ثقافةزوايا

الفنانة الإماراتية عفراء بن ظاهر الفن وسيلة للتعبير عن الذات

عفراء بن ظاهر موهبة إماراتية فذة في مجال التصميم والفنون البصرية. بعد أن حصلت على بكالوريوس العلوم في الاتصال المرئي من الجامعة الأميركية في الشارقة في عام 2012، واصلت الفنانة الشابة ممارستها الفوتوغرافية الإبداعية ضمن المدرسة السريالية أو ما يعرف بمدرسة بناء الواقع، لتفوز بالعديد من الجوائز، منها المرتبة الأولى في مسابقة «جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للتصوير الضوئي» لعام 2012، ومسابقة «جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب» لعام 2010.

 

تتزاحم في عوالم عفراء بن ظاهر أجسامٌ غريبة

 

كما شاركت الفنانة الإماراتية بأعمالها المتميزة في العديد من المعارض المحلية والدولية منها: «معرض رؤى إماراتية»، الذي نظمته مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون FotoFest الدولية (2015).

معرض «نقطة تحوُّل» في «تشكيل» (2014)؛ ومعرض «الماضي واستمراره: فنون معاصرة من الإمارات» الذي نظمته السفارة الإمارتية في العاصمة الأميركية واشنطن بالتعاون مع مركز مريديان الدولي (2014)؛ ومعرض Tessellation Make-up في غاليري زيلبرمان (2012)؛ ومعرض «تعابير إماراتية» مع ستيفن شور، منارة السعديات، أبوظبي (2011)؛ ومعرض «المرآة العاكسة» في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك (2010).

تقدم عفراء تجربة استثنائية في الفنون المفاهيمية والأدائية، فبدت دائمًا معنية بالتقاط صور لمفردات البيئة الإماراتية مع نقل المشاعر الإنسانية الداخلية من خلال توليفات حركية خاصة للجسد البشري، ووجدت في الجسد البشري النسوي ضالتها. بدا ذلك واضحًا في معرضها الأخير «تراتيل نائم» الذي احتضنه مؤخرًا مركز تشكيل الحاضنة الإبداعية الإماراتية الإقليمية، لتكون بذلك أول فنانة تقيم معرضاً فردياً في إطار برنامج «الممارسة النقدية»، حيث عملت مع فنان الأداء والمحاضر أندرو ستارنر الذي أشرف عليها طوال اثني عشر شهراً مضت.

 

أداء تعبيري مسرحي في صور يتفاعل الضوء فيها مع الظلال

 

وفي هذه السلسلة الجديدة تقدّم بن ظاهر تسعة عشر عملًا تشكيليًا تشتمل على أداء تعبيري مسرحي في صور يتفاعل الضوء فيها مع الظلال لتكوين مظهر ثلاثي أو ثنائي الأبعاد لتجسّد أشياء منزلية مألوفة في توليفة استثنائية وتُضفي عليها بُعداً غامضاً لا يخلو من الرومانسية أحياناً.

وفي هذا السياق، تقول عفراء بن ظاهر: «ثمة حاجة إلى تركيب صور مستمدة من المعلومات التي تتسلل إلى أذهاننا من تجاربنا اليومية التي مصدرها الدروس، والقراءات، والأحلام، والحوارات، واللحظات والأشخاص والأشياء والذكريات».

وتتابع قائلة: «لذا اخترتُ إعادة تركيب وتوثيق الأشياء والموضوعات واللحظات، ومعرفة كيفية أن يكون لكل صورة مغزاها. وبذلك تكون الصورة بمثابة وسيلة وسيطة لتجسيد وتخليد أشياء مهملة أو ربما في طريقها نحو الاندثار».

ووفقاً لعفراء بن ظاهر فإن أحدث أعمالها تحاول الإجابة عن سؤال هو: هل ثمة أداء دون أجسام حية؟ وفي هذه الصور قد لا تكون الإجابة «نعم»، غير أنها ليست «لا» بكل تأكيد.

وعن المجموعة الجديدة من أعمال عفراء بن ظاهر، يقول أندرو ستارنر: «تشمل هذه السلسلة خلفيات ألوان الباستيل الوردية، والمنسوجات القطنية المزخرفة، وتصورات لمساحات داخلية مهجورة، لكنها ليست ناضبة. وفي هذه المجموعة نشاهد الأشياء المنزلية معزولة، لكنها ليست وحيدة، والمساحة الرحبة في الصور الفوتوغرافية تبرز كل شيء فيها بحدّ ذاته».

وهنا يتابع ستارنر قائلاً: «في هذه الصور تتزاحم في عوالم عفراء بن ظاهر أجسامٌ غريبة مجهولة الهوية، في العادة بسبب قناع من وجه الشخصية. ومثل هذه الممارسة الفوتوغرافية أقرب إلى الروحانية التي تحجب مثلما تكشف، وعُمق كل صورة يتناقض مع مظهرها، والعكس بالعكس».

 

اسم المعرض يحمل بعدًا روحانيًا غامضًا. حدثينا عنه.

– «تراتيل نائم». من الصعب جدا شرح خياري للحصول على العنوان، ولكن تبين من سؤالي لنفسي: إذا تحدثت هذه الصور، ما الصوت الذي سنسمعه عند النظر إلى العمل بشكل جماعي؟

فظهرت أنها تبدو كما لو أنها تراتيل أو دعوات كشف عنها العقل الباطن.

كيف استفدتي فنانة من برنامج «الممارسة النقدية»؟ وكيف تقيمين عملك مع فنان بحجم «أندرو ستارنر»؟

العمل مع «أندرو ستارنر» أثر على عملي بأكثر من طريقة، فسابقًا كنت أعمل على صوري في عزلة، ولكن مع «أندرو» مررنا على قراءات مثيرة للتفكير، وكانت المناقشات لها دور على الأعمال بطرق مختلفة فكانت وسيلة رائعة للحفاظ على مناقشات حية والرسم على موضوعات لطالما كنت أريدالبحث عنها.

 

الجسد البشري النسوي في الكثير من أعمالك.. فلماذا؟

– الفن وسيلة للتعبير عن الذات، فهو شيء لابد منه، أن تجسد النساء الكثير من أعمالي.

 

صورك تحمل عادة توثيقًا لعلاقة الإنسان بمفردات بيئته ولكن بشكل غامض.. فهل تتعمدين الغموض في الرسالة التي تقدمينها؟

– نعم ولا….. هذه المفردات هي في أهمية الشخصية المطروحة، خياراتي من المفردات كلها من محيطي المباشر، سواء كانت الكراسي، أو المزهريات، أو المنسوجات وغيرها، فهذه الأشياء تحمل قيمة معينة وتتعلق بلحظة معينة إن كنت أرغب في التقاطها، وأحيانا تساعد على تسليط الضوء على شعور أود التقاطه فهذه المفردات تتحدث عن مكان، وزمن، وأفراد في بعد جديد.

 

وهل الفنان مطالب بأن يكون واضحًا فيما يقدمه من أعمال للوصول لشريحة أكبر من الجمهور؟

– الوضوح مطلوب إلى حدٍ ما في توصيل فكرة الفنان إلى جمهوره حتى يتفاعل مع أعماله، ولكن شيئا من الغموض لا يضر العمل الفني.

 

في معظم أعمالك تستخدمين مفردات للبيئة الداخلية والمعيشية وتبتعدين عن عناصر الطبيعة.. فلماذا؟

– استخدمت الببغاء وبعض النباتات في الصور كعناصر من الطبيعة.

 

كيف تقيمين أداء المؤسسات المعنية داخل الدولة في تشجيع الفن والفنانين؟

– إن الدولة بأجهزتها كافة تشجع وتحتضن الفن؛ وهذا يبرز من خلال تنظيمها للمعارض الدولية، وجوائز وبرامج كـ «برنامج الممارسة النقدية» وغيرها، حيث تقوم المؤسسات بدعم ورعاية الفنانين الناشئين. وأيضاً تنظيم ورش عمل لتوسيع مهاراتهم.

 

«أسرتي» في كل مكان

دبي – غادة الصاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق