عزيزتي غنيمةمقالات

الحياة السليمة

أنا فتاة في السادسة عشرة من عمري أشكو من كرهي للدراسة، ولا أحب أن أذهب الى المدرسة، ولا يوجد سبب لذلك، وقد خرجت من المدرسة منذ ثلاث سنوات، وكثير من أقاربنا قالوا غدا ستندمين، وأنا الى الآن لم أندم لأني لا أهوى الدراسة حتى أبي الذي كان يعزني هو وأخواتي أصبحوا لا يطيقون أن يروا وجهي، وأنا الآن حائرة ماذا أفعل.

وأخيرا قررت أن أصبح مشرفة في إحدى مدارس رياض الأطفال ولا أعرف هل يرضون بي وأنا في هذا السن؟ وأنا كذلك لا أحمل إلا الشهادة الابتدائية والصف الأول متوسط.. أرشديني بربك ماذا أفعل؟ وهل أبقى طول عمري في البيت؟

وشكرا.

المرسلة (ف.ح.)

الرميثية

 

تكرهين الدراسة والمدرسة، وتريدين العمل في مدرسة.

أفهمك تماماً.. كراهية الدراسة عقدة قديمة مردها نقص في الإرادة، ولكن الحياة تفرض علينا أن نقوم دائما بأعمال مزعجة لا نحبها تماما، فالعامل الذي يقضي عمره يضرب في الحديد والصلب حتى تتصلب عضلاته يقوم بعمل مضن ربما لا يحبه، والجندي الذي يخرج قاتلا أو مقتولا ربما يكون إنسانا لا يحب مجرد رؤية الدم، والطبيب الذي يقطع قدم إنسان أو يده ويقضي حياته بين الكسور  والجروح والدم الفاسد والميكروبات ربما لا يجب في هذا متعة، إذن.. فالحياة تطالبنا بنوع من الإرادة القوية.. تساعدنا على تحمل أشياء نكره أن نقوم بها، ولكن لابد أن نقوم بها، وإلا متنا عجزا وخوفا ويأسا.

ومن هذه الأشياء المهمة التي ربما لا نحبها التعليم.. بعضنا يحب التعليم وهذه نعمة، وبعضنا يتعلم كقضية مسلّم بها وهذا حسن، وبعضنا يكره التعليم ولكنه يتعلم، وهذا لا بأس به، وبعضنا يكره التعليم ويهرب منه.. وهذه كارثة.

نعم.. كارثة، ففي زمن الكرباء والالكترونات والصواريخ ليس لنا أمل مجرد أمل في الحياة ما لم نتجرع العلم بكل ما نملك من قوة، ولو كانت الدراسة صعبة ولو كانت العلوم الحديثة معقدة ولكن لابد من التعليم، في أى وقت وفي كل وقت.. أنت للأسف لا تستطيعين العمل الآن.. لا يمكن لإنسانة هربت من المدرسة أن تعمل مشرفة في مدرسة ولو جاز ذلك قانونا.. عليك أن تخرجي من السجن الذي وضعت نفسك فيه، وتجمعي كل إرادتك في الحياة والتحرر، وتذهبي الى أول مدرسة ليلية لتعليم الكبار، وتحصلي ما فاتك تحصيله وليس لك أمل غير ذلك، والمسألة تحتاج الى عزم وإرادة، فنحن نتجرع الدواء المر، ونتحمل الحقن في الوريد، وشق البطن.. كل ذلك من أجل الحياة السليمة، وعلينا أن نتحمل الحساب والهندسة، أيضا من أجل الحياة السليمة.

تزوّج.. وعش

 

عزيزتي غنيمة:

تحية طيبة وبعد:

أختي غنيمة: تعرفت على فتاة كويتية من عائلة محترمة محافظة، وقد تبادلنا الحب بيننا لمدة ثلاث سنوات وأقسمنا على الزواج ببعضنا البعض، هذا وانني طلبت يدها من وليها وقال لي يسعدني أن ألبي طلبك ولكن لماذا لا تخبر أهلك فذهبت الى أهلي وقلت لهم ولكن فوجئت بالرفض لأنها ليست من العائلة والقبيلة كما يزعمون.

هذا وقد صارحت والدتي بالموضوع وقالت ليس لديَّ مانع ولكن قل لأخيك الأكبر، فقلت له ولكنه رفض وصمم على أن يزوجني من ابنة عمي غصباً، وهذا ليس معقولا، والله والله ولو يصلون الى سطح القمر ما أطيعهم فأنا الآن حائر ولا أدري ما هو الطريق الذي أسلكه.. هل أنتحر أم أترك بلدي وحبيبتي؟ أرشديني وجزاك الله عني خير.

الحائر بالتقاليد المعجزة

عبدالله

لا تنتحر ولا تهرب.. تزوج فتاتك وعش حياتك كرجل.

عام 1970

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق