حياتنا أحلي

الاعتـدال.. صحة.. قوة.. سكينة ومحبة

ما أسلوب الحياة المعتدل أو المتوازن؟ ولماذا يعتبر الاعتدال أمراً مهماً للغاية لأجل حياتنا النفسية والاجتماعية والأنفعالية؟

أسلوب حياتنا هو الطريقة التي نعيش بها. وهو يتألف من مجموعة متنوعة من العناصر والعادات: ما نأكله، وما نشربه، ومستوى تماريننا، وكيف ننام جيدًا، وكيف ندير الإجهاد ونتكيف مع المواقف العصيبة، وكيف نتصرف أو ما سلوكياتنا في مختلف المواقف؟ بل وكيف نتفاعل مع الناس والعلاقات؟

أيضا يتأثر أسلوب حياتنا بكيفية تفكيرنا وكيف نرى الحياة بشكل عام؟ وما خياراتنا التي نتخذها عندما نواجه تقلبات الحياة؟

أسلوب الحياة المتوازن أو المعتدل هو الطريقة التي نعيش بها وتعكس كل العناصر المختلفة في حياتنا بالحجم والأهمية المناسبة

ما أسلوب الحياة المعتدل؟

أسلوب الحياة المتوازن أو المعتدل هو الركن الأساسي لرفاهيتك النفسية والحياتية، ويشمل عناصر مثل التطوير والحفاظ على الصحة البدنية الجيدة والحفاظ على مستوى جيد من الطاقة والحيوية، مع القدرة على التعبير عن إبداعك، والتمتع بالاستقرار العاطفي والنفسي، والعلاقات المتناغمة، والشعور بالتعبير عن حبك تجاه الناس والحياة، واكتساب استراتيجيات فعالة لإدارة الإجهاد ومهارات المواجهة وتحقيق الاستقرار المالي، بالإضافة إلى تنمية الشعور بالهدف والمعنى في الحياة.

من أجل التمكن من اتخاذ إجراءات ذات مغزى وإجراء تغييرات فعالة على نمط حياتك وتحسين صحتك ورفاهيتك بشكل كبير، قد يكون من المفيد للغاية النظر إلى العناصر المختلفة التي تحدد نمط حياتك. سيتيح لك ذلك تحديد أهداف مناسبة ومعقولة واعتماد استراتيجيات أكثر فعالية خاصة بكل عنصر. ويمكن التمتع بأسلوب حياة معتدل سعيد متناغم من خلال مكونات ستة، حيث يمكننا القول إننا نتمتع بأسلوب حياة معتدل حقًا عندما نكون متوازنين فيما يتعلق بجميع هذه المكونات،  فالإهمال أو عدم التوازن في أي واحد منها يؤثر على المكونات الأخرى. والإيجابي في الامر والمشجع لنا جميعا أن التحسن في عنصر واحد منها سيكون له أيضًا أثره الإيجابي على العناصر الأخرى.

  • أسلوب الحياة المعتدل:

صحة جسدية

أسلوب الحياة المتوازن أو المعتدل هو الطريقة التي نعيش بها وتعكس كل العناصر المختلفة في حياتنا بالحجم والأهمية والنسبة المناسبة. ولذلك فإن تبني أسلوب حياة متوازن له أهمية قصوى، لأنه له آثارا سريعة وكذلك طويلة الأجل على صحتنا الجسمانية والنفسية وجودة حياتنا بالكامل. وهذا ما تؤكده العديد من الدراسات الحديثة والتي تبين بوضوح أن حالات مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري، وكذلك العديد من الأمراض المزمنة الأخرى يمكن الوقاية منها أو حتى عكسها عن طريق تبني مواقف مختلفة وأسلوب حياة جديد. فلأسلوب الحياة المعتدل أو المتوازن آثار إيجابية على طول العمر والصحة الجسدية بشكل عام. في كتابه المهم Defy Aging قام مايكل بريكلي بمراجعة وجمع استنتاجات الآلاف من الدراسات والمراجع العلمية حول طول العمر. فجاءت أحد الاستنتاجات المهمة لهذا الاستعراض الشامل وهي أن الباحثين يقدرون أن 30 ٪ من طول العمر يرجع إلى الوراثة وأن 70٪ هو نتيجة لمعتقداتنا والمواقف ومهارات التعامل وأسلوب الحياة.

 

  • أسلوب الحياة المعتدل:

أفكار متناغمة

على الرغم من أن العلاقة بين العقل والجسم قد تمت دراستها لعدة قرون، وخاصة في آسيا، فقد بدأ العلم مؤخرًا في ملاحظة وفهم هذا الرابط الرائع الموجود بين أذهاننا ووظائفنا الجسدية. فنعلم من الاكتشافات الحديثة والمدهشة حول كيفية تأثير حالتنا العقلية على صحتنا العامة، أو كيفية تداخلها مع جهاز المناعة لدينا أو كيفية تطور الأمراض المزمنة وكذلك تأثيرها على طول العمر لدينا. وأصبحنا نعلم بعض التقنيات التي من شأنها أن تساعد على تحسين الشعور الطيب المتناغم في حياتنا.كما زادت كثيرا الأدلة التي تثبت أن العديد من الأمراض مرتبطة بالتوتر وبالتالي يمكن الوقاية منها. وقد أظهرت الأبحاث أن الأفكار السلبية والتوتر يزيدان من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والسرطان.

التأمل يبني فينا الاعتدال في الأفكار وينتج عنه تأثيرات إيجابية على وظائف المخ والمناعة

على العكس من ذلك، هناك العديد من الأدلة التي تثبت أن انخفاض مستوى التوتر مع التفاؤل والموقف الإيجابي يقلل بشكل كبير من حدوث هذه الأمراض،  من خلال المساعدة في الحفاظ على الوظائف الفسيولوجية المثلى، وبالتالي زيادة مستويات الطاقة لدينا وتعزيز نظام المناعة لدينا وقدرتنا لمقاومة تطور الأمراض وحتى شفاء لنا.إذن هو الاعتدال في الأفكار والوسطية فيها حتى لا نسمح بالتوتر والضغوط أن تفقدنا تناغمنا مع اجسادنا والحياة. كما أظهرت الأبحاث أيضًا أن التأمل الذي يبني فينا الاعتدال والتوازن في الأفكار ينتج عنه تأثيرات إيجابية وإيجابية على وظائف المخ والمناعة. والأفكار المتناغمة هي أسلوب مهم وأساسي للحياة المعتدلة داخليا وخارجيا..والتناغم هنا هو تصفية كل صراع داخلي وتوتر واجهاد عقلي أو ذهني من آن لآخر، فلا نترك الفكرة وعكسها تتصارعان في عقولنا كثيرا،  كذلك التناغم في الأفكار يعني ألا نغالي في أفكارنا السلبية أو نفرط في الإيجابية بشكل يبعدنا عن الوافع.. كذلك الأفكار المتناغمة المعتدلة تعني التفكير بشكل بعيد تماما عن الحصرية، بمعنى إما كل شيء أو لا شيء.. والتضخمي في النتائج.. والحكم الحصري على الامور.

ضرورة تعلم كيفية السيطرة على انفعالاتك كي تحقق الاعتدال المطلوب دون إفراط فيها.. بالتمارين الرياضية والعقلية

  • أسلوب حياة الاعتدال:

انفعالات تحت السيطرة

تلعب الانفعالات والمشاعر السلبية والإجهاد دورًا مهمًا في فقداننا للاتزان النفسي والخارجي أيضا.. الإجهاد النفسي له تأثيرات مباشرة على وظائف الجسم، كما أن للمشاعر السلبية أيضًا تأثيرات غير مباشرة، وغالبًا ما تؤدي إلى التدخين وتطور عادات الأكل السيئة وإدمان المشروبات أيضا، ناهيك عن الإرهاق الشديد والشعور بالإزعاج. لذلك من المهم جداً أن تتعلم كيفية تحديد تأثيرات عواطفك على جسمك وصحتك وتعاملك كله مع الحياة اليومية.. مع ضرورة تعلم كيفية السيطرة على انفعالاتك كي تحقق الاعتدال المطلوب دون افراط فيها، وذلك من خلال بعض التمارين الرياضية البسيطة مع التمارين الانفعالية البسيطة مثل تمارين التأمل البسيط الهادئ وسط الطبيعة مع ضرورة التعبير عن كل ما في داخلك من انفعالات سلبية ضارة على الورق أو لأحد المقربين اليك.. وكل هذا يجلب تغييرات لا تقدر بثمن في حياتك.

المشاركة في علاقات إيجابية ومبهجة وداعمة لها تأثير مفيد على صحتنا العامة وسعادتنا واعتدالنا العام

  • أسلوب حياة الاعتدال:

علاقات اجتماعية إيجابية

تؤكد الابحاث العلمية أن المشاركة في علاقات إيجابية ومبهجة وداعمة لها تأثير مفيد واضح على صحتنا العامة وسعادتنا وتوازننا واعتدالنا العام. إن تطوير علاقات إيجابية ليس فقط مع الأشخاص الذين يجلبون طاقة إيجابية لحياتك، ولكن أيضًا مع الأشخاص الذين ستجلب لهم طاقة إيجابية وفرحًا يعد أحد العناصر الرئيسية في حياة معتدلة، فالعلاقات الإيجابية تتوازن مع السلبيات في الحياة وفي داخلنا،  والبداية بذلك أو  بتلك العلاقات الايجابية المعتدلة هو أن تبدأ بمعرفة نفسك. فكل شخص لديه موهبة واحدة وطريقة فريدة للتعبير عنها. وعندما تكتشف ذلك، ستتمكن من مشاركتها مع الآخرين بحماس وتبني علاقات متوازنة ليس فيها افراط ولا تفريط. كذلك نحن نتوازن بقدر ما نعطي للحياة، فكلما أعطيت أكثر فأنت بذلك تسمح للطاقات الإيجابية أن تنتشر فيك وفي جميع علاقاتك، فاجعل هذا المبدأ هو جوهر كل علاقاتك.

كذلك من المهم أن تستثمر وقتًا في علاقاتك وأن تنشئ علاقات صحية مع أشخاص يجلبون طاقة إيجابية لحياتك ومن سيساعدك على النمو. يشمل هؤلاء الأشخاص زوجتك وأطفالك ووالديك وإخوانك وأخواتك وأصدقاءك. ابذل جهداً لتعزيز تلك العلاقات الإيجابية التي ستفيد صحتك الجسدية والعاطفية على المدى الطويل. وعلى العكس من ذلك، يجب أن تفكر في فصل نفسك عن العلاقات التي تبدو سامة للغاية.

لأجل حياة معتدلة..

داخلياً وخارجياً

  • تعلم تقنيات الاسترخاء.
  • تعلم كيفية التأمل.
  • حدد ضغوطاتك (الحياة الاجتماعية، المدرسة أو العمل، المال…) وتعرف على كيفية التعامل معها والسيطرة عليها.
  • ضع خططا يومية. فسيساعد التخطيط ليومك مقدمًا على تقليل التوتر الناتج عن كل الأشياء التي يجب القيام بها والتي تلوح في الأفق.
  • حدد أهدافًا قصيرة المدى وطويلة الأجل.
  • حب كل من حولك.. للتخلص من الانفعالات السلبية الخاصة بالعلاقات.
  • القيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة بشكل يومي.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق