ثقافةزوايا

بدر بورسلي: كتبت أغنية «أعترف لك» لرفيقة دربي «أم ناصر»

تحدث من القلب بعفوية وتلقائية

استطاع الشاعر الغنائي الكويتي بدر بورسلي أن يحتل موقعه البارز على خريطة الأغنية الكويتية والخليجية في مرحلة مبكرة من الستينيات، وقد اقترنت قصائده بعدد مرموق من نجوم الأغنية الكويتية والخليجية،

وهو كاتب وإعلامي وشاعر غنائي ومخرج تلفزيوني اشتهر بإبداعاته الغنائية وأشهرها «وطن النهار» التي تركت بصمة في وجدان كل كويتي، تحدث بورسلي بعفوية حديثا من القلب عن نشأته وفشله في دراسته وعلاقاته مع المطربين والملحنين من الأجيال المختلفة وكيف يرى الأغنية الكويتية في العصر الحاضر وآراء أخرى رصدناها في حوارنا معه:

ذهبت لدراسة الهندسة في أميركا لكنني فشلت تأثرت كثيراً بوالدتي وحكيها باللهجة الكويتية

هل تحدثنا عن نشأتك وكيف كانت علاقتك مع الدراسة والأسرة وتأثير ذلك في مشوارك الفني؟

– نشأت في فريج شرق، لكن تربيت ما بين شرق وقبلة والمرقاب، وكنت مثل كل عيال الفرجان في ذلك الوقت عشت حياة بسيطة، أما الدراسة فقد كنت رفيقا للفشل «يضحك» أو الفشل كان رفيقي الدائم،

وكل سنة دراسية أقضيها في عامين إلى أن انتقلت للدراسة في الكلية الصناعية في الشويخ وجاءتني الفرصة لدراسة الهندسة في أميركا فسافرت لكن فشلت أيضا ولم أصبح مهندسًا، أما علاقتي بأسرتي فتأثرت كثيرا بوالدتي وحكيها باللهجة الكويتية

وكذلك تأثرت بالنشأة في أسرة فيها العديد من الشعراء على رأسهم خالي الشاعر الراحل فهد بورسلي الذي علق على إذاعة أول أغنية لي في الإذاعة وعبر عن فرحته، لكنه دعاني للدراسة والحصول على شهادة أولًا قبل كتابة الشعر وكذلك بيتي وزوجتي وأولادي وكل شخص عرفته في شرق أو المرقاب أو الشامية ترك بصمة في حياتي وتعلمت منه وتأثرت به.

اكتشاف الموهبة

كيف اكتشفت موهبتك وبدأت تفكر في كتابة الشعر الغنائي؟

– كنت أعشق الأغاني الكويتية القديمة وأدندنها مع نفسي ووجدتني أمسك ورقة وقلم وأحاول أكتب بعض الخواطر والمشاعر فاكتشفت أن لدى موهبة وقدرة على الكتابة، لكن طبعا متواضعة فبدأت أفكر في موضوع الشعر والأغاني وكتابتها وكنت أسكن وقتها في منطقة جبلة وتصادف أن جارنا هو سعود الراشد «الأب الروحي للأغنية الكويتية الحديثة» وكنت أرى الفنانين ومنهم عوض الدوخي وفي منطقة الشامية التقيت سعود الراشد وأيضا خالد سعود الزيد، والشاعر المميز د.خليفة الوقيان ودارت العجلة.

فريق غنائي ثلاثي

شكلت فريقا غنائيا ثلاثيا مع الفنان القدير عبدالكريم عبد القادر والملحن عبدالرب إدريس وحققت معهما نجاحا كبيرا فكيف كانت بداية هذا الثلاثي؟

– كتبت أغنية «غريب أدور الحلوين» وأعطيتها لعبد الكريم عبدالقادر فجهزوا الأغنية وحذفوا منها بعض المقاطع، وكنت أمام أمرين إما أن أرفض أو أقبل على أمل أن تكون الأغنية الضاربة التي تحقق لي النجاح، وبالفعل حققت نجاحًا لم أتوقعه رغم طابعها الحزين الذي يكسر الخاطر وأعطوني أجرا وقتها سبعة دنانير ونصف فأعطيته لأمي وقلت لها هذا أول الخير يا أمي وقبلت رأسها.

لكل فنان أو مبدع فترة زمنية يتألق فيها لو قلنا ما الفترة الذهبية في حياتك؟

– أعتبر فترة السبعينيات هي الفترة الذهبية بالنسبة لي، وقتها كنت أفكر فيما يريده الشباب وشيئًا فشيئًا أوضحت خطي ولوني الغنائي الذي يميزني مستفيدا من ثراء اللهجة الكويتية ورقتها ورومانسيتها ومن الأغاني التي تركت بصمة مع الجمهور وكانت وقتها أطول أغنية كويتية مدتها 25 دقيقة.

أنا من عشاق السامري وكنا نتبع فنانيه في طفولتنا لنسمعهم

فن السامرى من الفنون الجميلة المحببة إلى الشعب الكويتي نتمنى أن تحدثنا عن هذا اللون من الفن وأنواعه؟

– لا بد أن أعترف أنني غير ملم بكل أنواع السامري، لكن هناك السامري العادي والنجازي، ومن رواد هذا اللون الفني الراحل عبدالله الفضالة والشاعر منصور الخرقاوي وفهد بورسلي وعبد الله الدويش، لكن بالنسبة لي في هذا اللون لي محاولات محدودة لأنه فن غير متاح أي أحد وهو من الفنون الرقيقة بعكس فنون البحر التي تتناول العمل والشقاء، ومن المتخصصين في السامري المبدع الفنان إبراهيم الصولة أيضا وأنا من عشاق السامري وكنا نتبع فنانيه في طفولتنا لنسمعهم، والحقيقة التقيت مع الفنان عبدالله الرويشد وكتبت أغنية بعنوان «مسحور» التي غناها الرويشد وحاولت أن أضع الجانب السامري فيها ومن أجوائها «مسحور.. وأنت بعيونك لي وطن.. أنت المكان أنت الزمن… اللي أحس فيه بالأمان… وينك يا عمري من زمان؟.. عزفي وأنا اللحن المثير… نادي على دربك أسير… مسحور أنا».

 

الأغنية الكويتية فقدت هويتها وملامحها في العصر الحاضر

كيف ترى الأغنية الكويتية في وقتنا الحاضر؟

– كتبت الأغنية منذ مطلع الستينيات وسبقني إليها الراحل منصور الخرقاوي وبدر جاسر وأحمد العدواني جميعهم تركوا لنا إرثا طيبا وإبداعات جميلة وجاءت فترة على الكويت منذ منتصف الستينيات وحتى نهاية الثمانينيات كانت الأغنية الكويتية تتميز بطابعها الخاص وتحافظ على شكلها،

لكن ما حدث بعد ذلك أن المطرب الكويتي بدأ يتطلع إلى خارج الكويت ويهتم بالانتشار في الخارج فقدم البعض أغنيات باللهجات المصرية واللبنانية، ولست ضد ذلك لكن أبناء البلد لديهم الروح التي يفتقدها غيرهم وإن كنت أعتبر أن الفنان حسين الجسمي أبدع في الأغاني المصرية

وحقق نجاحا كبيرا في مصر وخارجها فهو استثناء، ولذلك فقدت الأغنية الكويتية شخصيتها وهويتها وملامحها في العصر الحاضر على خلاف عصر شادي الخليج وعبدالكريم عبدالقادر وغريد الشاطئ رحمه الله وسعود الراشد وعوض دوخي ومحمد خليفة وغيرهم أعطوا الأغنية النكهة الكويتية شكلا ومضمونا وهذا ما فقدته الآن.

 

بين جيل الكبار والشباب

كيف ترى علاقتك بالأجيال المختلفة من المطربين وهل استطعت التواصل مع أجيال الشباب بعد جيل الكبار والمشاهير؟

– والله علاقتي «زينة.. يضحك» ثم يقول: تعاونت مع العديد من المطربين والملحنين منهم سعود الراشد وغنام الديكان وعبدالحميد السيد وعوض دوخي وطلال مداح ومحمد عبده وسليمان الملا وغريد الشاطئ وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل ونوال، ثم تعاملت مع الشباب ومنهم مشعل العروج،

وهناك الشاب عبداللطيف غازي وغيرهم وأرى الشباب أصحاب تجربة وحس خاص بهم وأتعلم منهم ولو كنت اقتصرت على جيلي لما كنت بينكم اليوم فلا بد أن تكون التجربة ثرية ومتنوعة بأذواق مختلفة حتى يكتب لها الاستمرار ولا يملها الجمهور، وأتمنى أن يراني كل جيل كانسان حاول الاجتهاد والتعبير عن المرحلة بمفرداتها.

 

لا أكتب الأوبريتات إلا بتكليف حتى لا أطرق الأبواب لتنفيذها

تعشق الكتابة للوطن وقدمت أوبريتات وطنية عديدة فما حكايتك مع الأوبريتات؟

– أنا من أوائل الذين قدموا الاوبريتات ومعي غنام الديكان وعبداللطيف البناي ثم توقفت وعدت قبل عدة سنوات في أوبريت صباح الوطن لأعمل مع جيل من الشباب مشعل العروج ويعرب بورحمة وقاسم عبد القادر،

والاوبريت لا يجب أن يكون حكرا على أحد إلا هذه المجموعة المكونة من شادي الخليج وغنام الديكان والدكتور يعقوب الغنيم والدكتور عبد الله العتيبى لأن هؤلاء أثروا الاوبريت الوطني أيما إثراء، فقد وصلوا باللغة العربية إلى الأطفال بأسلوبهم الراقي وأنا أتشرف بكتابة الاوبريت الوطني لكن لا أستطيع عمل ذلك دون تكليف ولا أكتب ثم أطرق الأبواب لتنفيذ عملي فهذا ليس من طبيعتي، لكن الأغنية أكتبها في أي وقت لأن الأمر يختلف.

دخولي المجال الإعلامي جاء بتشجيع من محمد السنعوسي

أصبحت إعلاميا شهيرا، كيف تحولت من الشعر إلى المجال الإعلامي وتقديم البرامج؟

– لابد أن أعترف بأن الفضل في ذلك يعود إلى الإعلامي القدير محمد السنعوسي أهم رجال الإعلام في العالم العربي، وأفخر  أنني من تلاميذه وفتح لي المجال على مصراعيه ودفعني إلى تقديم برنامج «أبيض وأسود» وكذلك حافظ عبدالرزاق من بداية عملي في الإعلام وحتى تقاعدي كان رئيسي المباشر الذي يشجعني على تقديم البرامج.

هل أثر العمل الإعلامي على مسيرتك الإبداعية كشاعر؟

– نعم أعترف بذلك لأن الشعر يحتاج إلى مساحة من الوقت لا يتيحها لك العمل الإعلامي الذي يحتاج لتفرغك وأنا لا أستطيع التركيز في عملين في وقت واحد، خاصة أن لي مقالاتي في الصحف والمجلات المختلفة.

سمعنا أن أغنية «أعترف لك» كتبتها من أجل رفيقة دربك؟

– نعم صحيح أغنية «أعترف لك» كتبتها لأعز الناس رفيقة دربي «أم ناصر».

كنت أتمنى أن أصبح رساماً لكني تحولت إلى الشعر الغنائي

هل لك أمنيات كنت تود تحقيقها ولم تتحقق؟

– كنت أتمنى أن أكون رسامًا لكنني تحولت إلى الشعر لأرسم بالكلمات وأعبّر عما بداخلي على الورق.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق