تحقيقات

المغامرة الكويتية لميس نجم: تحدي القطب الشمالي..مسألة ذهنية أكثر منها بدنية

في واحدة من أخطر المغامرات في العالم

الحائزة  جائزة المرأة العربية لعام 2018، المغامرة الكويتية لميس نجم تمكنت من الوصول إلى واحدة من أعلى قمم العالم في القطب الشمالي المتجمد بعد خوضها  واحدة من أخطر المغامرات في العالم.

«أسرتي» التقت المغامرة لميس نجم للتعرف منها كيف تمكنت مع الفريق المكون من عدد من سيدات أوروبا والوطن العربي من اجتياز القطب الشمالي، وإليكم التفاصيل:

هل لنا أن نتعرف على جوانب في شخصية الشابة المغامرة لميس نجم؟

– أنا شخصية اجتماعية مجتهدة أحب العمل وأسعد عندما توكل إليّ مهمة من المهام وأشعر بالفخر إذا أنجزتها، وأنا أعشق التحديات والمغامرات الجديدة، وتساعدني هذه التجارب على النمو كشخص وأحب التحديات التي تخرجني من منطقة راحتي.

 

منذ صغرك وأنت شغوفة بتعلم الكثير من الأمور فكيف اثرت دراستك على حياتك؟

– الفنون البصرية والرسوم المتحركة كانت دائما شغفي، لدي شهادة BFA في التصميم الجرافيكي من الجامعة الأمريكية في الكويت AUK وشهادة MFA في الكمبيوتر من مدرسة الفنون البصرية في مدينة نيويورك. ومع ذلك؛ عندما يتعلق الأمر بوقت الفراغ، أنا دائما أحب أن أكون في الهواء الطلق، منذ أن كنت صغيرة، شرعت في مغامرات مختلفة، سواء في الكويت أو الأردن «حيث أزورها كل عام» أو خلال الإجازات الصيفية.

دائمًا ما أعتبر مسيرتي المهنية والتعليمية كأولوية أولى، ولكن حياة المغامرة هي ما أقوم به في أوقات فراغي. ان هذه المغامرات نوع من الإدمان بالنسبة لي لدرجة أنني أتخلى عن الكثير من الأمور الترفيهية الأخرى في الحياة في سبيل القيام بمغامرة جديدة.

 

لم يكن العيش في الغابات أو تسلق الجبل خياراً سهلاً بالنسبة إليّ

 

ما المجالات التي خاضتها لميس نجم؟

– في سن العاشرة، بدأت ممارسة «تاي كوون دو» منذ ما يقرب من 12 عامًا وهو جزء من الفنون القتالية الكورية التقليدية، وهذه الرياضة لم تعلمني مهارات القتال الجسدية فحسب، بل أيضًا علمتني الانضباط واحترام الذات والمثابرة.

في مطلع العشرينيات من عمري، أصبح السفر إلى أكثر من وجهة جديدة ليس فقط للاطلاع على المعالم السياحية أو المطاعم الفاخرة، لقد أدركت أنني أكتشف نفسي مرة أخرى في الطبيعة عندما أخرج من منطقة الراحة الخاصة بي.

ونظرًا للجزء من العالم الذي أتيت منه لم يكن العيش في الغابات أو تسلق الجبل خيارًا سهلا بالنسبة لي، لذلك بدأت أبحث عن المغامرة في أي مكان أذهب إليه، لقد قمت بالعديد من رحلات التخييم في مناطق مختلفة من العالم، وقمت أيضًا بتسلق أعلى جبل في أفريقيا وهو جبل كليمنجارو،  لكن لا شيء أخطر من هذه المغامرة.

 

حصلت على دعم غير متناهٍ من أهلي طوال هذه الرحلة الخطيرة

 

كيف تعاملت أسرتك مع فكرة سفرك للذهاب لمغامرة في القطب الشمالي؟

– نشأت وسط عائلة تشجع على فكرة الاستكشاف، ومن ثم حصلت على الدعم غير المتناهي طوال هذه الرحلة الخطيرة، لطالما كان القلق والحذر حاضرين لكن ذلك لم يمنع أسرتي من تشجيعي.

 

كيف جاءت فكرة ذهابك للمغامرة للتزلج في القطب الشمالي؟

– في مارس 2016، صادفت موقعاً على شبكة الإنترنت يدعو جميع النساء في الشرق الأوسط اللواتي يرغبن في القيام برحلة مثيرة إلى القطب الشمالي، وذلك لتشكيل فهم أفضل وتبادل ثقافي بين النساء في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط.

بعد أن ملأت الطلب واجتزت العديد من المقابلات مع قائدة المجموعة فيليسيتي أستون، تم اختياري لتمثيل الكويت مع نساء أخريات من الدول العربية وأوروبا.

 

حرصت على أن يكون عقلي دائمًا إيجابيا

 

هل تم تدريبك وتأهيلك قبل المغامرة؟

– بعد اختياري وكوني جزءا من فريق النساء العربيات لرحلة القطب الشمالي تلقيت 3 دورات تدريبية لإعدادنا للبعثة المنتظرة، كان التدريب الأول في آيسلندا. حيث أمضينا 5 أيام في الأكواخ لدراسة كل شيء نظريًا قبل أن نبدأ العمل، في اليوم الخامس انتقلنا إلى أطول نهر جليدي في آيسلندا، نهر لانغجوكول وبقينا هناك لمدة 5 أيام أخرى.

التدريب الأول كان الأصعب وغير المريح بين كل التدريبات، كنت جديدة على البرد وعلى الظروف الجوية القاسية، كان من الصعب عليّ أن أعتاد على ارتداء كل هذه المجموعة من القفازات والسترات الواقية، والزحافات، والتعود على حياة الخيام، علاوة على ذلك كان المكوث في خيمة مع أربع أخريات مغامرة في حد ذاتها.

التدريب الثاني كان في عمان، كان من المهم جدا للقائدة فيليسيتي أستون أن تسلط الضوء على عنصر التبادل الثقافي في تدريبنا وكانت عمان خيارا مثاليا لتعكس ذلك المفهوم، عشنا في الصحراء لمدة عشرة أيام لتعزيز قدراتنا على التحمل وتقوية عزائمنا. التدريب الثالث والأخير كان في آيسلندا، لم يكن لدي مانع من قضاء المزيد من الوقت في الجليد فقد كنت متحمسة للغاية للوصول إلى الرحلة الحقيقية.

والدرجة الأخيرة للوصول إلى القطب الشمالي هي مسألة ذهنية وعقلية أكثر من أن تكون بدنية ولهذا السبب حرصت على أن يكون عقلي دائمًا إيجابياً.

 

كيف أثر عليك عدم وجود ظلام الليل في فترة تواجدك هناك؟

– المثير للدهشة أنني لم يكن لدي أي مشكلة مع ذلك على الإطلاق، في الوقت الذي أشعر فيه أن جسدي متعب، أنظر إلى ساعتي وأعرف هذا الوقت يمكن تسميته الليل.

 

اللحظة التي وصلنا فيها إلى القطب الشمالي كانت واحدة من أفضل اللحظات

 

ما المواقف التي لن تنسيها في هذه المغامرة؟

– التدريب الأول في آيسلندا، عندما وصلنا نهر لانغجوكول الجليدي، كنا في وسط عاصفة ثلجية وكانت باردة، باردة جدا. بدا لي كل شيء جديدًا للغاية وكنت بحاجة إلى بعض الوقت لاستيعاب ما يدور حولنا،  كانت العاصفة قوية جدا وكان علينا أن نعمل معا لنصب خيمة، وأن نرتدي الملابس المناسبة والجلوس في خيمة باردة جدا حتى تنتهي العاصفة.

عندما أسقطتنا الطائرة المروحية عند خط العرض الجيوديسي 80 درجة شمالا ثم أقلعت  كان هناك صمت تام.

اللحظة التي وصلنا فيها إلى القطب الشمالي كانت واحدة من أفضل اللحظات كانت عندما كنا على بعد 120 مترا من القطب وليس 1.2 كيلومتر. ساعدنا العد التنازلي على أن نثابر ونواصل الدفع، ما زلت أتذكر اللحظة التي طلبنا فيها من فيليسيتي أن نكون قريبين جدا من بعضنا  بعضا حتى نتمكن جميعًا من التقدم على خط عرض 90 درجة شمالا في نفس الوقت.

 

رحلتي للقطب الشمالي أثبتت لي أن كل شيء ممكن بالتركيز!

 

ماذا استفادت لميس نجم من التعامل مع المغامرين في الاستكشاف؟

– لقد اكتشفت أشياء كثيرة عن نفسي والآخرين، لم أتعلم الكثير عن الثقافة الأوروبية فحسب، بل تعلمت أيضًا   الكثير عن الدول المجاورة  «السعودية وقطر وعمان».

ليس هناك شك في أن هذه البعثة المثيرة قد غيرتني، أنا أكثر تركيزا وأكثر انتباها عند الانتهاء من مهمة أنجزها، وأحاول بقدر ما أستطيع أن أكون دقيقة ويقظة كما كنت في منطقة القطب وأن أكون دائمًا موجودة في الوقت المناسب.

وأظهرت هذه الرحلة أن كل شيء ممكن، إذا ركزت فيه عقلك وقلبك.

طوال الرحلة كان لدينا هدف واحد وعملنا معاً كفريق واحد لتحقيق ذلك الهدف.

 

اخرج من منطقة الراحة الخاصة بك وانطلق إلى حلمك

 

ماذا لو قلنا لك عن كلمة توجهينها لكل من يواجه تحديات لتحقيق ما يريده؟

– شيء واحد أود إضافته هو أنه يجب عليك دائما احتضان التحديات التي تواجهها في الحياة والخروج من منطقة الراحة الخاصة بك إنها الطريقة المثلى للنمو الذاتي. اتبع دائما الحدس في حياتك. سيأخذك إلى الأماكن السحرية، حتى لو كان يبدو وكأنه لقطة تصوير طويلة، إذا كنت تعمل بجد من أجل ذلك فستحصل عليه وإذا لم يحدث ذلك فستفتح أمامك أبواباً جديدة إلى أماكن أكثر جمالاً. واعمل وفق قول «والت ديزني»:

«إذا اعتقدت أنك تستطيع، ستكون قد قطعت منتصف الطريق إلى هدفك! ».

 

ماذا عن خطط المستقبل؟ هل هناك مغامرات أخرى؟

– هناك دائما مغامرة جديدة للبدء فيها، ولكن لا شيء يمكنني الكشف عنه حتى الآن.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق