تحقيقات

انتصرت الكويت لتحوّل قيادتها وشعبها إلى ثوار

ونحن نحتفل بذكرى  الانتصار.. ولجيل ما بعد الغزو:

انتصرت الكويت لتحوّل قيادتها وشعبها إلى ثوار

 

«التاريخ سجل الأحداث والشعوب والأمم»..لا أحد يستطيع إيقاف التاريخ أو إلغاءه.. رغم محاولات طمس وقائعه تبقى حقائق التاريخ ناصعة في ذاكرة الاجيال، فالذين عاشوا قبل أكثر من 30 عاما يتذكرون أحداث زلزال وقع في عام 1990، ولكي تبقى هذه الأحداث راسخة وناصعة في ذاكرة الذين ولدوا عام 1990 وما بعده نلقي الضوء على أحداث هذا الزلزال، وما نقوم به ليس فتحاً للجراح، ولكن لأخذ الدروس والعبر.. تمثل هذا الزلزال في «غزو صدام حسين لدولة مسلمة مسالمة هي الكويت».

 

وصفت دراسة عن مركز «الصلاح للدراسات والإنتاج الإعلامي» في باريس، صدرت طبعتها الأولى عام 1991 تحت عنوان «المتآمرون» هذه الأحداث:

الوطن العربي لم يشهد في تاريخه كارثة حقيقية مثل غزو ديكتاتور العراق للكويت.. انتهك كل القوانين والأعراف الدولية التي استقر عليها العالم في علاقاته الدبلوماسية.

تخيلوا محاولات طمس التاريخ!

تقول الدراسة:

تتستر الكارثة خلف شعارات جوفاء أبرزها:

– صدام حسين هو مبعوث الإسلام.

– صدام حسين يغار على الدين الإسلامي والمسلمين ومقدساتهم.

– صدام حسين يقف في مواجهة التواجد الأجنبي!

– صدام حسين يسعى إلى إعادة توزيع الثروة العربية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

– صدام حسين يسعى إلى سرعة تسوية القضية الفلسطينية كنوع من المساومة للانسحاب من الكويت!

وتقول: هكذا تكون المساومة، لكنها كلمات باطل يراد بها باطل.

لكن.. ما موقف الإسلام من غزو العراق الصدامي للكويت؟

– عقب جريمة الغزو أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي(مفتي جمهورية مصر العربية في ذاك الوقت).. جاء فيها:

فوجئ العالم كله باجتياح دولة مسلمة كبيرة هي العراق لدولة مسلمة صغيرة هي الكويت.

وترتب على هذا الاجتياح ما ترتب من:

إزهاق للأرواح وعدوان على الاموال، وتشريد للرجال والنساء والأطفال.. ووقوع فتن كقطع الليل المظلم مزقت المسلمين وأصابتهم كما أصابت غيرهم معهم بالاضطراب الشديد والفزع العظيم والأضرار المادية الجسيمة.

وطالب المفتي الإمام الاكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي:

على العلماء وأهل الفتوى أن يتحروا الحكم الشرعي الصحيح في فتواهم وفي أقوالهم.

وقالت الفتوى:

إن غزو العراق للكويت باطل شرعًا.

وان «كل ما ترتب عليه باطل».. فما بُني على باطل فهو باطل.

وحذرت الفتوى من «الذين يفتون بغير علم ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون».

ملحوظة (صدرت هذه الفتوى في الثامن من سبتمبر عام 1990).

ودعت الفتوى «الأمة الإسلامية بصفة عامة وحكامها بصفة خاصة في تلك الأيام التي تفاقمت فيها الفتن والفواجع بعد اجتياح العراق للكويت الى نبذ البغي والعدوان لأن ذلك يؤدي الى خراب الديار».

ودعت الفتوى «الذين احتلوا ديار غيرهم واستباحوا ما حرم الله إلى أن يَفيئوا الى رشدهم وأن يرجعوا الى الحق».

وطلبت الفتوى «الذين أطاعوا حكامهم في المعاصي والظلم والعدوان أن يقلعوا عن ذلك فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».

 

ويبرز أكثر من سؤال:

كيف تحقق النصر على «المتآمرين» وعلى زعيمهم؟ وكيف أعيد الحق الى أصحابه؟ وكيف قررت الكويت حكومة وشعبا ألا يستمر القهر والظلم؟!

الإجابة عن الأسئلة السابقة تحتاج الى مجلدات لا صفحات.

ونقول للذين ولدوا أثناء الزلزال أو بعده:

لكم أن تفخروا بإرادة آبائكم وصمودهم في وجه الطغيان.. ونضالهم من أجل قهر الظلم.

تعالوا أيها الأبناء لنرى كيف كانت بداية الصمود والنضال.

تقول دراسة صدرت طبعتها الأولى أيضا عام 1991:

«دقت الساعة.. فدقت طبول الحرب» من أجل التحرير.. و«اندكت قوات الغدر.. وعلت صيحات الشعب رافضة العدوان.. الله أكبر.. الله أكبر.

وانطلق مع هذه الصيحات «صوت سمو الأمير جابر الأحمد الجابر (رحمه الله) بكلمات حق الى ثوار الكويت بمناسبة بدء عمليات تحرير الكويت مع بشائر فجر يوم الخميس السابع عشر من يناير 1991:

«بدأ الحق يأخذ طريقه ليبدد الظلام.. ويدحر الطغيان».

 

سمو الشيخ جابر الأحمد (رحمه الله) لشعبه:

إرهاب المعتدي وبطشه لن يفت في عضدكم

 

وقال سموه (رحمه الله) مخاطباً أبناء شعبه وثواره:

«سنظل نعتز بكم.. نحن جميعاً نعيش صباحا ومساء في المحنة.. سنلتقي قريباً في وطننا.. إيماننا بالله وبكم كبير.. إرهاب المعتدي وبطشه لن يفت في عضدكم.. لقد زادتكم المحنة تلاحماً والشدائد تكاتفاً» .

 

سمو الأمير الوالد الشيخ سعد (رحمه الله):

أنتم أقوى من جحافل الظلم والعدوان

 

وهذه كلمات الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم (رحمه الله) عندما كان ولياً للعهد:

«إننا جميعا نشهد أياما مصيرية حاسمة هي ذروة كفاحنا العادل لتحرير وطننا العزيز من احتلال النظام العراقي الآثم وطرد الغزاة المعتدين، ويشهد العالم أجمع لحظات تاريخية فاصلة بين انتصار الحق والعدل واندحار الباطل والعدوان».

وقال مخاطبا أبناء الشعب:

«أنتم أقوى من جحافل الظلم والطغيان، لأن الحق معكم والعدل في صفكم».

 

وتقول الدراسة:

تحول الشعب الكويتي بالكامل وبكل فصائله إلى ثوار وثائرات.. كل في موقعه وعلى رأس هؤلاء الثوار وجدنا سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد (رحمه الله)، وولي العهد الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح (رحمه الله).. وكان الى جانب كل من الأمير جابر والأمير سعد (رحمها الله) قائد العمل السياسي سموالأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (حفظه الله ورعاه).

لقد رسم سموه حفظه الله منظومة العمل السياسي التي غطت كل المجالات وفي كل اتجاه لتؤكد حق الكويت، وتجسد قدرة الشعب الكويتي على صنع الحياة فوق هذا الجزء من العالم كقوة مساندة للحق والعدل والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق