها أنها تريد أن تتحدث دائما وأن تعبِّر وأن تتواصل بشكل مستمر.

والحل السريع لذلك، هو وجود التستوستيرون لدى الرجل، فما يفعله الرجال هو التفكير وإعماله، وعندها تقل العاطفة ويصير الموقف أكثر عقلانية وهدوءاً، دون توتر المرأة أو الرجل.. فالرجال يفكرون بعقولهم،

والنساء يفكرن بعاطفته، فإن تحدثت المرأة ولم يلتفت إليها الرجل، شعرت بالإهمال.. فالمرأة تبحث عن التواصل والمشاركة دائماً، لأن ذلك يزيد من مستوى التستوستيرون ويحل المشكلة، ولذلك، أصبحت معظم شكاوى النساء مختصرة في أن الرجل لا يستمع!

وبالتالي تجاهل الرجال لهن!

وأما شكاوى الرجل الأولى فهي أن المرأة تشتكي كثيراً! النساء يرتحن عندما يتحدثن، أما الرجل فهو لا يتوتر أو يغضب عندما لا يتحدث إليه أصدقاؤه كثيراً.. أما النساء فقد اعتدن أن يسألن الكثير من الأسئلة، والمرأة تسأل كثيرا كي تشعر بالدعم من الرجل إن انتبه إليها وأجابها.

أما المرأة، فهي تستطيع توصيل رسالة غاية في الأهمية والروعة الى الرجل، عندما تستمع إليه، فهو يتكلم وهي تسمع باهتمام، وبالتالي تكون رسالتها إليه: أنا أثق بك، وأقدِّر ما تفعله لأجلي.. إن الرجال يفكرون، والنساء يتحدثن!

والمرأة عندما تسأل الرجل: هل تعتقد ذلك؟ فهي بذلك تحاول أن تحصل على تأييد أو  دعم لوجهة نظرها.

لكن الرجل قد يعتبر هذا السؤال بلا معنى! بل قد يتبع بطرح أفكار عملية أخرى!

لكن الخيار الثالث الأفضل هو أن نذهب كلانا إلى المناقشة، فالمرأة تحب أن تسمع عبارات: «إنك على حق»، والرجال أيضا يحبون ذلك.

وأما في حالة غضب المرأة، فإن منسوب الاستروجين يرتفع، فتغدق في مشاعرها!

وردة واحدة تسعد

المرأة بنفس كمية صحبة ورد كاملة!

المرأة والسعادة

يرى جون جراي أن بعض الأشياء الصغيرة تحدث فرقا لدى كل من الرجل والمرأة.. فقد تشعر المرأة بسعادة غامرة لمجرد إهدائها وردة واحدة من الرجل، وقد لا تشعر بسعادة أكبر أمام باقة ورد كبيرة!

المسألة مسألة مشاعر تتأثر بأقل الأشياء، وبالتالي، قد لا تشعر المرأة بالسعادة مهما فعل لها الرجل! إن لم يكن الحب موجودا والصدق معه، فالحب يجعلنا جميعا سعداء، كما أن المرأة وحدها تستطيع إسعاد نفسها.

وعندما تطلب المرأة المساعدة – مثلا – من الرجل، فإن هرمون الاستروجين يرتفع لديها وتشعر بالفرح وتسعد بمساعدة الرجل لها.

فن تقديم وتلقي المساعدة من الشريك

ويختم جون جراي أفكاره العملية بتقديم نصائح عملية في فن تقديم المساعدة وتلقيها بين الرجل والمرأة على النحو التالي:

  • للمرأة:

1 – عندما تحددين للرجل خيارات لمساعدتك، سوف تحبطه! وسيشعر بأنك تعيسة معه! فلا تحصريه في حيز ضيق من الخيارات المفروضة عليه.

2 – القوة النسائية الحقيقية هي أن تحصلي على المساعدة من الرجل من دون أن تسأليه مباشرة!

3 – لديك قدرة هائلة على الاستجابة بشكل إيجابي لما يفعله الرجل لأجلك، وإن كان بسيطا.

وشعور الرجل أنه مُقدَّر أمر يجعله يقدم الكثير.

  • للرجل:

– اطلب المساعدة من المرأة وأشعرها أنك بحاجة إليها، فالنساء يشعرن بالذنب إن لم يقدمن المساعدة!

والطلبات البسيطة للمساعدة منهن تفعل الكثير فيهن.

فن المديح.. وصفة عملية

يؤكد جون جراي أن الناس يقدمون أقصى ما لديهم عندما يحصلون على المديح أو التقدير، وأما العقاب فهو مع المجرمين فقط! وكلما عُوقب الطفل أكثر، أصبح مجرماً فيما بعد! والطفل قليل العقاب يصبح الأفضل؛ فالعقاب يجعل هرمون التستوستيرون ينخفض، ويجعل النساء محبطات ويشعرون أنهن يقدمن دون تلقي شيء بالمقابل، ولسان حالهن: «أنا أعطي كي أجعلك سعيداً».

ويقدم جون جراي وصفة عملية لفن المديح أو ممارسة المديح بنجاح بين الجنسين، حيث الاحتياج دائما لدى كل من الرجل والمرأة الى المديح من الطرف الآخر، أي بمعنى آخر الاحتياج الى التقدير والاعتبار.

وتتلخص هذه الوصفة في التالي، من الأقوال التي تقال أثناء الحوار بين الطرفين:

1 – «هذا له معنى».

2 – «فكرتك جيدة».

3 – «أنت/ أنت على حق».

4 – «أتفهم وجهة نظرك».

5 – «هذا المنظور منك صحيح، وخيار يساعدني على القرار».

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق