تحقيقات

امرأة كويتية تعيش وسط الخطر

معالـي العسعوسـي: بدأتُ بـمــســـــــــــاعـدة 50 أسـرة في 2007 والآن

120 ألف أسرة تغيّرت حيـاتهم للأفــــــــــضـــل

 

لا شك في أن السيدة معالي العسعوسي تعد نموذجا فريدا يحتذى للمرأة الخليجية والعربية، فقد تركت وظيفتها الحكومية وتخلت عن مشاريعها التجارية واتجهت للعمل الإنساني والإغاثي في بقعة ساخنة وخطيرة هي اليمن، حيث يحيط الخطر بك من كل مكان، العسعوسي  قدمت خدمات إنسانية جليلة لآلاف الأسر المحتاجة وأنقذت عائلات من الفقر بتحويلها إلى أسر منتجة وساهمت في شفاء مئات المرضى من خلال الحملات الطبية.

«أسرتي» التقت السيدة   معالي العسعوسي، حيث روت قصتها مع العمل الخيري والانساني منذ بدايتها وكيف واصلت الطريق رغم الصعاب وحققت كل هذه الانجازات، القصة لا تخلو من المواقف الإنسانية فتابعوها معنا:

 

كيف كانت البداية عندما كنتم في البحرين ودخلتم مع جيش عاصفة الصحراء وكان عمرك 15 سنة ودخلت معك والدتك باعتبارك قاصرا، فما القصة والتفاصيل؟

– كنت حينها أتشوق لدخول أرض الكويت الحبيبة، ولكني فوجئت بأن اسمي لم يكن موجودا ضمن أسماء الفريق الذي سيرافق جيش عاصفة الصحراء، فسألت عن السبب، فقالوا إن سني غير قانونية تحت 15 سنة، فبكيت وصممت على الذهاب ووجود مخرج قانوني، ولحسن حظي أن والدتي شاركت في نفس الدورة وهي الإنقاذ والإسعافات الأولية وإطفاء الحرائق، لذا سمحوا لي بالدخول برفقتها وكانت اسعد لحظات حياتي عندما لامست قدمي تراب الكويت عند الحدود السعودية   –  الكويتية.

هل كان الوالد والوالدة يشجعانك أم يخافان عليك؟

– بطبيعة الحال دائما الأب والأم أكثر خوفاً على الأبناء من أي شيء وأكثر حرصاً على مستقبلهم، بكل تأكيد سيخافان عليّ ولكن أنا امتلك شخصية جريئة وقوية ومؤثرة أستطيع إقناعهما والتأثير عليهما، فأذكر أن الوالد رغم خوفه الشديد علينا، إلا انه كان يحرص دائما على دفعنا للأمام فيما نحب وأيضا فيما يطور من حياتنا ومستقبلنا فهو من ضحى في رعاية إخواني وأخواتي عندما دخلنا أنا وأمي إلى الأراضي الكويتية مع جيش عاصفة الصحراء وهو من شجعني لاستكمال دراستي في أميركا، وأيضا أمي لها دور كبير في استمرار عملي في مجال العمل الإنساني رغم خطورة اختيار دولة مثل اليمن للعمل فيها.

 

مؤسسة تمكين التنموية

لماذا اخترت اليمن بالذات للعمل التنموي والإغاثي؟

– دخلت اليمن عام 2007 وهو العام الذي بدأت نشاطي الإنساني فيه وصعقت من الوضع المعيشي للشعب اليمني، خاصة أن اليمن محاط بدول خليجية غنية علاوة على طبيعته الساحرة والموقع الجغرافي المهم الذي تتمتع به، بالطبع كانت رحلتي إلى هناك للبدء في تقييم مشروع تجاري يهدف إلى أغراض إنسانية، إلا أن الأمور اختلفت وتغيرت لاحقا، ولم يتم تحقيق ما ذهبت لأجله، شاهدت حالات مزرية، فهناك نساء يبعن أنفسهن في الشوارع بسبب الفقر وهناك باعة متجولون من الأطفال ومبان مدمرة وتلوث، وبعد عودتي من اليمن دارت الأفكار في رأسي حول ضرورة عمل شيء لتغيير ما أستطيع تغييره في حياة هؤلاء الناس، وفعلا بدأت بعمل محدود وهو مساعدة 50 أسرة في عام 2007 ليصل العدد إلى أكثر من 120 ألف أسرة تغيرت حياتهم للأفضل حتى عام 2016 ثم تطورت الأمور على المستوى الإنساني بشكل أكبر فقمت بتشكيل فريق عمل تطور إلى مؤسسة تنموية أطلقنا عليها اسم «تمكين التنموية» فبدأنا بعمل عدد من الدراسات وجمع المعلومات فتعديت مرحلة أن أوفر غذاء وملابس لأناس فقراء، وبدأت في التركيز على المشاريع ذات الأثر المستدام مثل المشاريع الخاصة بالنساء لأنهن مهمشات في اليمن، ومن ثم بدأنا في وضع قائمة أولويات كالتعليم والتوعية الصحية والتمكين الاقتصادي، وقمت بالتواصل مع جهات إنسانية دولية للتعرف على أعمالها وكسب الخبرات فوجدت أن أكثر استثمارها الإنساني في المرأة والطفل تحديدا، إذ إن العائد المجتمعي اكبر حين يوجه للمرأة على عكس الرجل، وتطور الدعم من الأهل والأصدقاء إلى أن وصل إلى دعم جمعيات خيرية خليجية ومنظمات دولية ومنظمات تتبع الأمم المتحدة ويصل بي المطاف في رحلتي لليمن أن أترأس مكتب العون المباشر.

يقال إنك استقلت من الحكومة وبعت شركتك الخاصة وكل ما تملكين من أجل العمل الإنساني، هل هناك أحد يفعل ذلك اليوم؟ ولماذا أقدمت على هذه الخطوة؟

– نعم لقد قمت بتصفية شركتي وأيضاً الاستقالة من وظيفتي الحكومية، مؤمنة بأن العمل الإنساني يحتاج إلى المال والتواجد في الميدان وأن العمل من المكاتب أو النزول مرة كل سنة لافتتاح مشروع خيري لن يغير حياة الناس ويوثر فيهم جذريا، فالتعايش والعمل والشراكة وترك الأثر هم أعمدة التغيير وهم ركيزة أساسية.

 

الأثر الإيجابي

تخليت عن البزنس واشتريت الآخرة، ألم تترددي أو يعارضك أحد؟

– بالطبع ترددت كثيرا وكم مرة أحسست اني وصلت إلى طريق مسدود، وذلك بسبب أن الدولة التي اعمل فيها صعبة التعايش، بالإضافة إلى خطورتها وقلة خبرتي في العمل المدني، كما لم أجد من يسهل عليّ العمل سواء من ناحية الخبرة أو الإرشاد، وبعد مرور الشهور والسنوات الأولى بدأت في تغيير رأيي لأن الأثر الملموس بدأ يطفو على السطح، ما جعلني أتعلق بالعمل أكثر واكثر، وأضف الى ذلك وجود مرشدين رائعين لهم خبرات كبيرة أرشدوني في بداية عملي وفي الأوقات العصيبة التي كنت أتردد في  إكمال المشوار بسبب صعوبات ومعارضات كثيرة من قبل الأهل والأصدقاء وناس مقربين لكن ما ان ظهر الأثر الإيجابي من الأنشطة والمشاريع التي نفذناها على أرض الواقع حتى بدأ الكل وأولهم المعارضون  لعملي في دعمي معنوياً ومهنياً ومادياً وهذا واقع لا بد أن نواجهه ونتقبل الانتقادات وقد نلاقي صعوبات كثيرة لكن حب العمل الإنساني والإيمان به   الدافع  الذي يجعلنا لا نتوقف ولو للحظة.

 

علاقتي بزوجي بدأت بمشادة وانتهت بالزواج والعمل الإنساني

 

ما محبة إلا  بعد عداوة

كيف التقيت مع زوجك عبد الله العباد في العمل الإنساني منذ أن التقيتما في المطار حتى الآن؟

– التقينا في مطار الكويت وكان يومها ذاهبا لعمل خاص في اليمن ليس له أي علاقة بالجانب الإنساني وحصلت بيننا مشادة بالمطار وافترقنا، من يومها لم نعرف أن الله سيجمعنا مرة أخرى وسبحان الله، مثل ما  يقولون  ما  محبة  الا بعد عداوة ، مرت الأيام لنلتقي في اليمن مرة أخرى ليجمعنا العمل الإنساني ومن يومها وهو بجانبي ومساند لي في تنفيذ الأنشطة والمشاريع الإنسانية في اليمن، فلولا وجوده من بعد الله ومن ثم أسرتي الكريمة لما استطعت تكملة هذا المشوار وهاجرنا لليمن للاستقرار وإحداث التغيير معا في حياة الكثير من الناس.

 

مقابلتي للدكتور السميط جعلت من مسيرتي الإنسانية نموذجاً للمرأة العربية

 

قابلت الدكتور عبد الرحمن السميط، كيف كان هذا اللقاء وماذا استفدت منه؟

– الدكتور عبد الرحمن السميط رحمة الله عليه كان وما زال المرجع بالنسبة لي حيث جمعتني معه لقاءات كانت بمنزلة اللبنات الحقيقية والتي جعلت من مسيرتي الإنسانية نموذجا للمرأة العربية والأجنبية واستفدت منه الكثير، حيث قدم لي عدة نصائح، وأهمها أن مسيرة العمل الإنساني شاقة وصعبة وقد تؤدي إلى نهاية حياة الإنسان وخاصة لمن يهاجر للعيش في دول يوجد فيها نزاعات مختلفة وقليل من يسير فيها ويكمل المشوار، فقد يتعرض الإنسان إلى المرض أو الاتهام أو في بعض الدول للقتل، لذا يجب أن نكون مستعدين قبل اتخاذ القرار في سلك هذا المسار وأن العمل يجب أن يكون من خلال فريق مؤمن بنفس الفكر وإثبات التغيير لحياة الناس والمجتمع للأفضل، وهو ما سيجعل الناس يؤمنون برسالتنا الإنسانية ويتشاركون معنا في التغيير سواء في المال أو العمل فلا ينبغي علينا الجري وراء المال، بل نجعل الأثر يتحدث وأن أغلق إذني وأمشي في أهداف مكتوبة والتي رسمتها لمسيرتي الإنسانية دون أن يؤثر عليّ أحد حتى وان اتهمني الناس بالجنون أو أحبطوني بأني لن أنجح.

كيف انضممت إلى جمعية العون المباشر؟

– انضممت إلى جمعية العون المباشر في أغسطس من العام 2015م والسبب أن الجمعية لها فرع في اليمن وتتمتع بثقل كبير في أوساط العمل الإنساني وخاصة أنها جمعية حيادية تعمل من أجل الإنسان دون تمييز ولأن قيمنا مشتركة فهذا جذبني بشكل كبير لها لأكون احد أعضاء فريقها الرائد، كما أن الجمعية أعطتني المساحة الكافية للتخطيط والإبداع في مجال العمل الإنساني, وللأمانة الجمعية تتمتع بإستراتيجية واضحة وخبرات مميزة جعلت عملنا في اليمن يخطو خطوات كبيرة  رغم صعوبة الوضع الحالي في اليمن. أضف الى ذلك ان الجمعية قبلت أن أكون أول امرأة تترأس مكتبا لها خارج حدود الكويت.

بدأت بـ 50 أسرة واليوم وصلتم لأكثر من 120 ألف أسرة و500 منحة دراسية و25 ألف حالة علاج و100 ألف أسرة أصبحت منتجة وتعيل نفسها، كيف حققتم كل ذلك في 9 سنوات فقط؟

– تحقق هذا بفضل الله أولا ومن ثم جميع من آمن بعملنا سواء الفريق أو الأسرة أو المانحون أو المتطوعون من مختلف الدول، واعتمادنا على الدراسات والزيارات والتوثيق ورسم الخطط والبرامج العلمية المدروسة، بالإضافة إلى التعلم المستمر والتدريب في مجال العمل الإنساني واستشارة ذوي الخبرة والرواد في العمل الإنساني مثل الدكتور عبد الرحمن السميط والعم نادر النوري رحمة الله عليهما إضافة إلى الدكتور علي أبو الحسن من السعودية والدكتور هاني البنا مؤسس الإغاثة الإسلامية والسيد عبد اللطيف الحمد والدكتور غانم النجار والسيد احمد الخطيب والسيدة نورية السداني والأختين فاطمة وزينب العاقل من اليمن رحمة الله عليهما، وهناك الكثير ممن شارك في إرشادنا في مختلف المراحل.

 

بكيتُ عندما رأيت ابتسامة طفل رأى أمه بعد شفائه من العمى

 

المرأة العربية

لماذا لا تصدق المنظمات الأجنبية أنك عربية كويتية؟

– لأن المتعارف أن المرأة العربية لا تخوض مثل هذه التجارب وحتى الأجنبية إلا نادرا, خصوصاً في بلد بها حروب ومشاكل اقتصادية وسياسية شائكة، وباعتباري أول أمراه خليجية وعربية تعمل في دولة مثل اليمن متشعبة التضاريس ومتعددة الثقافات والمذاهب والعادات والتقاليد وفيها تنوع سكاني ومشاكل سياسية وحروب على مدى قرون، لم تصدق هذا المنظمات الأجنبية.

صفي لنا الحياة في اليمن بكل مخاطرها خاصة أنك تعودت على القصف ومكانة المرأة هناك؟

– الحياة في اليمن صعبة جداً ومؤلمة والخطر لا يكمن فقط في الحرب، بل لا ننسى أن الوضع في الميدان متغير بشكل يومي وخاصة في الآونة الأخيرة، وفي بعض الأحيان لا تأتي الاخطار فقط من الحروب والنزاعات بل تأتي أحياناً من البشر أنفسهم أمثال كثير من التجارب التي مررت فيها مثل الاحتجاز والتهجم المسلح والاستجوابات وغيرها من أعمال لا يعرفها إلا من توغل في مجال العمل الإنساني في بلد متغير الأحوال.

لقد بكيت عندما رأيت ابتسامة طفل رأى أمه لأول مرة بعد شفائه من العمى، أو إنقاذ إنسان من الجوع أو تخرج بنت لتكمل مشوار حياتها لتعول نفسها وأسرتها يهون عليك كل الصعوبات التي تحوم حول العمل.

ما شعورك عندما تجدين ثمرة جهودك على الأسر التي قدمت لها المساعدة وكيف تغيرت حياتهم؟

– الشعور لا يمكن وصفه لغوياً ولا أستطيع التعبير عنه مهما كتبت وتكلمت وصرحت فلن يصل إلى مستوى مشاعري الحقيقية أو التعبير عنها بإنصاف.

 

رأيت بأم عيني امرأة تطعم أطفالها علف الحيوانات

 

نريد أن نتعرف على بعض المواقف الإنسانية المؤثرة التي صادفتك أثناء عملك؟

– المواقف كثيرة ومحزنة في نفس الوقت سأذكر لكم جزءا بسيطا منها، في إحدى المدن رأيت بأم عيني امرأة تطعم أطفالها العلف (غذاء الحيوانات) كي تسد رمق جوعهم، وكذلك في أحد المخيمات الطبية لمكافحة العمى التقيت إحدى النساء كانت مصابة بالعمى وكان حلمها أن ترى حفيدها بعد 17 سنة عمى وبفضل الله أصبحت ترى النور ورأت حفيدها بعد كل هذه السنوات،  القصص لا تعد ولا تحصى.

تقومين بعمل الحملات الطبية منذ أكثر من 6 سنوات، فما سبب اختيار هذا المجال؟

– نحن نقوم بعمل حملات ومخيمات طبية جراحية متخصصة في العيون بالشراكة مع جمعيات محلية متخصصة وأطباء بعضهم متطوعون من الكويت منذ العام 2010 حتى العام 2016 حيث تم تنفيذ أكثر من 11 مخيما طبيا واستفاد منهم أكثر من 45 ألف إنسان وبفضل من الله تم شفاء أغلبهم من العمى.

تقولين إنك من أخذت زوجك إلى العمل التطوعي، فكيف تسير الحياة بينكما خاصة أنكما تعيشان في ظروف صعبة وسط الحروب والقصف؟

– زوجي بطبيعة تفكيره كان من المستحيل قبوله بعمل كهذا خصوصاً انه من دولة خليجية  مترفة فلم يتعود على الحياة الصعبة والمحاطة بكثير من الصعوبات والخطورة, ولكن بعد أن انخرط معي ميدانيا شعر بقيمة العمل الإنساني والسعادة الكبيرة, وأصبح معتادا على هذه الحياة ومن أكثر الناس دعماً لي ويشد من أزري وقد وطد هذا العمل الروابط فيما بيننا وخاصة مع الظروف الصعبة التي نمر بها واليوم نحن لا نحس بالسعادة إلا بهذا العمل.

 

إستراتيجية عالمية

هل تعملين وفق إستراتيجية عالمية للعمل الإنساني وعمل مؤسسي لا يعتمد على العشوائية؟

– بالطبع السبب الرئيسي وراء النجاح الذي يتحقق سنوياً هو العمل وفق إستراتيجية عالمية للعمل الإنساني وعمل مدروس ومنظم وفقاً للأنظمة العالمية المعمول بها في باقي المنظمات فسواء كنا في مؤسسة تمكين أو بعد انتقالي للعون المباشر لا يمكن أن يتم إلا عبر الخطط والدراسات والعمل وفق المنظومة العالمية.

 

أخطأت في أميركا فعاقبوني بخدمة المشردين

 

ما الموقف الذي حدث لك في أميركا وتم عقابك بتقديم خدمة مجتمعية وأعجبتك الفكرة، فهل يمكن تطبيق ذلك في بلاد العرب؟

– الموقف انه عند ذهابي إلى أحد المتاجر لشراء بعض الأغراض ليلة عودتي للكويت في إجازة الشتاء وبسبب الاستعجال استعدادا للذهاب الى المطار للسفر لرؤية أسرتي أخذت قطعة بالغلط دون دفع القيمة المالية وقام المتجر بالتوضيح لي أن القانون الأميركي يقوم بمجازاة من يفعل هذا حتى ولو بالخطأ بالتطوع لخدمة المجتمع في أي مجال هو يحبه، وهذا ما حدث لي فاخترت الخدمة في ملجأ المشردين الذين لا يجدون مأوى لهم في فترة الشتاء وهم من فئة النساء والأطفال, وكانت من أجمل التجارب في حياتي، وقد تكون هي إحدى اللبنات الأساسية التي فتحت عيني لفئة المحتاجين بشكل أكبر وغرست فيّ حب العمل الإنساني.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق