صحة اسرتيصحة وتغذية

النوم.. واضطراباته مع الطبيبة النفسيـة «مريم العوضي»

المـزاج النفـسـي صديقٌ النوم الجيد

 

«النوم.. سلطان».. هكذا يقولون عنه في الأمثال الشعبية، وهو سلطان قد يضفي على حياتنا الراحة والصحة الجسدية والنفسية أو قد يتحكم فينا باضطراباته فتكون النتائج وخيمة على صحتنا النفسية ومزاجنا العام، لذلك تحدثنا إلى الطبيبة النفسية وعضو البورد الكندي الأميركي للصحة النفسية الدكتورة مريم العوضي عن اضطرابات النوم وعلاقة النوم بالصحة النفسية والعقلية، وعن كيفية تمتعنا بنوم صحي كاف ينعكس على الصحة العامة، وعن العادات الصحية للنوم الواجب اتباعها، وكان لنا معها هذا اللقاء:

 

عدد ساعات النوم ليس مهمًّا..

الأهم عمق النوم

 

الاضطرابات النفسية صديقة

اضطرابات النوم

 

عن أهمية النوم والصحة النفسية والعقلية.. تحدثت فقالت:

أولاً وقبل كل شيء، أحب أن أوضح أن النوم من غرائز الجسم الطبيعية مثل الاكل والجنس وغيرهما، فإن اعترى النوم أي اضطرابات، فإن هذا يشكل خطرا على الإنسان، والعلاقة بين اضطرابات النوم والناحية النفسية والعقلية هي علاقة متبادلة.

وأضافت:

الحالة النفسية تتأثر وتؤثر في النوم، واضطرابات النوم الشائعة هي الأرق والصعوبة في النوم أو النوم المتقطع الذي يؤدي الى عدم الراحة، والمهم هنا ليس عدد ساعات النوم، بل جودة وعمق النوم.. أو نوعية النوم، وتؤدي اضطرابات النوم إلى شعور الإنسان بالارهاق عندما يصحو من النوم، أو الوصول إلى مرحلة العصبية، ونتيجة لاضطرابات النوم الناشئ مثلا عن أسباب عضوية، فإن اضطرابات نفسية قد تحدث، مثل الاكتئاب أو القلق العام، أو غيرها.

وتستطرد: إذا قل النوم، فإن هذا يؤثر أيضا على التركيز الذهني وقلة الانتاجية في العمل حتى العلاقات، وبالتالي فهي علاقة مهمة جدا بين النوم والصحة النفسية والعقلية وععندما يأتيني مثلا مريض بالاكتئاب، أول شيء أتوجه إليه هو إصلاح مسألة النوم لديه، لأن النفسية والمزاج النفسي لن يتحسن إذا لم يتحسن النوم.

 

لا تتناولوا المنوّمات بل عليكم

بـ «الميلاتونين»

 

وتقول الدكتورة مريم العوضي:

عندما يتعرض أحد الأشخاص لاضطرابات النوم، أنصحه بعدم تناول المنوّمات مباشرة، بل قبل ذلك علينا أن نتناول «هرمون النوم» «الميلاتونين»، الذي يساعد كثيرا بعد تناوله على ضبط الحلقة البيولوجية للنوم، بينما من الممكن جدا التعود على المنوّمات، واستخدام الميلانونين آمن ويساعد كثيرا على ضبط الأوقات المتميزة كالسفر.

وعن كيفية أن يكون النوم جزءا من الاضطرابات النفسية، تقول:

يعتبر النوم جزءا أساسيا من أعراض الاضطرابات النفسية خاصة في حالات الاكتئاب لدى الرجال، حيث قلة وتقطع النوم أو اليقظة مبكرا عن الموعد المحدد أو الاستيقاظ المبكر صباحا بدون سبب.

بينما العكس هو الصحيح بالنسبة للنساء المكتئبات، حيث تزيد لديهن جرعة النوم.

إذن، اضطرابات المزاج تتضمن كجزء أساسي منها اضطرابات النوم.

وعن مرض ثنائي القطبين تقول:

ما يميزه بوضوح انعدام النوم واليقظة المستمرة، والنشاط الزائد، وهو بذلك على العكس من الاكتئاب، وبالتالي، عندما نريد علاج ذلك أو علاج ما يسمى Mawia أو «الهوس» علينا بإصلاح اضطرابات النوم أولا، أيضا أمراض القلق تكون مصحوبة باضطرابات النوم، مثل هؤلاء الذين لديهم «نوبات الهلع»، حيث يعانون من أمراض كثيرة منها اضطراب بالقلب وصعوبة بالتنفس وغيرها، وقد تحدث لهم الأعراض نفسها أثناء النوم، وقد يحيا الشخص المصاب بهذا المرض حياته اليومية بشكل طبيعي، لكنه يشكو من فزعة تصيبه أثناء النوم فيقوم مفزوعا منها، وكأنه قد انتفض من كابوس صعب.

وبالتالي، أكثر نوعين من الاضطرابات النفسية المصحوبة باضطرابات النوم هما اضطرابات المزاج واضطرابات القلق، وهنا يكون النوم جزءا من المرض نفسه.

وعن الأسباب المكتشفة حديثا في العلاقة بين اضطرابات النوم والصحة النفسية والعقلية، تقول:

هناك تأكيد على حقيقة أن للنوم مسببين :مسبب أساسي، والآخر فرعي.. أي أن السؤال هو: هل صعوبة النوم أو اضطرابه بسبب معين أدى اليه أم أن المشكلة بالأساس هي مشكلة نوم رئيسية وسببت فيما بعد مشكلة نفسية أخرى؟

والأمثلة السابقة عن الاضطرابات النفسية السابقة عن الاكتئاب وغيره تعتبر من النوع الفرعي، أي أنها اضطرابات نفسية أدت إلى صعوبة في النوم.

وهناك حالات تأتيني ليس لديها أي مشكلة نفسية أو عقلية لكنها تعاني من صعوبة أو اضطراب في النوم.. وهنا تأتي الدراسات لكي تقول مثلا إن السبب هنا، في مثل هذه الحالة، يمكن أن يكون خللا في هرمونات المخ، مثل هرمون الدوبامين والسيروتونين اللذين يؤثران على النوم، وهناك أسباب عضوية مثل نقص الكالسيوم، نقص فيتامين (د)، نقص حمض الفوليك.. إلخ، أو زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو الأنيميا أو نقصان الحديد، وكلها تسبب اضطرابات النوم.

وهناك أيضا أمراض الجهاز التنفسي مثل «الربو»، وكذلك السمنة الشديدة، كلها تؤثر على النوم وتصيبه بالاضطراب.

 

وعن علاج اضطرابات النوم قبل أي شيء، تنصح العوضي من يعاني منها أن يتبع ما نسميه Sleep Hygiene، أو عادات النوم الصحية، فكما لدينا الوعي الصحي في الاكل أو الجسم، هكذا يجب أن يكون لدينا ما يمكن أن نسميها العادات الصحية في النوم.

وعن النوم كعلاج نفسي وعقلي، تقول:

النوم بمفرده ليس علاجا لتلك الأمراض، ولكنه جزء مهم في العلاج.

 

4 عادات صحية لنوم العافية

1 – الامتناع عن تناول كميات عالية من «الكافيين» الموجود في الشاي والقهوة وخلافهما، فهناك أناس حساسون جدا للكافيين، وهؤلاء ينصحون بتناول آخر كوب شاي أو قهوة في الثانية عشرة ظهرا، وليس بعد ذلك.

2 – الامتناع عن نوم القيلولة، لأن هذا يؤثر جدا على نوعية وكمية النوم ليلا، فهي تؤخر إفراز هرمون النوم «الميلانونين» ليلا، ولكن هذا لمن يعانون اضطرابات النوم.

3 – الرياضة التي تزيد من دقات القلب، وينصح بألا تُمارس بعد السادسة مساء، مما يقلل من صحة النوم ليلا.

4 – عدم استخدام التلفون قبل النوم مباشرة أو النوم على التلفزيون، لأن ضوء تلك الأجهزة منشط جدا للمخ، ويرسل إشارات له باليقظة، مما يؤثر على صحة النوم، وبالتالي قبل النوم بساعة يُفضل عدم التعرض للشاشات المضيئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق